برغامه
Pergamon - Pergame
برغامة
برغامة أو برغامون Pergamon إحدى مدن آسيا الصغرى الغربية (تركية اليوم) وعاصمة مملكة حملت اسمها (283-133ق.م)، تقع في إقليم ميشْية Mysia الذي يتوسط غربي تركية. تبعد نحو 24كم عن شاطئ البحر الإيجي. أُنشئت في وقت غير معروف على الضفة الشمالية لنهر كايكوس Kaikos (باكير اليوم)، ومازالت المدينة عامرة حتى اليوم، وتحمل اسم برغامة Bergama.
كانت برغامة واحدة من أجمل مدن آسيا الصغرى، تشغل مبانيها ثلاثة مسطحات، يشرف عليها تلٌّ يرتفع نحو 275متراً فوق مستوى سطح البحر، بُني في قمته «أكروبول» المدينة الذي احتوى عدداً من أفخم مباني العصر الهلنستي، ولاسيما القصور الملكية ومكتبة المدينة إضافة إلى معبدي ديونيسوس وأثينة ومذبح زيوس الذي يعده الأثريون درة العمارة الإغريقية الهلنستية، والذي أعاد متحف برلين إنشاء نموذج عنه في أواسط القرن العشرين.
ومع أن هناك دلائل على استيطان موقع المدينة منذ مدة طويلة، فإن المؤرخين يستهلّون عادة تاريخ المدينة بعهد لوسيماخوس Lysimachos، وكان واحداً من قادة الإسكندر الكبير[ر]، وهو الذي أودع في قلعة برغامة القسم الأكبر من غنائمه. وعَهَد بالمدينة إلى أحد قادته المدعو فيلتايروس Philetaeros ابن أتالوس، الذي ثار على لوسيماخوس سنة 283ق.م، وأعلن نفسه حاكماً على المدينة وممتلكاتها، بدعم من سلوقس الأول نيكاتور (312-281ق.م)[ر] مؤسس الأسرة السلوقية الحاكمة في سورية.
حكم من ذرية فيلتايروس مجموعة ملوك حمل معظمهم اسم أو لقب «أتالوس» Attalos حتى عُرفت دولتهم باسم «دولة الأتاليين». واستمرت هذه المملكة في إقامة علاقات اقتصادية وسياسية متوازنة مع دول المنطقة «السلوقية» و«البطلمية» و«الأنتيغونية» و«رومة» حتى زمن متأخر من تاريخها حينما انحازت إلى جانب الدولة الأقوى وهي رومة في مواجهة جيرانها السلوقيين، وحصلت بنتيجة حربها معهم على مكاسب إقليمية في آسيا الصغرى. وكانت دولة الأتاليين وجزيرة رودس على الدوام حليفتي رومة الرئيستين في المنطقة، ولما لم يُرزق آخر ملوكها المدعو أتالوس الثالث ذرية تخلفه على العرش أهدى مملكته إلى الجمهورية الرومانية الفتية سنة 133ق.م.
ويعد عهد الملك يومنس Eumenes الثاني الذي حكم من سنة 197 إلى 160ق.م العصر الذهبي في تاريخ المدينة، فقد اهتم بعمارتها على نحو لم يسبق له مثيل، كما أنشأ فيها مكتبة ضارعت مكتبة الاسكندرية المنافسة لها في عدد مجلداتها التي وصلت إلى 200000مجلد، واستخدمت في كتابتها الرقوق Parehments البرغامية الشهيرة المصنوعة من «جلود الحيوانات»، وعُرفت في العصر الروماني باسم Pergamena Tarter وصارت تنافس البردي المصري في متانتها وحسن صناعتها.
استوطن المدينة منذ تأسيسها إلى جانب سكانها المحليين جاليات إغريقية كثيرة. ويبدو أنه لهذا السبب كان للمدينة دستور مدينة ـ دولة إغريقية، وامتلكت جهازاً وظيفياً على الطريقة الإغريقية، وجيشاً محترفاً جيد التنظيم. وقد تطورت المدينة لتفوقها في استغلال مصادرها الطبيعية ولاسيما استغلال مناجم الفضة إضافة إلى البراعة في الأعمال الزراعية وصناعة الأقمشة المزركشة بالخيوط الذهبية وصناعة الخزف الدقيق والأدوية والعطور.
