جيزيلا هوبشلی مصورة من المانيا تعشق البقاع اللبناني
في لقاء مع المصورة الألمانية غیزيلا هوبشلي . المقيمة في لبنان ، أمكن وبمنتهى السهولة الحصول على نظرة موضوعية للتقصير لدى مصورينا في تغطية جمال بلادهم بالصورة الفوتوغرافية .
كما شعرنا بمدى حب الآخرين لهذا الوطن الذي عملنا ونعمل على تشويهه
غيزيلا هويشلي ( gisela Hibehle )
المـانيـة عشقت لبنان واهله واستمدت من هذه الأرض الاحساس والعاطفة رغم كل ما مر ويمر بها فقامت بتجسيد مشاعرها نحو هذا الوطن عبر لوحات فوتوغرافية مفعمة بالحس والعطاء وضمن اسلوب فوتوغرافي وتقني عادي .
فجاءت صورها أكثر من عادية لأنها ابتعدت عن الافتعال والتصنع مشاهدها متماسكة في وقت يعيش الجميع حالة من التفكك ، ورؤيتها صافية إلى حدود قراءة المشهد وتبيان خطوطه الرائعة .
لقد عاشت غيزيلا ماساتنا ورسمتها على لوحات وجهية معبرة صور البورتريه ، عندها تحكي قصة ومعاناة شعب وتعكس ماساة وطن بكل إتقان وبمنتهى البساطة إنها بساطة ممزوجة بالعاطفة والحب لهذا الوطن
الأبيض والأسود
لانطباع اقوی كلمة حق تقال ان هذه المصورة الألمانية انتجت ما عجز عنه الكثير من مصورينا وللأسف بقيت غیزیلا هويشلی خلف الأضـواء بعيدة عن التكريم أو حتى مجرد الثناء على أعمالها المصورة في لبنان .
وغيزيلا مصورة تهوى العمل بالأبيض والأسود وتعتبر انه الأسلوب الأقوى للتعبير إن بالنسبة لصور الطبيعة ، أو الصور الوجهية حيث يتماذج التعبير مع قوة الاحساس بشكل جيد .
بالنسبة للعمل بالتصوير الملون تعترف غيزيلا بأن الألوان تعطي للصورة جمالية وتميزاً لكن تبقى للصـورة بـالأبيض والاسود نكهة أعمق الانطباع الذي يوحي لمزيد من القوة وبإمكانيات أعلى للمصور وربما تكون المواضيع نفسه وربما تكون المواضيع التي تابعتها في لبنان كرست لديها هذا العشق للأبيض والأسود في صورها .
وقبل الحديث عن أعمالها في بيروت لا بد من العودة أولا إلى مبرر وجودها هنا لبنان عموماً ومتى كانت البداية .
- من جنوب المانيا الى البقاع اللبناني
غيزيلا كانت حتى ما قبل عام ۱۹۷۸ ، تعيش في مدينتـهـا سينغز ، في جنوب المـانيـا الغربية ، حتى قرات إعلانا لمدرسة الألمان في بيروت تطلب فيه مدرسة أطفال المانية ولانها متخصصة هذا المجال ، حملت متاعها وقدمت إلى لبنان هذا البلد الذي اندفعت إليه بكل فضول معتبرة انه الوطن المعجزة . وتتـابـع غيزيلا بنفسها قائلة -
0 إستلمت عملي ولا زلت المدرسة الألمانية ، وكنت بين وقت وآخـر احمل كاميرتي واسجـل اللقطات والمشاهد اللبنانية ، فأنا بالأساس من هواة التصوير ، وقد درست لمدة ثلاث سنوات في معهد للتصوير بالمانيا ، وعملت في مجال تصوير الأزياء في ميونيخ ، عدت بعدهـا ودرست تعلیم الأطفال ، لكن التصـويـر ظـل هوايتي المفضلة . وفي لبنان - تتابع غيزيلا جذبتني المشـاهـد الجميلة وتنوعها ، من جبال وسهول وانهار ، فكنت احول اوقات فراغي للتجول في هذه المناطـق وتصويرها ، خصوصا منطقة البقاع ومنطقة الشوف . ولو سمح في المجال لتجولت في كافة ربوع لبنان ولامكنني الفوز بالعديد واللـوحـات اللقطـات الفوتوغرافية .
