باستور (لوي)
Pasteur (Louis-) - Pasteur (Louis-)
باستور (لوي ـ)
(1822 ـ 1895م)
لوي باستور Louis Pasteur كيميائي جراثيمي فرنسي، ولد في مدينة دول Dôle في فرنسة، وتوفي ودفن في معهده الخاص (معهد باستور) في باريس.
كان باستور في مراحل دراسته الأولى في مدينة أرْبوا Arbois طالباً ذا مستوىً متوسط بين زملائه، إلاّ أنه كان شديد الميل إلى الرسم، وقد نصحه أستاذه في المدرسة الثانوية بإكمال دراسته في دار المعلمين العليا E.N.S في باريس فسافر في شهر تشرين الأول عام 1838 إلى باريس مع صديقه جول فرسِل Jules Vercel ليلتحق بثانوية القديس لويس، إلاّ أنه لم يتحمل البقاء بعيداً عن الوسط الأُسْرِيّ فعاد بسرعة إلى أربوا ثم انتقل إلى مدرسة ثانوية في مدينة بيزانسون Besanson لأنها أقرب من باريس إلى مكان إقامة أهله. وفي عام 1840 حصل باستور على شهادة البكالوريا ـ الفرع الأدبي، وفي عام 1842 حصل على شهادة البكالوريا ـ الفرع العلمي، وهي شهادة تخوله الانتساب إلى دار المعلمين العليا، فتوجه إلى باريس وقُبل في المدرسة المذكورة عام 1843، ودرس في أثناء ذلك حمض الطرطير acide tartrique وحمض الطرطير الرزيم racémique في الضوء المستقطب. وفي عام 1846 حصل باستور على شهادة الأستاذية agrégation في العلوم الفيزيائية، وألحّ عليه بعد ذلك أستاذه بالار Balard أن يبقى في باريس لتحضير شهادة الدكتوراه، وفي عام 1847 حصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء، وكان موضوعها يتعلق بدراسة الاستقطاب الدوراني في السوائل. وفي عام 1848 قدّم باستور إلى المجمع العلمي الفرنسي أول أبحاثه، وكان موضوعه قابلية بعض الأجسام للتبلور بأشكال متباينة. وبعد ثورة عام 1848 عاد باستور إلى دراسة الأشكال المختلفة لحمض الطرطير، وأثبت أن حمض الطرطير الرزيم هو مزيج مقادير متساوية من حمض الطرطير الميمِّن وحمض الطرطير الميسِّر وأن لهذين الحمضين قوة تدويرية واحدة إلا أن أحدهما مُيمِّن والآخر مُيسِّر، لهذا فإن مزيج محلوليهما ليس له أي تأثير في الضوء المستقطب.
وقد عُيِّن باستور بعد ذلك أستاذاً للفيزياء في مدرسة ثانوية بمدينة ديجون Dijon الفرنسية، وفي عام 1849 عيِّن في كلية ستراسبورغ، وتزوج ابنة عميد هذه الكلية، وفي عام 1852 سافر إلى مدينة ليْبزغ Leipzig في ألمانية، ثم إلى مدينة براغ Prague فتابع دراسة الطرطرات، واستطاع في عام 1853 أن يُحوِّل حمض الطرطير الميمِّن إلى حمض الطرطير الرزيم. وفي عام 1854 عُيِّن أستاذاً لكلية العلوم الجديدة في مدينة ليل Lille وعميداً لها. وقد أجرى باستور بعد ذلك دراسات عن حوادث الاختمار، وكانت الدراسات الكيمياوية السابقة تنفي وجود أي أثر للأحياء الصغيرة في آلية الاختمار، فاستطاع باستور أن يعزل الخميرة اللبنية، وأثبت بذلك أن حادثة الاختمار حادثة حيوية.
وفي عام 1857 قدم باستور للجمعية العلمية بمدينة ليل بحثاً عن الاختمار اللبني، ثم عاد بعد ذلك إلى دار المعلمين العليا في باريس حيث عُيِّن مديراً للبحث العلمي، وتابع أبحاثه هناك عن الاختمار الكحولي في مخبر متواضع، وتوصل بنتيجة هذه الأبحاث إلى أن تحول السكر إلى كحول وغاز الفحم هو حادثة حيوية.
