الفصل الأول
في ربوع مدينة دمشق وريفها
تمثل مدينة دمشق إحدى محافظات القطر العربي السوري الأربع عشر وتعرف باسم محافظة مدينة دمشق التي يتمد مداها غرباً خارج حدود المدينة عبر وادي بردى ليصل إلى بلدتي دمر وقدسيا وتضمهما اليها. ويشكل ريفها المحيط بها الممتد عشرات الكيلومترات عنها في الاتجاهات كافة محافظة ثانية تعرف بمحافظة ريف دمشق التي يتركز جزء كبير من مؤسساتها الإدارية ضمن مدينة دمشق التي مازالت تشكل بؤرة وظيفية حقيقية بالنسبة لمحافظة ريف دمشق وهذا ما ينعكس على عدد المتواجدين فيها خلال ساعات النهار الذين يفوقوا عدد سكان دمشق الفعليين بما لا يقل عن الثلث، ومايترتب على انعكاسات على المدينة تتلخص في الضغط الكبير عليها . ذلك من
وهو جامعة مدينة دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية. وهي المركز السياسي والإداري والثقافي والاقتصادي للبلاد؛ ففيها تتركز كافة السفارات والمراكز الثقافية الأجنبية، وتضم بداخلها أقدم مركز علمي وثقافي ألا دمشق بكلياتها المتعددة التي تضم سنوياً ما يقارب من ١٠٠ ألف طالب وطالبة. بالإضافة إلى عشرات المعاهد العلمية والتقنية المنتشرة في أرجائها، كما أنها مركز متميز في سورية للصناعات التقليدية والحرفية التي اشتهرت وعرفت بها دمشق منذ أزمنة قديمة .
١- في ربوع مدينة دمشق :
موقع دمشق وأهميتها :
تقع مدينة دمشق في الطرف الغربي والشمالي الغربي من حوضتها الشهيرة، منتشر جزء منها على السفح الجنوبي لجبل قاسيون، ويمتد الجزء الآخر في الجزء المنخفض من الحوضة ذو الطبيعة السهلية والتربة الخصبة
سریع حيث يشقه نهر بردى بفروعه السبعة وقد أخذ هذا الجزء يتوسع بشكل منذ بداية الخمسينات من هذا القرن باتجاه الشمال والشمال الغربي والشرق على حساب تراجع الغوطة الجميلة الغناء التي كانت تمثل رئة سكان دمشق في نصف السنة الصيفي ومجال تحركهم في أيام العطل لينعموا بظل أشجارها وعبق ورودها وازاهيرها ... ولكنها الآن تقلصت، وأصابها التدهور في داخلها لقلة العناية بها ولقلة نظافة المياه التي تُروى بها. ولولا نهر بردى بفروعه المتعددة الذي يخترق مدينة دمشق في وسطها وعند أطرافها لما عُرفت ،دمشق، ولما وُجِدَت الغوطة التي منحت الحياة والاستمرار والتطور لدمشق وسكانها .. ولكن أين بردى الأمس من بردى اليوم.. فأين عذوبة مائه التي أضحت شديدة التلوث، بخاصة في فصل الصيف وأين خضراوات الغوطة وفاكهتها التي بعدما كانت الأكثر تحبباً للنفس أصبحت الضرورة عند الضرورة. هي
j ويتدرج ارتفاع مدينة دمشق من فوق سطح البحر (وسطي ارتفاعها نحو (۷۰۰م ) . ويمر بها خط العرض ٣٣ درجة و ٣٠ دقيقة شمال خط الاستواء، وخط الطول ٣٦ درجة و ١٧ دقيقة شرقي غرينتش والمناخ فيها جاف، قليل الأمطار، حيث يبلغ معدل أمطارها السنوية بحدود ٢١٠ مم، وإن كانت تنخفض في بعض السنوات إلى مادون نصف المعدل، لتتجاوز في سنوات أخرى ٣٠٠ مم . ويقارب متوسط الحرارة في شهر تموز من ٢٧م، وفي شهر كانون الثاني من ٧م ، ولكن كثير ماترتفع درجة الحرارة في فصل الصيف إلى مايزيد عن ٤٠ م ، وتنخفض مراراً في فصل الشتاء إلى مادون درجة التجمد .