- معارض بين بيروت وطرابلس والمانيا .
ونتيجة لتجـوالهـا حصلت غيزيلا على ثمانين صورة ملونة وبيضاء وسوداء تمثل العادات
والتقاليد والمعالم القديمة لبنان من آثار ومنازل وغير ذلك هذه الأعمال عرضت صيف 1983 في المانيا ، بطلب من مجموعة أصدقاء المان يسعون منذ ست سنوات إلى تقديم العون والمساندة لاطفال لبنان والتخفيف عنهم ، إلى جانب تعليمهم اللغة الألمانية .. انهم يستقبلون غالبية الأطفال الذين هربوا مع ذويهم إلى المانيا من جراء الحرب اللبنانية .
أما عن هدف المعرض فتقول غيزيلا - الهدف كان إطلاع الشعب الألماني على جمال لبنان بطبيعته وشعبه ، وتقديم صورة حقيقية لهم ، بدل الصور المشوهة التي رسمت للبنانيين في العالم ...
الشعب اللبناني شعب طيب . ومن الضروري تأكيد هذه الحقيقة للناس .
على صعيد المعارض ايضاً . اقامت غيزيلا في كل من بيروت - معهد غوتة ـ وفي طرابلس ، معرضاً
ضم 54 صورة بالأسود والأبيض وهو معرض إقتصر على أعمال البورتريه فقط لنقل التعبير الانساني والحقيقي للأشخاص .
نجوم السياسة والفن والطبيعة
وعن تصوير وجوه الناس العاديين تقول غيزيلا : - الشعب هنا لا يشاهد سوى صور وجوه الوزراء والنواب والفنانين وغيرهم من ، نجوم السياسة والفن انا اردت نقل وجوه الناس في المدن والقرى وهذا عمل صعب ، خصوصاً ان الكثيرين كانوا يرفضون تصويرهم وعلى رأسهم رجال الدين ربما لديهم أسبابهم الخاصة خصوصا وانا اجنبية وإمرأة في الوقت نفسه ، ومع صور الوجوه اؤكد هنا بانني اشعر بتعلقي بالبيئة اللبنانية ، وأحاول عكسها من خلال هذه الصور وحتى لا يفهم في هذا المجال أن غيزيلا تفضل - البورتريه ، في التصوير عن المجالات الأخرى فهي تقول :
- انا تعاملت مع الطبيعة والوجوه ، ولو ترك الأمر لي فافضل تصوير الطبيعة ، شرط أن تترك في حرية التنقل والتصوير دون إعتـراض .. وأنا هنا اسجل استغرابي لإهمال المصورين اللبنانيين المناظر الطبيعية .. بلادكم جميلة وعليكم إبرازها . ويمكنكم إصدار كتب كثيرة عن جمالها ، بدل كتب الحرب . منطقة البقاع بارضها الحمراء المميزة مع إخضرار وتمازج بالالوان بين السماء وقمم الجبال . هذه الأشياء حافلة بالعديد من الألوان لصور جميلة ومهمة وهذه الألوان غير متوفرة اينما كان .
وتنتقل غيزيلا إلى المصورين الآخرين بشكل أوسع لتقول
- هناك مصورون جيدون - ويعجبني من لبنان مانوك وانا اعتقد بانه من أفضل مصوري المنطقة .. لديه الاحساس بالمشهد مع قوة في التعبير . ومن العالم يعجبني انسل آدامز ، صاحب المخيلة الواسعة والمقدرة على ترجمة إحساسه ... إنه افضل مصوري الطبيعة في العالم .
كما يعجبني مصور مجلة شتيرن ، الألمانية موسيس .
- کتاب مصور عن البقاع
عن المستقبل تقول غيزيلا هويشلي :
- ساقوم بتحضير کتاب مصور عن البقاع والشوف والجبـل . نظراً لما تحويه هذه المناطق من مشـاهـد لم يسجلها احـد من المصورين حتى الآن .. فان لم ار كتاباً واحداً مصوراً بهذا الاتجاه . وبصراحة فانني لا اهدف إلى اي مردود تجاري من وراء كتابي هذا . بل ساخصص ربعه للسيدات الألمانيات اللواتي فقدن أزواجهن اللبنانيين في هذه الحرب -
صالح الرفاعي
في لقاء مع المصورة الألمانية غیزيلا هوبشلي . المقيمة في لبنان ، أمكن وبمنتهى السهولة الحصول على نظرة موضوعية للتقصير لدى مصورينا في تغطية جمال بلادهم بالصورة الفوتوغرافية .
