كلود برنار Claude Bernard فيزيولوجي فرنسي يعدُّه الباحثين أباً للطب التجريبي.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلود برنار Claude Bernard فيزيولوجي فرنسي يعدُّه الباحثين أباً للطب التجريبي.

    برنار (كلود)

    Bernard (Claude-) - Bernard (Claude-)

    برنار (كلود ـ)
    (1813 ـ 1878)

    كلود برنار Claude Bernard فيزيولوجي فرنسي يعدُّه أكثر الباحثين أباً للطب التجريبي لأنه أكد ضرورة استخدام الطريقة التجريبية في دراسة الحادثات الحيوية. ولد عام 1813 في سان جوليان Saint-Julien في فرنسة وحصل على شهادة الطب عام 1843 وتتلمذ على الفيزيولوجي فرانسوا ماغندي F.Magendie الذي غرس فيه حب التجريب في الموضوعات الفيزيولوجية. وحصل على الدكتوراه في الطب عام 1853 وعنوانها: «بحوث تشريحية وفيزيولوجية على الحبل الطبلي tympon» بيَّن فيها دور هذا العصب الصغير في إطلاق عملية إفراز اللعاب. وعُيِّن أستاذاً للفيزيولوجية التجريبية في السوربون. وانتخب في العام 1854 عضواً في الأكاديمية الفرنسية. وفي العام نفسه أي 1854، بعد وفاة ماجندي درَّس في الكوليج دي فرانس College de France واستمر في كرسي الأستاذية هذا حتى عام 1868 حين أصبح أستاذاً للفيزيولوجية في متحف العلوم الطبيعية. وحصل على جائزة أكاديمية العلوم في مجال الفيزيولوجية أربع مرات، وحمل وسام الشرف من مرتبة فارس Chevalier عام 1849، ومن مرتبة قائد Commandeur عام 1867.
    كان حلم كلود برنار عندما شد الترحال إلى باريس وقرر الإقامة فيها عام 1834، أن يصل إلى كتابة مأساة شعرية. ولكن قدره، ومنهج أستاذه ماغندي، قد حولاه إلى رجل آخر. لقد تخطى برنار الخبرة الواسعة لأستاذه وأبدع طريقة بالغة الخصوبة في مجال استقصاء آلية عمل الوظائف الحيوية.
    كان والده رجلاً عادياً يعمل في زراعة العنب، بينما كان لأمه قدسية خاصة في نفسه. تعلم اللاتينية في كنيسة القرية، وعمل محضراً في صيدلية في ضواحي مدينة ليون بعد إنهاء دراسته الثانوية. لقد كانت للفتى طموحات أخرى تمثلت في كتابة مسرحية أولى هزلية وأخرى درامية تاريخية جسّد فيها كل طموحاته، وعرضها بعد ذلك على الناقد الأدبي الشهير سان مارك جيراردان Saint-Marc Girardin الذي نصحه باختيار طريق آخر. وهكذا ولإلمامه السابق بمداخل العمل الصيدلاني توجه إلى دراسة الطب التي أهلته للعمل في مخبر ماغندي. كما أن ذوقه الكيميائي جعله يتردد كضيف مثابر إلى مخبر تيوفيل ج. بلوزTheophile J.Pelouze الذي يعمل في البحوث الكيميائية الفيزيولوجية.
    وهكذا تشابكت المكونات الفكرية الشعرية الهزلية والدرامية؛ مع المكونات الكيميائية الطبية والصيدلانية والحيوية لتكون عبقرية علمية فذة لم يعرف لها نظير في تاريخ العلوم الحيوية البيولوجية.
    تمثلت المسيرة العلمية لكلود برنار بالاتجاه في مسارات عدة أبرزها: المسار الأول توجه نحو فيزيولوجية الهضم وكيميائيته، فقد أوضح الخصائص الأنزيمية للّعاب والعصارة الهضمية، وأثبت أهمية العصارة المعثكلية (البنكرياسية) Pancreatic في عملية الهضم، ودور البنكرياس في هضم المواد الدهنية، وطرائق تمثل الأغذية، وأدخل في المواضيع الفيزيولوجية نظرية الاستقلاب الوسيط. واكتشاف الوظيفة الغليكوجينية للكبد، وبيَّن قدرة الجسم على بناء