فنان فرنسي يستعرض تغيرات العالم وفقدان الإنسان ملكة الإنصات
"العالم كما نعرفه يتغير" يتناول مسألة علاقات البشر بالمياه العذبة وتأثير التلوث الضوضائي على قدرتنا على الاستماع.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
رحلة انفصال عن العالم
الدوحة - في ما بعد ظهيرة يوم حارّ من سبتمبر، نصب غيوم روزريه ميكروفونا في مزرعة عضوية في شمال قطر لتسجيل حفيف الريح في الأعشاب العالية وزقزقة العصافير وطنين الحشرات وهدير الآلات الزراعية والسيارات والطائرات، ليحوّلها في نهاية المطاف إلى عمل فني.
ويعتبر الفنان الفرنسي البالغ 44 عاما أن لديه مهمّة، هي أن يجعل العالم يتمهّل قليلا وينصت من جديد.
وطوّر روزريه هذا “الفنّ الصوتيّ” في الإمارة الخليجية الصغيرة حيث يقيم منذ تسع سنوات، مستفيدا من الدعم الذي تقدمه حكومتها للفنّ.
وفي المتحف العربي للفن الحديث في المدينة التعليمية بالدوحة، يطرح التجهيز الفني الذي أطلق عليه روزريه اسم “العالم كما نعرفه يتغير”، مسألة علاقات البشر بالمياه العذبة وتأثير التلوث الضوضائي على قدرتنا على الاستماع.
ويجلس الزوار في غرفة مظلمة محاطين بأربعة مكبرات صوت، منغمسين في تركيبة تجمع بين الأصوات المسجلة على مدار عامين على ضفاف المياه في قطر وأماكن أخرى، وضجيج النشاط البشري، وكذلك نصوص بعدّة لغات تروي ذكريات على صلة بالمياه.
لتحقيق "الاستماع العميق" في عالم تحكمه المرئيات، يعرض روزريه على الحائط صورة دوامة من المياه تصب في مكبر صوت يهتز مع صدور الأصوات المختلفة
ولتحقيق “الاستماع العميق” في عالم تحكمه المرئيات، يعرض روزريه على الحائط صورة دوامة من المياه تصب في مكبر صوت يهتز مع صدور الأصوات المختلفة.
ويوضح روزريه أن “فن الصوت هو تخصص يكون فيه الوسيط الرئيسي هو الصوت والهدف منه هو الاستماع، حتى لا يتم الخلط بينه وبين الموسيقى (المؤلفة) من الأصوات المنظمة”.
ويتابع بحماس “منذ وصلت إلى هنا، كان هناك دائما دعم للفنانين المحليين والدوليين”.
واستفاد الفنان الفرنسي من هذا الدعم بالحصول على إقامة إبداعية من مشروع “مطافئ”، وهو مساحة للفن المعاصر، فقدّم عملا بتكليف من المشروع بعنوان “اسمح لي” لمحطة مترو مشيرب في وسط العاصمة الدوحة.
وقبيل انطلاق المونديال، تسعى الإمارة لإظهار دعمها للفنون بقيادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيسة متاحف قطر.
ويرى روزريه أنه “كان هناك بالأساس ديناميكية قوية” في الإمارة باتجاه الاستثمار في الفنون، لكن مع اقتراب كأس العالم “أدرك الجميع أن هذه فرصة للظهور على الساحة الدولية”.
وتم الكشف مؤخرا عن تأليف روزريه الفنّي بعنوان “المرونة الهشة”، المستوحى بصريا من أشرعة المراكب التقليدية التي انتشرت في منطقة شبه الجزيرة العربية لعدة قرون، في مقر منظمة اليونسكو في باريس خلال حدث نظمته مؤسسة قطرية.
ويُعرض تأليف آخر يتناول موضوع المياه، تم تسجيله جزئيا في قطر، منذ منتصف سبتمبر في متحف محلي.
وعلق روزريه على تجهيزه “العالم كما نعرفه يتغير”، قائلا إنّ هدفه هو “اصطحاب الجمهور في رحلة للاستماع والانفصال عن العالم”.
وأضاف “أصبح الأمر أكثر أهمية بالنسبة إلي لأنّنا، وقد أكون مخطئا، نعيش خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية في مجتمعات سريعة الخطى إلى حدّ أنّنا لم نعد ننصت”.
وكان روزريه مفتونا بالصوت منذ طفولته في منطقة أو دو فرانس في شمال فرنسا، حيث اختبر أصوات فرقعة البالونات وكيف يتردد صداها في بيئات مختلفة.
وعمل مدير أعمال لموسيقيين في بريطانيا، قبل أن ينتقل لاحقا إلى بلجيكا ويقرر في النهاية تكريس حياته للفن الصوتي في قطر. ومذاك، باتت جلسات تسجيل الأصوات بمثابة طقوس يتّبعها.
ويوضح “أتجول في الموقع الذي أرغب في استكشافه وأترك أذني ترشدني إذا سمعت أي شيء يجذبني”.
ويتابع “أحيانا، أراقب الطيور لأحاول أن أرى أين تحدث حركة”. لكنّه يقر “إنها مسألة حظ”.
ويشرح “أضع الميكروفون وأغادر. لا أستمع إلى التسجيل قبل أن أعود إلى الأستوديو”.