كما شعرنا بمدى حب الآخرين لهذا الوطن الذي عملنا ونعمل على تشويهه
غيزيلا هويشلي ( gisela Hibehle )
المـانيـة عشقت لبنان واهله واستمدت من هذه الأرض الاحساس والعاطفة رغم كل ما مر ويمر بها فقامت بتجسيد مشاعرها نحو هذا الوطن عبر لوحات فوتوغرافية مفعمة بالحس والعطاء وضمن اسلوب فوتوغرافي وتقني عادي .
فجاءت صورها أكثر من عادية لأنها ابتعدت عن الافتعال والتصنع مشاهدها متماسكة في وقت يعيش الجميع حالة من التفكك ، ورؤيتها صافية إلى حدود قراءة المشهد وتبيان خطوطه الرائعة .
لقد عاشت غيزيلا ماساتنا ورسمتها على لوحات وجهية معبرة صور البورتريه ، عندها تحكي قصة ومعاناة شعب وتعكس ماساة وطن بكل إتقان وبمنتهى البساطة إنها بساطة ممزوجة بالعاطفة والحب لهذا الوطن
الأبيض والأسود
لانطباع اقوی كلمة حق تقال ان هذه المصورة الألمانية انتجت ما عجز عنه الكثير من مصورينا وللأسف بقيت غیزیلا هويشلی خلف الأضـواء بعيدة عن التكريم أو حتى مجرد الثناء على أعمالها المصورة في لبنان .
وغيزيلا مصورة تهوى العمل بالأبيض والأسود وتعتبر انه الأسلوب الأقوى للتعبير إن بالنسبة لصور الطبيعة ، أو الصور الوجهية حيث يتماذج التعبير مع قوة الاحساس بشكل جيد .
بالنسبة للعمل بالتصوير الملون تعترف غيزيلا بأن الألوان تعطي للصورة جمالية وتميزاً لكن تبقى للصـورة بـالأبيض والاسود نكهة أعمق الانطباع الذي يوحي لمزيد من القوة وبإمكانيات أعلى للمصور وربما تكون المواضيع نفسه وربما تكون المواضيع التي تابعتها في لبنان كرست لديها هذا العشق للأبيض والأسود في صورها .
وقبل الحديث عن أعمالها في بيروت لا بد من العودة أولا إلى مبرر وجودها هنا لبنان عموماً ومتى كانت البداية .
- من جنوب المانيا الى البقاع اللبناني
غيزيلا كانت حتى ما قبل عام ۱۹۷۸ ، تعيش في مدينتـهـا سينغز ، في جنوب المـانيـا الغربية ، حتى قرات إعلانا لمدرسة الألمان في بيروت تطلب فيه مدرسة أطفال المانية ولانها متخصصة هذا المجال ، حملت متاعها وقدمت إلى لبنان هذا البلد الذي اندفعت إليه بكل فضول معتبرة انه الوطن المعجزة . وتتـابـع غيزيلا بنفسها قائلة -
0 إستلمت عملي ولا زلت المدرسة الألمانية ، وكنت بين وقت وآخـر احمل كاميرتي واسجـل اللقطات والمشاهد اللبنانية ، فأنا بالأساس من هواة التصوير ، وقد درست لمدة ثلاث سنوات في معهد للتصوير بالمانيا ، وعملت في مجال تصوير الأزياء في ميونيخ ، عدت بعدهـا ودرست تعلیم الأطفال ، لكن التصـويـر ظـل هوايتي المفضلة . وفي لبنان - تتابع غيزيلا جذبتني المشـاهـد الجميلة وتنوعها ، من جبال وسهول وانهار ، فكنت احول اوقات فراغي للتجول في هذه المناطـق وتصويرها ، خصوصا منطقة البقاع ومنطقة الشوف . ولو سمح في المجال لتجولت في كافة ربوع لبنان ولامكنني الفوز بالعديد واللـوحـات اللقطـات الفوتوغرافية .
