مصر تحيي المسرح المدرسي لترميم قوتها الثقافية
تخصيص درجات للموهوبين فنيا ضمن محاولات جذب الطلاب إلى الفنون.
مسرح يؤسس للمستقبل
يبقى المسرح المدرسي من أهم الفنون التي تراهن عليها كل البلدان، لا في اكتشاف المواهب وتنمية الخيال والقدرات الذهنية والإبداعية للأطفال فحسب، بل أيضا في خلق شخصيات متوازنة غير منغلقة وتكوين ذائقة فنية متماسكة، ما يسهم في تشكيل مجتمع أكثر انفتاحا، إذ يعتبر على رأس ما يسمى القوة الناعمة.
القاهرة - تسارع وزارتا التربية والتعليم والثقافة في مصر خطواتهما نحو عودة إحياء ما يوصف بـ”المسرح المدرسي” كمدخل لترميم القوى الثقافية والناعمة، التي تسبب تراجعها خلال السنوات الماضية في حدوث شروخ ثقافية واجتماعية جراء إهمال الفنون المدرسية بأشكالها المختلفة، وما ترتب على ذلك من تقديم أجيال مشوهة ثقافيا، في وقت تسعى فيه الكثير من الدول العربية إلى زيادة الاهتمام بقوتها الناعمة، والقيام بتحركات جذابة يمكن أن تؤثر مستقبلا على المكانة التي شغلتها مصر عبر عقود.
إحياء المسرح المدرسي
أعلن وزيرا التعليم رضا حجازي، والثقافة نيفين الكيلاني، الثلاثاء تشكيل لجان مشتركة في تخصصات مختلفة لإحياء المسرح المدرسي، مع توفير كل سبل الدعم المادي والمعنوي لنجاح المشروع وتحقيق أهدافه، ضمن توجه حكومي لاستغلال الطاقات الكامنة عند الأطفال والمراهقين والشباب وإنتاج قوى ناعمة معاصرة.
ويحظى المشروع بدعم كبير من الدولة المصرية، يظهر في رعاية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المالكة لعدد كبير من القنوات والصحف وشركات الإنتاج الفني والتابعة لأحد الأجهزة السيادية المصرية، لمبادرة إحياء المسرح المدرسي لإتاحة الفرصة لأطفال وشباب الجيل الحالي مثل من سبقوهم بالمشاركة في المشروع الثقافي، واكتشاف مواهبهم وتنميتها ليكونوا مستقبلا في صدارة المشهد الفني.
إحياء المسرح المدرسي يتيح للأطفال وشباب الجيل الحالي مثل من سبقوهم المشاركة في المشروع الثقافي واكتشاف مواهبهم
من ضمن خطوات إحياء المسرح المدرسي، وقع تقديم عرض مسرحي باسم “تقدر”، وأقيم في دار الأوبرا المصرية يومي السابع والثامن من يناير الجاري بحضور وزراء وسفراء العديد من الدول، ونخبة من نجوم السينما والمسرح والفنون الأخرى، وشارك في التقديم نجوم، من بينهم يسرا، كارول سماحة، أكرم حسني، محمد فراج، محمد الشرنوبي، حنان مطاوع، أسماء أبواليزيد، وفريق بلاك تيما الغنائي.
تضمن العرض الفني تقديم خمسة استعراضات قام بها سبعون طفلا تم اختيارهم من مدارس مصر في المراحل المختلفة، بالمشاركة مع البعض من نجوم الفن، على أن يكون الهدف الأساسي من العرض تشجيع الأطفال على المشاركات المسرحية، واكتشاف مواهبهم، ومناقشة القضايا التي تشغل بال المراهقين والشباب عبر عروض مسرحية قصيرة، ينتهي كل منها بتحقيق حلم الطفل بالمشاركة مهما كانت التحديات.
واتفق وزيرا التعليم والثقافة على تخصيص درجات للموهوبين فنيا في عموم مدارس الجمهورية، وهو إجراء يحدث لأول مرة في سياق محاولات جذب الطلاب للفنون، على اعتبار أن مكافأة المتميزين بدرجات سوف تحفز العديد من المتعلمين على المشاركة في الفعاليات الفنية التي تقام في المدارس والمسارح التابعة للدولة.
