يفتتح "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" معرضًا بعنوان "بيروت الستينيات: العصر الذهبي"، وذلك يوم 17 آذار/مارس الجاري في الدوحة.
يضم المعرض أعمالًا لـ 37 فنانًا تسلّط أعمالهم الضوء على لحظة حاسمة في تاريخ بيروت الحديث، منهم: فريد عواد (1924 - 1982)، وشفيق عبود (1926 - 2004)، وإيتيل عدنان (1925 - 2021)، وألفريد بصبوص (1924 - 2006)، ورفيق شرف (1932 - 2003)، وبول غيراغوسيان (1926 - 1993)، وعارف الريس (1928 - 2005).. وغيرهم.
يستعرض المعرض الحقبة الرومانسية للتأثير العالمي في بيروت، التي تُسلط الضوء على الصدامات بين الفن والثقافة والأيديولوجيات السياسية المُستقطبة. ليُسلط الضوء على كيفية تحوّل المشهد الفني في بيروت إلى صورة مُصغرة لتوترات أكبر عبر المنطقة جرّاء الصدامات بين الفن والثقافة والأيديولوجيات السياسية المُستقطبة.
يتتبع المعرض فترة وجيزة لكنها غنية بالاضطراب الفني والسياسي، وهي الفترة التي تلت استقلال لبنان عن الحكم الاستعماري الفرنسي، عام 1943، وشهدت تحوّل بيروت إلى وجهة للعديد من المثقفين والممارسين الثقافيين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الناطقة بالعربية.
ومع اندلاع الثورات والانقلابات والحروب في هذه المناطق على مدى العقود الثلاثة التالية، استمر ازدياد عدد المستوطنين الجدد في بيروت طوال تلك الفترة.
ونظرًا لما قدّمه قانون السرية المصرفية اللبناني لعام 1956، الذي منع المؤسسات المالية من الكشف عن هوية العملاء أو أصولهم، فقد تدفّقت رؤوس الأموال الأجنبية إلى المدينة التي ازدهرت فيها المعارض التجارية والمساحات الفنية المستقلة والمتاحف، وأصبحت تضج بالناس والفرص والأفكار كذلك.
ومع ذلك، تحت الازدهار والرخاء، تفاقمت العداوات مؤدية في النهاية إلى حرب أهلية استمرت خمسة عشر عامًا.
يقدم المعرض لحظة حاسمة في التاريخ الحديث من وجهة نظر أزمة مستمرة، ويسلط الضوء على تشابك الصراعات الماضية والمعاصرة.
ويلقي تركيب جوانا حاجي توماس وخليل جريج متعدد الوسائط، الذي تم إنشاؤه خصيصًا للمعرض، ضوءًا جديدًا على الآثار التحويلية للعنف على الفن والإنتاج الفني، فضلًا عن تأثير الشعر في مواجهة الفوضى.
كما يقدم المعرض - من خلال أعماله الفنية الواسعة ومواده الأرشيفية - وجهات نظر جديدة حول فترة محورية في تاريخ بيروت، تلك المدينة التي لا تزال فيها دور الفن في أوقات الشدة قائمًا إلى الأبد.