ما هي البارجة battleship.وج.بوارج.أطلقه العرب على السفينة الكبيرة التي تتخذ للقتال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هي البارجة battleship.وج.بوارج.أطلقه العرب على السفينة الكبيرة التي تتخذ للقتال

    بارجه

    Battleship - Cuirassé

    البارجة

    البارجة battleship اسم أطلقه العرب قديماً على السفينة الكبيرة التي تتخذ للقتال، وجمعها بوارج. ويطلق اسم البارجة اليوم على نوع رئيس من صنف سفن السطح الحربية، وهي أضخمها بعد حاملة الطائرات وأفضلها تسليحاً وتدريعاً.
    لا توجد البوارج إلا في الأساطيل البحرية لتكلفتها عند البناء وفي أثناء الخدمة، ويطلق عليها أيضاً «سفينة قتال» battelship و«سفينة خطية» ship on line و«الدارعة» cuirassé كما يسميها الفرنسيون لقوة تدريعها وثخانته.
    والواقع أن الدارعة ليست سوى مرحلة وسط بين سفن القتال الشراعية الضخمة المعروفة باسم «الغليون» galleon التي سادت البحار في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، والبوارج الحديثة. وكانت «الغليون» سفينة قتال شراعية كبيرة بثلاثة صوار أو أربعة، ومسلحة بصفين من المدافع في طابقين من كل جانب.
    ويعد العقد السادس من القرن التاسع عشر مرحلة جديدة تمخضت عن بناء أول دارعة في العالم في دور الصناعة الفرنسية، وأنزلت إلى البحر عام 1860. ومنذ ذلك الحين أخذت الدول العظمى تتنافس في تطوير سفنها الحربية وفق هذا المنهج وتزيد في ثخانة الدروع ومتانتها وتقسيماتها الداخلية، وفي عيارات المدافع وأوزان قذائفها في سباق محموم بين الدرع والمدفع استمر حتى الحرب العالمية الثانية، وترقت الصناعة البحرية بفضل ذلك إلى علم كامل تمخض عن ظهور البوارج التي احتلت المكانة الرئيسة بين سفن الأساطيل الحربية قرناً كاملاً.
    خُصصت البوارج لتدمير سفن العدو من جميع الفئات والأنواع، ولقصف الأهداف الساحلية والقواعد الحربية المعادية، وتوفير الدعم المدفعي لعمليات الإنزال البحري، إضافةً إلى مرافقة أساطيل حاملات الطائرات وحمايتها.
    وكانت البوارج في البدء تحمل 6- 10 مدافع كبيرة العيار (305-381مم) في برجين أو ثلاثة أبراج على السطوح العليا للسفينة، وعلى جانبي البارجة بريجات جيدة التصفيح تحمي مدافع صغيرة العيار وأسلحة رشاشة وقواذف قنابل أعماق للدفاع القريب. ومع ازدياد خطر الطيران وفاعلية الغواصات ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية اتجه الميل إلى تقوية سطوح البوارج وجوانبها، وكذلك حماية الأجزاء الحيوية منها تحت الماء بحزام مدرع على بضعة أمتار من الهيكل خوف المتفجرات الغاطسة (ألغام وطوربيدات).
    وكان طاقم البارجة منها يتألف من 2000-6000 رجل، ومتوسط سرعتها في أثناء الإبحار 28-34 عقدة، ومدى عملها نحو 12000 ميل بحري (22000كم) وتحمل 8-12 مدفعاً رئيساً من عيار 305- 405مم في أبراج ثابتة أو دوارة في مستويين أو ثلاثة مستويات فوق السطوح العليا. وفي كل برج منها 2- 4 مدافع يمكن خفضها أو رفعها أثناء الإبحار أو إخفاؤها داخل بدن السفينة، إضافةً إلى عدد كبير من المدافع الصغيرة العيار (45-105مم) السريعة الرمي في بريجات صغيرة (نحو40-60 مدفعاً) للدفاع القريب والمضاد للطائرات.
    تعد معركة جوتلند (31 أيار 1916) Jutland في بحر الشمال بالقرب من سواحل الدانمرك أكبر مجابهة بحرية جرت في الحرب العالمية الأولى بين الأسطولين البريطاني والألماني وبرهنت فيها البوارج الألمانية على تفوقها في التسليح والتدريع.
    بيد أن ما قامت به البوارج أثناء تلك الحرب كان ثانوياً بالموازنة بينها وبين حاملات الطائرات والطرادات والغواصات، ومع ذلك فقد حازت بعض البوارج شهرة واسعة، وكادت البارجة الألمانية «بسمارك» تذهب بسمعة بريطانية البحرية حين أغرقت بصلية واحدة من مدافعها الطراد البريطاني الشهير «هود» في معركة بحر الشمال (24 أيار 1941)، واضطر ونستون تشرشل آنئذ إلى تجنيد كل القوى البحرية والجوية التي تملكها بريطانية في بحر الشمال لملاحقة البارجة «بسمارك» وإغراقها بأي ثمن، وقد تم له ذلك يوم 27 أيار 1941.
    أحدثت الثورة العلمية ـ التقنية التي شهدها العالم في الحرب العالمية الثانية وبعدها تحولاً جذرياً في تسليح القوات البرية والبحرية والجوية، فاحتل الطيران البعيد المدى والصواريخ العابرة للقارات والقذائف الصاروخية الموجهة المكانة الأولى بين معدات التسليح، وحافظت حاملات الطائرات والغواصات المسلحة بصواريخ على موقعها وظهرت أنواع جديدة من سفن السطح الخفيفة والسريعة مع قوة التسليح. في حين فقدت البوارج وسفن المدفعية الأخرى مكانتها فأخذت تختفي من أكثر أساطيل العالم وتوقفت دور الصناعة عن بناء أي بارجة ، وقامت أكثر الدول بتفكيك بوارجها، أو وضعها في الاحتياط أو تحويلها إلى متاحف أو سفن تدريب.
    وأما أكثر البوارج الموجودة في الخدمة اليوم شهرة فهي البارجة «نيوجرسي» الأمريكية، دخلت الخدمة في بحرية الولايات المتحدة سنة 1943، وكلفت قصف سواحل فيتنام عام 1968 بعد أن عدلت مواصفاتها، وقلص تسليحها الذي اقتصر على المدافع الكبيرة العيار (9 مدافع 408مم في ثلاثة أبراج)، وأضيفت إليها بعض التجهيزات الإلكترونية ومهبط لحوامة في السطح الخلفي، كذلك أعيدت هذه البارجة إلى الخدمة عام 1982 بعد أن أخضعت لبرنامج تحديث شامل زوّدها بقذائف صاروخية موجّهة عابرة للقارات وأجهزة توجيه وقيادة جديدة، وشاركت بمهمة قتالية لمساندة القوات الأمريكية التي أنزلت في بيروت في ذلك العام (1982).

    محمد وليد الجلاد

يعمل...
X