باجي (سليمان خلف)
Al-Bajji (Sulaiman ibn Khalaf-) - Al-Bajji (Sulayman ibn Khalaf-)
الباجّي (سليمان بن خلف ـ)
(406 ـ 474هـ/1015 ـ 1081م)
أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجّي التُّجِيْبي، المالكي، الأندلسي، أحد الأئمة الكبار في الفقه، والتفسير، والحديث، والأصول، وعلم الكلام، وله شعر فصيح جيد.
أصل أهله من بَطَلْيُوس في الأندلس، وتعرف اليوم باسم بداخوز Badajoz على بضعة أميال من حدود البرتغال. وقد انتقل جده منها إلى باجة Beja أقدم مدن الأندلس، وبها ولد سليمان، وإليها نُسب.
بدأ الباجي حياته أديباً شاعراً متكسباً بشعره. ثم اتجه إلى طلب العلم، فأخذه عن كبار علماء الأندلس، مثل أبي محمد مكّي بن حمُّوش، ويونس بن مغيث، ومكّي بن أبي طالب، وغيرهم.
وفي سنة 426هـ رحل إلى المشرق، فأقام ثلاث سنين في مكة المكرمة ملازماً الحافظ أبا ذرّ الهَرَوي، وأخذ عنه الحديث. وكان من شيوخه فيها ابن سَحْنَوْيه، وابن مُحْرِز، والمُطَّوِّعي. واتجه بعدها إلى بغداد، ومكث فيها ثلاثة أعوام، يدرس على علمائها أمثال القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، رئيس الشافعية، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، الشافعي، الأصولي. والقاضي أبي عبد الله الحسن بن علي الصَّيْمَري إمام الحنفية، والقاضي الإمام محمد بن علي الدامغاني الحنفي. وقد تلقى عن هؤلاء الفقه، والأصول، وتلقى الحديث عن عدد من الحُفَّاظ. وقصد الموصل، فأقام بها سنة، قرأ فيها الفقه، والعلوم العقلية، وعلم الكلام على القاضي أبي جعفر السِّمْناني، إمام الأشعرية. ثم توجّه إلى دمشق، ودرس على علمائها. وتلقى في مصر العلم على أبي محمد بن الوليد، وغيره.
عاد الباجي إلى الأندلس بعد هذه الرحلة التي استغرقت ثلاثة عشر عاماً بزادٍ علمي غزير، جعله مقصد العلماء من كل مكان. وكان من طلاّبه: ابنه أبو القاسم، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو علي بن سُكَّرَة الصدفي، والحسين بن محمد الجَيّاني، وأحمد بن محمد المعافري، وأبو علي بن سهل السبتي، وكلهم من أجِلاّء أهل العلم في الفقه، والحديث، والتفسير، والأصول.
كان الباجي جليل القدر، مهيباً في سمته وفي مجلسه. ولي القضاء. وكان عظيم الجاه عند الأمراء، ورسولاً فيما بينهم، يحضُّهم على نصرة الإسلام. والوحدة مع ملوك المغرب المرابطين للحفاظ على دولة الإسلام. وكان يقبل جوائزهم وغدا بسببها ذا مال وفر، وهو ما أخذه عليه العلماء.
وكانت للباجي مجالس كثيرة، ومناظرات مشهورة مع الفقيه ابن حزم الظاهري. ومع أن ابن حزم لقي بسبب ذلك الأذى الشديد من الأمراء، والعلماء، والعامة، حتى أحرقوا كتبه، فإنه كان مُعظِّماً للباجي، ومنصفاً له، ويرى أنه في الطبقة الأولى من علماء المالكية.
وكان الباجي يقول: إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد عرف الكتابة، ويستدل على ذلك بما جرى عند توقيع وثيقة صلح الحُدَيْبِيَة. وقد أنكر عليه ذلك الفقيه الزاهد أبو بكر الصائغ، وعدد كبير من العلماء. فما كان من الباجي إلا أن كتب رسالة، وجدت قبولاً من طائفة من علماء الأندلس، وصقلية، وإفريقية، وكان على رأس هؤلاء شيخه أبو ذرّ الهَرَوي، والحافظ أبو الفتح النيسابوري.
ترك الباجي ثلاثين كتاباً في الفقه، والتفسير، والحديث، والأصول. من أبرزها: «السراج في علم الحجاج» و«إحكام الفصول في أحكام الأصول»، و«الاستيفاء» وهو شرح لكتاب الموطأ. وهو كتاب كبير جامع بلغ فيه الغاية، و«المنتقى» في سبعة مجلدات. اختصر فيه الاستيفاء. وهو أحسن كتاب في مذهب مالك، و«الإيماء في الفقه» وهو اختصار للمنتقى. ويقع في خمسة مجلدات. و«المعاني في شرح الموطأ» وهو عشرون مجلداً، ولا نظير له، و«تفسير القرآن»، و«المقتبس في علم مالك بن أنس»، و«مسائل الخلاف»، و«الحدود في الأصول»،و«فِرَق الفقهاء».
توفي الباجي في مدينة المَرِّيَّة حين جاءها سفيراً لأحد أمراء الأندلس.
