يُعد مرض فيروس إيبولا من الأمراض الخطيرة والمميتة في كثير من الأحيان بسبب الحمى والنزيف داخل وخارج الجسم، حيث أنه عندما ينتشر في الجسم فإنه يضر الجهاز المناعي والأعضاء، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات خلايا تخثر الدم مسببًا نزيف لا يمكن السيطرة عليه.
بدأ مرض إيبولا في التفشي في غرب إفريقيا في مارس 2014 ويعد أكبر وباء فيروسي نزفي في التاريخ، حيث أنه يصيب البشر وبعض أنواع الحيوانات، مثل: القرود، والشمبانزي، والغوريلا، ومات ما يقارب 40% من الأشخاص الذين أصيبوا به.
تابع معنا لنقدم لك المزيد من التفاصيل حول هذا المرض، فيما يأتي:
أعراض مرض فيروس الإيبولا
غالبًا ما تتراوح الفترة بين التعرض للمرض ووقت ظهور الأعراض أي فترة حضانة المرض ما بين 2 - 21 يومًا، وفي المتوسط تظهر الأعراض خلال 8 - 10 أيام.
1. الأعراض المبكرة لمرض فيروس إيبولا
ومن أبرز الأعراض المبكرة المرافقة لمرض فيروس إيبولا:
- الحمى، أي ارتفاع الحرارة إلى أكثر من 38.6 درجة مئوية.
- القشعريرة.
- صداع حاد.
- التهاب الحلق.
- ألم في العضلات.
- آلام المفاصل.
- الضعف.
- التعب.
- الطفح الجلدي.
- آلام في البطن أو المعدة.
- فقدان الشهية.
- الإسهال.
- القيء.
بينما تشمل الأعراض المتأخرة ما يأتي:
- نزيف من الفم.
- نزيف في المستقيم.
- نزيف من العين والأذنين والأنف.
- فشل الأجهزة الحيوية.
ويجدر التنويه أن الشخص الذي لا تظهر عليه أي أعراض بعد 21 يومًا من الإصابة، في الغالب لن يصاب بالمرض.
أسباب وعوامل خطر مرض فيروس الإيبولا
غالبًا لا ينتشر مرض فيروس الإيبولا بسهولة مثل الأمراض الأخرى، حيث أنه لا يستطيع الشخص المصاب بالإيبولا أن ينشر المرض حتى تظهر الأعراض.
لكن يمكن أن ينتقل المرض بين البشر من خلال الطرق الآتية:
1. سوائل الجسم المصابة
بما في ذلك:
- البول.
- البراز.
- العرق.
- اللعاب.
- القيء.
- الدموع.
- حليب الثدي، وقد يبقى الفيروس في حليب الثدي لمدة أسبوعين، لذلك يجب على النساء المصابات بالمرض تجنب الإرضاع خلال تلك الفترة.
- السائل المنوي، وقد يحمل الرجال فيروس إيبولا في الحيوانات المنوية لديهم لمدة تتراوح ما بين 3 - 9 أشهر.
لذلك يجب على الرجال المصابين بمرض فيروس إيبولا الامتناع عن ممارسة الجنس أو استخدام واقي ذكري لمدة 12 شهرًا حتى يتم التأكد من أن السائل المنوي لا يحتوي على المرض، ولتجنب نقله إلى الآخرين.
2. الشقوق الجلدية
كما أنه يمكن للفيروس الدخول من خلال الشقوق التي في الجلد أو من خلال الأغشية المخاطية، مثل: الأنف، والفم، والعين.
3. الأسطح الملامسة لسوائل الجسم
يمكن أن ينتشر مرض الإيبولا من خلال ملامسة الأسطح أو المواد التي لامست سوائل الجسم من شخص مصاب بالمرض، ومن أبرز هذه الأشياء:
- أغطية الفراش.
- الملابس.
- الضمادات.
- الإبر والحقن.
- المعدات الطبية.
في إفريقيا من الممكن أن ينتشر مرض فيروس الإيبولا من خلال التعامل مع الحيوانات البرية المصابة بالمرض، أو ملامسة دماء أو سوائل جسم الحيوانات المصابة.
ويجدر التنويه أنه في الغالب لا ينتشر مرض فيروس إيبولا من خلال: الماء، أو الهواء، أو الطعام، أو الحشرات، مثل: البعوض.
مضاعفات مرض فيروس الإيبولا
من أبرز المضاعفات التي قد تحدث على المدى الطويل عند الإصابة بمرض فيروس الإيبولا هي: حدوث مشكلات في المفاصل والرؤية.
تشخيص مرض فيروس الإيبولا
يصعب أحيانًا معرفة ما إذا كان الشخص مصاب بفيروس الإيبولا أم لا، لكن قد يقوم الطبيب ببعض الفحوصات لاستبعاد الأمراض الأخرى، مثل: الكوليرا، أو الملاريا.
