باسك (لغه)
Basque language - Le basque
لغة الباسك
تنتمي لغة الباسك Basque Language إلى أسرة لغوية لا يعرف الكثير عنها. وما يزال البحث عن أصل هذه الكلمة أمراً غير مجدٍ. فهناك من يفترض وجود صلة منشأ بين لغة الباسك وبعض اللغات الأخرى، ويأتي في مقدمة هؤلاء الباحثين الفقيه اللغوي الألماني هوغو شوخارت (1842-1927) Hugo Schuchardt الذي يدّعي أن لغة الباسك ذات صلة وثيقة باللغات الإيبرية Iberian، وأنها جميعاً أتت من أسرة اللغات المعروفة بالسامية ـ الحامية وهي أسرة لغوية إفريقية ـ آسيوية. وثمة رأي آخر يقول بأن وجود مثل هذه الصلة أمر مشكوك فيه إذ إنه لا توجد أي قواسم مشتركة تجمع لغة الباسك واللغات السامية ـ الحامية. ومع وجود بعض التشابه بين لغة الباسك واللغات الإيبرية فإن معرفة لغة الباسك لا تكفي لقراءة النقوش المكتوبة بالإيبرية التي كُشفت في شرقي إسبانية وعلى ساحل البحر المتوسط في فرنسة. أدى هذا التعارض في الرأي إلى ظهور رأي ثالث يعزو التشابه بينها إلى القرب الجغرافي بين متكلميها. ولا يعترف أصحاب هذا الرأي بوجود أصل مشترك لها. وهناك من يقول إن لغة الباسك ذات صلة باللغة القوقازية القديمة التي كانت منتشرة في منطقة القوقاز. ولكن هذا الادعاء يفتقر إلى الأدلة الموثقة. وهكذا تبقى لغة الباسك معروفة بانتمائها إلى أسرة لا تتحدر منها أي لغة أخرى، وهي بذلك تقدم خير دليل على تفرد شعب الباسك في انتمائه. ويلاحظ هذه الأيام أن هناك جهوداً كبيرة تبذل في سبيل الحفاظ على هذه اللغة وحماية ثقافة شعب الباسك.
إن معظم متكلمي لغة الباسك هم من ثنائيي اللغة ممن يتكلمون، إضافة إلى الباسك، اللغة الإسبانية أو اللغة الفرنسية، وهم بوجه عام يقطنون إقليم الباسك الذي يتمتع بحكم ذاتي ويضم المقاطعة الإسبانية المسماة غيبوزكوا وجزءاً من فزكاية وجزءاً من آلافة. كما يعيش بعض الناطقين بلغة الباسك في المنطقة الغربية من الجزء الفرنسي من البيرينه. وتقارب مساحة الشريط الذي يتجمع فيه الناطقون بها نحو 10000كم2.
واجهت لغة الباسك في تاريخها الطويل تحديات مصيرية كبيرة وخاصة من اللغات الأوسع انتشاراً في المنطقة مثل الإسبانية والفرنسية. ففي حقبة ما قبل الميلاد كان إقليم الباسك يمتد من البيرينه شرقاً حتى وادي آران شمال شرقي إسبانية. وفي العهد الروماني فُصلت المناطق الشرقية من منطقة الباسك عن مناطق الباسك الأخرى وأدمجت المناطق المنفصلة الشرقية في الثقافة الرومانية ومُنع أهلها من استخدام لغة الباسك. أما في العصور الوسطى فقد ضعف نفوذ لغة الباسك ولم تعد تستطيع مواجهة زحف اللاتينية Latin التي كانت لغة الأدب المكتوب في حين كانت لغة الباسك غير مكتوبة. غير أن ظهور أول كتاب مطبوع بلغة الباسك في عام 1545 كان له الأثر الأكبر في حفظ تراثٍ أدبي ما يزال مستمراً حتى الوقت الحاضر.