وفي عام 1860 حصل باستور على جائزة الفيزيولوجية التجريبية تقديراً لأعماله المتعلقة بحوادث الاختمار، وعمد باستور بعد ذلك إلى دراسة حوادث ما يسمى التوالد العفوي génération spontan، فبدأ بفحص الهواء بالمجهر، واستطاع بالاستعانة بمراشح من القطن أن يعزل عن الهواء جراثيم تسبب تعكر السوائل العقيمة، ثم أثبت بفتحه الأوعية المحتوية على السوائل المذكورة في أماكن مختلفة أن الغبار المعلَّق في الهواء هو المسبب لظهور الأحياء الدقيقة في هذه السوائل، وقد دحض بذلك نظرية التوالد العفوي. وأكد باستور عام 1861 أن الاختمار الزبدي ينتج من تأثير نقاعيات infusoires لا هوائية.
وفي عام 1862 عيِّن باستور عضواً في المجمع العلمي الفرنسي، وبعد عدة أشهر من ذلك توفي أستاذه بيو Biot فعكف على متابعة أبحاثه عن الاختمار، وأعلن أن هدفه هو التوصل إلى معرفة الأمراض المسببة للتعفنات والأمراض السارية. وفي عام 1864 درس باستور نمو الخمائر في الأنبذة، وتبين له أن تسخين النبيذ قليلاً يحفظه من الاختمار. وفي عام 1867 عرض باستور أمام الصناعيين أهمية أثر الخميرة الخلّية Mycoderma aceti في صناعة الخل وشرح آلية تكوّن الخل وأسباب الخطأ أو الإخفاق في صنعه.
وفي عام 1868 أصيب باستور بشلل شِقِّه الأيسر، وقد شُفي منه بعد عام تقريباً. وقام بعد ذلك بدراسات عن الجعة bière توصل بها إلى وضع خطة لحفظها بالتسخين لدرجة 50ْـ55ْس. وفي عام 1877 درس باستور مرض الجمرة charbon، واستطاع عزل جرثومة هذا المرض. وفي عام 1878 عرض بحثاً عن الجراثيم وأثرها في إحداث الأمراض، ودرس في العام نفسه قيح الدمامل.
وقد اهتم باستور بعد ذلك بدراسة الهَيضة choléra في الدجاج فلاحظ أن المستنبتات الجرثومية القديمة تفقد فوْعتها virulence، وأنها لا تسبب حدوث المرض في الدجاج الملقح بها فضلاً عن أن الدجاج المذكور لم يعد ليتأثر من المستنبتات الجرثومية الحديثة وهكذا توصل باستور إلى مبدأ التلقيح بالجراثيم الموهَّنة attenués.
وقد لخص بول برت Paul Bert ما توصل إليه باستور بدراسته عن الاختمار والجراثيم بالنقاط الثلاث التالية:
ـ إن كل حادثة اختمار تنتج من جرثوم معين.
ـ إن كل مرض سارٍ ينتج من نمو جرثوم في الجسم.
ـ إن الجرثوم الذي يزرع في شروط خاصة يخف تأثيره وتضعف فعاليته ويصير حينئذٍ لقاحاً.
وفي عام 1881 انتخب باستور عضواً في المجمع العلمي الفرنسي. وفي عام 1884 عكف على دراسة مرض الكَلَب rage فجرب نقل هذا المرض إلى الأرنب بزرقه بلعاب الكلب المصاب أو بدمه، ثم قام بزرق الأرنب بأجزاء صغيرة من المخ، وأخيراً اكتشف أن التلقيح داخل المخ يحدث كَلَباً نموذجياً. وقد تمكن باستور من أن يوهن الفوْعة بتجفيف النخاع الشوكي للأرانب الملقَّحة.
