سرقة الكلاب في بريطانيا تجارة مربحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سرقة الكلاب في بريطانيا تجارة مربحة

    سرقة الكلاب في بريطانيا تجارة مربحة في زمن الوباء



    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    جريمة نادرة في السابق

    لندن - ليس من المدهش أن الكثيرين في بريطانيا يتوقون إلى اقتناء كلب باعتباره ترياقا يعالج الخوف والوحدة وغياب ممارسة الرياضة بسبب جائحة كورونا، ولم يغب هذا الاتجاه عن أنظار عالم الجريمة.

    وذكرت منصة “بتس 4 هومز” الإلكترونية المتخصصة في أخبار الحيوانات الأليفة أن أسعار الكلاب تضاعفت خلال العام الماضي بسبب تزايد الإقبال على اقتنائها، ولذلك بدأ اللصوص يسعون لتحقيق الأرباح من هذه السوق الجديدة.

    وعندما اكتشف ويل بيفان (راعي أغنام ببلدة ستو أون ذي ولد الهادئة الكائنة في ناحية غلوسيسترشاير) سرقة جرائه الخمسة المولودة حديثا قال إنه شعر كما لو أنه “تلقى ضربة في معدته”.

    وأوضح أن الجراء كانت تعيش داخل حظيرة، وأن اللصوص تركوا البوابة مفتوحة على مصراعيها.

    ويمارس بيفان عمله اليومي مستعينا بالكلاب، وقال “إنها جزء من أسرتي، ولا أستطيع أن أؤدي عملي دونها، وهي تعني الدنيا بالنسبة إلينا”.

    ولجأ بيفان إلى مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن أي مؤشر يمكن أن يرشده إلى مكان الجراء، وتمت إعادة نشر تدويناته آلاف المرات.

    وتقول منظمة “دوغ لوست” التي تدير قاعدة بيانات تتعلق بالكلاب المفقودة “تمت سرقة 465 كلبا في بريطانيا وأيرلندا العام الماضي، وهو رقم يزيد بنسبة أكثر من مرتين ونصف على العدد المسجل في عام 2019، ومعظم هذه السرقات وقعت في منطقة جنوب شرقي إنجلترا، وأكثر أنواع الكلاب المسروقة هي ‘كوكر سبانيلز’ ذات البنية القوية والشكل الرشيق والتي تعد رفيقا رائعا للأشخاص، تليها نوعية ‘إنغليش سبرينجر سبانيلز’ ذات الحجم المتوسط، ثم ‘جاك راسل’ ذات الحجم الصغير”.


    تجارة مربحة في فترة كورونا


    وقال محقق سري لقناة “بي.بي.سي” التلفزيونية البريطانية إن “سرقة الكلاب قد تكون جريمة نادرة نسبيا، غير أنها تحولت إلى نوع من التجارة المحظورة، وتبلغ عائداتها ملايين الدولارات”.

    وأوضح التقرير الإخباري للقناة المذكورة أنه “ليست الجراء فقط هي المعرضة لخطر السرقة، بل إن الكلاب كبيرة السن تتم سرقتها أيضا لاستخدامها في أغراض التوالد، وتتعرض غالبا لظروف مؤلمة”.

    ويتم حقن الكلاب بالهرمونات حتى تستطيع ولادة ثلاثة أو أربعة جراء سنويا، وفقا لما قاله المحقق السري للقناة التلفزيونية.

    وتقول الجمعية الملكية للرفق بالحيوان إن “استيلاد الكلاب صار عملية تجارية كبيرة، وقد كشفنا عصابات إجرامية كبيرة تكسبت الملايين من الجنيهات الإسترلينية”.

    ومن السهل معرفة سبب تحول نظر الجماعات الإجرامية إلى الكلاب، وفي هذا الصدد قال واين ماي (متطوع يعمل مع منظمة “دوغ لوست”) “إن ذلك في الواقع نشاط إجرامي أكثر إغراء من غيره، فلص الكلاب أفضل من تاجر المخدرات”.

    وأضاف “في حالة ضبط اللص وهو يسرق كلبا أو يبيعه، توقع عليه عقوبة دفع غرامة تبلغ نحو 250 جنيها إسترلينيا (350 دولارا)”.

    وتابع ماي “إذا سرق لص كلبا لاستيلاد خمسة جراء فيمكنه بيع الواحد منها بسعر يتراوح بين ثلاثة وخمسة آلاف جنيه إسترليني”.

    ونجحت المنظمة مؤخرا في استعادة كلبة مسروقة، وقال ماي عنها “كانت قد ولدت خمسة جراء، وكان كل واحد منها معروضا للبيع بسعر خمسة آلاف جنيه إسترليني، وبالتالي كان اللص سيجني 25 ألفا من الجنيهات من سرقة كلب واحد”.

