براوننغ (روبرت)
Browning (Robert-) - Browning (Robert-)
براوننغ (روبرت ـ)
(1812 ـ 1889)
روبرت براوننغ Robert Browning شاعر وكاتب مسرحي إنكليزي، ولد في إحدى ضواحي مدينة لندن (كامبرويل Camberwell) واكتسب عن والده ولعه بالكتب والمطالعة كما قام والده بتعليمه اللغات اللاتينية واليونانية. ترك الدراسة وهو في الرابعة عشرة من عمره، والتحق بجامعة لندن عام 1828 إلا أنه تركها قبل إتمام عامه الجامعي الأول. ظهرت موهبته الشعرية في سن مبكرة؛ إلا أن قصيدته الأولى «بولين» Pauline لم تنشر حتى عام 1833.
يعد براوننغ إلى جانب ماثيو آرنولد[ر] وألفريد تنيسون[ر]. من أهم شعراء العصر الفيكتوري الذي يمتد عبر الجزء الأكبر من القرن التاسع عشر، إذ حكمت الملكة فيكتورية أربعة وستين عاماً (1837- 1901). تزوج براوننغ عام 1846 الشاعرة إليزابيث باريت (1806- 1861) Elizabeth Barret مؤلفة القصيدة المسرحية «أرورا لي» Aurora Leigh وعُرف الاثنان بآرائهما التحررية (الليبرالية) وعدم امتداح الامبراطورية أو مداهنة الأسرة المالكة، واستقرا في فلورنسة حتى وفاة زوجته فعاد براوننغ إلى إنكلترة.
لم يحظ براوننغ بالشهرة في بداياته، فقد تجاهل النقاد والقراء أعماله الأولى لغموضها ولشدة انغماس الشاعر بأحاسيسه الفردية، ومن هذه الأعمال مجموعته الشعرية «باراسيلسوس» (1835) Paracelsus التي لم تلق قبولاً، ومسرحيته الشعرية «سورديلو» (1840) Sordello التي لم تنجح على خشبة المسرح. ولكن منذ أن هاجم الكاتب جون ستيوارت ميل[ر] John Stuart Mill قصيدة براوننغ الأولى «بولين» ووصفها بأنها «كئيبة ونرجسية» بدأ براوننغ يهتم بآراء النقاد والدارسين أكثر من اهتمامه برغبات عامة القراء. كما أنه تعلم إخفاء مشاعره وراء أقنعة وشخصيات مفترضة، فاتجه إلى أسلوب الحوار الفردي المسرحي (المونولوج) Dramatic Monologue. ولأن براوننغ لم يمتدح القيم الفيكتورية، كما فعل غيره، بدت قصائده وكأنها تسبح في عكس التيار العام في ذلك الوقت. مع أن براوننغ أظهر معرفة عميقة بالطبيعة البشرية عن طريق الشخصيات السوداوية التي تظهر في قصائده، وقد لاقت مجموعته الشعرية «الأجراس والرمان» (1841- 1846) Bells and Pomegranates، التي تلت أعماله الأولى والتي تبدي اختلافاً في أسلوبه، شهرة واسعة وخاصة قصائده «دوقتي الأخيرة» My Last Duchess، و«مناجاة الدير الإسباني» Soliloquy of the Spanish Cloister و«الأسقف يأمر بتحضير قبره» The Bishop Orders His Tomb.