وتنبع أهمية دمشق من كونها أقدم مدينة في العالم بقيت عامرة وآهلة بالسكان باستمرار على مر الأزمان والدهور منذ أن أعمرت للمرة الأولى في الألف الثالثة قبل الميلاد. وقد تعاقبت عليها شعوب وقبائل عربية عديدة،
وخضعت لقوى استعمارية أجنبية مختلفة؛ حيث خضعت للسيطرة اليونانية والرومانية والبيزنطية والعثمانية والفرنسية. ومنذ عام ٦٣٥م عرفت الاسلام، لتصبح في عام ٦٦١م عاصمة للعالم العربي الاسلامي ولتستمر بذلك طيلة العهد الأموي.
: وتحكي دمشق الحالية في الكثير من مظاهرها تاريخها الطويل، حيث يمكن تمييز أربعة وحدات عمرانية فيها هي دمشق القديمة داخل السور الذي مازالت بعض أجزائه ماثلة حتى اليوم - شكل (۲) ـ ، ودمشق الوسيطة بأحيائها التقليدية المعروفة (البحصة، ساروجة، الفحامة، الميدان ، ابن عساكر النوفرة . .) وهي تشبه المدينة القديمة بنمط عمرانها وبساطته. ويلي دمشق الوسيطة دمشق الحديثة بأحيائها المعروفة بنمط عمرانها الحديث وشوارعها الواسعة، كما في أحياء العدوي والمالكي، وأبو رمانة والمزة والبرامكة وجزء من المهاجرين ومساكن برزة، والقصاع، والتجارة ... وأخيراً ملحقات المدينة الممثلة بهامش المدينة المتنوع في مظهره والذي يشمل وحدات عمرانية قديمة العهد تطاولت مدينة دمشق حتى بلغتها كما في القرى القريبة من دمشق مثل: كفر سوسة، جوبر، والقابون وبرزة، والصالحية، وكذلك الوحدات العمرانية التي قامت حديثاً كما في مخيمي فلسطين واليرموك ،والدحاديل، وحي تشرين، وعش الورور. . الخ -
شکل (۳).
وهكذا يمكن القول أن جمال دمشق يعود إلى عدة عوامل نذكر منها: أ التنوع في نمط عمرانها وشوارعها وصناعاتها وأسواقها . وغير ذلك . ب - التنوع في مظاهرها الطبوغرافية . جـ ـ الغوطة الخضراء التي تحيط بها من جوانبها المفتوحة على الحوضة .
د نهر بردى وفروعه .
في ربوع مدينة دمشق وريفها
تمثل مدينة دمشق إحدى محافظات القطر العربي السوري الأربع عشر وتعرف باسم محافظة مدينة دمشق التي يتمد مداها غرباً خارج حدود المدينة عبر وادي بردى ليصل إلى بلدتي دمر وقدسيا وتضمهما اليها. ويشكل ريفها المحيط بها الممتد عشرات الكيلومترات عنها في الاتجاهات كافة محافظة ثانية تعرف بمحافظة ريف دمشق التي يتركز جزء كبير من مؤسساتها الإدارية ضمن مدينة دمشق التي مازالت تشكل بؤرة وظيفية حقيقية بالنسبة لمحافظة ريف دمشق وهذا ما ينعكس على عدد المتواجدين فيها خلال ساعات النهار الذين يفوقوا عدد سكان دمشق الفعليين بما لا يقل عن الثلث، ومايترتب على انعكاسات على المدينة تتلخص في الضغط الكبير عليها . ذلك من
وهو جامعة مدينة دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية. وهي المركز السياسي والإداري والثقافي والاقتصادي للبلاد؛ ففيها تتركز كافة السفارات والمراكز الثقافية الأجنبية، وتضم بداخلها أقدم مركز علمي وثقافي ألا دمشق بكلياتها المتعددة التي تضم سنوياً ما يقارب من ١٠٠ ألف طالب وطالبة. بالإضافة إلى عشرات المعاهد العلمية والتقنية المنتشرة في أرجائها، كما أنها مركز متميز في سورية للصناعات التقليدية والحرفية التي اشتهرت وعرفت بها دمشق منذ أزمنة قديمة .