المواد المعقدة من سكريات بسيطة كالغليكوجين. كانت حادثة الهضم أول دراساته التجريبية: فقد دحض الفكرة التي ظلت غالبة حتى عصره والقائلة إن المعدة مركز العمليات الهضمية، وبيَّن، بإدخاله الطعام مباشرة في الجزء العلوي من المعي الدقيق، حدوث أغلب الفعاليات الهضمية في ذلك الجزء. كما أثبت الدور المهم للعصارة البنكرياسية التي تفكك في العمليات الهضمية جزيئات الدسم إلى غليسرين وحموض دسمة. واكتشف كلود برنار في الكبد مادة شبه نشوية سماها غليكوجين (مولد سكر عنب)، تمد الجسم بالسكاكر البسيطة حين الحاجة. وبيَّن أن تركيب الغليكوجين وتفكيكه هو الذي يدعم ثبات نسبة السكر في دم الأجسام السليمة.
    المسار الثاني توجه كلود برنار نحو البحث التجريبي العصبي العام والتقني. وأوضح وجود الجملة العصبية الوُدِّية (أو السمباتية) Sympathetic. لقد درس وظيفة العصب الشوكي، ودور الذوق في العصب الشوكي، كما درس تأثير الجملة الودية على العين (المتلازمة العينية الحدقية لكلود برنار وهورنر Hornr). وقاده تغيير الحرارة الجسدية بعد قطع العصب إلى اكتشاف التأثير الوعائي الحركي للجهاز العصبي، وبرهن على وجود الأعصاب المقبضة لللأوعية، وطرح مفهوم التعصب المتبادل الذي قاد التقدم الكبير الذي أدى إلى فهم الآليات العصبية وتنظيم الحرارة الحيوانية، ودور الجهاز العصبي في التحكم في توسيع الأوعية الدموية وانقباضها تبعاً لتغيّر حرارة الوسط الخارجي: ففي الطقس البارد تنقبض الأوعية الدموية ليحفظ الجسم أكبر كمية من الحرارة محققاً ثبات درجة حرارة الوسط الداخلي بِغَضّ النظر عن تغيرات درجة حرارة الوسط الخارجي، وذلك نتيجة لتفاعلات تقوم بها أعضاء الجسم للمحافظة على توازن الوسط الداخلي. وكان له الدور الكبير في إبراز مفهوم الهوموستازيا homeostasis أو الإستتباب.
    المسار الثالث وجه أبحاثه نحو فيزيولوجية الدم في مجال الوظيفة التنفسية، وأكد أثر العقار في الجسم, وتأثير بعض الأدوية والسموم والكورار curare (مادة تستخرج من بعض النباتات استعملها هنود أمريكة لتسميم السهام تستخدم طبيا لإحداث الإسترخاء العضلي) في التخدير[ر], والتسمم بأكسيد الكربون, وفتح كلود برنار الباب على مصراعيه أمام علم الأدوية أو العقاقير (الفرماكولوجية pharmacologie) التجريبي عندما درس ظاهرة استرخاء الجسم تحت تأثير أول أكسيد الكربون موضحاً أسباب التسمم بالشلل الذي يصيب الأعصاب المحركة للعضلات نتيجة لعوز في الأكسجين ناتج من ارتباط جزيء أول أكسيد الكربون مكان الأكسجين في جزيء الهيموغلوبين (خضاب الدم).
    المسارالرابع برز في أشهر مؤلفاته «المدخل إلى دراسة الطب التجريبي» الذي ضمنه الأسس التجريبية في العلوم البيولوجية معتمداً مبدأ الغائية في تفسير الحادثات الحيوية. كما اشتهر بنظرية تكامل الوسط الداخلي في الجسم.
    المسار الخامس: لقد فتحت أبحاث كلود برنار الباب على مصراعيه لفهم الدور الكيميائي في فهم الحادثات البسيكولوجية المرتبطة بعلم النفس والغدد الصم.
    وقد أدى تشبثه بآرائه إلى وقوعه في أخطاء علمية من أبرزها، إصراره على أن الكبد هي المكان الوحيد لصنع السكر وتوزيعه في الجسم وأنها مركز صنع السكر مع العناصر الألبومينية (الزلالية) ولم يربط بين التغذية وإنتاج السكر في الكبد.

    أنور الخطيب
يعمل...
X