الأردنية سما دودين توظف الكاريكاتير في رسم العيون
انشرWhatsAppTwitterFacebook
العيون تقول ما لا تفصح عنه الألسن
عمّان – تقدم الفنانة التشكيلية الأردنية سما دودين معرضها الجديد في غاليري “رؤى 32” للفنون بعمان، وفيه تطوع فن الكاريكاتير في رسم العيون التي تعدّ الثيمة الرئيسية في لوحاتها.
ويحمل المعرض الذي افتتح في الثاني والعشرين من فبراير ويتواصل حتى الخامس عشر من مارس المقبل عنوان “عين”، ويأتي كدعم وتشجيع من الغاليري للمواهب الشابة.
ومن يتجول بين لوحات الفنانة الأردنية سيجد أن العيون تحيط به من كل صوب، إذ تساعد لوحاتها على تفهم البعد الجمالي لتشكلات رموز العين، وهي في مجملها لوحات زخرفية وحروفية تستمد قوتها من الموروث.
ويقترب المنجز التشكيلي الذي تقدمه دودين في معرضها، من العين كدلالة جمالية برؤية معاصرة تغني الثقافة في جانبها الإيجابي، وتعيد صياغة الموروث بشكل أنيق.
وتقول الفنانة سعاد عيساوي صاحبة الغاليري، إن لوحات دودين تضيف عناصر جديدة إلى المعرفة البصرية البعيدة عن استهلاك الفن الفلكلوري والتراث الشعبي، من خلال خلق عوالم خاصة بها.
☚ لوحات دودين تقترب من العين كدلالة جمالية برؤية معاصرة تغني الثقافة وتعيد صياغة الموروث بشكل أنيق
وتقول دودين إنها اختارت أن تقدم ثيمة العين في لوحاتها الخمسين، لتحاور زوار معرضها الذي يستمر حتى الخامس عشر من الشهر المقبل، متكئة على رؤيتها الخاصة لما تمثله العيون في ذاكرة الشعوب.
وتضيف “رسمت لوحاتي بشكل أقرب إلى لوحات الكاريكاتير بالقلم الأسود والأحبار، مستعينة ببعض الأمثال الشعبية لأمزج التعابير الإنسانية بحالات العين الرمزية والواقعية، فالعين هي مغرفة الكلام ومرآة النفس، والوسيلة الأولى للتعبير عن الأحوال”.
ويحظى المعرض بزوار تمتعوا بفرصة خوض تجربة رسم لوحات مختلفة الأحجام والقياسات، حيث توجد زاوية مخصصة ليمارسوا تجاربهم في رسم العيون.
وتضيف دودين “حرصت على أن أشرك زوار المعرض بالفكرة، بتخصيص ركن بإمكانهم أن يرسموا عيوناً على مسطحات بيضاء، وأمنحهم زاوية لعرض ما رسموه وما قالوه بأقلامهم عن العيون”.
واختارت الفنانة أن ترسم في عدد من لوحاتها بالقلم الأسود والأحبار، واستطاعت من خلالها أن تأخذ المشاهد إلى خزانة “العين” في الأمثال الشعبية الأردنية الغنية بالحديث عن العين في مختلف حالاتها الرمزية والواقعية، فالعين مرآة النفس، وهي أفضل وسيلة للتعبير الإنساني، لاسيما أنها تكشف أحوال النفس البشرية وتفضح خفاياها. كما حظيت العين أكثر من غيرها من جوارح الإنسان بمكانة خاصة في الموروث الشعبي العربي، وارتبطت بمدلولات رمزية كثيرة في الذاكرة الشعبية مثل الجشع والحسد والعيب.
وتعد سما دودين فنانة مسكونة برسم العيون المعتمرة لعصابة الرأس، وفي مجموعتها “عين” تجسِّد عيون المجتمع المتربصة بالآخرين لتتبع أخطائهم ووسمهم بأبشع الصفات.
