جدارية فسيفسائية في الأردن تختصر "الطريق الملوكي"
القائمون على الجدارية يسعون إلى إدخالها موسوعة غينيس استنادا إلى عدد المشاركين في تشكيلها وحجمها الذي يعد الأكبر في العالم.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
في انتظار غينيس
تسعى الشعوب والدول للحفاظ على التراث الذي يميزها من خلال إحيائه وترميمه وإبرازه في الواجهة كما فعل أردني رسم جدارية من الفسيفسفاء في مأدبا لأقدم وأهم الطرقات التجارية في منطقة الشرق الأوسط.
مأدبا (الأردن) - على بعد 33 كيلومترا جنوب العاصمة الأردنية عمان تقع مدينة مأدبا التي يعود تاريخ تأسيسها إلى المؤابيين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
وتشتهر المدينة بالفسيفساء حتى باتت تعرف بهذا الاسم لكونها تزخر بالكثير من المعالم التاريخية التي يزينها هذا النوع من اللوحات، وتضم مراكز متخصصة في تعليم فن أصبح عنوانا لها.
وانطلاقا من ذلك راودت سامر الطوال، أحد سكان المدينة، فكرة أن يجعل منها علامة فارقة عندما قرر تشكيل أكبر لوحة جدارية على مستوى العالم، وإدخالها كتاب غينيس للأرقام القياسية.
مركز زوار مأدبا، أول مكان يدخله زائر المدينة، حيث يتيح له دخول المكان الاطلاع على مسار “الطريق الملوكي”، والذي جرى خطه بأحجار من البازلت والرخام والغرانيت، ليصبح أكبر لوحة فسيفساء في العالم مساحتها 180 مترا مربعا.
و”الطريق الملوكي” هو أحد أقدم وأهم الطرق التجارية في منطقة الشرق الأوسط، ويبدأ من ضواحي القاهرة في مصر، ويمتد على طول شبه جزيرة سيناء حتى يصل إلى العقبة، فيبدأ بالانعطاف باتجاه الشمال نحو العاصمة الأردنية، ومن ثم إلى دمشق فنهر الفرات في سوريا.
ولم تراود سامر الفكرة بشكل عابر، فقد جاءت من صميم عمله رئيسا لجمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث (تأسست عام 2006 وتتبع لوزارة السياحة).
ويقول سامر “قامت الجمعية عام 2013 بفكرة إنجاز أكبر لوحة فسيفساء بالعالم، وكان الهدف هو إدخال مأدبا كتاب غينيس للأرقام القياسية باعتبارها مدينة الفسيفساء والسياحة”.
ويوضح أن “الفكرة بدأت بعمل الطريق الملوكي، وهو أقدم طريق بالأردن، وذكر بالتوراة ومسلة الملك ميشع، ورسمنا أهم المعالم السياحية في المملكة، فهو من أهم الطرقات القديمة، والذي جرى إعادة بنائه في عهد الإمبراطور الروماني تراجان، ومن هنا جاءت مقولة كل الطرق تؤدي إلى روما”.
ويشير إلى أنها “اللوحة الوحيدة في العالم بهذا الحجم، إذ يبلغ ارتفاعها 6 أمتار وبطول 30 مترا، وتحتوي على حوالي مليوني حجر من عدة صخور مختلفة، كانت كتلا كبيرة وتم تقطيعها إلى حجارة صغيرة، وبدأنا رسم هذه اللوحة وتشكيلها”.
PreviousNext
ويتابع “بعد حوالي شهرين من البدء في إنجاز اللوحة العالمية الكبيرة، لم يتبق معنا مال لاستكمالها، فجاءت فكرة أن يساهم أهالي مأدبا وزوارها في تشكيلها، واقترحنا على كل زائر تركيب حجر مع كتابة اسمه عليه، ولاقت الفكرة رواجا كبيرا، وبلغ عدد المشاركين فيها نحو 120 ألف زائر”.
وبالتعاون مع وزارة السياحة، وُضِعت اللوحة في مركز زوار مأدبا، ليطلع الزائر عليها فور وصوله، والتي تعد دليلا للمنطقة بكاملها.
وتقول عالية مصاروة، مشرفة على المكان من جانب وزارة السياحة والآثار الأردنية، إن الوزارة قامت بالتعاون مع جمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث بتنفيذ تركيب جدارية “الطريق الملوكي” نظرا إلى ما تتمتع به مدينة مأدبا من أهمية تاريخية وحضارية وتراثية.
وتشير مصاروة إلى أن وزارة السياحة اهتمّت بتطوير الخدمات المقدمة للزوار باعتبار أن مركز زوار مأدبا هو نقطة انطلاق السائح إلى كل المواقع السياحية في المحافظة.
وينطلق القائمون على اللوحة من محاولة إدخالها موسوعة غينيس استنادا إلى عدد المشاركين في تشكيلها وفكرتها وموضوعها وحجمها الذي يعد الأكبر في العالم.
وتتميز مأدبا بتنوع المنتج السياحي فيها، إذ تحتوي على 7 مسارات وهي: مسار ذيبان السياحي، سياحة المغامرات، السياحة الدينية، التراثية، الثقافية، العلاجية والحج المسيحي.
ويُطلق على المدينة الأردنية “عاصمة الفسيفساء” لأن أغلب المواقع السياحية فيها تحتوي على لوحات وخرائط من هذا النوع، وتضم 22 موقعا سياحيا.
ويضم الأردن وفق إحصاءات رسمية نحو 100 ألف موقع أثري وسياحي تتوزع في مختلف محافظات المملكة ومدنها.
