باليار
Balearic Islands - Baléares
الباليار
جزر الباليار Baleares أرخبيل في القسم الغربي من البحر المتوسط يضم خمس عشرة جزيرة في مقابل خليج بلنسية الإسباني، وتؤلف هذه الجزر المقاطعة الثامنة والأربعين في إسبانية[ر]. وتسميها المصادر الأندلسية «الجزائر الشرقية». وهذه الجزر هي بقايا قارة تيرانية القديمة التي غُمرت في بداية الحقب الجيولوجي الرابع. وتعدّ امتداداً لجبال باطقة Baetica الواقعة في جنوبي إسبانية باتجاه الشرق. ولها الخصائص التي تتصف بها جزر البحر المتوسط الأخرى من حيث غياب التجمعات السكانية الساحلية نتيجة الخطر الخارجي في الماضي.
ويراوح بعد جزر الباليار عن البر الإسباني ما بين 90 و200كم. وأقربها منه جزيرة يابسة Ibbiza تليها جزيرة ميورقة Mallorca أكبر هذه الجزر ثم جزيرة منورقة Menorca في أقصى الشمال الشرقي. وهناك بعض الجزر الصغيرة الأخرى، أهمها جزيرة فورمنيتر الواقعة إلى جنوب جزيرة يابسة. وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الجزر 5014كم2.
وتسود الطبيعة التلية هذه الجزر، عدا جزيرة ميورقة فهي الوحيدة التي بها جبال، ويصل أعلى ارتفاع فيها إلى 1445م في قمة جبل مايور دي توريل Major de Torrelles في الشمال الغربي. وجزيرة يابسة هي الوحيدة التي تحوي مجرى مائياً دائماً. أما مناخ الجزر فلطيف، درجات الحرارة فيها معتدلة والأمطار الهاطلة تكفي للزراعة غالباً، غير أنها تفتقر إلى الاستقرار. ونبات الجزر وحيوانها مشابهان لما هو موجود في إسبانية.
كان عدد سكان جزر الباليار في عام 1995، ومعظمهم من الكتلانيين (القطلان)، نحو 787984 نسمة، ويقطن أكثر من نصفهم في جزيرة ميورقة. وتعدّ مدينة بالما دي مايورقة Palma de Mallorca كبرى مدن جزر الباليار وحاضرتها، وقد بلغ عدد سكانها 394542 نسمة في عام 1995. وتقع هذه المدينة على خليج يتخذ شكل القوس وفي منتصفه لسان أرضي يحمي الميناء. وتعدّ من أكبر المدن السياحية شهرة في أوربة، ففيها أكثر من 1500 فندق ونُزل motell. ومن المدن الأخرى مناكور Manacor وسكانها 24200 نسمة، وسولير Sóller وبولينكا Pollenca في جزيرة ميورقة وماهون Mahôn حاضرة جزيرة منورقة Minorca التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 2300 نسمة وإيفيزا Eivissa حاضرة جزيرة يابسة التي يزيد عدد سكانها على 26000 نسمة.
يعتمد سكان جزر الباليار في معاشهم على الزراعة والسياحة اعتماداً أساسياً. وتنتشر فيها زراعة اللوز والفواكه والكروم والزيتون والحبوب والكتان.
وتزدهر فيها السياحة الشعبية. وقد قُدر نصيب هذه الجزر من السياح بنحو 10% من الذين يصلون إلى إسبانية عادة. وتجاوزت نسبة فنادقها 15% من مجموع الفنادق في إسبانية.
وتعمل نسبة ضئيلة من السكان في الحرف اليدوية والصناعات التقليدية كالحفر على الفضة وتزيينها وصناعة الخزف المزخرف والخمور وصيد السمك واستخراج الملح. وترتبط جزر الباليار مع إسبانية بمواصلات بحرية وجوية ناشطة ومتواصلة على مدار العام.
