بازلت
Basalt - Basalte
البازلت
البازلت Basalt صخر ناري طفحي، اسمه باللغة اليونانية مأخوذ من إقليم باسان Basan أو باشان في بلاد الشام (حوران والجولان اليوم) المكون من هضاب وجبال من البازلت. وهو صخر اندفاعي أسود اللون أو رمادي داكن أو أخضر داكن أو بني. ويتكون من الصخور النارية المصهورة الصاعدة من أعماق تراوح بين 10-100كم تحت سطح الأرض، على هيئة مُهْل (ماغما) Magma ذائب يتجمد على سطح الأرض بتبرده مكوناً لابات Lavas وأغشية من الحمم أو البراكين المخروطية. والبازلت اسم عام لمجموعة من صخر سماقي (بورفيري) Porphyric أو هو ذو نسيج دقيق الحبات. وهو صخر قاس مصمت متماسك في الغالب، أو مسامي غني بالتجاويف المتكونة من انطلاق الغازات منه.
تتكون الصخور المهلية البازلتية من مجموعة من العناصر والأكاسيد أهمها ثمانية أكاسيد هي:
أكسيد السيليسيوم SiO2، وأكسيد الألمنيوم Al2O3، وأكسيد الحديد الثلاثي Fe2O3 وأكسيد الحديد الثنائي FeO وأكسيد المغنزيوم MgO وأكسيد الكلسيوم CaO وأكسيد الصوديوم Na2O وأكسيد البوتاسيوم K2O إضافة إلى أكاسيد أخرى بنسب ضئيلة، ومن هذه الأكاسيد والتراكيب الكيمياوية المكونة للصخور فإن الأوغيت هو العنصر الأساسي في تكوين البازلت يليه في الأهمية البلاغيوكلاس والنيفيلين والأوليفين والبرونزيت والأورتوكلاس.
وعموماً يُفرّق بين نوعين رئيسين من صخور البازلت هما:
ـ البازلت الفلدسباتي، المركب من البلاغيوكلاس والأوليفين والأوغيت والماغنيتيت وله بنية سماقية.
ـ البازلت القلوي الذي يتصف باحتوائه على نسبة عالية من الصوديوم والبوتاسيوم، ومن أنواعه الواسعة الانتشار، التراخيت الدوليريتي الذي يصعب تفريقه عن البازلت الفلدسباتي إلا باحتوائه على الأورتوكلاس.
ومن صخور المجموعة البازلتية صخر الطفريت المكون من الأوغيت والبلاغيوكلاس والنيفيلين، فإن احتوى على الأوليفين فهو صخر البازلت النموذجي. وهناك ضروب أخرى من البازلت مثل: البازلت النيفيليني، والبازلت اللويزيتي، والبازلت الميليليتي وكذلك الأناميزيت والأنكاراميت والدوليريت الحبابي النسيج. ويعرف البازلت المسامي الغني بالبثور والتجاويف بـ«الخُفّان»، فإن امتلأت مساماته ببعض المعادن مثل الكالسيت أو الكلوريت أو الكوارتز عُرف بالبازلت اللوزي (أو المطعَّم) Amygdale .
يختلف البازلت عن الصخور النارية المهلية الأخرى مثل الغرانيت والغابرو وغيرها من الصخور الباطنية بوصول المهل الحاوي على البازلت إلى سطح الأرض عن طريق الفتحات والفوهات البركانية والانفجارات وعن طريق تدفق الحمم من شقوق وصدوع في القشرة الأرضية فيتبرد بتماس مع الهواء. في حين يتبرد الغرانيت وأمثاله من الصخور المعروفة بـ: الصخور النارية الباطنية (البلوتونية)، بمعزل عن الهواء وفي أعماق الأرض. لذلك تختلف درجة التبلور، فتكون البلورات في الصخر الاندفاعي السطحي دقيقة وناعمة، وفي الصخر الناري الباطني خشنة وكبيرة. وكذلك تختلف أنواع مجموعة البازلت بحسب درجة حامضيتها التي تحددها نسبة السيليس في الصخر فتكون حامضية إذا ارتفعت نسبة السيليس وأساسية إذا تدنت هذه النسبة، فصخر الريوليت البركاني صخر اندفاعي حامضي إذ تصل نسبة سيليسه إلى 65% من تركيبه الكيمياوي. ومن أصناف الريوليت صخر السَّبَج (الأوبسيديان) وهو الزجاج البركاني الذي صنع منه إنسان العصور الحجرية أدواته وأسلحته. أما صخر التراخيت والأنديزيت فهما معتدلا الحموضة (نسبة السيليس 55-65%)، في حين يعد صخر البازلت النموذجي والدوليريت من الصخور الأساسية بنسبة سيليس تراوح بين 45- 55% ويشبه تركيب البازلت النموذجي تركيب صخر الفابرو الباطني (البلوتوني)، فهما صخران أساسيان. ويظهر الجدول 1 موقع البازلت وزمرته من مجموعة الصخور النارية الاندفاعية والباطنية.