يقول رضا حجازي وزير التربية لـ”العرب” إن عودة إحياء المسرح المدرسي تستهدف توظيف الطاقات الفنية التي تعج بها المؤسسات التعليمية في مصر، ضمن توجه رئاسي بتخريج أجيال جديدة واعية ومثقفة ولديها حس فني وفكري، وهذا يتطلب جهودا مضاعفة لإيجاد بيئة ثقافية ومسرحية ترتقي بالمواهب وتسهم في تشجيع الإبداع.
وتقرر تخصيص يوم فني، كل أسبوعي في عموم المدارس المصرية، تتاح فيه لكل الطلاب ممارسات الهوايات الفنية بالتعاون مع وزارة الثقافة، في محاولة للارتقاء بالفنون ودعم المواهب الطلابية، وزيادة الوعي الفني لدى الطلاب، على أن يتم اختيار أفضل العناصر من جانب متخصصين وتصعيدهم للمشاركة في أعمال مسرحية.
ويشجع التوجه الرسمي على الارتقاء بالمسرح المدرسي شكلا ومضمونا، وتطوير الأفق الفني لدى الطلاب في المدارس، وإفساح المجال أمام المواهب للدخول في عالم المسرح والمشاركة في أعمال تتناسب مع إمكاناتهم وقدراتهم، وهناك دور فاعل لوزارة الثقافة لدعم القطاع الفني المحلي، مع العمل على “مسرحة المناهج” وتقديمها في صورة قصصية جذابة، يشارك فيها أطفال ومراهقون.
وتعوّل الحكومة المصرية على إحياء المسرح المدرسي ليكون إحدى الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية قدرات الطفل الثقافية، فالمدارس تحتضن ما يزيد عن 26 مليون طالب وطالبة في المراحل التعليمية المختلفة، وإذا نجحت في اكتشاف المئات من المواهب من بين هؤلاء فإنها سوف تمتلك قوة ناعمة كبيرة وستسد جانبا من الفراغ الحاصل في العديد من المجالات الفنية على الساحة.
وطالبت فاطمة المعدول الكتابة المتخصصة في أدب وفنون الطفل أن يكون الهدف الأساسي من المسرح تخريج جيل سوي بعيدا عن اختزال الفكرة في اكتشاف الموهوبين، فالمسرح المدرسي يحمل مزايا بالجملة، منها ما يتعلق بالتنمية العقلية والفكرية والاجتماعية والنفسية والعلمية واللغوية والجسمية للأطفال والمراهقين والشباب، لأنه فن درامي يحمل منظومة قيم تربوية وأخلاقية متعددة.
وتوضحت لـ”العرب” أن هناك تحديات تعترض طريق إحياء المسرح المدرسي، ولابد من وجود متخصصين في التربية المسرحية بالمدارس، وهذا صعب أمام ندرة الموارد وتوقف التعيينات بالحكومة، ولا يوجد مشرفون متخصصون في المسرح، في وزارتي التعليم والثقافة، مع أن المسرح المدرسي يحتاج إلى فرق متكاملة ومتعددة، إضافة إلى أن الكتاب المتخصصين في أدب الطفل قليلون للغاية.
وتلفت إلى أن إحياء المسرح المدرسي، وعودته إلى صورته الزاهية السابقة، لا يأتي فقط من خلال قرارات فوقية، بل يتطلب الاعتماد على خبراء، ومن المهم أن يتم تحديد الهدف من دون اختزاله في اكتشاف المواهب، لأن الأهم من ذلك تخريج جيل متحضر سوي متزن ثقافيا، فالمواهب تظهر في وجود مسرح أم لا، وتكمن العبرة من توظيف المسرح المدرسي في تقويم السلوكيات وإصلاح نفوس الأطفال والشباب.
فن له تاريخه
كان المسرح المدرسي في مصر امتدادا لعنصر اللعب عند الطفل، ووسيلة تعمل على تكييف النشاط المدرسي بشكل يضمن استغلال الطاقة الكامنة عند الصغار والمراهقين لتمكينهم من المشاركة واكتشاف ذواتهم وتنمية خيالهم، عبر تمكين الهواة من الأطفال المغرمين بالمسرح من استخدام لغة الجسد للتعبير عن أفكارهم وتوصيل مشكلاتهم.