    بينما توقع عقوبة السجن على أي شخص يضبط وهو يبيع ما قيمته 25 ألف جنيه إسترليني من الكوكايين، على حد قول ماي.

    عدد الكلاب التي سرقت في بريطانيا وأيرلندا العام الماضي بلغ 465 كلبا، أي أكثر بمرتين ونصف من العدد المسجل في 2019

    وتشير بيانات حكومية إلى أنه يمكن إيقاع عقوبة السجن بما يصل إلى سبع سنوات بحق لصوص الحيوانات الأليفة، غير أنه ليست هناك معلومات متاحة بشأن إيقاع مثل هذه العقوبات.

    وأصبح لصوص الكلاب أكثر جرأة؛ فهم لا يستدرجون الكلاب إلى خارج المزارع خلال الليل فحسب، وإنما أيضا يهددون أصحابها أثناء النهار، أو يسرقونها من حدائق الناس.

    وحذرت الجمعية الملكية للرفق بالحيوان الجمهور مؤخرا من أن بعض اللصوص ينتحلون شخصيات مفتشين تابعين للجمعية ويقودون حافلات صغيرة تحمل شعارها.

    وقال متحدث باسم الجمعية “رجاء احذروا من أي شخص يقدم نفسه على أنه مسؤول لكي يقترب من كلابكم، واطلبوا دائما من أي فرد يدعي أنه موظف لدى الجمعية أن يبرز بطاقة الهوية الشخصية، كما يجب عليكم تفحص الشارة التي يعلقها”.

    ويمكن أن تصبح سرقة الكلاب صادمة وتسبب معاناة كبيرة لأصحابها، وفقا لما تقوله أماندا بليكمان (نائب رئيس شرطة بالمجلس الوطني لرؤساء الشرطة في بريطانيا).

    وتنصح أصحاب الكلاب بعدم نشر صور الجراء الجديدة التي ولدت لديهم على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك لتجنب جذب أنظار اللصوص إليها.

    ومن ناحية أخرى أعرب بيفان عن أمله في أن يتمكن من استعادة جرائه المسروقة عن طريق إثارة الوعي بهذه القضية على منصات التواصل.

    ويبدو أن في الأفق سببا يبعث على الأمل، فرغم كل ذلك تمت إعادة نحو 200 كلب من الكلاب المسروقة إلى أصحابها العام الماضي، وفقا لبيانات منظمة “دوغ لوست”.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook


    أسعار الكلاب تضاعفت بسبب تزايد الإقبال على اقتنائها ولذلك بدأ اللصوص يسعون لتحقيق الأرباح من هذه السوق الجديدة.
    الاثنين 2021/03/08
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    جريمة نادرة في السابق

    لندن - ليس من المدهش أن الكثيرين في بريطانيا يتوقون إلى اقتناء كلب باعتباره ترياقا يعالج الخوف والوحدة وغياب ممارسة الرياضة بسبب جائحة كورونا، ولم يغب هذا الاتجاه عن أنظار عالم الجريمة.

    وذكرت منصة “بتس 4 هومز” الإلكترونية المتخصصة في أخبار الحيوانات الأليفة أن أسعار الكلاب تضاعفت خلال العام الماضي بسبب تزايد الإقبال على اقتنائها، ولذلك بدأ اللصوص يسعون لتحقيق الأرباح من هذه السوق الجديدة.

    وعندما اكتشف ويل بيفان (راعي أغنام ببلدة ستو أون ذي ولد الهادئة الكائنة في ناحية غلوسيسترشاير) سرقة جرائه الخمسة المولودة حديثا قال إنه شعر كما لو أنه “تلقى ضربة في معدته”.

    وأوضح أن الجراء كانت تعيش داخل حظيرة، وأن اللصوص تركوا البوابة مفتوحة على مصراعيها.

    ويمارس بيفان عمله اليومي مستعينا بالكلاب، وقال “إنها جزء من أسرتي، ولا أستطيع أن أؤدي عملي دونها، وهي تعني الدنيا بالنسبة إلينا”.

    ولجأ بيفان إلى مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن أي مؤشر يمكن أن يرشده إلى مكان الجراء، وتمت إعادة نشر تدويناته آلاف المرات.

    وتقول منظمة “دوغ لوست” التي تدير قاعدة بيانات تتعلق بالكلاب المفقودة “تمت سرقة 465 كلبا في بريطانيا وأيرلندا العام الماضي، وهو رقم يزيد بنسبة أكثر من مرتين ونصف على العدد المسجل في عام 2019، ومعظم هذه السرقات وقعت في منطقة جنوب شرقي إنجلترا، وأكثر أنواع الكلاب المسروقة هي ‘كوكر سبانيلز’ ذات البنية القوية والشكل الرشيق والتي تعد رفيقا رائعا للأشخاص، تليها نوعية ‘إنغليش سبرينجر سبانيلز’ ذات الحجم المتوسط، ثم ‘جاك راسل’ ذات الحجم الصغير”.


