مار أغناطيوس أفرام برصوم الأول، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق. أديب ومؤرخ سوري..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مار أغناطيوس أفرام برصوم الأول، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق. أديب ومؤرخ سوري..

    برصوم (اغناطيوس افرام)

    Barsoum (Ignatius Aphram-) - Barsoum (Ignatius Aphram-)

    برصوم (أغناطيوس أفرام ـ)
    (1304 ـ 1376هـ/1887 ـ 1957م)

    مار أغناطيوس أفرام برصوم الأول، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق. أديب ومؤرخ وعالم لاهوت سوري من السريان الأرثوذكس، وُلد في الموصل، وبها نشأ وتأدب. درس مبادئ العلوم واللغات العربية والسريانية والفرنسية. أتمّ دراسته في مدرسة ديرالزعفران بماردين، حيث تعمّق في التاريخين الديني والمدني، وعلم اللاهوت والمنطق. وأجاد العربية والفرنسية وشيئاً من اللغة التركية.
    رُسم راهباً عام 1907م، ثم انتظم في سلك الكهنوت بعد ذلك بعام. أتقن اللغة السريانية، ودرس اللغة الإنكليزية، وانصرف بعد ذلك إلى تدريس العلوم الدينية وآداب اللغة الفرنسية. ترأس مطابع دير الزعفران، وطبع فيها مؤلفات قيمة له ولغيره.
    قام بجولته العلمية الأولى للاطلاع على نفائس المخطوطات المحفوظة في خزائن الأديرة والكنائس في الشرق، وفي مكتبات المدن الأوربية الكبرى، فزار مصر وباريس ولندن ورومة وجنيف.
    وفي عام 1918م رسم مطراناً لطائفة السريان الأرثوذكس في سورية، ثم أضيف لبنان إلى رئاسته الروحية فيما بعد. قام بجولة علمية دينية ثانية إلى أوربة، موفداً من قبل بطريرك الطائفة، فحضر مؤتمر باريس الدولي، الذي عقد عام 1919م. وشارك الوفود العربية في المطالبة بحقوق شعوبهم، ورفض كل شكل من أشكال الاستعمار المزمع فرضه عليها. وكان لقوّة حجَّته، وفصاحته في التعبير باللغة الفرنسية، الأثر الطيّب في نفوس زملائه الممثلين للأمة العربية.
    وفي عام 1927م قام بجولة علمية دينية ثالثة، زار إبانها أوربة وكندا والولايات المتحدة. وانتخب في أثناء ذلك عضواً في المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو. كما أتم اطلاعه على كثيرٍ من المخطوطات السريانية والعربية النادرة، والموجودة في مكتبات أوربة وأمريكة.
    ولنشاطه العلمي واللغوي جرى انتخابه عام 1933م عضواً عاملاً في المجمع العلمي العربي بدمشق (مجمع اللغة العربية اليوم). وبعد ذلك بعام انتُخب رئيساً أعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، باسم «مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق».
    قام البطريرك برصوم بعدة أعمال إنشائية، منها بناء المدرسة الإكليركية الأفرامية في زحلة عام 1939م، ثم نقلها إلى الموصل عام 1945م، وقد تخرج فيها نخبة من رجال الكنيسة السريانية. كما أشرف على إصدار «المجلة البطريركية» في دير مار مرقس في القدس، ونشر فيها مقالات كثيرة.
    كان برصوم غزير النتاج، اللغوي والتاريخي والديني. وقد نال شهرة عالمية في الأوساط العلمية والأدبية، ولتعمقه في تاريخ اللغتين العربية والسريانية، دعته بعض الجامعات ليحاضر في موضوعات تتعلق بهذا المجال.
    توفي البطريرك برصوم بعد حياة حافلة في خدمة الدين والتاريخ واللغة. ودفن في كنيسة أم الزنار في حمص. وترك مؤلفات كثيرة أهمها: كتاب «الدرر النفيسة في مختصر تاريخ الكنيسة» طبع في حمص عام 1940م. كتاب «اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية» طبع في حمص عام 1943م، وأعيد طبعه في حلب عام 1956م، وكتاب «الألفاظ السريانية في المعاجم العربية»، نشره تباعاً في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، ثم طبعه مستقلاً عام 1951م.
    أما أهم المخطوطات التي حققها ونشرها فهو: كتاب «تهذيب الأخلاق» للفيلسوف السرياني يحيى بن عدي (ت 364هـ/974م)، نشر في مجلة اللغات السامية وآدابها عام 1928م، و«رسالة في علم النفس الإنسانية»، وكتاب «حديث الحكمة»، للعلامة ابن العبري (ت 685هـ/1286م). نشرها بحمص عام 1940م.
    وله إضافة إلى ذلك بعض المؤلفات المخطوطة، أهمها:
    ـ معجم عربي سرياني.
    ـ تاريخ ديني مختصر، طوال نصف قرن من الزمن، بدءاً من عام 1900م.
    ـ تاريخ الأبرشيات السريانية باللغة العربية، ويقع في عدة مجلدات.

    زهير البابا

يعمل...
X