ومن الناحية التاريخية خضعت جزر الباليار للفينيقيين القرطاجنيين وفي عام 123ق.م احتلها الرومان وتلاهم الفاندال في عام 423. وفي عام 90هـ/708م غزاها عبد الله بن موسى بن نصير، غير أنه لم يتمكن من إخضاعها. وفي عام 185هـ/798م خضعت جزئياً للمسلمين. بيد أن السيادة التامة للمسلمين على هذه الجزر لم تتم إلا في منتصف القرن التاسع الميلادي، حينما بعث عبد الرحمن بن الحكم أمير الأندلس حملة بحرية إلى ميورقة في 233هـ/847م أخضعتها وفرضت عليها الجزية وكان الفتح الحقيقي لهذه الجزر على يد زعيم مجاهد يدعى عصام الخولاني سنة 299هـ/903م وصارت ولاية مستقلة. وبقيت هذه الجزر تحت راية الإسلام إلى أن تمكن خايمي الأول James I of Aragon ملك أراغون الملقب بالفاتح من استرجاعها عام 630هـ/1232م، وُحِّدت مع إسبانية في عام 750هـ/1349م. وقد أُلحقت هذه الجزر ببريطانية في عام 1713، غير أن إسبانية استرجعتها نهائياً في عام 1802 وما تزال كذلك حتى اليوم.
كانت الجزائر الشرقية أيام الحكم الإسلامي، وخاصة ميورقة، عامرة بالسكان، غنية تتمتع بقسط وافر من الرخاء والتمدن، وكانت لها علاقات تجارية واسعة مع ثغور المغرب وقد خلَّف المسلمون الكثير من الآثار في هذه الجزر، أهمها قصر المدينة قبالة كنيسة ميورقة العظمى التي كانت مسجداً زمن المسلمين. وكان مقر الولاة والأمراء المسلمين حتى سقوط الجزر في أيدي الإسبان. وهناك عقد المُدَينة، وهو الوحيد المتبقي من عقود الأبواب الأندلسية القديمة ويقع وسط شارع المُدَينة Almudaina أقدم شوارع ميورقة. وهو عقد حجري تبلغ ثخانته من الداخل 2م وارتفاعه نحو 8 أمتار وعرضه 4م، وهو عرض الشارع، وتعلوه غرفة حجرية. وتحتوي مدينة ميورقة على الكثير من الحمامات العربية التي تعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي. علماً أن الكثير من الآثار التي خلفها المسلمون في هذه الجزر خُرِّب ودُمِّر بعد إخراج المسلمين وشُيدت على أنقاضه عمائر ومنشآت أخرى.
بسام حميدة
Balearic Islands - Baléares
الباليار
جزر الباليار Baleares أرخبيل في القسم الغربي من البحر المتوسط يضم خمس عشرة جزيرة في مقابل خليج بلنسية الإسباني، وتؤلف هذه الجزر المقاطعة الثامنة والأربعين في إسبانية[ر]. وتسميها المصادر الأندلسية «الجزائر الشرقية». وهذه الجزر هي بقايا قارة تيرانية القديمة التي غُمرت في بداية الحقب الجيولوجي الرابع. وتعدّ امتداداً لجبال باطقة Baetica الواقعة في جنوبي إسبانية باتجاه الشرق. ولها الخصائص التي تتصف بها جزر البحر المتوسط الأخرى من حيث غياب التجمعات السكانية الساحلية نتيجة الخطر الخارجي في الماضي.
وتسود الطبيعة التلية هذه الجزر، عدا جزيرة ميورقة فهي الوحيدة التي بها جبال، ويصل أعلى ارتفاع فيها إلى 1445م في قمة جبل مايور دي توريل Major de Torrelles في الشمال الغربي. وجزيرة يابسة هي الوحيدة التي تحوي مجرى مائياً دائماً. أما مناخ الجزر فلطيف، درجات الحرارة فيها معتدلة والأمطار الهاطلة تكفي للزراعة غالباً، غير أنها تفتقر إلى الاستقرار. ونبات الجزر وحيوانها مشابهان لما هو موجود في إسبانية.
