مسرح الهواية" فسحة للتعبير الحر لهواة المسرح في تونس
الدورة الثالثة للملتقى تحمل شعار "البدءُ كان من مسرح الهواية والعَوْدُ إلى هواية المسرح".
مشهد من عرض مشارك في الملتقى
تونس - اختتم قطب المسرح والفنون الركحية بمدينة الثقافة في العاصمة تونس الأحد فعاليات الدورة الثالثة من “ملتقى مسرح الهواية” الذي انطلق في العاشر من يناير الجاري، وقدم طوال خمسة أيام عروضا مسرحية لعدد من المواهب الشابة القادمة من المحافظات أو حتى تلك التي تلقت تكوينا في الورشات الخاصة بالمسرح والتي ينظمها القطب.
وهذا الملتقى الذي انطلق منذ ثلاثة يأتي بهدف فسح المجال أمام الهواة لعرض تجاربهم المسرحية وتصوّراتهم الفنية الجديدة، ويتيح لهم الفرصة للمشاركة في تظاهرة خاصة تجمعهم بغيرهم من المسرحيين والهواة وتمكنهم من فرص لربط شركات ودخول حيّز الإنتاج الرسمي والمقنن.
الملتقى أحد المهرجانات القليلة التي تنظم لكسر المركزية الثقافية التي تتحكم في مفاصل الإنتاج
ويأتي الملتقى كإحدى الفعاليات أو المهرجانات الثقافية القليلة التي تنظم في العاصمة لكسر المركزية الثقافية التي تتحكم في مفاصل الإنتاج الفني في تونس، وتجعل الفن سجين أسوار العاصمة أو يحاول القدوم من الخارج ليسجن داخلها. وهو وإن سجن العروض في مدينة الثقافة التي صارت هي الأخرى تجسيدا للمركزية الثقافية لاحتكارها أغلب المهرجانات والفعاليات بعد أن كان أغلبها متحررا وموزعا على بقية القاعات وصالات العرض المنتشرة في العاصمة، فهو يكسر قيود النمطية التي دأبت على افراد المساحة الأكبر للمحترفين والأكاديميين، للاهتمام بالمواهب التي تنشط خارج إطار التكوين الأكاديمي.
وتحمل الدورة الثالثة للملتقى شعار “البدءُ كان من مسرح الهواية والعَوْدُ إلى هواية المسرح”.
والجدير بالذكر أن هذه الدورة تحمل اسم التشكيلي والمسرحي التونسي الراحل الحبيب شبيل (1939 – 2004)، كما تحتفي بمختلف التجارب المسرحية الهاوية والمتميّزة من حيث الطرح الجمالي والفني.
ولم يقتصر الفعل الفني لدى شبيل على الفن التشكيلي واللوحات الفنية، بل اقتحم مجال السينوغرافيا أو التشكيل الركحي والمشهدي. ويتجلّى ذلك في تصميمه للديكور المسرحي والتلفزي في الكثير من الأعمال المسرحيّة والبرامج التلفزيونيّة التونسية. كما لم تقتصر علاقة شبيل بالفنون الدرامية والركحية على السينوغرافيا، بل اتّسعت إلى مجال التأليف والإخراج.
وفي حين أنه يكون في الفنون التشكيلية بتونس وفرنسا، تفرغ لاحقا لتصميم الديكورات والأزياء المسرحية. وهو مؤسس المسرح المثلث 1976. كتب “القافزون 1976” إخراج جماعي، “السّرك” 1979، وقام بإخراج العديد من المسرحيات منها “الدّرس” 1978، “الدّولاب” 1979، “موّال” 1979، “كارنفال” 1985.
الدورة الثالثة تحتفي بمختلف التجارب المسرحية الهاوية والمتميّزة من حيث الطرح الجمالي والفني
والرجل يعتبر مرجعيّة لامعة في الفنّ المسرحي المعاصر بتونس. وقد أخرج عدّة مسرحيّات مثل “موّال” و”كرنفال” و”سنفونية”. وكرّم في إطار أيّام قرطاج المسرحيّة سنة 2003.