١- في ربوع مدينة دمشق :
موقع دمشق وأهميتها :
تقع مدينة دمشق في الطرف الغربي والشمالي الغربي من حوضتها الشهيرة، منتشر جزء منها على السفح الجنوبي لجبل قاسيون، ويمتد الجزء الآخر في الجزء المنخفض من الحوضة ذو الطبيعة السهلية والتربة الخصبة
سریع حيث يشقه نهر بردى بفروعه السبعة وقد أخذ هذا الجزء يتوسع بشكل منذ بداية الخمسينات من هذا القرن باتجاه الشمال والشمال الغربي والشرق على حساب تراجع الغوطة الجميلة الغناء التي كانت تمثل رئة سكان دمشق في نصف السنة الصيفي ومجال تحركهم في أيام العطل لينعموا بظل أشجارها وعبق ورودها وازاهيرها ... ولكنها الآن تقلصت، وأصابها التدهور في داخلها لقلة العناية بها ولقلة نظافة المياه التي تُروى بها. ولولا نهر بردى بفروعه المتعددة الذي يخترق مدينة دمشق في وسطها وعند أطرافها لما عُرفت ،دمشق، ولما وُجِدَت الغوطة التي منحت الحياة والاستمرار والتطور لدمشق وسكانها .. ولكن أين بردى الأمس من بردى اليوم.. فأين عذوبة مائه التي أضحت شديدة التلوث، بخاصة في فصل الصيف وأين خضراوات الغوطة وفاكهتها التي بعدما كانت الأكثر تحبباً للنفس أصبحت الضرورة عند الضرورة. هي
j ويتدرج ارتفاع مدينة دمشق من فوق سطح البحر (وسطي ارتفاعها نحو (۷۰۰م ) . ويمر بها خط العرض ٣٣ درجة و ٣٠ دقيقة شمال خط الاستواء، وخط الطول ٣٦ درجة و ١٧ دقيقة شرقي غرينتش والمناخ فيها جاف، قليل الأمطار، حيث يبلغ معدل أمطارها السنوية بحدود ٢١٠ مم، وإن كانت تنخفض في بعض السنوات إلى مادون نصف المعدل، لتتجاوز في سنوات أخرى ٣٠٠ مم . ويقارب متوسط الحرارة في شهر تموز من ٢٧م، وفي شهر كانون الثاني من ٧م ، ولكن كثير ماترتفع درجة الحرارة في فصل الصيف إلى مايزيد عن ٤٠ م ، وتنخفض مراراً في فصل الشتاء إلى مادون درجة التجمد .
وتنبع أهمية دمشق من كونها أقدم مدينة في العالم بقيت عامرة وآهلة بالسكان باستمرار على مر الأزمان والدهور منذ أن أعمرت للمرة الأولى في الألف الثالثة قبل الميلاد. وقد تعاقبت عليها شعوب وقبائل عربية عديدة،
وخضعت لقوى استعمارية أجنبية مختلفة؛ حيث خضعت للسيطرة اليونانية والرومانية والبيزنطية والعثمانية والفرنسية. ومنذ عام ٦٣٥م عرفت الاسلام، لتصبح في عام ٦٦١م عاصمة للعالم العربي الاسلامي ولتستمر بذلك طيلة العهد الأموي.
: وتحكي دمشق الحالية في الكثير من مظاهرها تاريخها الطويل، حيث يمكن تمييز أربعة وحدات عمرانية فيها هي دمشق القديمة داخل السور الذي مازالت بعض أجزائه ماثلة حتى اليوم - شكل (۲) ـ ، ودمشق الوسيطة بأحيائها التقليدية المعروفة (البحصة، ساروجة، الفحامة، الميدان ، ابن عساكر النوفرة . .) وهي تشبه المدينة القديمة بنمط عمرانها وبساطته. ويلي دمشق الوسيطة دمشق الحديثة بأحيائها المعروفة بنمط عمرانها الحديث وشوارعها الواسعة، كما في أحياء العدوي والمالكي، وأبو رمانة والمزة والبرامكة وجزء من المهاجرين ومساكن برزة، والقصاع، والتجارة ... وأخيراً ملحقات المدينة الممثلة بهامش المدينة المتنوع في مظهره والذي يشمل وحدات عمرانية قديمة العهد تطاولت مدينة دمشق حتى بلغتها كما في القرى القريبة من دمشق مثل: كفر سوسة، جوبر، والقابون وبرزة، والصالحية، وكذلك الوحدات العمرانية التي قامت حديثاً كما في مخيمي فلسطين واليرموك ،والدحاديل، وحي تشرين، وعش الورور. . الخ -
شکل (۳).
وهكذا يمكن القول أن جمال دمشق يعود إلى عدة عوامل نذكر منها: أ التنوع في نمط عمرانها وشوارعها وصناعاتها وأسواقها . وغير ذلك . ب - التنوع في مظاهرها الطبوغرافية . جـ ـ الغوطة الخضراء التي تحيط بها من جوانبها المفتوحة على الحوضة .
د نهر بردى وفروعه .
تعليق