القائمون على الجدارية يسعون إلى إدخالها موسوعة غينيس استنادا إلى عدد المشاركين في تشكيلها وحجمها الذي يعد الأكبر في العالم.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
في انتظار غينيس
تسعى الشعوب والدول للحفاظ على التراث الذي يميزها من خلال إحيائه وترميمه وإبرازه في الواجهة كما فعل أردني رسم جدارية من الفسيفسفاء في مأدبا لأقدم وأهم الطرقات التجارية في منطقة الشرق الأوسط.
مأدبا (الأردن) - على بعد 33 كيلومترا جنوب العاصمة الأردنية عمان تقع مدينة مأدبا التي يعود تاريخ تأسيسها إلى المؤابيين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
وتشتهر المدينة بالفسيفساء حتى باتت تعرف بهذا الاسم لكونها تزخر بالكثير من المعالم التاريخية التي يزينها هذا النوع من اللوحات، وتضم مراكز متخصصة في تعليم فن أصبح عنوانا لها.
وانطلاقا من ذلك راودت سامر الطوال، أحد سكان المدينة، فكرة أن يجعل منها علامة فارقة عندما قرر تشكيل أكبر لوحة جدارية على مستوى العالم، وإدخالها كتاب غينيس للأرقام القياسية.
مركز زوار مأدبا، أول مكان يدخله زائر المدينة، حيث يتيح له دخول المكان الاطلاع على مسار “الطريق الملوكي”، والذي جرى خطه بأحجار من البازلت والرخام والغرانيت، ليصبح أكبر لوحة فسيفساء في العالم مساحتها 180 مترا مربعا.
و”الطريق الملوكي” هو أحد أقدم وأهم الطرق التجارية في منطقة الشرق الأوسط، ويبدأ من ضواحي القاهرة في مصر، ويمتد على طول شبه جزيرة سيناء حتى يصل إلى العقبة، فيبدأ بالانعطاف باتجاه الشمال نحو العاصمة الأردنية، ومن ثم إلى دمشق فنهر الفرات في سوريا.
ولم تراود سامر الفكرة بشكل عابر، فقد جاءت من صميم عمله رئيسا لجمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث (تأسست عام 2006 وتتبع لوزارة السياحة).
ويقول سامر “قامت الجمعية عام 2013 بفكرة إنجاز أكبر لوحة فسيفساء بالعالم، وكان الهدف هو إدخال مأدبا كتاب غينيس للأرقام القياسية باعتبارها مدينة الفسيفساء والسياحة”.
ويوضح أن “الفكرة بدأت بعمل الطريق الملوكي، وهو أقدم طريق بالأردن، وذكر بالتوراة ومسلة الملك ميشع، ورسمنا أهم المعالم السياحية في المملكة، فهو من أهم الطرقات القديمة، والذي جرى إعادة بنائه في عهد الإمبراطور الروماني تراجان، ومن هنا جاءت مقولة كل الطرق تؤدي إلى روما”.
ويشير إلى أنها “اللوحة الوحيدة في العالم بهذا الحجم، إذ يبلغ ارتفاعها 6 أمتار وبطول 30 مترا، وتحتوي على حوالي مليوني حجر من عدة صخور مختلفة، كانت كتلا كبيرة وتم تقطيعها إلى حجارة صغيرة، وبدأنا رسم هذه اللوحة وتشكيلها”.
PreviousNext
ويتابع “بعد حوالي شهرين من البدء في إنجاز اللوحة العالمية الكبيرة، لم يتبق معنا مال لاستكمالها، فجاءت فكرة أن يساهم أهالي مأدبا وزوارها في تشكيلها، واقترحنا على كل زائر تركيب حجر مع كتابة اسمه عليه، ولاقت الفكرة رواجا كبيرا، وبلغ عدد المشاركين فيها نحو 120 ألف زائر”.
وبالتعاون مع وزارة السياحة، وُضِعت اللوحة في مركز زوار مأدبا، ليطلع الزائر عليها فور وصوله، والتي تعد دليلا للمنطقة بكاملها.
وتقول عالية مصاروة، مشرفة على المكان من جانب وزارة السياحة والآثار الأردنية، إن الوزارة قامت بالتعاون مع جمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث بتنفيذ تركيب جدارية “الطريق الملوكي” نظرا إلى ما تتمتع به مدينة مأدبا من أهمية تاريخية وحضارية وتراثية.
وتشير مصاروة إلى أن وزارة السياحة اهتمّت بتطوير الخدمات المقدمة للزوار باعتبار أن مركز زوار مأدبا هو نقطة انطلاق السائح إلى كل المواقع السياحية في المحافظة.
وينطلق القائمون على اللوحة من محاولة إدخالها موسوعة غينيس استنادا إلى عدد المشاركين في تشكيلها وفكرتها وموضوعها وحجمها الذي يعد الأكبر في العالم.
وتتميز مأدبا بتنوع المنتج السياحي فيها، إذ تحتوي على 7 مسارات وهي: مسار ذيبان السياحي، سياحة المغامرات، السياحة الدينية، التراثية، الثقافية، العلاجية والحج المسيحي.
ويُطلق على المدينة الأردنية “عاصمة الفسيفساء” لأن أغلب المواقع السياحية فيها تحتوي على لوحات وخرائط من هذا النوع، وتضم 22 موقعا سياحيا.
ويضم الأردن وفق إحصاءات رسمية نحو 100 ألف موقع أثري وسياحي تتوزع في مختلف محافظات المملكة ومدنها.