ويُعدّ هذا الفنّان من أصحاب المواقف الجمالية والتحديثيّة التي أغنت الساحة الثقافية بتونس بما أثاره من جدل فكريّ حول ماهية الفنّ في التشكيل أو في المسرح، وحول مقتضيات المرحلة وما تتطلّبه من مفاهيم جديدة تخصّ طبيعة الإبداع الفنّي، منذ بداية سنوات الستينات من القرن الماضي. فقد كان شبيل مناهضا للتيّارات التزويقية والفلكلوريّة في الممارسة الفنيّة بقدر مناهضته للنّزعات الذهنيّة المستوردة والمغرقة في التجريد المفاهيمي.
وأكّد شبيل طوال ثلاثة عقود من النشاط الفني ضرورة الفصل بين مجال التعبير الفني ومجال الفنون الحرفيّة والتطبيقيّة، على اعتبار أنّ مصدر الفعل الفنّي هو ذلك الانفعال الخالص والإحساس الصادق الذي يتعيّن على الفكر أن يرعاه ويستثمره ثقافيّا دون غايات نفعيّة أو إشهاريّة. ومثل هذه المواقف يمكن أن نجدها في تصريحاته الموثّقة وتقديم مشاركاته ومعارضه مثل النصّ الذي قدّم به مشاركته في معرض “رؤية… آفاق” سنة 1999.
ويذكر أن الملتقى افتتح بعرض لمسرحية “إندروفين”، إخراج مروان الرزقي وإنتاج جمعية بلوز الثقافية بسوسة، وقدم في عروضه اللاحقة، عرض “القنال” إخراج هالة عياد وإنتاج فضاء “خزندار” بتونس، وعرض “أزمة مؤلف” إخراج محمد بركاتي وإنتاج “بيكولو تياتري دي بيزرتي” من بنزرت، وعرض “حب” إخراج توفيق العايب وإنتاج “بي أكتر ستوديو” من تونس، وعرض “طرح شكبة” إخراج إيهاب عجرود وإنتاج جمعية عشاق التياترو من صفاقس، وعرض “شكولا” من تأطير الفنان عبدالقادر بن سعيد ضمن ورشات قطب المسرح التكوينية، بالإضافة إلى عرض “شواشين” لمسرح الارتجال إنتاج فضاء دار المزو بتونس.
الدورة الثالثة للملتقى تحمل شعار "البدءُ كان من مسرح الهواية والعَوْدُ إلى هواية المسرح".
مشهد من عرض مشارك في الملتقى
تونس - اختتم قطب المسرح والفنون الركحية بمدينة الثقافة في العاصمة تونس الأحد فعاليات الدورة الثالثة من “ملتقى مسرح الهواية” الذي انطلق في العاشر من يناير الجاري، وقدم طوال خمسة أيام عروضا مسرحية لعدد من المواهب الشابة القادمة من المحافظات أو حتى تلك التي تلقت تكوينا في الورشات الخاصة بالمسرح والتي ينظمها القطب.
وهذا الملتقى الذي انطلق منذ ثلاثة يأتي بهدف فسح المجال أمام الهواة لعرض تجاربهم المسرحية وتصوّراتهم الفنية الجديدة، ويتيح لهم الفرصة للمشاركة في تظاهرة خاصة تجمعهم بغيرهم من المسرحيين والهواة وتمكنهم من فرص لربط شركات ودخول حيّز الإنتاج الرسمي والمقنن.
الملتقى أحد المهرجانات القليلة التي تنظم لكسر المركزية الثقافية التي تتحكم في مفاصل الإنتاج
ويأتي الملتقى كإحدى الفعاليات أو المهرجانات الثقافية القليلة التي تنظم في العاصمة لكسر المركزية الثقافية التي تتحكم في مفاصل الإنتاج الفني في تونس، وتجعل الفن سجين أسوار العاصمة أو يحاول القدوم من الخارج ليسجن داخلها. وهو وإن سجن العروض في مدينة الثقافة التي صارت هي الأخرى تجسيدا للمركزية الثقافية لاحتكارها أغلب المهرجانات والفعاليات بعد أن كان أغلبها متحررا وموزعا على بقية القاعات وصالات العرض المنتشرة في العاصمة، فهو يكسر قيود النمطية التي دأبت على افراد المساحة الأكبر للمحترفين والأكاديميين، للاهتمام بالمواهب التي تنشط خارج إطار التكوين الأكاديمي.