- معارض بين بيروت وطرابلس والمانيا .
ونتيجة لتجـوالهـا حصلت غيزيلا على ثمانين صورة ملونة وبيضاء وسوداء تمثل العادات
والتقاليد والمعالم القديمة لبنان من آثار ومنازل وغير ذلك هذه الأعمال عرضت صيف 1983 في المانيا ، بطلب من مجموعة أصدقاء المان يسعون منذ ست سنوات إلى تقديم العون والمساندة لاطفال لبنان والتخفيف عنهم ، إلى جانب تعليمهم اللغة الألمانية .. انهم يستقبلون غالبية الأطفال الذين هربوا مع ذويهم إلى المانيا من جراء الحرب اللبنانية .
أما عن هدف المعرض فتقول غيزيلا - الهدف كان إطلاع الشعب الألماني على جمال لبنان بطبيعته وشعبه ، وتقديم صورة حقيقية لهم ، بدل الصور المشوهة التي رسمت للبنانيين في العالم ...
الشعب اللبناني شعب طيب . ومن الضروري تأكيد هذه الحقيقة للناس .
على صعيد المعارض ايضاً . اقامت غيزيلا في كل من بيروت - معهد غوتة ـ وفي طرابلس ، معرضاً
ضم 54 صورة بالأسود والأبيض وهو معرض إقتصر على أعمال البورتريه فقط لنقل التعبير الانساني والحقيقي للأشخاص .
نجوم السياسة والفن والطبيعة
وعن تصوير وجوه الناس العاديين تقول غيزيلا : - الشعب هنا لا يشاهد سوى صور وجوه الوزراء والنواب والفنانين وغيرهم من ، نجوم السياسة والفن انا اردت نقل وجوه الناس في المدن والقرى وهذا عمل صعب ، خصوصاً ان الكثيرين كانوا يرفضون تصويرهم وعلى رأسهم رجال الدين ربما لديهم أسبابهم الخاصة خصوصا وانا اجنبية وإمرأة في الوقت نفسه ، ومع صور الوجوه اؤكد هنا بانني اشعر بتعلقي بالبيئة اللبنانية ، وأحاول عكسها من خلال هذه الصور وحتى لا يفهم في هذا المجال أن غيزيلا تفضل - البورتريه ، في التصوير عن المجالات الأخرى فهي تقول :
- انا تعاملت مع الطبيعة والوجوه ، ولو ترك الأمر لي فافضل تصوير الطبيعة ، شرط أن تترك في حرية التنقل والتصوير دون إعتـراض .. وأنا هنا اسجل استغرابي لإهمال المصورين اللبنانيين المناظر الطبيعية .. بلادكم جميلة وعليكم إبرازها . ويمكنكم إصدار كتب كثيرة عن جمالها ، بدل كتب الحرب . منطقة البقاع بارضها الحمراء المميزة مع إخضرار وتمازج بالالوان بين السماء وقمم الجبال . هذه الأشياء حافلة بالعديد من الألوان لصور جميلة ومهمة وهذه الألوان غير متوفرة اينما كان .
وتنتقل غيزيلا إلى المصورين الآخرين بشكل أوسع لتقول
- هناك مصورون جيدون - ويعجبني من لبنان مانوك وانا اعتقد بانه من أفضل مصوري المنطقة .. لديه الاحساس بالمشهد مع قوة في التعبير . ومن العالم يعجبني انسل آدامز ، صاحب المخيلة الواسعة والمقدرة على ترجمة إحساسه ... إنه افضل مصوري الطبيعة في العالم .
كما يعجبني مصور مجلة شتيرن ، الألمانية موسيس .
- کتاب مصور عن البقاع
عن المستقبل تقول غيزيلا هويشلي :
- ساقوم بتحضير کتاب مصور عن البقاع والشوف والجبـل . نظراً لما تحويه هذه المناطق من مشـاهـد لم يسجلها احـد من المصورين حتى الآن .. فان لم ار كتاباً واحداً مصوراً بهذا الاتجاه . وبصراحة فانني لا اهدف إلى اي مردود تجاري من وراء كتابي هذا . بل ساخصص ربعه للسيدات الألمانيات اللواتي فقدن أزواجهن اللبنانيين في هذه الحرب -
صالح الرفاعي
تعليق