كتب براوننغ معظم قصائده بأسلوب «الحوار الفردي المسرحي» إذ تلقي القصيدة إحدى الشخصيات المسهمة في الأحداث، وقد ترك هذا الأسلوب أكبر الأثر في الشعر الحديث. وفي عام 1842 نشر براوننغ «القصائد المسرحية» Dramatic Lyrics، ثم توالت قصائد براوننغ ومسرحياته تباعاً إذ كان نتاجه الأدبي غزيراً إلى درجة ضاهت إنتاج شكسبير لكن بقي الغموض يميز أسلوبه، ففي عام 1855 ظهرت مجموعته الشعرية «رجال ونساء» Men and Women وفيها القصيدة المشهورة «جاء الطفل رولاند إلى البرج المظلم» Childe Roland to The Dark Tower Came . ونشر بعد عودته إلى إنكلترة مجموعة جديدة من القصائد المسرحية تحت عنوان «شخصيات مسرحية Dramatis Personae» جاءت فيها أجمل قصائده مثل قصيدة «موت في الصحراء» A Death in the Desert. ولكن أهم أعماله كما يتفق النقاد هي مجموعة قصائده المسرحية الضخمة «الخاتم والكتاب» (1868- 1869) The Ring and the Book التي نشرت في أربعة مجلدات والتي تلخص فكر براوننغ وأسلوبه وتظهر مكنونات النفس البشرية.
إن موقف براوننغ من عمله موقف علماني ودنيوي، ولعل هذه الدنيوية لدى براوننغ هي سبب تزايد عدد قرائه في هذا العصر. أما مايتصل بالتقنية واللهجة والمضمون فقد تنبأ براوننغ في شعره بمعظم اهتمامات القرن العشرين وخياراته. فشعره يوضح أن معرفته واسعة تذهل القارئ وتثير حيرته أحياناً، كما تتصف حوراته بالنزوع الفيكتوري إلى المشجاة الأمر الذي لاينطبق على شخصيات ت.س.إليوت، وتعد حوارات براوننغ مسرحية بالتأكيد، إذ تقف شخصياته في وسط المسرح وتتحدث بصوت مسموع بدلاً من الهمس الذي تمارسه شخصية جي ألفرد بروفروك J.Alfred Prufrock التي يستخدمها إليوت في قصيدته «بروفروك» (1917) Prufrock.
ومن أهم مجموعات براوننغ الشعرية الأخرى: «قصائد وأشعار مسرحية» (1845) Dramatic Romances and Lyrics، و«مغامرة بلوستيون» (1871) Balaustion's Adventure، و«ألبوم الحانة» (1875) The Inn Album، و«دفاع أرسطوفان» (1875) Aristophanes' Apology و«باشياروتو وكيف عمل بمزاج سيء» (1876) Pacchiarotto and How He Worked in Distemper، و«قصائد قصصية مسرحية» (1879) Dramatic Idylls، أما أهم مسرحياته الشعرية فهي: مأساة «الملك فكتور والملك تشارلز» (1842) King Victor and King Charles، و«ذكرى ميلاد كولومبي» (1844) Colombe's Birthday. وطبعت آخر مجموعاته «اسولاندو» Asolando يوم وفاته في 12 كانون الأول.
توفي براوننغ في مدينة فينيسية Venice ودفن في زاوية الشعراء في دير ويست مينستر Westminster Abbey.
بثينة شعبان
Browning (Robert-) - Browning (Robert-)
براوننغ (روبرت ـ)
(1812 ـ 1889)
روبرت براوننغ Robert Browning شاعر وكاتب مسرحي إنكليزي، ولد في إحدى ضواحي مدينة لندن (كامبرويل Camberwell) واكتسب عن والده ولعه بالكتب والمطالعة كما قام والده بتعليمه اللغات اللاتينية واليونانية. ترك الدراسة وهو في الرابعة عشرة من عمره، والتحق بجامعة لندن عام 1828 إلا أنه تركها قبل إتمام عامه الجامعي الأول. ظهرت موهبته الشعرية في سن مبكرة؛ إلا أن قصيدته الأولى «بولين» Pauline لم تنشر حتى عام 1833.