وهو يزور كل موقع عدة مرات. ويوضح “الزيارة الأولى لاستكشاف المكان والثانية للاختبار، وإذا لم تنجح المرة الثانية أمنح نفسي فرصة ثالثة مع تغيير التوقيت أو الظروف المناخية”. وهكذا تتشكل بحسب روزريه “ذاكرة الصوت”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
"العالم كما نعرفه يتغير" يتناول مسألة علاقات البشر بالمياه العذبة وتأثير التلوث الضوضائي على قدرتنا على الاستماع.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
رحلة انفصال عن العالم
الدوحة - في ما بعد ظهيرة يوم حارّ من سبتمبر، نصب غيوم روزريه ميكروفونا في مزرعة عضوية في شمال قطر لتسجيل حفيف الريح في الأعشاب العالية وزقزقة العصافير وطنين الحشرات وهدير الآلات الزراعية والسيارات والطائرات، ليحوّلها في نهاية المطاف إلى عمل فني.
ويعتبر الفنان الفرنسي البالغ 44 عاما أن لديه مهمّة، هي أن يجعل العالم يتمهّل قليلا وينصت من جديد.
وطوّر روزريه هذا “الفنّ الصوتيّ” في الإمارة الخليجية الصغيرة حيث يقيم منذ تسع سنوات، مستفيدا من الدعم الذي تقدمه حكومتها للفنّ.
وفي المتحف العربي للفن الحديث في المدينة التعليمية بالدوحة، يطرح التجهيز الفني الذي أطلق عليه روزريه اسم “العالم كما نعرفه يتغير”، مسألة علاقات البشر بالمياه العذبة وتأثير التلوث الضوضائي على قدرتنا على الاستماع.
ويجلس الزوار في غرفة مظلمة محاطين بأربعة مكبرات صوت، منغمسين في تركيبة تجمع بين الأصوات المسجلة على مدار عامين على ضفاف المياه في قطر وأماكن أخرى، وضجيج النشاط البشري، وكذلك نصوص بعدّة لغات تروي ذكريات على صلة بالمياه.
لتحقيق "الاستماع العميق" في عالم تحكمه المرئيات، يعرض روزريه على الحائط صورة دوامة من المياه تصب في مكبر صوت يهتز مع صدور الأصوات المختلفة
ولتحقيق “الاستماع العميق” في عالم تحكمه المرئيات، يعرض روزريه على الحائط صورة دوامة من المياه تصب في مكبر صوت يهتز مع صدور الأصوات المختلفة.
ويوضح روزريه أن “فن الصوت هو تخصص يكون فيه الوسيط الرئيسي هو الصوت والهدف منه هو الاستماع، حتى لا يتم الخلط بينه وبين الموسيقى (المؤلفة) من الأصوات المنظمة”.
ويتابع بحماس “منذ وصلت إلى هنا، كان هناك دائما دعم للفنانين المحليين والدوليين”.
واستفاد الفنان الفرنسي من هذا الدعم بالحصول على إقامة إبداعية من مشروع “مطافئ”، وهو مساحة للفن المعاصر، فقدّم عملا بتكليف من المشروع بعنوان “اسمح لي” لمحطة مترو مشيرب في وسط العاصمة الدوحة.
وقبيل انطلاق المونديال، تسعى الإمارة لإظهار دعمها للفنون بقيادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيسة متاحف قطر.
ويرى روزريه أنه “كان هناك بالأساس ديناميكية قوية” في الإمارة باتجاه الاستثمار في الفنون، لكن مع اقتراب كأس العالم “أدرك الجميع أن هذه فرصة للظهور على الساحة الدولية”.
وتم الكشف مؤخرا عن تأليف روزريه الفنّي بعنوان “المرونة الهشة”، المستوحى بصريا من أشرعة المراكب التقليدية التي انتشرت في منطقة شبه الجزيرة العربية لعدة قرون، في مقر منظمة اليونسكو في باريس خلال حدث نظمته مؤسسة قطرية.
ويُعرض تأليف آخر يتناول موضوع المياه، تم تسجيله جزئيا في قطر، منذ منتصف سبتمبر في متحف محلي.
وعلق روزريه على تجهيزه “العالم كما نعرفه يتغير”، قائلا إنّ هدفه هو “اصطحاب الجمهور في رحلة للاستماع والانفصال عن العالم”.
وأضاف “أصبح الأمر أكثر أهمية بالنسبة إلي لأنّنا، وقد أكون مخطئا، نعيش خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية في مجتمعات سريعة الخطى إلى حدّ أنّنا لم نعد ننصت”.
وكان روزريه مفتونا بالصوت منذ طفولته في منطقة أو دو فرانس في شمال فرنسا، حيث اختبر أصوات فرقعة البالونات وكيف يتردد صداها في بيئات مختلفة.
وعمل مدير أعمال لموسيقيين في بريطانيا، قبل أن ينتقل لاحقا إلى بلجيكا ويقرر في النهاية تكريس حياته للفن الصوتي في قطر. ومذاك، باتت جلسات تسجيل الأصوات بمثابة طقوس يتّبعها.
ويوضح “أتجول في الموقع الذي أرغب في استكشافه وأترك أذني ترشدني إذا سمعت أي شيء يجذبني”.
ويتابع “أحيانا، أراقب الطيور لأحاول أن أرى أين تحدث حركة”. لكنّه يقر “إنها مسألة حظ”.
ويشرح “أضع الميكروفون وأغادر. لا أستمع إلى التسجيل قبل أن أعود إلى الأستوديو”.
وهو يزور كل موقع عدة مرات. ويوضح “الزيارة الأولى لاستكشاف المكان والثانية للاختبار، وإذا لم تنجح المرة الثانية أمنح نفسي فرصة ثالثة مع تغيير التوقيت أو الظروف المناخية”. وهكذا تتشكل بحسب روزريه “ذاكرة الصوت”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook