تعرفوا على باراغواي Paraguay دولة في وسط القارة الأمريكية الجنوبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرفوا على باراغواي Paraguay دولة في وسط القارة الأمريكية الجنوبية

    باراغواي

    Paraguay - Paraguay

    باراغواي

    باراغواي Paraguay إحدى الدول الوسطى من القارة الأمريكية الجنوبية، وهي تمتد بين خطي عرض 19 و28 جنوباً، وبين خطي طول 54 و63 غرب غرينتش، وهي دولة قارية داخلية تبعد حدودها عن المحيطين الهادئ والأطلسي أكثر من 500كم. وقد انعكس هذا الموقع القاري المنعزل انعكاساً سلبياً على التطور التاريخي والاجتماعي لهذه الدولة. إلا أن ما يخفف من عزلتها القارية عبور نهر باراغواي لأراضيها في منتصفها، وجريان نهر بارانا عند أجزائها الحدودية الشرقية والجنوبية موفرين بذلك اتصالاً لها بالمحيط الأطلسي عن طريق خليج لابلاتا المنفتح على ذلك المحيط، كما أن باراغواي تتصل بوساطة سكة حديدية بمدينة ساوباولو البرازيلية وبمدينة سانتوس الواقعة على المحيط الأطلسي.
    ويحد الباراغواي من الشرق والشمال الشرقي البرازيل، ومن الشمال والشمال الغربي بوليفية، ومن الجنوب والجنوب الغربي والجنوب الشرقي الأرجنتين. ومع أن نهر باراغواي يشق أراضي باراغواي من الشمال إلى الجنوب، فإنه يساير في مجرييه الأعلى والأدنى الحدود الدولية للباراغواي مع البرازيل والأرجنتين، كما أن نهر آبا Apa (رافد الباراغواي) يسير مع الحد بين الباراغواي والبرازيل، وكذلك نهر بارانا فهو حد طبيعي يفصل الباراغواي عن جاراتها، كما أن حدود الباراغوي الجنوبية الغربية مع الأرجنتين هي حدود مائية تساير مجرى نهر بيلكومايو. وهكذا يمكن القول إن نحو 75% من حدود الباراغواي مائية، فهي تبدو كأنها جزيرة ـ أو شبه جزيرة ـ محاطة بالأنهار من معظم جوانبها.
    وتبدو الباراغواي متطاولة الشكل من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي بطول يقارب 1000كم، ويبلغ اتساعها من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي نحو 500 كم. وتشغل مساحة تقدر بنحو 406752 كم2، وعاصمتها أسنسيون[ر].
    الأوضاع الجغرافية الطبيعية
    التضاريس: يشق نهر باراغواي مجراه في أراضي باراغواي من الشمال إلى الجنوب، ويقسمها إلى إقليمين طبيعيين وجغرافيين متباينين، أحدهما يقع شرق النهر (الإقليم الشرقي) والآخر غربه (الإقليم الغربي).
    ويشغل الإقليم الشرقي قرابة 40% من مساحة الباراغواي، وأراضيه امتداد جنوبي للهضبة البرازيلية. ويتصف بكثرة تضاريس سطحه، وتفاوت ارتفاع أراضيه بين جزء وآخر، إذ يقارب الارتفاع في زاويته الجنوبية الغربية 50م فوق سطح البحر، ويزيد على 700م في الأجزاء الوسطى منه، حيث تكثر التلال والجبال، وقد يصل إلى نحو 900م في جبال فيلاّريكا. وعلى طول الجزء الشرقي من الحدود مع البرازيل تمتد من الشمال نحو الجنوب سلسلة جبال أمامباي Amambay التي تستمر بعدها شرقاً في سلسلة جبال ماراكايو Maracayu. وإلى الشرق من العاصمة أسنسيون تمتد سلسلة جبال كاغوازو Caaguazu المنخفضة باتجاه الشرق حتى وادي نهر بارانا. وعموماً، فإن قرابة نصف أراضي الإقليم الشرقي يقل ارتفاعها عن 200م فوق سطح البحر وخاصة في جزئه الغربي المجاور لنهر باراغواي، الذي يبلغ اتساعه الأعظمي عند الحدود الجنوبية مع الأرجنتين، عند التقاء نهر بارانا بنهر باراغواي.
    أما الإقليم الغربي الذي يمتد إلى الغرب من نهر باراغواي، ويشغل قرابة 60% من مساحة البلاد، فهو أقل تضرساً من الإقليم الشرقي، وهو أقل انبساطاً في سطحه، إذ إن مايزيد على ثلثي مساحته ينخفض إلى أقل من 200م. وثلثه الشمالي الغربي الذي يبلغ ارتفاعه بين 200ـ300م يؤلف جزءاً من الأقدام الشرقية لجبال الأنديز[ر]. ويعد الإقليم الغربي جزءاً من إقليم غران شاكو الأرجنتيني، وهو امتداده الشمالي، لذا فإنه يعرف باسم «شاكو الشمالي» وجزؤه المنخفض الذي يقل ارتفاعه عن 200م فوق سطح البحر هو سهل لحقي فيضي.
    وكما أن الإقليم الشرقي يُقسم من الناحية التضريسية إلى جزأين، شرقي مرتفع، وغربي منخفض، فإن الإقليم الغربي يُقسم أيضاً إلى جزأين شمالي غربي مرتفع، وجنوبي شرقي منخفض. وهكذا يمكن تمييز وحدتين تضريسيتين مختلفتين في باراغواي:
    ـ الأولى: التضاريس المنخفضة، أو باراغواي المنخفضة، وارتفاعها العام أقل من 200م فوق سطح البحر وتشغل قرابة ثلثي مساحة البلاد. ويقل ارتفاعها عن 100م في الأجزاء القريبة من نهر باراغواي وخاصة في قطاعه الأوسط والأدنى، حيث تكثر المستنقعات التي تنتشر على نحو خمس مساحة باراغواي المنخفضة، ولاسيما المنطقة الممتدة بين مدينتي كونسِبسيون وأسنسيون.
    ـ الثانية: التضاريس المرتفعة، والمتمثلة في المرتفعات الشرقية، والأراضي الغربية العالية نسبياً من إقليم شاكو.
    ـ التربة: يتركب الثلث الشرقي من البلاد من صخور بلورية مغطاة بطبقة ثخينة من الحجارة الرملية وصخور بركانية متنوعة. وفي حوض بارانا الأعلى طبقة من التربة الحمراء. وتكون المناطق الغابية غنية بالدبال Humus. ويتغطى حوض نهر باراغواي بطبقة من الترب اللحقية الخصبة المقطعة ببروزات من تشكلات بلورية تحتية. ويغلب على ترب «شاكو» الترب الرملية والطينية والغرينية اللحقية التي مصدرها جبال الأنديز.
    ـ المناخ: يخترق مدار الجدي أراضي باراغواي من منتصفها لذا فإن المناخ الغالب فيها بوجه عام شبه مداري، إذ تراوح درجة الحرارة بين 25و40 درجة مئوية «صيفا» (تشرين أول ـ آذار) وبين 10و40 درجة مئوية «شتاء» (نيسان ـ أيلول). وتختلف كمية الأمطار السنوية بين منطقة وأخرى، فهي تتناقص من الشرق إلى الغرب من 1250مم في منطقة نهر آبا إلى نحو 700مم في إقليم «شاكو». ويبلغ معدل الأمطار السنوية نحو 1600مم في أسنسيون، ويزيد فوق الأراضي المرتفعة حتى يصل إلى نحو 2000مم عند الحدود مع البرازيل. وأغلب الأمطار تهطل في نصف السنة «الصيفي».