وصخر البازلت غني بالشقوق والفواصل التي ترسم مضلعات سداسية وتكوّن أعمدة متعامدة مع محور تدفق الأغشية البازلتية تعرف باسم «الأرغن البازلتي».
وتنتمي إلى مجموعة البازلت الصخور الاندساسية الأفقية والراسية التي تتصلب بين الطبقات الصخرية القريبة جداً من سطح الأرض.
تظهر تضاريس الصخور البازلتية بأشكال متنوعة أبرزها القباب والمخاريط البركانية والتلال والأغشية (أو الصبات) والألسنة البازلتية والهضاب الواسعة، وهي تضاريس طارئة نشأت في الحقبين الثالث والرابع يعمل فيها الحت والتعرية. وتقدر مساحة البقاع المغطاة بالبازلت في العالم بنحو مليوني كم2، أوسعها في هضبة باتاغونية[ر] في أمريكة الجنوبية (750.000كم2) وهضبة الدكن في الهند (65.000كم2)، كما ينتشر في مساحات مختلفة من إثيوبية وبلاد الشام وغربي شبه الجزيرة العربية وسيبيرية وكامتشاتكا واليابان وجزر جنوب شرقي آسيا وبقاع متفرقة من الصين وغربي أمريكة الشمالية وأشرطة في جبال الأنديز وغيرها. كما يغطي البازلت مساحات مهمة من قيعان البحار والمحيطات. وتقدر أعداد المخاريط البركانية في العالم بعشرات الآلاف منها أكثر من 540 بركاناً ثائراً والبقية براكين خامدة يمكن أن تثور. وفي بلاد الشام أكثر من 500 بركان خامد أكثرها متناثر على هضاب وحرّات ديرة التلول وحوران والجولان وحرّاتها في سورية.
للبازلت استعمالات كثيرة أهمها استخدام صخره الصلب في البناء والعمارة وفي رصف الطرقات، إضافة إلى استعمالات أخرى حديثة لبعض أنواعه.
عادل عبد السلام
Basalt - Basalte
البازلت
البازلت Basalt صخر ناري طفحي، اسمه باللغة اليونانية مأخوذ من إقليم باسان Basan أو باشان في بلاد الشام (حوران والجولان اليوم) المكون من هضاب وجبال من البازلت. وهو صخر اندفاعي أسود اللون أو رمادي داكن أو أخضر داكن أو بني. ويتكون من الصخور النارية المصهورة الصاعدة من أعماق تراوح بين 10-100كم تحت سطح الأرض، على هيئة مُهْل (ماغما) Magma ذائب يتجمد على سطح الأرض بتبرده مكوناً لابات Lavas وأغشية من الحمم أو البراكين المخروطية. والبازلت اسم عام لمجموعة من صخر سماقي (بورفيري) Porphyric أو هو ذو نسيج دقيق الحبات. وهو صخر قاس مصمت متماسك في الغالب، أو مسامي غني بالتجاويف المتكونة من انطلاق الغازات منه.
تتكون الصخور المهلية البازلتية من مجموعة من العناصر والأكاسيد أهمها ثمانية أكاسيد هي:
أكسيد السيليسيوم SiO2، وأكسيد الألمنيوم Al2O3، وأكسيد الحديد الثلاثي Fe2O3 وأكسيد الحديد الثنائي FeO وأكسيد المغنزيوم MgO وأكسيد الكلسيوم CaO وأكسيد الصوديوم Na2O وأكسيد البوتاسيوم K2O إضافة إلى أكاسيد أخرى بنسب ضئيلة، ومن هذه الأكاسيد والتراكيب الكيمياوية المكونة للصخور فإن الأوغيت هو العنصر الأساسي في تكوين البازلت يليه في الأهمية البلاغيوكلاس والنيفيلين والأوليفين والبرونزيت والأورتوكلاس.
وعموماً يُفرّق بين نوعين رئيسين من صخور البازلت هما:
ـ البازلت الفلدسباتي، المركب من البلاغيوكلاس والأوليفين والأوغيت والماغنيتيت وله بنية سماقية.
ـ البازلت القلوي الذي يتصف باحتوائه على نسبة عالية من الصوديوم والبوتاسيوم، ومن أنواعه الواسعة الانتشار، التراخيت الدوليريتي الذي يصعب تفريقه عن البازلت الفلدسباتي إلا باحتوائه على الأورتوكلاس.