وجاء في بيان إدارة غاليري “رؤى 32” أنه للنظر إلى أعمال الفنانة سما دودين سنستعير قول الشاعر الروسي بوشكين في وصف أعمال غوغول “يا الهي إنه لم يخترع شيئا من عنده بل إنه حكى الحقيقة البسيطة”، فمن السذاجة القول إن أعمال الفنانة مجرد ألعاب فنية في ملعب الموروث الشعبي كما فعل الكثير من الفنانين دون وعي، لكنها عند دودين تعبر عن حالة إبداعية مرئية مطبوعة بداخلها. حيث قامت بتوظيف الزخارف الهندسية والنباتية والكتابية إلى جانب “العين” التي انتشرت على مسطحات لوحاتها بحركات مختلفة فظهرت العين بأجنحة تطير بها، وأصبحت كذلك أخطبوطا يتضمن نحلة وسمكة وأشكالا حيوانية أخرى.
كما تضمنت بعض أعمالها الفنية التي زاوجت بين المرئي بدلالاته اللغوية واللامرئي الجمالي بدلالته الفنية كتابات مصاحبة لـ”العيون” حملت معاني كثيرة مثل “خير… في إشي؟” و”ييي… شو عيب” و”ولكم عيب” و”يا خسارة” و”يا عيب الشوم”.
وهذه الكتابات التي تتردد على ألسنة الناس شكّلت قاعدة لتساعد المتلقي على تفهم البعد الجمالي لتشكيلات رمز “العين”.
وما يميز أعمال هذا المعرض الإشارية والزخرفية والحروفية، أنها تستمد قوتها من الموروث. فالمبدع الحقيقي هو الذي يضيف عناصر جديدة إلى المعرفة البصرية مبتعدا عن الاستهلاك للفن الفلكلوري والتراث الشعبي بخلق عوالم خاصة به.
والفنانة سما دودين تتخذ من العملية الإبداعية هاجساً وباعثاً على المتخيل. وتبحث عن الخلود في ذاكرة المتلقي، وتحاول أن تعرّي الواقع من خلال ثيمة “العين”، وتحاول من خلال هذه الثيمة أن تتميز في إعادة صياغة ثقافتها المحلية لإضافتها كمنجز تشكيلي يعتمد على الموروث الشعبي وإعادة إنتاجه بقالب جديد يمازج ما بين “العين” وتجاوز ثقافة “العيب” التي أصبحت دارجة في أوساط المجتمع تجاه الأنثى كدلالة جمالية وبرؤية معاصرة تغني الثقافة في جانبها الإيجابي بشكل عام.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
العيون تقول ما لا تفصح عنه الألسن
عمّان – تقدم الفنانة التشكيلية الأردنية سما دودين معرضها الجديد في غاليري “رؤى 32” للفنون بعمان، وفيه تطوع فن الكاريكاتير في رسم العيون التي تعدّ الثيمة الرئيسية في لوحاتها.
ويحمل المعرض الذي افتتح في الثاني والعشرين من فبراير ويتواصل حتى الخامس عشر من مارس المقبل عنوان “عين”، ويأتي كدعم وتشجيع من الغاليري للمواهب الشابة.
ومن يتجول بين لوحات الفنانة الأردنية سيجد أن العيون تحيط به من كل صوب، إذ تساعد لوحاتها على تفهم البعد الجمالي لتشكلات رموز العين، وهي في مجملها لوحات زخرفية وحروفية تستمد قوتها من الموروث.
ويقترب المنجز التشكيلي الذي تقدمه دودين في معرضها، من العين كدلالة جمالية برؤية معاصرة تغني الثقافة في جانبها الإيجابي، وتعيد صياغة الموروث بشكل أنيق.
وتقول الفنانة سعاد عيساوي صاحبة الغاليري، إن لوحات دودين تضيف عناصر جديدة إلى المعرفة البصرية البعيدة عن استهلاك الفن الفلكلوري والتراث الشعبي، من خلال خلق عوالم خاصة بها.
☚ لوحات دودين تقترب من العين كدلالة جمالية برؤية معاصرة تغني الثقافة وتعيد صياغة الموروث بشكل أنيق
وتقول دودين إنها اختارت أن تقدم ثيمة العين في لوحاتها الخمسين، لتحاور زوار معرضها الذي يستمر حتى الخامس عشر من الشهر المقبل، متكئة على رؤيتها الخاصة لما تمثله العيون في ذاكرة الشعوب.
وتضيف “رسمت لوحاتي بشكل أقرب إلى لوحات الكاريكاتير بالقلم الأسود والأحبار، مستعينة ببعض الأمثال الشعبية لأمزج التعابير الإنسانية بحالات العين الرمزية والواقعية، فالعين هي مغرفة الكلام ومرآة النفس، والوسيلة الأولى للتعبير عن الأحوال”.