وتحمل الدورة الثالثة للملتقى شعار “البدءُ كان من مسرح الهواية والعَوْدُ إلى هواية المسرح”.
والجدير بالذكر أن هذه الدورة تحمل اسم التشكيلي والمسرحي التونسي الراحل الحبيب شبيل (1939 – 2004)، كما تحتفي بمختلف التجارب المسرحية الهاوية والمتميّزة من حيث الطرح الجمالي والفني.
ولم يقتصر الفعل الفني لدى شبيل على الفن التشكيلي واللوحات الفنية، بل اقتحم مجال السينوغرافيا أو التشكيل الركحي والمشهدي. ويتجلّى ذلك في تصميمه للديكور المسرحي والتلفزي في الكثير من الأعمال المسرحيّة والبرامج التلفزيونيّة التونسية. كما لم تقتصر علاقة شبيل بالفنون الدرامية والركحية على السينوغرافيا، بل اتّسعت إلى مجال التأليف والإخراج.
وفي حين أنه يكون في الفنون التشكيلية بتونس وفرنسا، تفرغ لاحقا لتصميم الديكورات والأزياء المسرحية. وهو مؤسس المسرح المثلث 1976. كتب “القافزون 1976” إخراج جماعي، “السّرك” 1979، وقام بإخراج العديد من المسرحيات منها “الدّرس” 1978، “الدّولاب” 1979، “موّال” 1979، “كارنفال” 1985.
الدورة الثالثة تحتفي بمختلف التجارب المسرحية الهاوية والمتميّزة من حيث الطرح الجمالي والفني
والرجل يعتبر مرجعيّة لامعة في الفنّ المسرحي المعاصر بتونس. وقد أخرج عدّة مسرحيّات مثل “موّال” و”كرنفال” و”سنفونية”. وكرّم في إطار أيّام قرطاج المسرحيّة سنة 2003.
ويُعدّ هذا الفنّان من أصحاب المواقف الجمالية والتحديثيّة التي أغنت الساحة الثقافية بتونس بما أثاره من جدل فكريّ حول ماهية الفنّ في التشكيل أو في المسرح، وحول مقتضيات المرحلة وما تتطلّبه من مفاهيم جديدة تخصّ طبيعة الإبداع الفنّي، منذ بداية سنوات الستينات من القرن الماضي. فقد كان شبيل مناهضا للتيّارات التزويقية والفلكلوريّة في الممارسة الفنيّة بقدر مناهضته للنّزعات الذهنيّة المستوردة والمغرقة في التجريد المفاهيمي.
وأكّد شبيل طوال ثلاثة عقود من النشاط الفني ضرورة الفصل بين مجال التعبير الفني ومجال الفنون الحرفيّة والتطبيقيّة، على اعتبار أنّ مصدر الفعل الفنّي هو ذلك الانفعال الخالص والإحساس الصادق الذي يتعيّن على الفكر أن يرعاه ويستثمره ثقافيّا دون غايات نفعيّة أو إشهاريّة. ومثل هذه المواقف يمكن أن نجدها في تصريحاته الموثّقة وتقديم مشاركاته ومعارضه مثل النصّ الذي قدّم به مشاركته في معرض “رؤية… آفاق” سنة 1999.
ويذكر أن الملتقى افتتح بعرض لمسرحية “إندروفين”، إخراج مروان الرزقي وإنتاج جمعية بلوز الثقافية بسوسة، وقدم في عروضه اللاحقة، عرض “القنال” إخراج هالة عياد وإنتاج فضاء “خزندار” بتونس، وعرض “أزمة مؤلف” إخراج محمد بركاتي وإنتاج “بيكولو تياتري دي بيزرتي” من بنزرت، وعرض “حب” إخراج توفيق العايب وإنتاج “بي أكتر ستوديو” من تونس، وعرض “طرح شكبة” إخراج إيهاب عجرود وإنتاج جمعية عشاق التياترو من صفاقس، وعرض “شكولا” من تأطير الفنان عبدالقادر بن سعيد ضمن ورشات قطب المسرح التكوينية، بالإضافة إلى عرض “شواشين” لمسرح الارتجال إنتاج فضاء دار المزو بتونس.