    تجارة مربحة في فترة كورونا


    وقال محقق سري لقناة “بي.بي.سي” التلفزيونية البريطانية إن “سرقة الكلاب قد تكون جريمة نادرة نسبيا، غير أنها تحولت إلى نوع من التجارة المحظورة، وتبلغ عائداتها ملايين الدولارات”.

    وأوضح التقرير الإخباري للقناة المذكورة أنه “ليست الجراء فقط هي المعرضة لخطر السرقة، بل إن الكلاب كبيرة السن تتم سرقتها أيضا لاستخدامها في أغراض التوالد، وتتعرض غالبا لظروف مؤلمة”.

    ويتم حقن الكلاب بالهرمونات حتى تستطيع ولادة ثلاثة أو أربعة جراء سنويا، وفقا لما قاله المحقق السري للقناة التلفزيونية.

    وتقول الجمعية الملكية للرفق بالحيوان إن “استيلاد الكلاب صار عملية تجارية كبيرة، وقد كشفنا عصابات إجرامية كبيرة تكسبت الملايين من الجنيهات الإسترلينية”.

    ومن السهل معرفة سبب تحول نظر الجماعات الإجرامية إلى الكلاب، وفي هذا الصدد قال واين ماي (متطوع يعمل مع منظمة “دوغ لوست”) “إن ذلك في الواقع نشاط إجرامي أكثر إغراء من غيره، فلص الكلاب أفضل من تاجر المخدرات”.

    وأضاف “في حالة ضبط اللص وهو يسرق كلبا أو يبيعه، توقع عليه عقوبة دفع غرامة تبلغ نحو 250 جنيها إسترلينيا (350 دولارا)”.

    وتابع ماي “إذا سرق لص كلبا لاستيلاد خمسة جراء فيمكنه بيع الواحد منها بسعر يتراوح بين ثلاثة وخمسة آلاف جنيه إسترليني”.

    ونجحت المنظمة مؤخرا في استعادة كلبة مسروقة، وقال ماي عنها “كانت قد ولدت خمسة جراء، وكان كل واحد منها معروضا للبيع بسعر خمسة آلاف جنيه إسترليني، وبالتالي كان اللص سيجني 25 ألفا من الجنيهات من سرقة كلب واحد”.

    بينما توقع عقوبة السجن على أي شخص يضبط وهو يبيع ما قيمته 25 ألف جنيه إسترليني من الكوكايين، على حد قول ماي.

    عدد الكلاب التي سرقت في بريطانيا وأيرلندا العام الماضي بلغ 465 كلبا، أي أكثر بمرتين ونصف من العدد المسجل في 2019

    وتشير بيانات حكومية إلى أنه يمكن إيقاع عقوبة السجن بما يصل إلى سبع سنوات بحق لصوص الحيوانات الأليفة، غير أنه ليست هناك معلومات متاحة بشأن إيقاع مثل هذه العقوبات.

    وأصبح لصوص الكلاب أكثر جرأة؛ فهم لا يستدرجون الكلاب إلى خارج المزارع خلال الليل فحسب، وإنما أيضا يهددون أصحابها أثناء النهار، أو يسرقونها من حدائق الناس.

    وحذرت الجمعية الملكية للرفق بالحيوان الجمهور مؤخرا من أن بعض اللصوص ينتحلون شخصيات مفتشين تابعين للجمعية ويقودون حافلات صغيرة تحمل شعارها.

    وقال متحدث باسم الجمعية “رجاء احذروا من أي شخص يقدم نفسه على أنه مسؤول لكي يقترب من كلابكم، واطلبوا دائما من أي فرد يدعي أنه موظف لدى الجمعية أن يبرز بطاقة الهوية الشخصية، كما يجب عليكم تفحص الشارة التي يعلقها”.

    ويمكن أن تصبح سرقة الكلاب صادمة وتسبب معاناة كبيرة لأصحابها، وفقا لما تقوله أماندا بليكمان (نائب رئيس شرطة بالمجلس الوطني لرؤساء الشرطة في بريطانيا).

    وتنصح أصحاب الكلاب بعدم نشر صور الجراء الجديدة التي ولدت لديهم على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك لتجنب جذب أنظار اللصوص إليها.

    ومن ناحية أخرى أعرب بيفان عن أمله في أن يتمكن من استعادة جرائه المسروقة عن طريق إثارة الوعي بهذه القضية على منصات التواصل.

    ويبدو أن في الأفق سببا يبعث على الأمل، فرغم كل ذلك تمت إعادة نحو 200 كلب من الكلاب المسروقة إلى أصحابها العام الماضي، وفقا لبيانات منظمة “دوغ لوست”.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X