ويحظى المعرض بزوار تمتعوا بفرصة خوض تجربة رسم لوحات مختلفة الأحجام والقياسات، حيث توجد زاوية مخصصة ليمارسوا تجاربهم في رسم العيون.
وتضيف دودين “حرصت على أن أشرك زوار المعرض بالفكرة، بتخصيص ركن بإمكانهم أن يرسموا عيوناً على مسطحات بيضاء، وأمنحهم زاوية لعرض ما رسموه وما قالوه بأقلامهم عن العيون”.
واختارت الفنانة أن ترسم في عدد من لوحاتها بالقلم الأسود والأحبار، واستطاعت من خلالها أن تأخذ المشاهد إلى خزانة “العين” في الأمثال الشعبية الأردنية الغنية بالحديث عن العين في مختلف حالاتها الرمزية والواقعية، فالعين مرآة النفس، وهي أفضل وسيلة للتعبير الإنساني، لاسيما أنها تكشف أحوال النفس البشرية وتفضح خفاياها. كما حظيت العين أكثر من غيرها من جوارح الإنسان بمكانة خاصة في الموروث الشعبي العربي، وارتبطت بمدلولات رمزية كثيرة في الذاكرة الشعبية مثل الجشع والحسد والعيب.
وتعد سما دودين فنانة مسكونة برسم العيون المعتمرة لعصابة الرأس، وفي مجموعتها “عين” تجسِّد عيون المجتمع المتربصة بالآخرين لتتبع أخطائهم ووسمهم بأبشع الصفات.
وجاء في بيان إدارة غاليري “رؤى 32” أنه للنظر إلى أعمال الفنانة سما دودين سنستعير قول الشاعر الروسي بوشكين في وصف أعمال غوغول “يا الهي إنه لم يخترع شيئا من عنده بل إنه حكى الحقيقة البسيطة”، فمن السذاجة القول إن أعمال الفنانة مجرد ألعاب فنية في ملعب الموروث الشعبي كما فعل الكثير من الفنانين دون وعي، لكنها عند دودين تعبر عن حالة إبداعية مرئية مطبوعة بداخلها. حيث قامت بتوظيف الزخارف الهندسية والنباتية والكتابية إلى جانب “العين” التي انتشرت على مسطحات لوحاتها بحركات مختلفة فظهرت العين بأجنحة تطير بها، وأصبحت كذلك أخطبوطا يتضمن نحلة وسمكة وأشكالا حيوانية أخرى.
كما تضمنت بعض أعمالها الفنية التي زاوجت بين المرئي بدلالاته اللغوية واللامرئي الجمالي بدلالته الفنية كتابات مصاحبة لـ”العيون” حملت معاني كثيرة مثل “خير… في إشي؟” و”ييي… شو عيب” و”ولكم عيب” و”يا خسارة” و”يا عيب الشوم”.
وهذه الكتابات التي تتردد على ألسنة الناس شكّلت قاعدة لتساعد المتلقي على تفهم البعد الجمالي لتشكيلات رمز “العين”.
وما يميز أعمال هذا المعرض الإشارية والزخرفية والحروفية، أنها تستمد قوتها من الموروث. فالمبدع الحقيقي هو الذي يضيف عناصر جديدة إلى المعرفة البصرية مبتعدا عن الاستهلاك للفن الفلكلوري والتراث الشعبي بخلق عوالم خاصة به.
والفنانة سما دودين تتخذ من العملية الإبداعية هاجساً وباعثاً على المتخيل. وتبحث عن الخلود في ذاكرة المتلقي، وتحاول أن تعرّي الواقع من خلال ثيمة “العين”، وتحاول من خلال هذه الثيمة أن تتميز في إعادة صياغة ثقافتها المحلية لإضافتها كمنجز تشكيلي يعتمد على الموروث الشعبي وإعادة إنتاجه بقالب جديد يمازج ما بين “العين” وتجاوز ثقافة “العيب” التي أصبحت دارجة في أوساط المجتمع تجاه الأنثى كدلالة جمالية وبرؤية معاصرة تغني الثقافة في جانبها الإيجابي بشكل عام.