ربوت يبدع في رسم قصص المانغا اليابانية المصورة
روتبورت استغرق ستة أسابيع فقط لإنهاء كتابه المؤلف من مئة صفحة.
الثلاثاء 2023/03/07
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الرسامون على أبواب التقاعد
بعد أن ألف المقاطع الموسيقية وقلّد لوحات الرسم يدخل الذكاء الاصطناعي عالم القصص المصورة بعد أن تمكن من ابتكار كل صور قصص المانغا وكتب الشرائط المصورة اليابانية الشهيرة وشخصياتها.
طوكيو - يثير كتاب لأحد مؤلفي الشرائط المصورة اليابانية “مانغا” تولّى برنامج للذكاء الاصطناعي تأليف كامل صوره ويصدر الخميس، مخاوف مرتبطة بمستقبل العمل وحقوق التأليف والنشر في هذا المجال الذي يعدّ مربحا.
وتولى “ميدجورني”، وهو أحد برامج الذكاء الاصطناعي ظهر العام الماضي وأذهل البشرية، إلى جانب برامج أخرى بينها “دال – ايه 2″، ابتكار كل صور وشخصيات كتاب الشرائط المصورة اليابانية الذي ينتمي إلى نوع الخيال العلمي ويحمل عنوان “سايبربنك: بيتش جون”.
واستغرق روتبورت، وهو الاسم المستعار للكاتب، ستة أسابيع فقط لإنهاء كتابه المؤلف من مئة صفحة، بينما عادة ما يحتاج أي كاتب معروف إلى سنة واحدة لينهي عمل له.
ويقول روتبورت (37 عاما) الذي كان أقرّ بأنّه كان عاجزا عن ابتكار صور لكتابه، “إنّ المغامرة كانت ممتعة، وهي تشبه اليانصيب”.
وبعدما أدخل روتبورت كلمات مفتاحية على غرار “شعر وردي” و”فتى آسيوي” و”سترة”، في البرنامج، ابتكر الأخير في غضون دقيقة واحدة صورا لبطل القصة مع وجه متغيّر في كل صورة.
هناك من يتخوف من أن تتسبب هذه التكنولوجيا بأضرار لعمل كتاب الشرائط المصورة اليابانية الصاعدين
ثم جمع الكاتب أفضل النتائج ضمن نموذج من الشرائط المصورة لإنجاز الكتاب الذي يتضمن ألوانا لا تُستخدم عادة في قصص المانغا اليابانية. وبدأت وسائل التواصل الاجتماعي تتناول العمل حتى قبل نشره.
ويعتبر الكاتب أنّ الأدوات التي تبتكر صورا استنادا إلى تقنية الذكاء الاصطناعي “مهّدت الطريق لمن لا يتمتعون بموهبة فنية”، لكن شرط أن تكون قصة الكتاب مثيرة للاهتمام.
ويشير روتبورت إلى شعور بالرضا انتابه عندما نفّذ البرنامج تعليماته “السحرية” وبدأ يبتكر الصور.
ويقول “إلا أنّ هذا الإحساس ليس مماثلا لما نشعر به عندما نبتكر الرسوم بأنفسنا”.
وحقق برنامج “ميدجورني” الذي طُوّر في الولايات المتحدة، نجاحا عالميا بشكل سريع مع ابتكاراته التي بعضها كان مبتذلا فيما أتى بعضها الآخر مذهلا لناحية تفاصيله، وهو ما دفع فنانين كثرا إلى طرح علامات استفهام بشأن مصير مهنتهم.
وأحدثت أدوات الذكاء الاصطناعي أحيانا جدلا قانونيا، فيما جرت ملاحقة الشركة الناشئة التي ابتكرت برنامج “ستايبل ديفيوجن”، لأنها أدخلت إلى أداتها الخاصة بيانات محمية بحقوق الطبع والنشر.
وفي اليابان، يبدي النواب مخاوفهم بشأن هذه المسألة، مع أنّ الخبراء يؤكدون أنّ انتهاك حقوق النشر غير مرجح في حال كان ما تبتكره أدوات الذكاء الاصطناعي ناتجا من طلبات تتلقاها البرامج كتابيا.
ويخشى آخرون من أن تتسبب هذه التكنولوجيا بأضرار لعمل كتاب الشرائط المصورة اليابانية الصاعدين، ويرى ساتوشي كوريهارا، وهو أستاذ في جامعة كيو في طوكيو نشر عام 2020 مع فريقه شرائط مصورة منجزة بمساعدة تقنية الذكاء الاصطناعي، أن “احتمال استبدال مساعدي مؤلفي الشرائط المصورة اليابانية” بآلة يوما ما “ليس مستبعدا”.