وشكل ظهور المسرح المدرسي بمصر في ثلاثينات القرن الماضي علامة مميزة للنهوض بفن التمثيل بشكل عام، مثل المسرح والسينما والدراما، مع تخريج أجيال متعاقبة من المواهب تتقدم الصفوف الأولى في الفن، وأساتذة في التمثيل والنقد الأدبي، وأسهم الكثير منهم في تعزيز القوى الناعمة لمصر على مدار سنوات طويلة.
هناك العديد من النجوم الذين ظهرت هوايتهم وتفجرت مواهبهم من خلال ممارستهم لفنون المسرح المدرسي، بينهم سميحة أيوب وسناء جميل ويوسف شاهين ومحمود مرسي ومحمود الحديني وسعيد صالح وعادل إمام، وآخرهم الفنان الشاب محمد رمضان، حيث تم اكتشافهم من خلال مسارح المدارس التي درسوا فيها، وواصلوا ذلك في الجامعات والأكاديميات ثم صعدوا تدريجيا إلى عالم الشهرة والنجومية.
وأكد رئيس هيئة قصور الثقافة بمصر سابقا الفنان هاني كمال أن المسرح المدرسي إذا استمر غيابه سوف تواجه مصر مشكلة كبيرة في أن يكون لديها مسرح قوي، لأن إحياء المسرح المدرسي ليس المقصود منه أن يصبح كل الطلاب يجيدون الفن والتمثيل، فمن المهم وجود مسرح وجمهور جديد متذوق للفن.
ويشير كمال في تصريح لـ”العرب” إلى أن المسرح المدرسي يزيد لدى الأطفال الثقة بالنفس والشجاعة الأدبية والثقافة عموما، ويكرس بداخلهم روح العمل الجماعي، وتنشيط حواسهم السمعية والبصرية والإبداعية، ويجعلهم متذوقين للفن، فضلا عن اكتشاف المواهب، فمصر بحاجة دوما إلى تعزيز قواها الناعمة التي تمثل حصنها الثقافي، وأهم تكلفة توفرها المدارس أن تستعين بالمتخصصين لإدارة المسرح والإشراف على كل مراحله، إذا كانت هناك إرادة لتكون المدرسة بوابة نهوض المسرح المصري.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد حافظ
كاتب مصري
تخصيص درجات للموهوبين فنيا ضمن محاولات جذب الطلاب إلى الفنون.
مسرح يؤسس للمستقبل
يبقى المسرح المدرسي من أهم الفنون التي تراهن عليها كل البلدان، لا في اكتشاف المواهب وتنمية الخيال والقدرات الذهنية والإبداعية للأطفال فحسب، بل أيضا في خلق شخصيات متوازنة غير منغلقة وتكوين ذائقة فنية متماسكة، ما يسهم في تشكيل مجتمع أكثر انفتاحا، إذ يعتبر على رأس ما يسمى القوة الناعمة.
القاهرة - تسارع وزارتا التربية والتعليم والثقافة في مصر خطواتهما نحو عودة إحياء ما يوصف بـ”المسرح المدرسي” كمدخل لترميم القوى الثقافية والناعمة، التي تسبب تراجعها خلال السنوات الماضية في حدوث شروخ ثقافية واجتماعية جراء إهمال الفنون المدرسية بأشكالها المختلفة، وما ترتب على ذلك من تقديم أجيال مشوهة ثقافيا، في وقت تسعى فيه الكثير من الدول العربية إلى زيادة الاهتمام بقوتها الناعمة، والقيام بتحركات جذابة يمكن أن تؤثر مستقبلا على المكانة التي شغلتها مصر عبر عقود.
إحياء المسرح المدرسي
أعلن وزيرا التعليم رضا حجازي، والثقافة نيفين الكيلاني، الثلاثاء تشكيل لجان مشتركة في تخصصات مختلفة لإحياء المسرح المدرسي، مع توفير كل سبل الدعم المادي والمعنوي لنجاح المشروع وتحقيق أهدافه، ضمن توجه حكومي لاستغلال الطاقات الكامنة عند الأطفال والمراهقين والشباب وإنتاج قوى ناعمة معاصرة.