سعدي أبو جيب
Al-Bajji (Sulaiman ibn Khalaf-) - Al-Bajji (Sulayman ibn Khalaf-)
الباجّي (سليمان بن خلف ـ)
(406 ـ 474هـ/1015 ـ 1081م)
أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجّي التُّجِيْبي، المالكي، الأندلسي، أحد الأئمة الكبار في الفقه، والتفسير، والحديث، والأصول، وعلم الكلام، وله شعر فصيح جيد.
أصل أهله من بَطَلْيُوس في الأندلس، وتعرف اليوم باسم بداخوز Badajoz على بضعة أميال من حدود البرتغال. وقد انتقل جده منها إلى باجة Beja أقدم مدن الأندلس، وبها ولد سليمان، وإليها نُسب.
بدأ الباجي حياته أديباً شاعراً متكسباً بشعره. ثم اتجه إلى طلب العلم، فأخذه عن كبار علماء الأندلس، مثل أبي محمد مكّي بن حمُّوش، ويونس بن مغيث، ومكّي بن أبي طالب، وغيرهم.
وفي سنة 426هـ رحل إلى المشرق، فأقام ثلاث سنين في مكة المكرمة ملازماً الحافظ أبا ذرّ الهَرَوي، وأخذ عنه الحديث. وكان من شيوخه فيها ابن سَحْنَوْيه، وابن مُحْرِز، والمُطَّوِّعي. واتجه بعدها إلى بغداد، ومكث فيها ثلاثة أعوام، يدرس على علمائها أمثال القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، رئيس الشافعية، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، الشافعي، الأصولي. والقاضي أبي عبد الله الحسن بن علي الصَّيْمَري إمام الحنفية، والقاضي الإمام محمد بن علي الدامغاني الحنفي. وقد تلقى عن هؤلاء الفقه، والأصول، وتلقى الحديث عن عدد من الحُفَّاظ. وقصد الموصل، فأقام بها سنة، قرأ فيها الفقه، والعلوم العقلية، وعلم الكلام على القاضي أبي جعفر السِّمْناني، إمام الأشعرية. ثم توجّه إلى دمشق، ودرس على علمائها. وتلقى في مصر العلم على أبي محمد بن الوليد، وغيره.
عاد الباجي إلى الأندلس بعد هذه الرحلة التي استغرقت ثلاثة عشر عاماً بزادٍ علمي غزير، جعله مقصد العلماء من كل مكان. وكان من طلاّبه: ابنه أبو القاسم، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو علي بن سُكَّرَة الصدفي، والحسين بن محمد الجَيّاني، وأحمد بن محمد المعافري، وأبو علي بن سهل السبتي، وكلهم من أجِلاّء أهل العلم في الفقه، والحديث، والتفسير، والأصول.
كان الباجي جليل القدر، مهيباً في سمته وفي مجلسه. ولي القضاء. وكان عظيم الجاه عند الأمراء، ورسولاً فيما بينهم، يحضُّهم على نصرة الإسلام. والوحدة مع ملوك المغرب المرابطين للحفاظ على دولة الإسلام. وكان يقبل جوائزهم وغدا بسببها ذا مال وفر، وهو ما أخذه عليه العلماء.
وكانت للباجي مجالس كثيرة، ومناظرات مشهورة مع الفقيه ابن حزم الظاهري. ومع أن ابن حزم لقي بسبب ذلك الأذى الشديد من الأمراء، والعلماء، والعامة، حتى أحرقوا كتبه، فإنه كان مُعظِّماً للباجي، ومنصفاً له، ويرى أنه في الطبقة الأولى من علماء المالكية.
وكان الباجي يقول: إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد عرف الكتابة، ويستدل على ذلك بما جرى عند توقيع وثيقة صلح الحُدَيْبِيَة. وقد أنكر عليه ذلك الفقيه الزاهد أبو بكر الصائغ، وعدد كبير من العلماء. فما كان من الباجي إلا أن كتب رسالة، وجدت قبولاً من طائفة من علماء الأندلس، وصقلية، وإفريقية، وكان على رأس هؤلاء شيخه أبو ذرّ الهَرَوي، والحافظ أبو الفتح النيسابوري.
ترك الباجي ثلاثين كتاباً في الفقه، والتفسير، والحديث، والأصول. من أبرزها: «السراج في علم الحجاج» و«إحكام الفصول في أحكام الأصول»، و«الاستيفاء» وهو شرح لكتاب الموطأ. وهو كتاب كبير جامع بلغ فيه الغاية، و«المنتقى» في سبعة مجلدات. اختصر فيه الاستيفاء. وهو أحسن كتاب في مذهب مالك، و«الإيماء في الفقه» وهو اختصار للمنتقى. ويقع في خمسة مجلدات. و«المعاني في شرح الموطأ» وهو عشرون مجلداً، ولا نظير له، و«تفسير القرآن»، و«المقتبس في علم مالك بن أنس»، و«مسائل الخلاف»، و«الحدود في الأصول»،و«فِرَق الفقهاء».
توفي الباجي في مدينة المَرِّيَّة حين جاءها سفيراً لأحد أمراء الأندلس.
سعدي أبو جيب