PreviousNext
وكانت تقريبا كل رسوم هذه الشرائط المكتوبة بأسلوب الكاتب أوسامو تيزوكا، من إنجاز أشخاص. لكن مذّاك، بات الذكاء الاصطناعي يولّد صورا “ذات جودة عالية”، ومن المتوقع حتما أن يحدث تأثيرا في مجال الشرائط اليابانية المصورة، على قول كوريهارا.
وتقول مادوكا كوباياشي، وهي كاتبة شرائط مصورة يابانية تعمل في المجال منذ أكثر من 30 عاما، “لا أرى في الذكاء الاصطناعي تهديدا فعليا، بل أعتقد أنه قد يكون مساعدا مذهلا” للمؤلفين.
وتضيف أن أدوات الذكاء الاصطناعي “تساعدني في تنفيذ الأفكار التي تدور في ذهني، بالإضافة إلى اقتراح أفكار يمكنني أن أحسّنها في ما بعد”.
وتتابع “أنا مقتنعة بأنّ البشر هم الأفضل دائما” في ابتكار السيناريوهات التي تشكل جانبا ذا أهمية كبيرة في الشرائط المصورة اليابانية.
وفي أكاديمية طوكيو للتصميم حيث تعمل كمدرسة، تستخدم كوباياشي المجسمات لتساعد طلابها على تحسين أدائهم في رسم تفاصيل الشخصيات كعضلاتها وملابسها.
ويقول جينجيرو أوشيدا، وهو طالب يبلغ 18 سنة، إنّ “الصور التي تبتكرها أدوات الذكاء الاصطناعي مذهلة، لكنني أفضّل تلك التي يرسمها بشر لأنها تحمل طابعا عفويا”.
ووفق الطالب أوشيدا، يصعب على البرامج الحاسوبية أن ترسم أيادي أو وجوها بأحجام يبالغ بها عمدا على غرار مؤلّفي الشرائط المصورة اليابانية، بالإضافة إلى أنّ البشر “يتمتعون بحس فكاهة أكبر” من أدوات الذكاء الاصطناعي.
ويبدي الكاتب روتبورت شكوكا في أن تفرض الشرائط المصورة اليابانية المنجزة من أداة للذكاء الاصطناعي، نفسها بصورة تامة، ويقول “لكن لا أعتبر في الوقت نفسه أنّ الشرائط المنتجة من دون الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ستبقى مهيمنة على المجال بصورة دائمة”.
روتبورت استغرق ستة أسابيع فقط لإنهاء كتابه المؤلف من مئة صفحة.
الثلاثاء 2023/03/07
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الرسامون على أبواب التقاعد
بعد أن ألف المقاطع الموسيقية وقلّد لوحات الرسم يدخل الذكاء الاصطناعي عالم القصص المصورة بعد أن تمكن من ابتكار كل صور قصص المانغا وكتب الشرائط المصورة اليابانية الشهيرة وشخصياتها.
طوكيو - يثير كتاب لأحد مؤلفي الشرائط المصورة اليابانية “مانغا” تولّى برنامج للذكاء الاصطناعي تأليف كامل صوره ويصدر الخميس، مخاوف مرتبطة بمستقبل العمل وحقوق التأليف والنشر في هذا المجال الذي يعدّ مربحا.
وتولى “ميدجورني”، وهو أحد برامج الذكاء الاصطناعي ظهر العام الماضي وأذهل البشرية، إلى جانب برامج أخرى بينها “دال – ايه 2″، ابتكار كل صور وشخصيات كتاب الشرائط المصورة اليابانية الذي ينتمي إلى نوع الخيال العلمي ويحمل عنوان “سايبربنك: بيتش جون”.
واستغرق روتبورت، وهو الاسم المستعار للكاتب، ستة أسابيع فقط لإنهاء كتابه المؤلف من مئة صفحة، بينما عادة ما يحتاج أي كاتب معروف إلى سنة واحدة لينهي عمل له.
ويقول روتبورت (37 عاما) الذي كان أقرّ بأنّه كان عاجزا عن ابتكار صور لكتابه، “إنّ المغامرة كانت ممتعة، وهي تشبه اليانصيب”.
وبعدما أدخل روتبورت كلمات مفتاحية على غرار “شعر وردي” و”فتى آسيوي” و”سترة”، في البرنامج، ابتكر الأخير في غضون دقيقة واحدة صورا لبطل القصة مع وجه متغيّر في كل صورة.
هناك من يتخوف من أن تتسبب هذه التكنولوجيا بأضرار لعمل كتاب الشرائط المصورة اليابانية الصاعدين
ثم جمع الكاتب أفضل النتائج ضمن نموذج من الشرائط المصورة لإنجاز الكتاب الذي يتضمن ألوانا لا تُستخدم عادة في قصص المانغا اليابانية. وبدأت وسائل التواصل الاجتماعي تتناول العمل حتى قبل نشره.