ومن صخور المجموعة البازلتية صخر الطفريت المكون من الأوغيت والبلاغيوكلاس والنيفيلين، فإن احتوى على الأوليفين فهو صخر البازلت النموذجي. وهناك ضروب أخرى من البازلت مثل: البازلت النيفيليني، والبازلت اللويزيتي، والبازلت الميليليتي وكذلك الأناميزيت والأنكاراميت والدوليريت الحبابي النسيج. ويعرف البازلت المسامي الغني بالبثور والتجاويف بـ«الخُفّان»، فإن امتلأت مساماته ببعض المعادن مثل الكالسيت أو الكلوريت أو الكوارتز عُرف بالبازلت اللوزي (أو المطعَّم) Amygdale .
يختلف البازلت عن الصخور النارية المهلية الأخرى مثل الغرانيت والغابرو وغيرها من الصخور الباطنية بوصول المهل الحاوي على البازلت إلى سطح الأرض عن طريق الفتحات والفوهات البركانية والانفجارات وعن طريق تدفق الحمم من شقوق وصدوع في القشرة الأرضية فيتبرد بتماس مع الهواء. في حين يتبرد الغرانيت وأمثاله من الصخور المعروفة بـ: الصخور النارية الباطنية (البلوتونية)، بمعزل عن الهواء وفي أعماق الأرض. لذلك تختلف درجة التبلور، فتكون البلورات في الصخر الاندفاعي السطحي دقيقة وناعمة، وفي الصخر الناري الباطني خشنة وكبيرة. وكذلك تختلف أنواع مجموعة البازلت بحسب درجة حامضيتها التي تحددها نسبة السيليس في الصخر فتكون حامضية إذا ارتفعت نسبة السيليس وأساسية إذا تدنت هذه النسبة، فصخر الريوليت البركاني صخر اندفاعي حامضي إذ تصل نسبة سيليسه إلى 65% من تركيبه الكيمياوي. ومن أصناف الريوليت صخر السَّبَج (الأوبسيديان) وهو الزجاج البركاني الذي صنع منه إنسان العصور الحجرية أدواته وأسلحته. أما صخر التراخيت والأنديزيت فهما معتدلا الحموضة (نسبة السيليس 55-65%)، في حين يعد صخر البازلت النموذجي والدوليريت من الصخور الأساسية بنسبة سيليس تراوح بين 45- 55% ويشبه تركيب البازلت النموذجي تركيب صخر الفابرو الباطني (البلوتوني)، فهما صخران أساسيان. ويظهر الجدول 1 موقع البازلت وزمرته من مجموعة الصخور النارية الاندفاعية والباطنية.
|
||||||||||||||||||||||||
الجدول (1) تصنيف الصخور النارية |
وتنتمي إلى مجموعة البازلت الصخور الاندساسية الأفقية والراسية التي تتصلب بين الطبقات الصخرية القريبة جداً من سطح الأرض.
تظهر تضاريس الصخور البازلتية بأشكال متنوعة أبرزها القباب والمخاريط البركانية والتلال والأغشية (أو الصبات) والألسنة البازلتية والهضاب الواسعة، وهي تضاريس طارئة نشأت في الحقبين الثالث والرابع يعمل فيها الحت والتعرية. وتقدر مساحة البقاع المغطاة بالبازلت في العالم بنحو مليوني كم2، أوسعها في هضبة باتاغونية[ر] في أمريكة الجنوبية (750.000كم2) وهضبة الدكن في الهند (65.000كم2)، كما ينتشر في مساحات مختلفة من إثيوبية وبلاد الشام وغربي شبه الجزيرة العربية وسيبيرية وكامتشاتكا واليابان وجزر جنوب شرقي آسيا وبقاع متفرقة من الصين وغربي أمريكة الشمالية وأشرطة في جبال الأنديز وغيرها. كما يغطي البازلت مساحات مهمة من قيعان البحار والمحيطات. وتقدر أعداد المخاريط البركانية في العالم بعشرات الآلاف منها أكثر من 540 بركاناً ثائراً والبقية براكين خامدة يمكن أن تثور. وفي بلاد الشام أكثر من 500 بركان خامد أكثرها متناثر على هضاب وحرّات ديرة التلول وحوران والجولان وحرّاتها في سورية.
للبازلت استعمالات كثيرة أهمها استخدام صخره الصلب في البناء والعمارة وفي رصف الطرقات، إضافة إلى استعمالات أخرى حديثة لبعض أنواعه.
عادل عبد السلام