كما يمكن إجراء الفحوصات الآتية لتشخيص فيروس الإيبولا، والتي تشمل الآتي:
- فحوصات الدم والأنسجة: للكشف عن مرض فيروس الإيبولا.
- تفاعل البلمرة المتسلسل (Polymerase chain reaction-PCR): للكشف عن وجود عدد قليل من جزيئات الفيروس في كميات صغيرة من الدم، حيث أنه عند وجوده بأعداد كبيرة في دم المريض لن يكون هذا الفحص فعال.
- مقايسة التمييز المناعي المرتبط بالإنزيم (Antibody capture enzyme linked immunosorbent assay-ELISA): وهي تقنية مخبرية تستخدم لقياس تركيز أجسام مضادة أو مستضدات.
- طرق تشخيص أخرى، إليك طرق التشخيص الإضافية:
- اختبار الكشف عن التقاط المستضد (Antigen capture detection tests).
- اختبار تحييد المصل (Serum neutralization test).
- الفحص بالمجهر الإلكتروني.
- عزل الفيروس من خلال الزراعة الخلوية.
إلى الآن لا يوجد علاج معروف لفيروس إيبولا، لكن تم استخدام بعض العلاجات التجريبية ولم يتم اختبار أيًا منها بشكل كامل لمعرفة ما إذا كانت جيدة وآمنة أم لا، وتمت الموافقة في 2020 من قبل إدارة الغذاء والدواء على استخدام دواء يحتوي على ثلاثة أجسام مضادة وحيدة النسيلة، وهي: أتولتيفيماب (Atoltivimab)، ومافتيماب (Maftivimab)، وأوديسيفيماب - إبيغان (Odesivimab-ebgn).
وبشكل عام يجب أن يعالج المريض المصاب بفيروس إيبولا في المستشفى للحصول على بعض الرعاية الطبية، والتي تشمل الآتي:
- السوائل التي تعطى عن طريق الوريد.
- الأكسجين.
- التحكم في ضغط الدم.
- علاج أي التهاب أخرى قد يعاني منها المريض.
- نقل الدم.
ويعتمد استجابة المريض للعلاج على كيفية استجابة الجهاز المناعي للفيروس، كما أن الأشخاص الذين ينجون من مرض إيبولا لديهم حصانة من المرض لمدة 10 سنوات أو أكثر.
الوقاية من مرض فيروس الإيبولا
من أبرز طرق الوقاية من مرض فيروس الإيبولا ما يأتي:
1. طرق الوقاية العامة
في ما يأتي توضيح لطرق الوقاية من مرض فيروس الإيبولا:
- يتوفر لقاح للوقاية من مرض فيروس إيبولا، لذلك ينصح بأخذه خاصة للأشخاص الذين يعيشون أو يسافرون إلى البلدان الأكثر عرضة للخطر.
- ينصح بغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، واستخدام معقمات اليدين التي تحتوي على الكحول.
- تجنب ملامسة الدم وسوائل الجسم لأي شخص، وتجنب استخدام الملابس، والفراش، والإبر، والمعدات الطبية التي قد تكون عرضة للإصابة بالمرض من خلالها.
- تجنب الاتصال بالأشخاص الذين تظهر عليهم بعض الأعراض، مثل: الحمى، أو القيء.
- يفضل الابتعاد عن طقوس الجنازة أو مراسم الدفن للأشخاص الذين ماتوا بسبب مرض فيروس إيبولا.
- ينصح بتجنب ملامسة دم، أو لحوم، أو سوائل جسم الحيوانات والخفافيش.
- يفضل عدم الذهاب إلى المستشفيات في غرب إفريقيا التي يتم فيها علاج مرضى فيروس إيبولا.
- ينصح بمراقبة الصحة العامة بعد العودة من السفر لمدة 21 يومًا، والقيام باستشارة الطبيب في حال ظهرت أعراض المرض للحصول على التشخيص المناسب.
أما بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين قد يتعرضون لأشخاص يعانون من فيروس إيبولا فيجب اتباع الخطوات التالية:
- ارتداء معدات الوقاية الشخصية بما في ذلك الملابس الواقية، والقفازات، والنظارات الواقية لحماية العين.
- الحرص على إجراء التعقيمات المناسبة لمكافحة العدوى.
- عزل مرضى فيروس إيبولا عن المرضى الآخرين.
- الابتعاد عن الاتصال المباشر بالأشخاص الذين ماتوا بسبب فيروس إيبولا.
- الإبلاغ الفوري في حال حدوث أي اتصال مباشر مع دم أو سوائل الجسم للشخص المصاب بمرض فيروس إيبولا.