الدار البيضاء تحتضن المئات من المسرحيين العرب في مهرجان المسرح العربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدار البيضاء تحتضن المئات من المسرحيين العرب في مهرجان المسرح العربي

    الدار البيضاء تحتضن المئات من المسرحيين العرب في مهرجان المسرح العربي


    الدورة الثالثة عشرة ترفع شعار "نحو مسرح جديد ومتجدد".


    تجديد المسرح العربي

    انتظر المسرحيون العرب أكثر من سنتين لانعقاد الدورة الجديدة من مهرجان المسرح العربي الذي بات أبرز التظاهرات التي تعنى بتطوير الحراك المسرحي العربي وتكريم رموزه وتتويج مبدعيه. وتستضيف المغرب هذه الدورة محتضنة المئات من المسرحيين العرب الذين يقدمون عروضهم ويناقشون رهانات المسرح العربي المعاصر.

    الدار البيضاء (المغرب) - انطلقت الدورة الثالثة عشرة لمهرجان المسرح العربي مساء الثلاثاء في مدينة الدار البيضاء بعد توقف للحدث الفني الإقليمي لمدة عامين بسبب جائحة فايروس كورونا.

    وكانت آخر دورة للمهرجان الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح كل عام في بلد مختلف قد أقيمت في يناير 2020 بالمملكة الأردنية قبل أن يتوقف المهرجان بسبب الظروف الصحية وإجراءات مقاومة تفشي فايروس كوفيد – 19.
    دعوة إلى مسرح جديد


    شعار المهرجان دعوة لتقوية المسرح العربي وتطوير آلياته ليكون مسرحا منفتحا على قضايا الحاضر والمستقبل

    جاء حفل افتتاح الدورة الثالثة عشرة بمسرح محمد السادس زاخرا بالفنانين والنقاد والإعلاميين وعدد من المسؤولين المحليين وممثلي منظمات ثقافية إقليمية وعربية.

    بدأ الحفل بعرض للفرقة الكوليغرافية للفنان المغربي توفيق إيزيديو وفرقة الرقص المعاصر “نمشي”، بعده ألقى المخرج والمؤلف المسرحي العراقي جواد الأسدي “رسالة اليوم العربي للمسرح” الذي يصادف العاشر من يناير كل عام.

    وفي كلمته جال الأسدي في عمق التاريخ وارتباط المسرح الوثيق والضروري بواقع بلدانه واندماجه في هموم الإنسان فيها لا الانزياح عنها إلى كليشيهات، وقال “صباح الخير على ممثل دور هاملت في ‘لا نكون أو كيف سنكون‘، عقلانيين، كينونيين، مدنيين، جماليين، معرفيين أم أميين؟ سلفيين، ماضويين، غيبيين، قدريين، معلقين في سماوات الحرائق والهجرة في بحار الغرق والموت على الحافات بحثاً عن بلدانٍ خاليةٍ من جحيم أدمنّاه منذ سنوات بعيدة؟”.

    وأضاف الأسدي “نكون؟ ومن سنكون، وكيف سنكون؟ محشورين على جبل الهاوية في عين قناصي الحرية يمضغون الرصاص والجمال الميت؟ أم في الشوارع المترمدة بالأبناء قديسي الحروب، والأمهات وهن يدبكن على خشبات المسارح الآيلة للسقوط، علهن يرقصن أرواح أولادهن من غيبوبة الأدوار التي لعبوها أمام الحشود في مهرجانات التقمص؟”.

    وتابع قائلا “هل سنة العام القادم سنة مسرح يضيء الدروب بجمهور يزهر ويحتشد ثانية أمام شباك التذاكر، يصيخون السمع للممثلين يهدرون بأداءٍ مسرحي متفرد تحت شجرة النور في كوكبنا الطيب الذي يتوسل الرحمة والعطف؟”.

    وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد في كلمة الافتتاح “سعداء لاستقبال هذا المهرجان الكبير الذي تأسّس لينشر عبر لغة المسرح قيم السلام والتسامح، تظاهرة وازنة في العالم العربي بشعار ‘نحو مسرح جديد ومتجدد‘ وهي دعوة صريحة لتقوية المسرح العربي وتطوير آلياته ليكون مسرحا منفتحا يتعاطى مع قضايا الحاضر والمستقبل”.


    وشدد بنسعيد في تصريح إعلامي سابق على أن “المملكة المغربية بصفتها الجهة المحتضنة لتنظيم الدورة الثالثة عشرة من المهرجان وفّرت كافة الإمكانات لتنظيم دورة مميزة وفارقة، تليق بالمسرح المغربي الذي سجّل فوزين في دورتي المهرجان لعامي 2017 و2018، وكذلك بما تشكله الهيئة العربية للمسرح كفاعل إستراتيجي في تنمية وتطوير المسرح العربي”، مضيفا أن “المشاركين في المهرجان سيجدون فرصة كبيرة لتحقيق أحلامهم الفنية بين إخوتهم في المغرب”.

    ويشمل برنامج المهرجان الممتد حتى السادس عشر من يناير الجاري 16 عرضا مسرحيا ضمن مسارين، أحدهما تنافسي ويضم 12 عرضا من خمس دول، والآخر يضم أربعة عروض من الكويت وسوريا والأردن ومصر.

    وتتشكّل لجنة تحكيم هذه الدورة برئاسة مدحت الكاشف عميد المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر، وعضوية كل من الممثلة والمخرجة الفلسطينية إيمان عون والممثلة اللبنانية جوليا قصار والكاتب الصحفي خالد مبارك من السودان والمخرج والممثل الأردني خالد الطريفي.

    وقال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله في كلمته “لقد أرادت الهيئة لمهرجان المسرح العربي أن يكون أكثر من مهرجان وأكبر، لذا فإن هذه الدورة تشهد إصدار 12 كتابا في أحوال المسرح المغربي، دستة من المعارف تقدمها الهيئة بأقلام الباحثين والمبدعين المغاربة، هدية الهيئة للمكتبة المسرحية المغربية والعربية”.

    وأضاف “لقد حرصنا في كل مهرجاناتنا أن نؤسس المجال الفكري بمؤتمر فكري نعده بعناية فائقة، وفي هذه الدورة وضعنا برنامجه تحت عنوان ‘التجارب المسرحية المغربية.. الامتداد والتجديد‘ حيث ستتم مساءلات علمية لهذه التجارب”.

    وكرم المهرجان في الافتتاح عشرة فنانين من المغرب هم نزهة الركراكي وفاطمة الغالية الشرادي ومليكة العمري وعبدالرزاق البدوي ومحمد التسولي ومصطفى الزعري وعبدالإله عاجل ومحمد الجم ومحمد بلهيسي ومصطفى الداسوكين إضافة إلى تكريم خاص لوزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي.
    عروض ودعم للشباب



    ويعرض المهرجان أربعة عروض خارج المسابقة هي “آي ميديا” تأليف وإخراج سليمان البسام، لفرقة سليمان البسام من الكويت، “سوبر ماركت” تأليف داريو فو، إخراج أيمن زيدان، وإنتاج مديرية المسارح والموسيقى سوريا، “فاصل زمني” تأليف وإخراج محمود الزغول من الأردن، “ماذا أفعل هنا بحق الجحيم” تأليف وإخراج كارول عقاد، إنتاج فرقة المطبخ مصر.

    ويتنافس على الجائزة الكبرى لهذه الدورة من المهرجان (جائزة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي 2022) اثنا عشر عرضا، من عروض المسار الثاني، هي: “الجاثوم” تأليف وفاء إبراهيم شاوس وإخراج عبدالقادر عزوز للمسرح الوطني الجزائري، “الروبة” تأليف وإخراج حمادي الوهايبي، إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان تونس، ومن تونس أيضا تشارك مسرحيتان “تائهون” تأليف نزار السعيدي وعبدالحليم المسعودي، إخراج نزار السعيدي، وإنتاج فنار للإنتاج الفني، و”أنا الملك” تأليف توفيق الحكيم، دراماتورجيا رضا ناجي معز حمزة من إنتاج سالمين للإنتاج بتونس.