وأهم الخصائص اللسانية للغة الباسك، أنها تشبه الإسبانية إلى حدٍّ كبير ولاسيما من حيث الأصوات. إذ إن بعضها موجود في هاتين اللغتين دون غيرهما من لغات العالم. يضاف إلى ذلك التشابه الكبير في نطق بعض الأصوات. إن النظام الصوتي للهجة العامية أو اللهجات المتفرعة عن لغة الباسك الفصحى معقد جداً. فعلى سبيل المثال تشتمل لهجة منطقة شرق سولطين على صوت شفوي صائت سادس إضافة إلى الصوائت الخمسة الأخرى الموجودة في لغة الباسك الفصحى. أما الأصوات الصامتة في اللغتين الفصحى والعامية فتؤلف مجموعتين: الصوامت الصائتة voiced consonants مثل ب، د، وغيرهما، والصوامت الصامتة voiceless consonants مثل ت، ك وغيرهما.
ومن حيث القواعد والنحو، يلاحظ وجود الكثير من اللواحق واللواصق affixes التي تتصل بالفعل وتؤلف معه كلمة واحدة. فالفاعل غالباً ما يكون ضميراً متصلاً بالفعل ولاسيما إذا ما كان الفعل متعدياً. وقد يشتمل الفعل على ثلاث لواحق متصلة به واحدة تعود على الفاعل وواحدة لكل مفعول به فيكون الفعل في هذه الحالة متعدياً لمفعولين. وفي معظم الأفعال يتصل الفعل المساعد بالفعل الأساسي في الجملة. وهكذا تأخذ الأفعال في هذه اللغة صيغاً مركبة ومعقدة.
وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن لغة الباسك منفتحةٌ على لغات العالم الأخرى، إذ إنها أثّرت في بعض اللغات المجاورة وتأثرت بها. فيلاحظ وجود بعض الكلمات في الباسك مأخوذة من اللاتينية وكثيرٍ من الكلمات والعبارات التي تعود في أصلها إلى الباسك مستخدمة اليوم في اللغة الفرنسية واللغة الإنكليزية.
أحمد محمد حسن
Basque language - Le basque
لغة الباسك
تنتمي لغة الباسك Basque Language إلى أسرة لغوية لا يعرف الكثير عنها. وما يزال البحث عن أصل هذه الكلمة أمراً غير مجدٍ. فهناك من يفترض وجود صلة منشأ بين لغة الباسك وبعض اللغات الأخرى، ويأتي في مقدمة هؤلاء الباحثين الفقيه اللغوي الألماني هوغو شوخارت (1842-1927) Hugo Schuchardt الذي يدّعي أن لغة الباسك ذات صلة وثيقة باللغات الإيبرية Iberian، وأنها جميعاً أتت من أسرة اللغات المعروفة بالسامية ـ الحامية وهي أسرة لغوية إفريقية ـ آسيوية. وثمة رأي آخر يقول بأن وجود مثل هذه الصلة أمر مشكوك فيه إذ إنه لا توجد أي قواسم مشتركة تجمع لغة الباسك واللغات السامية ـ الحامية. ومع وجود بعض التشابه بين لغة الباسك واللغات الإيبرية فإن معرفة لغة الباسك لا تكفي لقراءة النقوش المكتوبة بالإيبرية التي كُشفت في شرقي إسبانية وعلى ساحل البحر المتوسط في فرنسة. أدى هذا التعارض في الرأي إلى ظهور رأي ثالث يعزو التشابه بينها إلى القرب الجغرافي بين متكلميها. ولا يعترف أصحاب هذا الرأي بوجود أصل مشترك لها. وهناك من يقول إن لغة الباسك ذات صلة باللغة القوقازية القديمة التي كانت منتشرة في منطقة القوقاز. ولكن هذا الادعاء يفتقر إلى الأدلة الموثقة. وهكذا تبقى لغة الباسك معروفة بانتمائها إلى أسرة لا تتحدر منها أي لغة أخرى، وهي بذلك تقدم خير دليل على تفرد شعب الباسك في انتمائه. ويلاحظ هذه الأيام أن هناك جهوداً كبيرة تبذل في سبيل الحفاظ على هذه اللغة وحماية ثقافة شعب الباسك.