ويحظى المشروع بدعم كبير من الدولة المصرية، يظهر في رعاية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المالكة لعدد كبير من القنوات والصحف وشركات الإنتاج الفني والتابعة لأحد الأجهزة السيادية المصرية، لمبادرة إحياء المسرح المدرسي لإتاحة الفرصة لأطفال وشباب الجيل الحالي مثل من سبقوهم بالمشاركة في المشروع الثقافي، واكتشاف مواهبهم وتنميتها ليكونوا مستقبلا في صدارة المشهد الفني.
إحياء المسرح المدرسي يتيح للأطفال وشباب الجيل الحالي مثل من سبقوهم المشاركة في المشروع الثقافي واكتشاف مواهبهم
من ضمن خطوات إحياء المسرح المدرسي، وقع تقديم عرض مسرحي باسم “تقدر”، وأقيم في دار الأوبرا المصرية يومي السابع والثامن من يناير الجاري بحضور وزراء وسفراء العديد من الدول، ونخبة من نجوم السينما والمسرح والفنون الأخرى، وشارك في التقديم نجوم، من بينهم يسرا، كارول سماحة، أكرم حسني، محمد فراج، محمد الشرنوبي، حنان مطاوع، أسماء أبواليزيد، وفريق بلاك تيما الغنائي.
تضمن العرض الفني تقديم خمسة استعراضات قام بها سبعون طفلا تم اختيارهم من مدارس مصر في المراحل المختلفة، بالمشاركة مع البعض من نجوم الفن، على أن يكون الهدف الأساسي من العرض تشجيع الأطفال على المشاركات المسرحية، واكتشاف مواهبهم، ومناقشة القضايا التي تشغل بال المراهقين والشباب عبر عروض مسرحية قصيرة، ينتهي كل منها بتحقيق حلم الطفل بالمشاركة مهما كانت التحديات.
واتفق وزيرا التعليم والثقافة على تخصيص درجات للموهوبين فنيا في عموم مدارس الجمهورية، وهو إجراء يحدث لأول مرة في سياق محاولات جذب الطلاب للفنون، على اعتبار أن مكافأة المتميزين بدرجات سوف تحفز العديد من المتعلمين على المشاركة في الفعاليات الفنية التي تقام في المدارس والمسارح التابعة للدولة.
يقول رضا حجازي وزير التربية لـ”العرب” إن عودة إحياء المسرح المدرسي تستهدف توظيف الطاقات الفنية التي تعج بها المؤسسات التعليمية في مصر، ضمن توجه رئاسي بتخريج أجيال جديدة واعية ومثقفة ولديها حس فني وفكري، وهذا يتطلب جهودا مضاعفة لإيجاد بيئة ثقافية ومسرحية ترتقي بالمواهب وتسهم في تشجيع الإبداع.
وتقرر تخصيص يوم فني، كل أسبوعي في عموم المدارس المصرية، تتاح فيه لكل الطلاب ممارسات الهوايات الفنية بالتعاون مع وزارة الثقافة، في محاولة للارتقاء بالفنون ودعم المواهب الطلابية، وزيادة الوعي الفني لدى الطلاب، على أن يتم اختيار أفضل العناصر من جانب متخصصين وتصعيدهم للمشاركة في أعمال مسرحية.
ويشجع التوجه الرسمي على الارتقاء بالمسرح المدرسي شكلا ومضمونا، وتطوير الأفق الفني لدى الطلاب في المدارس، وإفساح المجال أمام المواهب للدخول في عالم المسرح والمشاركة في أعمال تتناسب مع إمكاناتهم وقدراتهم، وهناك دور فاعل لوزارة الثقافة لدعم القطاع الفني المحلي، مع العمل على “مسرحة المناهج” وتقديمها في صورة قصصية جذابة، يشارك فيها أطفال ومراهقون.
وتعوّل الحكومة المصرية على إحياء المسرح المدرسي ليكون إحدى الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية قدرات الطفل الثقافية، فالمدارس تحتضن ما يزيد عن 26 مليون طالب وطالبة في المراحل التعليمية المختلفة، وإذا نجحت في اكتشاف المئات من المواهب من بين هؤلاء فإنها سوف تمتلك قوة ناعمة كبيرة وستسد جانبا من الفراغ الحاصل في العديد من المجالات الفنية على الساحة.