    ونجد كذلك ضمن المسرحيات المتنافسة عروض: “أمل” تأليف وإخراج جواد الأسدي، إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل بالعراق، ومن العراق كذلك نجد مسرحيتا “خلاف” تأليف وإخراج مهند هادي إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل، و”ميت مات” تأليف وإخراج علي عبدالنبي الزيدي، وإنتاج مشغل دنيا للإنتاج الفني.

    ومن المغرب تشارك أربعة عروض هي “بريندا” تأليف وإخراج أحمد أمين الساهل، إنتاج ذاكرة القدماء ذاكرة مدينة المغرب، “حدائق الأسرار” تأليف وإخراج محمد الحر إنتاج مسرح أكون المغربي، “شا طا را” تأليف سعيد أبرنوص إخراج أمين ناسور، إنتاج تفسيون للمسرح، “ما تبقى لكم” تأليف غسان كنفاني إخراج عبدالمجيد الهواس وإنتاج شركة أفروديت.

    وتشارك من الإمارات مسرحية “رحل النهار” تأليف إسماعيل عبدالله، إخراج محمد العامري، وإنتاج مسرح الشارقة الوطني.


    وعلاوة على العروض في المسارين تشهد هذه الدورة تنظيم ورشات المعايشة مع أصحاب التجارب المسرحية الإبداعية، التي ستنظم لفائدة المسرحيين الشباب والشباب الهواة في عديد المراكز الثقافية ودور الشباب، إضافة إلى ندوة تتعلق بالحقوق والنظم والتشريعات والحماية الاجتماعية الخاصة بالفنان في الوطن العربي، ستشارك فيها الجهات العربية المعنية، فضلا عن منظمات أجنبية ذات الاختصاص.

    ويعتبر هذا المهرجان من التظاهرات التي استطاعت أن تترك بصمتها في الثقافة العربية المسرحية عموما، تاركة مواعيد سنوية يبدو الحديث عنها اليوم نوعا من الحنين إلى الماضي والتطلع إلى الراهن والمستقبل.

    فقد استطاع مهرجان المسرح العربي أن يترك سمعة عربية طيبة في الساحة الثقافية والفنية في جل العواصم العربية التي تناوبت على استضافته.

    ومنذ انطلاق دورته الأولى عام 2009 بمشاركة 14 عرضا مسرحيا من دول عربية عدة. تميز المهرجان حينها على المستويين التنظيمي والفني، حيث بات يعرض سنويا أعمالا تعدّ من أيقونات المسرح العربي عبر تاريخه، كما لا يكتفي بالعروض بل يسعى أيضا إلى خلق حراك مسرحي من خلال جوائزه للعروض وللبحوث والنصوص المسرحية علاوة على إصداراته السنوية لمؤلفات تطرح أهم قضايا المسرح العربي.

    وهذا كله يأتي ضمن اشتغالات الهيئة العربية للمسرح التي تصدر العشرات من العناوين المسرحية سنويا، وتفعّل الكتابة المسرحية من خلال مسابقة الكتابة المسرحية وإشرافها على مجلة المسرح العربي، كذلك، تأكيدها الدائم والمستمر على أهمية دعم الشباب ليجدوا مكانا لهم لسبر طاقاتهم وتقديم أفكارهم في ظل تحجّر المؤسسات الرسمية يوما بعد آخر. وتعتبر الدورة الجديدة من المهرجان عودة فعلية له من المغرب، ليستعيد مساره السنوي المعتاد في زيارة عاصمة عربية في كل دورة.
يعمل...
X