إن معظم متكلمي لغة الباسك هم من ثنائيي اللغة ممن يتكلمون، إضافة إلى الباسك، اللغة الإسبانية أو اللغة الفرنسية، وهم بوجه عام يقطنون إقليم الباسك الذي يتمتع بحكم ذاتي ويضم المقاطعة الإسبانية المسماة غيبوزكوا وجزءاً من فزكاية وجزءاً من آلافة. كما يعيش بعض الناطقين بلغة الباسك في المنطقة الغربية من الجزء الفرنسي من البيرينه. وتقارب مساحة الشريط الذي يتجمع فيه الناطقون بها نحو 10000كم2.
واجهت لغة الباسك في تاريخها الطويل تحديات مصيرية كبيرة وخاصة من اللغات الأوسع انتشاراً في المنطقة مثل الإسبانية والفرنسية. ففي حقبة ما قبل الميلاد كان إقليم الباسك يمتد من البيرينه شرقاً حتى وادي آران شمال شرقي إسبانية. وفي العهد الروماني فُصلت المناطق الشرقية من منطقة الباسك عن مناطق الباسك الأخرى وأدمجت المناطق المنفصلة الشرقية في الثقافة الرومانية ومُنع أهلها من استخدام لغة الباسك. أما في العصور الوسطى فقد ضعف نفوذ لغة الباسك ولم تعد تستطيع مواجهة زحف اللاتينية Latin التي كانت لغة الأدب المكتوب في حين كانت لغة الباسك غير مكتوبة. غير أن ظهور أول كتاب مطبوع بلغة الباسك في عام 1545 كان له الأثر الأكبر في حفظ تراثٍ أدبي ما يزال مستمراً حتى الوقت الحاضر.
وأهم الخصائص اللسانية للغة الباسك، أنها تشبه الإسبانية إلى حدٍّ كبير ولاسيما من حيث الأصوات. إذ إن بعضها موجود في هاتين اللغتين دون غيرهما من لغات العالم. يضاف إلى ذلك التشابه الكبير في نطق بعض الأصوات. إن النظام الصوتي للهجة العامية أو اللهجات المتفرعة عن لغة الباسك الفصحى معقد جداً. فعلى سبيل المثال تشتمل لهجة منطقة شرق سولطين على صوت شفوي صائت سادس إضافة إلى الصوائت الخمسة الأخرى الموجودة في لغة الباسك الفصحى. أما الأصوات الصامتة في اللغتين الفصحى والعامية فتؤلف مجموعتين: الصوامت الصائتة voiced consonants مثل ب، د، وغيرهما، والصوامت الصامتة voiceless consonants مثل ت، ك وغيرهما.
ومن حيث القواعد والنحو، يلاحظ وجود الكثير من اللواحق واللواصق affixes التي تتصل بالفعل وتؤلف معه كلمة واحدة. فالفاعل غالباً ما يكون ضميراً متصلاً بالفعل ولاسيما إذا ما كان الفعل متعدياً. وقد يشتمل الفعل على ثلاث لواحق متصلة به واحدة تعود على الفاعل وواحدة لكل مفعول به فيكون الفعل في هذه الحالة متعدياً لمفعولين. وفي معظم الأفعال يتصل الفعل المساعد بالفعل الأساسي في الجملة. وهكذا تأخذ الأفعال في هذه اللغة صيغاً مركبة ومعقدة.
وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن لغة الباسك منفتحةٌ على لغات العالم الأخرى، إذ إنها أثّرت في بعض اللغات المجاورة وتأثرت بها. فيلاحظ وجود بعض الكلمات في الباسك مأخوذة من اللاتينية وكثيرٍ من الكلمات والعبارات التي تعود في أصلها إلى الباسك مستخدمة اليوم في اللغة الفرنسية واللغة الإنكليزية.
أحمد محمد حسن