كان عدد سكان جزر الباليار في عام 1995، ومعظمهم من الكتلانيين (القطلان)، نحو 787984 نسمة، ويقطن أكثر من نصفهم في جزيرة ميورقة. وتعدّ مدينة بالما دي مايورقة Palma de Mallorca كبرى مدن جزر الباليار وحاضرتها، وقد بلغ عدد سكانها 394542 نسمة في عام 1995. وتقع هذه المدينة على خليج يتخذ شكل القوس وفي منتصفه لسان أرضي يحمي الميناء. وتعدّ من أكبر المدن السياحية شهرة في أوربة، ففيها أكثر من 1500 فندق ونُزل motell. ومن المدن الأخرى مناكور Manacor وسكانها 24200 نسمة، وسولير Sóller وبولينكا Pollenca في جزيرة ميورقة وماهون Mahôn حاضرة جزيرة منورقة Minorca التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 2300 نسمة وإيفيزا Eivissa حاضرة جزيرة يابسة التي يزيد عدد سكانها على 26000 نسمة.
يعتمد سكان جزر الباليار في معاشهم على الزراعة والسياحة اعتماداً أساسياً. وتنتشر فيها زراعة اللوز والفواكه والكروم والزيتون والحبوب والكتان.
وتزدهر فيها السياحة الشعبية. وقد قُدر نصيب هذه الجزر من السياح بنحو 10% من الذين يصلون إلى إسبانية عادة. وتجاوزت نسبة فنادقها 15% من مجموع الفنادق في إسبانية.
ومن الناحية التاريخية خضعت جزر الباليار للفينيقيين القرطاجنيين وفي عام 123ق.م احتلها الرومان وتلاهم الفاندال في عام 423. وفي عام 90هـ/708م غزاها عبد الله بن موسى بن نصير، غير أنه لم يتمكن من إخضاعها. وفي عام 185هـ/798م خضعت جزئياً للمسلمين. بيد أن السيادة التامة للمسلمين على هذه الجزر لم تتم إلا في منتصف القرن التاسع الميلادي، حينما بعث عبد الرحمن بن الحكم أمير الأندلس حملة بحرية إلى ميورقة في 233هـ/847م أخضعتها وفرضت عليها الجزية وكان الفتح الحقيقي لهذه الجزر على يد زعيم مجاهد يدعى عصام الخولاني سنة 299هـ/903م وصارت ولاية مستقلة. وبقيت هذه الجزر تحت راية الإسلام إلى أن تمكن خايمي الأول James I of Aragon ملك أراغون الملقب بالفاتح من استرجاعها عام 630هـ/1232م، وُحِّدت مع إسبانية في عام 750هـ/1349م. وقد أُلحقت هذه الجزر ببريطانية في عام 1713، غير أن إسبانية استرجعتها نهائياً في عام 1802 وما تزال كذلك حتى اليوم.
كانت الجزائر الشرقية أيام الحكم الإسلامي، وخاصة ميورقة، عامرة بالسكان، غنية تتمتع بقسط وافر من الرخاء والتمدن، وكانت لها علاقات تجارية واسعة مع ثغور المغرب وقد خلَّف المسلمون الكثير من الآثار في هذه الجزر، أهمها قصر المدينة قبالة كنيسة ميورقة العظمى التي كانت مسجداً زمن المسلمين. وكان مقر الولاة والأمراء المسلمين حتى سقوط الجزر في أيدي الإسبان. وهناك عقد المُدَينة، وهو الوحيد المتبقي من عقود الأبواب الأندلسية القديمة ويقع وسط شارع المُدَينة Almudaina أقدم شوارع ميورقة. وهو عقد حجري تبلغ ثخانته من الداخل 2م وارتفاعه نحو 8 أمتار وعرضه 4م، وهو عرض الشارع، وتعلوه غرفة حجرية. وتحتوي مدينة ميورقة على الكثير من الحمامات العربية التي تعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي. علماً أن الكثير من الآثار التي خلفها المسلمون في هذه الجزر خُرِّب ودُمِّر بعد إخراج المسلمين وشُيدت على أنقاضه عمائر ومنشآت أخرى.
بسام حميدة