مسحة الحلق هو فحص للكشف عن الجراثيم أو الفطريّات التي تسبّب العدوى، الملوّث الرئيس الذي يبحثون عنه في فحص مسحة الحلق هو بكتيريا العقديّات من عائلة أ (Group A Streptococcus)، وتكون موجودة في قسم صغير من الأشخاص بشكل لا يسبّب نشوء مرض، ولكن تعد أحد العوامل الأكثر شيوعًا لالتهاب الحلق وعدوى الجلد.
هذه الجرثومة أيضًا من ضمن الجراثيم القادرة على التحوّل لجرثومة مفترسة بسبب قدرتها على التسبب بالتهاب شديد يرافقه نخر (Necrosis) في الأنسجة الرخوة، ولكن نادرًا ما تحدث هذه الحالة.
كما أنها معروفة بقدرتها على التسبب بحدوث مضاعفات متأخّرة بما في ذلك الحمّى الروماتويديّة (Rheumatic Fever) التي تتمثل بإلحاق الضرر بصمّامات القلب إضافة إلى أعراض أخرى ومرض كلوي (Poststreptococcal glumerulonephritis).
هذه المضاعفات لا تنجم بشكل مباشر عن العقديّات وإنّما عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم كرد فعل على نشاط العقديّات ضدّ مركّبات الجسم، أحيانًا يستعمل فحص مسحة الحلق لفحص نموّ الفطريّات، الفطريّات الأكثر انتشارًا هي المبيّضة البيضاء (Candida albicans).
متى يجب إجراء الفحص؟
الأسباب التي تستدعي اجراء الفحص هي الآتي:
- شك الطبيب المعالج باحتمال التهاب الحنجرة على خلفيّة العقديّات أو غيرها، ويود معرفة ما إذا كان بإمكانه مباشرة العلاج بالمضادّات الحيويّة.
- المساعدة في تشخيص الحمّى الرومتويديّة ومضاعفات أخرى تسبّبها العقديّات من مجموعة أ.
- يود الطبيب معرفة ما إذا كان المريض حاملًا للجرثومة وقد ينقلها لأشخاص آخرين.
- في الحالات التي يشكّ فيها الطبيب بإصابة المريض بعدوى جرثومية أو فطرية أخرى في الحنجرة.
ما من خطورة في فحص زرع للحلق.
طريقة أجراء الفحص
الاستعداد للفحص
يجب إعلام الطبيب في حال تناولت مضادّات حيويّة مؤخّرًا، بحيث أن هذا الأمر قد يؤثّر على نتائج الفحص، كما يجب الامتناع عن غسل الفم بالمستحضرات المضادة للجراثيم أو غيرها قبل فحص مزرعة الحلق.
أثناء الفحص
يطلب منك شخص من الطاقم الطبّي فتح فمك وإخراج لسانك والنّظر إلى أعلى، قد يستعمل عصًا خشبيّة لإنزال اللسان ولإتاحة المجال لبلوغ البلعوم الخلفي بمساعدة ماسحة (Swab) معقّمة، يقوم بملامسة البلعوم الخلفي في عدّة أماكن بما في ذلك اللوزتين، بعد ذلك يقوم بإدخال الماسحة بحذر للأنبوب ويتم إرساله للمختبر.
بعد الفحص
يتم إرسال الماسحة للمختبر، حيث يتم وضعها داخل مستنبت بشروط خاصّة لتحفيز نموّ الجراثيم والفطريّات.
زمن تلقّي النتائج يتغيّر بين المختبرات المختلفة، كما أن الزمن الذي يستغرق لصدور النتائج يتعلق بمسبب العدوى إن كانت العدوى جرثومية، يستغرق نمو الجرثومة حتى 3 أيام، بينما إذا كان المريض مصابًا بعدوى الفطريات فإن نموها يستغرق حتى مدة أسبوع.
تحليل النتائج
تشتمل النتائج المحتملة لهذا الفحص على الآتي:
- لا يوجد نمو ولا يمكن رؤية مستعمرات بكتيريّة
وهذا يعني أن المريض لا يحمل جرثومة العقديّات من نوع أ في الحنجرة، وإذا كان يعاني من التهاب الحلق فإنّ مسبّب الالتهاب ليس هذه الجرثومة، وإنّما من المرجح أن يكون فيروسًا.
هذه الحالة لا تستوجب العلاج بالمضادّات الحيويّة، غالبًا وفي حال المباشرة بتناول المضادّات الحيويّة تجب استشارة الطبيب فيما يتعلّق بإمكانيّة التوقف عن تناولها، مع العلم بأنه من الممكن أن تكون المضادّات الحيويّة قد وصفت لسبب آخر.
إذا كان فحص مسحة الحلق قد أُخذ بهدف فحص تشخيص الحمّى الرومتويديّة فإنّ احتمال التشخيص ينخفض قليلًا ولكنّه لا ينفي وجودها، لذا يجب استشارة الطبيب فيما يتعلّق بالمعنى.
- نموّ مختلط
يظهر نموّ الجراثيم الموجودة بشكل طبيعي في الفم معنى ذلك كما في النقطة الأوّلى.
- نموّ العقديّات
نموّ العقديّات من نوع أ (A Strep Group) أو نمو العقديّات من نوع بيتا (Beta - Hemolytic Streptococcus)، في حال نمو العقديات في هذا الفحص وكان المريض يشعر بنوع من التحسن فهذا يعني أنه حامل للعقدية ولا تظهر عليه أعراض الإصابة بها، أما في حال وجود نمو وظهور أعراض التهاب الحلق فهذا الفحص يؤكد أن التهاب الحلق الذي يعاني منه المريض سببه البكتيريا العقدية من النوع أ.
بما أنّ هذا الوضع يستوجب العلاج بالمضادّات الحيويّة يقوم الطبيب المعالج بوصف المضادّات المناسبة للمريض ووفقًا لحساسيّة البكتيريا، في حال تمّ إجراء الفحص لبحث إمكانيّة التشخيص بالحمّى الرومتويديّة فهي تساهم في تأكيد التشخيص، ولكن هناك حاجة لمعايير إضافيّة للتأكيد على التشخيص، لذلك يجب استشارة الطبيب المعالج.
- نموّ المبيّضة (Candida)
هذا يعني أن الفطريّات التي تدعى المبيّضة هي السبب في آلام الحنجرة أو السبب في وجود سطح أبيض على اللسان، تجب استشارة الطبيب المعالج الذي من الممكن أن يصف دواء مضاد للفطريّات.
- نموّ جراثيم أخرى
جراثيم كثيرة أخرى يمكن أن تنمو في فحص مسحة الحلق، جزء منها يتطلّب العلاج بالمضادّات الحيويّة وجزء آخر لا يتطلّب ذلك، بحيث أنّه يتم تقرير الحاجة للعلاج بناءً على الأعراض والأمراض الأخرى التي يعاني منها المريض والسنّ ونوع الجرثومة، لا يمكن تحديد قوانين تنطبق على الجميع، لذا تجب استشارة الطبيب المعالج فيما يتعلّق بمدلولات نتائج الفحص.