وطالبت فاطمة المعدول الكتابة المتخصصة في أدب وفنون الطفل أن يكون الهدف الأساسي من المسرح تخريج جيل سوي بعيدا عن اختزال الفكرة في اكتشاف الموهوبين، فالمسرح المدرسي يحمل مزايا بالجملة، منها ما يتعلق بالتنمية العقلية والفكرية والاجتماعية والنفسية والعلمية واللغوية والجسمية للأطفال والمراهقين والشباب، لأنه فن درامي يحمل منظومة قيم تربوية وأخلاقية متعددة.
وتوضحت لـ”العرب” أن هناك تحديات تعترض طريق إحياء المسرح المدرسي، ولابد من وجود متخصصين في التربية المسرحية بالمدارس، وهذا صعب أمام ندرة الموارد وتوقف التعيينات بالحكومة، ولا يوجد مشرفون متخصصون في المسرح، في وزارتي التعليم والثقافة، مع أن المسرح المدرسي يحتاج إلى فرق متكاملة ومتعددة، إضافة إلى أن الكتاب المتخصصين في أدب الطفل قليلون للغاية.
وتلفت إلى أن إحياء المسرح المدرسي، وعودته إلى صورته الزاهية السابقة، لا يأتي فقط من خلال قرارات فوقية، بل يتطلب الاعتماد على خبراء، ومن المهم أن يتم تحديد الهدف من دون اختزاله في اكتشاف المواهب، لأن الأهم من ذلك تخريج جيل متحضر سوي متزن ثقافيا، فالمواهب تظهر في وجود مسرح أم لا، وتكمن العبرة من توظيف المسرح المدرسي في تقويم السلوكيات وإصلاح نفوس الأطفال والشباب.
فن له تاريخه
كان المسرح المدرسي في مصر امتدادا لعنصر اللعب عند الطفل، ووسيلة تعمل على تكييف النشاط المدرسي بشكل يضمن استغلال الطاقة الكامنة عند الصغار والمراهقين لتمكينهم من المشاركة واكتشاف ذواتهم وتنمية خيالهم، عبر تمكين الهواة من الأطفال المغرمين بالمسرح من استخدام لغة الجسد للتعبير عن أفكارهم وتوصيل مشكلاتهم.
وشكل ظهور المسرح المدرسي بمصر في ثلاثينات القرن الماضي علامة مميزة للنهوض بفن التمثيل بشكل عام، مثل المسرح والسينما والدراما، مع تخريج أجيال متعاقبة من المواهب تتقدم الصفوف الأولى في الفن، وأساتذة في التمثيل والنقد الأدبي، وأسهم الكثير منهم في تعزيز القوى الناعمة لمصر على مدار سنوات طويلة.
هناك العديد من النجوم الذين ظهرت هوايتهم وتفجرت مواهبهم من خلال ممارستهم لفنون المسرح المدرسي، بينهم سميحة أيوب وسناء جميل ويوسف شاهين ومحمود مرسي ومحمود الحديني وسعيد صالح وعادل إمام، وآخرهم الفنان الشاب محمد رمضان، حيث تم اكتشافهم من خلال مسارح المدارس التي درسوا فيها، وواصلوا ذلك في الجامعات والأكاديميات ثم صعدوا تدريجيا إلى عالم الشهرة والنجومية.
وأكد رئيس هيئة قصور الثقافة بمصر سابقا الفنان هاني كمال أن المسرح المدرسي إذا استمر غيابه سوف تواجه مصر مشكلة كبيرة في أن يكون لديها مسرح قوي، لأن إحياء المسرح المدرسي ليس المقصود منه أن يصبح كل الطلاب يجيدون الفن والتمثيل، فمن المهم وجود مسرح وجمهور جديد متذوق للفن.
ويشير كمال في تصريح لـ”العرب” إلى أن المسرح المدرسي يزيد لدى الأطفال الثقة بالنفس والشجاعة الأدبية والثقافة عموما، ويكرس بداخلهم روح العمل الجماعي، وتنشيط حواسهم السمعية والبصرية والإبداعية، ويجعلهم متذوقين للفن، فضلا عن اكتشاف المواهب، فمصر بحاجة دوما إلى تعزيز قواها الناعمة التي تمثل حصنها الثقافي، وأهم تكلفة توفرها المدارس أن تستعين بالمتخصصين لإدارة المسرح والإشراف على كل مراحله، إذا كانت هناك إرادة لتكون المدرسة بوابة نهوض المسرح المصري.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد حافظ
كاتب مصري