يعد براوننغ إلى جانب ماثيو آرنولد[ر] وألفريد تنيسون[ر]. من أهم شعراء العصر الفيكتوري الذي يمتد عبر الجزء الأكبر من القرن التاسع عشر، إذ حكمت الملكة فيكتورية أربعة وستين عاماً (1837- 1901). تزوج براوننغ عام 1846 الشاعرة إليزابيث باريت (1806- 1861) Elizabeth Barret مؤلفة القصيدة المسرحية «أرورا لي» Aurora Leigh وعُرف الاثنان بآرائهما التحررية (الليبرالية) وعدم امتداح الامبراطورية أو مداهنة الأسرة المالكة، واستقرا في فلورنسة حتى وفاة زوجته فعاد براوننغ إلى إنكلترة.
كتب براوننغ معظم قصائده بأسلوب «الحوار الفردي المسرحي» إذ تلقي القصيدة إحدى الشخصيات المسهمة في الأحداث، وقد ترك هذا الأسلوب أكبر الأثر في الشعر الحديث. وفي عام 1842 نشر براوننغ «القصائد المسرحية» Dramatic Lyrics، ثم توالت قصائد براوننغ ومسرحياته تباعاً إذ كان نتاجه الأدبي غزيراً إلى درجة ضاهت إنتاج شكسبير لكن بقي الغموض يميز أسلوبه، ففي عام 1855 ظهرت مجموعته الشعرية «رجال ونساء» Men and Women وفيها القصيدة المشهورة «جاء الطفل رولاند إلى البرج المظلم» Childe Roland to The Dark Tower Came . ونشر بعد عودته إلى إنكلترة مجموعة جديدة من القصائد المسرحية تحت عنوان «شخصيات مسرحية Dramatis Personae» جاءت فيها أجمل قصائده مثل قصيدة «موت في الصحراء» A Death in the Desert. ولكن أهم أعماله كما يتفق النقاد هي مجموعة قصائده المسرحية الضخمة «الخاتم والكتاب» (1868- 1869) The Ring and the Book التي نشرت في أربعة مجلدات والتي تلخص فكر براوننغ وأسلوبه وتظهر مكنونات النفس البشرية.
إن موقف براوننغ من عمله موقف علماني ودنيوي، ولعل هذه الدنيوية لدى براوننغ هي سبب تزايد عدد قرائه في هذا العصر. أما مايتصل بالتقنية واللهجة والمضمون فقد تنبأ براوننغ في شعره بمعظم اهتمامات القرن العشرين وخياراته. فشعره يوضح أن معرفته واسعة تذهل القارئ وتثير حيرته أحياناً، كما تتصف حوراته بالنزوع الفيكتوري إلى المشجاة الأمر الذي لاينطبق على شخصيات ت.س.إليوت، وتعد حوارات براوننغ مسرحية بالتأكيد، إذ تقف شخصياته في وسط المسرح وتتحدث بصوت مسموع بدلاً من الهمس الذي تمارسه شخصية جي ألفرد بروفروك J.Alfred Prufrock التي يستخدمها إليوت في قصيدته «بروفروك» (1917) Prufrock.
ومن أهم مجموعات براوننغ الشعرية الأخرى: «قصائد وأشعار مسرحية» (1845) Dramatic Romances and Lyrics، و«مغامرة بلوستيون» (1871) Balaustion's Adventure، و«ألبوم الحانة» (1875) The Inn Album، و«دفاع أرسطوفان» (1875) Aristophanes' Apology و«باشياروتو وكيف عمل بمزاج سيء» (1876) Pacchiarotto and How He Worked in Distemper، و«قصائد قصصية مسرحية» (1879) Dramatic Idylls، أما أهم مسرحياته الشعرية فهي: مأساة «الملك فكتور والملك تشارلز» (1842) King Victor and King Charles، و«ذكرى ميلاد كولومبي» (1844) Colombe's Birthday. وطبعت آخر مجموعاته «اسولاندو» Asolando يوم وفاته في 12 كانون الأول.
توفي براوننغ في مدينة فينيسية Venice ودفن في زاوية الشعراء في دير ويست مينستر Westminster Abbey.
بثينة شعبان