وفي عام 1885 أُرسل صبي يبلغ التاسعة من العمر إلى باستور لمعالجته، وكان قد عضَّ هذا الصبي كلبٌ مكلوب، فبدأ باستور معالجته بزرقه بنخاع موهَّن، ثم كرر الزرق بنخاعات فوعاتها متزايدة تدريجياً، وقد شفي الصبي بعد أن عولج مدة شهر بهذه الخطة؛ وبعد مضي عدة أشهر على هذه الحادثة عولج شخص آخر معضوض بالطريقة التي عولج بها الصبي فشفي أيضاً، وهكذا شاعت هذه الطريقة لوقاية المعضوضين من الإصابة بالكَلَب.
وفي عام 1886 أقر المجمع العلمي الفرنسي مشروع إنشاء معهد باستور، وفي هذه السنة نفسها مرض باستور فسافر إلى الجنوب ليقيم بعض الوقت مع أفراد أسرته. وبعد أن عاد إلى باريس أُصيب بمرض عصبي اضطره إلى الحد من نشاطه العلمي. وفي عام 1888 افتتح معهد باستور وفي عام 1892 أُقيم احتفال في السوربون Sorbonne بمناسبة بلوغ باستور سن السبعين. وقد اكتشفت بفضل أبحاث تلاميذ باستور جراثيم الخناق diphterie والطاعون peste وذيفانات الجراثيم، ووضع رو Roux عام 1894 خطة لمداواة الخناق بطريق المعالجة المصلية sérothérapie.
راتب محملجي
Pasteur (Louis-) - Pasteur (Louis-)
باستور (لوي ـ)
(1822 ـ 1895م)
لوي باستور Louis Pasteur كيميائي جراثيمي فرنسي، ولد في مدينة دول Dôle في فرنسة، وتوفي ودفن في معهده الخاص (معهد باستور) في باريس.
وقد عُيِّن باستور بعد ذلك أستاذاً للفيزياء في مدرسة ثانوية بمدينة ديجون Dijon الفرنسية، وفي عام 1849 عيِّن في كلية ستراسبورغ، وتزوج ابنة عميد هذه الكلية، وفي عام 1852 سافر إلى مدينة ليْبزغ Leipzig في ألمانية، ثم إلى مدينة براغ Prague فتابع دراسة الطرطرات، واستطاع في عام 1853 أن يُحوِّل حمض الطرطير الميمِّن إلى حمض الطرطير الرزيم. وفي عام 1854 عُيِّن أستاذاً لكلية العلوم الجديدة في مدينة ليل Lille وعميداً لها. وقد أجرى باستور بعد ذلك دراسات عن حوادث الاختمار، وكانت الدراسات الكيمياوية السابقة تنفي وجود أي أثر للأحياء الصغيرة في آلية الاختمار، فاستطاع باستور أن يعزل الخميرة اللبنية، وأثبت بذلك أن حادثة الاختمار حادثة حيوية.
وفي عام 1857 قدم باستور للجمعية العلمية بمدينة ليل بحثاً عن الاختمار اللبني، ثم عاد بعد ذلك إلى دار المعلمين العليا في باريس حيث عُيِّن مديراً للبحث العلمي، وتابع أبحاثه هناك عن الاختمار الكحولي في مخبر متواضع، وتوصل بنتيجة هذه الأبحاث إلى أن تحول السكر إلى كحول وغاز الفحم هو حادثة حيوية.
وفي عام 1860 حصل باستور على جائزة الفيزيولوجية التجريبية تقديراً لأعماله المتعلقة بحوادث الاختمار، وعمد باستور بعد ذلك إلى دراسة حوادث ما يسمى التوالد العفوي génération spontan، فبدأ بفحص الهواء بالمجهر، واستطاع بالاستعانة بمراشح من القطن أن يعزل عن الهواء جراثيم تسبب تعكر السوائل العقيمة، ثم أثبت بفتحه الأوعية المحتوية على السوائل المذكورة في أماكن مختلفة أن الغبار المعلَّق في الهواء هو المسبب لظهور الأحياء الدقيقة في هذه السوائل، وقد دحض بذلك نظرية التوالد العفوي. وأكد باستور عام 1861 أن الاختمار الزبدي ينتج من تأثير نقاعيات infusoires لا هوائية.