عانت برغامة أولاً صراعها مع الغال الذي استمر من 279 إلى 235ق.م، وهو الصراع الذي خلدته مدرسة النحت فيها بصورة رائعة ومؤثرة. كما عانت فيما بعد النزاع بين المسيحيين والوثنيين في بداية الدعوة المسيحية. وتدهور حال المدينة بدءاً من العهد البيزنطي، وإن كانت قد تدهورت سياسياً وعلمياً منذ قيام ماركوس أنطونيوس[ر] بإهداء مكتبتها بكاملها إلى محبوبته كليوباترة[ر] تعويضاً لها عما أصاب مكتبة الإسكندرية من دمار أيام نزاع يوليوس قيصر مع معارضيه.
مفيد رائف العابد
Pergamon - Pergame
برغامة
برغامة أو برغامون Pergamon إحدى مدن آسيا الصغرى الغربية (تركية اليوم) وعاصمة مملكة حملت اسمها (283-133ق.م)، تقع في إقليم ميشْية Mysia الذي يتوسط غربي تركية. تبعد نحو 24كم عن شاطئ البحر الإيجي. أُنشئت في وقت غير معروف على الضفة الشمالية لنهر كايكوس Kaikos (باكير اليوم)، ومازالت المدينة عامرة حتى اليوم، وتحمل اسم برغامة Bergama.
كانت برغامة واحدة من أجمل مدن آسيا الصغرى، تشغل مبانيها ثلاثة مسطحات، يشرف عليها تلٌّ يرتفع نحو 275متراً فوق مستوى سطح البحر، بُني في قمته «أكروبول» المدينة الذي احتوى عدداً من أفخم مباني العصر الهلنستي، ولاسيما القصور الملكية ومكتبة المدينة إضافة إلى معبدي ديونيسوس وأثينة ومذبح زيوس الذي يعده الأثريون درة العمارة الإغريقية الهلنستية، والذي أعاد متحف برلين إنشاء نموذج عنه في أواسط القرن العشرين.
حكم من ذرية فيلتايروس مجموعة ملوك حمل معظمهم اسم أو لقب «أتالوس» Attalos حتى عُرفت دولتهم باسم «دولة الأتاليين». واستمرت هذه المملكة في إقامة علاقات اقتصادية وسياسية متوازنة مع دول المنطقة «السلوقية» و«البطلمية» و«الأنتيغونية» و«رومة» حتى زمن متأخر من تاريخها حينما انحازت إلى جانب الدولة الأقوى وهي رومة في مواجهة جيرانها السلوقيين، وحصلت بنتيجة حربها معهم على مكاسب إقليمية في آسيا الصغرى. وكانت دولة الأتاليين وجزيرة رودس على الدوام حليفتي رومة الرئيستين في المنطقة، ولما لم يُرزق آخر ملوكها المدعو أتالوس الثالث ذرية تخلفه على العرش أهدى مملكته إلى الجمهورية الرومانية الفتية سنة 133ق.م.
ويعد عهد الملك يومنس Eumenes الثاني الذي حكم من سنة 197 إلى 160ق.م العصر الذهبي في تاريخ المدينة، فقد اهتم بعمارتها على نحو لم يسبق له مثيل، كما أنشأ فيها مكتبة ضارعت مكتبة الاسكندرية المنافسة لها في عدد مجلداتها التي وصلت إلى 200000مجلد، واستخدمت في كتابتها الرقوق Parehments البرغامية الشهيرة المصنوعة من «جلود الحيوانات»، وعُرفت في العصر الروماني باسم Pergamena Tarter وصارت تنافس البردي المصري في متانتها وحسن صناعتها.
عانت برغامة أولاً صراعها مع الغال الذي استمر من 279 إلى 235ق.م، وهو الصراع الذي خلدته مدرسة النحت فيها بصورة رائعة ومؤثرة. كما عانت فيما بعد النزاع بين المسيحيين والوثنيين في بداية الدعوة المسيحية. وتدهور حال المدينة بدءاً من العهد البيزنطي، وإن كانت قد تدهورت سياسياً وعلمياً منذ قيام ماركوس أنطونيوس[ر] بإهداء مكتبتها بكاملها إلى محبوبته كليوباترة[ر] تعويضاً لها عما أصاب مكتبة الإسكندرية من دمار أيام نزاع يوليوس قيصر مع معارضيه.
مفيد رائف العابد