ويعتبر الكاتب أنّ الأدوات التي تبتكر صورا استنادا إلى تقنية الذكاء الاصطناعي “مهّدت الطريق لمن لا يتمتعون بموهبة فنية”، لكن شرط أن تكون قصة الكتاب مثيرة للاهتمام.
ويشير روتبورت إلى شعور بالرضا انتابه عندما نفّذ البرنامج تعليماته “السحرية” وبدأ يبتكر الصور.
ويقول “إلا أنّ هذا الإحساس ليس مماثلا لما نشعر به عندما نبتكر الرسوم بأنفسنا”.
وحقق برنامج “ميدجورني” الذي طُوّر في الولايات المتحدة، نجاحا عالميا بشكل سريع مع ابتكاراته التي بعضها كان مبتذلا فيما أتى بعضها الآخر مذهلا لناحية تفاصيله، وهو ما دفع فنانين كثرا إلى طرح علامات استفهام بشأن مصير مهنتهم.
وأحدثت أدوات الذكاء الاصطناعي أحيانا جدلا قانونيا، فيما جرت ملاحقة الشركة الناشئة التي ابتكرت برنامج “ستايبل ديفيوجن”، لأنها أدخلت إلى أداتها الخاصة بيانات محمية بحقوق الطبع والنشر.
وفي اليابان، يبدي النواب مخاوفهم بشأن هذه المسألة، مع أنّ الخبراء يؤكدون أنّ انتهاك حقوق النشر غير مرجح في حال كان ما تبتكره أدوات الذكاء الاصطناعي ناتجا من طلبات تتلقاها البرامج كتابيا.
ويخشى آخرون من أن تتسبب هذه التكنولوجيا بأضرار لعمل كتاب الشرائط المصورة اليابانية الصاعدين، ويرى ساتوشي كوريهارا، وهو أستاذ في جامعة كيو في طوكيو نشر عام 2020 مع فريقه شرائط مصورة منجزة بمساعدة تقنية الذكاء الاصطناعي، أن “احتمال استبدال مساعدي مؤلفي الشرائط المصورة اليابانية” بآلة يوما ما “ليس مستبعدا”.
PreviousNext
وكانت تقريبا كل رسوم هذه الشرائط المكتوبة بأسلوب الكاتب أوسامو تيزوكا، من إنجاز أشخاص. لكن مذّاك، بات الذكاء الاصطناعي يولّد صورا “ذات جودة عالية”، ومن المتوقع حتما أن يحدث تأثيرا في مجال الشرائط اليابانية المصورة، على قول كوريهارا.
وتقول مادوكا كوباياشي، وهي كاتبة شرائط مصورة يابانية تعمل في المجال منذ أكثر من 30 عاما، “لا أرى في الذكاء الاصطناعي تهديدا فعليا، بل أعتقد أنه قد يكون مساعدا مذهلا” للمؤلفين.
وتضيف أن أدوات الذكاء الاصطناعي “تساعدني في تنفيذ الأفكار التي تدور في ذهني، بالإضافة إلى اقتراح أفكار يمكنني أن أحسّنها في ما بعد”.
وتتابع “أنا مقتنعة بأنّ البشر هم الأفضل دائما” في ابتكار السيناريوهات التي تشكل جانبا ذا أهمية كبيرة في الشرائط المصورة اليابانية.
وفي أكاديمية طوكيو للتصميم حيث تعمل كمدرسة، تستخدم كوباياشي المجسمات لتساعد طلابها على تحسين أدائهم في رسم تفاصيل الشخصيات كعضلاتها وملابسها.
ويقول جينجيرو أوشيدا، وهو طالب يبلغ 18 سنة، إنّ “الصور التي تبتكرها أدوات الذكاء الاصطناعي مذهلة، لكنني أفضّل تلك التي يرسمها بشر لأنها تحمل طابعا عفويا”.
ووفق الطالب أوشيدا، يصعب على البرامج الحاسوبية أن ترسم أيادي أو وجوها بأحجام يبالغ بها عمدا على غرار مؤلّفي الشرائط المصورة اليابانية، بالإضافة إلى أنّ البشر “يتمتعون بحس فكاهة أكبر” من أدوات الذكاء الاصطناعي.
ويبدي الكاتب روتبورت شكوكا في أن تفرض الشرائط المصورة اليابانية المنجزة من أداة للذكاء الاصطناعي، نفسها بصورة تامة، ويقول “لكن لا أعتبر في الوقت نفسه أنّ الشرائط المنتجة من دون الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ستبقى مهيمنة على المجال بصورة دائمة”.