وفي عام 1862 عيِّن باستور عضواً في المجمع العلمي الفرنسي، وبعد عدة أشهر من ذلك توفي أستاذه بيو Biot فعكف على متابعة أبحاثه عن الاختمار، وأعلن أن هدفه هو التوصل إلى معرفة الأمراض المسببة للتعفنات والأمراض السارية. وفي عام 1864 درس باستور نمو الخمائر في الأنبذة، وتبين له أن تسخين النبيذ قليلاً يحفظه من الاختمار. وفي عام 1867 عرض باستور أمام الصناعيين أهمية أثر الخميرة الخلّية Mycoderma aceti في صناعة الخل وشرح آلية تكوّن الخل وأسباب الخطأ أو الإخفاق في صنعه.
وفي عام 1868 أصيب باستور بشلل شِقِّه الأيسر، وقد شُفي منه بعد عام تقريباً. وقام بعد ذلك بدراسات عن الجعة bière توصل بها إلى وضع خطة لحفظها بالتسخين لدرجة 50ْـ55ْس. وفي عام 1877 درس باستور مرض الجمرة charbon، واستطاع عزل جرثومة هذا المرض. وفي عام 1878 عرض بحثاً عن الجراثيم وأثرها في إحداث الأمراض، ودرس في العام نفسه قيح الدمامل.
وقد اهتم باستور بعد ذلك بدراسة الهَيضة choléra في الدجاج فلاحظ أن المستنبتات الجرثومية القديمة تفقد فوْعتها virulence، وأنها لا تسبب حدوث المرض في الدجاج الملقح بها فضلاً عن أن الدجاج المذكور لم يعد ليتأثر من المستنبتات الجرثومية الحديثة وهكذا توصل باستور إلى مبدأ التلقيح بالجراثيم الموهَّنة attenués.
وقد لخص بول برت Paul Bert ما توصل إليه باستور بدراسته عن الاختمار والجراثيم بالنقاط الثلاث التالية:
ـ إن كل حادثة اختمار تنتج من جرثوم معين.
ـ إن كل مرض سارٍ ينتج من نمو جرثوم في الجسم.
ـ إن الجرثوم الذي يزرع في شروط خاصة يخف تأثيره وتضعف فعاليته ويصير حينئذٍ لقاحاً.
وفي عام 1881 انتخب باستور عضواً في المجمع العلمي الفرنسي. وفي عام 1884 عكف على دراسة مرض الكَلَب rage فجرب نقل هذا المرض إلى الأرنب بزرقه بلعاب الكلب المصاب أو بدمه، ثم قام بزرق الأرنب بأجزاء صغيرة من المخ، وأخيراً اكتشف أن التلقيح داخل المخ يحدث كَلَباً نموذجياً. وقد تمكن باستور من أن يوهن الفوْعة بتجفيف النخاع الشوكي للأرانب الملقَّحة.
وفي عام 1885 أُرسل صبي يبلغ التاسعة من العمر إلى باستور لمعالجته، وكان قد عضَّ هذا الصبي كلبٌ مكلوب، فبدأ باستور معالجته بزرقه بنخاع موهَّن، ثم كرر الزرق بنخاعات فوعاتها متزايدة تدريجياً، وقد شفي الصبي بعد أن عولج مدة شهر بهذه الخطة؛ وبعد مضي عدة أشهر على هذه الحادثة عولج شخص آخر معضوض بالطريقة التي عولج بها الصبي فشفي أيضاً، وهكذا شاعت هذه الطريقة لوقاية المعضوضين من الإصابة بالكَلَب.
وفي عام 1886 أقر المجمع العلمي الفرنسي مشروع إنشاء معهد باستور، وفي هذه السنة نفسها مرض باستور فسافر إلى الجنوب ليقيم بعض الوقت مع أفراد أسرته. وبعد أن عاد إلى باريس أُصيب بمرض عصبي اضطره إلى الحد من نشاطه العلمي. وفي عام 1888 افتتح معهد باستور وفي عام 1892 أُقيم احتفال في السوربون Sorbonne بمناسبة بلوغ باستور سن السبعين. وقد اكتشفت بفضل أبحاث تلاميذ باستور جراثيم الخناق diphterie والطاعون peste وذيفانات الجراثيم، ووضع رو Roux عام 1894 خطة لمداواة الخناق بطريق المعالجة المصلية sérothérapie.
راتب محملجي