    الشبكة المائية: تصرف مياه نحو أربعة أخماس مساحة الباراغواي في نهر الباراغواي، ويُصرف ماتبقى في نهري بارانا، وبيلكومايو، روافد نهر باراغواي. أما أهم أنهار الباراغواي فهو: نهر الباراغواي، وهو خامس أطول أنهار أمريكة الجنوبية وطوله نحو 2550كم من منابعه في مرتفعات ماتوغروسو البرازيلية على ارتفاع 300م فوق سطح البحر، حتى نقطة التقائه نهر بارانا، إذ تندمج مياه النهرين في نهر بارانا. ويصرف نهر باراغواي مياه أراض مساحتها نحو مليون كم2. وتختلف معدلات تصريفه في قطاعاته المختلفة، فبين دخوله الباراغواي ومدينة كونسِبسيون تكون غزارته على أشدها بين شهري كانون الأول وآذار، وتفيض مياهه في مجراه الأوسط بين كونسِبسيون وأسنسيون من أيار حتى حزيران، أما في مجراه الأدنى فيكون فيضانه في شهر شباط. وتزيد مساحة منطقة فيضان النهر على 78 ألف كم2. ويبلغ المعدل السنوي لتصريف النهر نحو 1900 م3 /ثا. ويرفده عدد من الروافد، منها: نهر آبا، ونهر أكويديان، ونهر أكواري غوزو، ونهر تيبيكوري، ومن الروافد اليمينية نهر فيردي، ونهر بيلكومايو الذي يعدّ في أهم روافد نهر باراغواي، وهو ينبع من جبال الأنديز البوليفية إلى الغرب من مدينة سوكره، ويسير على طول الحدود بين الباراغواي والأرجنتين إلى أن يصب في نهر باراغواي قرب مدينة أسنسيون. ويعد نهر بارانا نهراً دولياً مشتركاً.
    وتشغل المستنقعات جزءاً كبيراً من أراضي الباراغواي المنخفضة القريبة من مجرى نهر الباراغواي. وأهم بحيرتين في الباراغواي هما: بحيرة يبوا Ypoa الواقعة جنوب أسنسيون بنحو 64كم، وهي البحيرة الكبرى المرتبطة بنهر تيبكوري بقناة نيمبوكو ومستنقعاتها. وهناك بحيرة أخرى صغيرة اسمها بحيرة يباكاري تقع في وادي كورديلليرا دي لوس ألتوي شرق العاصمة أسنسيون بنحو 30كم، ويخرج منها نهر سالادو الصغير الذي ينتهي بنهر باراغواي.
    النبيت والوحيش: تغطي الغابات نحو خمسي الإقليم الشرقي ونحو نصف إقليم شاكو، وتشتمل على أكثر من 500 نوع من الأخشاب الصلبة التي تستعمل في البناء وأعمال أخرى، ومن أهمها: أشجار اليروندي، اللاباشو، الكبراشو، الكيروبي، وأشجار الأرز. وهنالك مساحة كبيرة من إقليم شاكو تغطيها الصباريات والشجيرات الشوكية. وتتغطى الأودية النهرية في إقليم شاكو بالغابات المتناثرة والنباتات المستنقعية. وبين التلال الشرقية الواطئة ونهر باراغواي حيث تغلب الأراضي المستنقعية تنتشر الحشائش الطويلة، وتنمو الغابات فوق الأراضي المرتفعة وعلى طول الأودية النهرية. وينمو في أراضي باراغواي كثير من النباتات الطبية، كأشجار (باراتودو) Peruvian bark التي يستخلص منها الكينين، ونباتات يربامته Yerba mate (المتة) أو ما يعرف بنباتات الشاي التي تنمو طبيعياً في الشمال الشرقي من البلاد، وتزرع في الجنوب الغربي منها.
    ويعيش في الباراغواي أنواع عدة من الحيوانات البرية. ففي إقليم شاكو يعيش النمر، والخنزير البري Lesan glier، وخنزير الماء Wasserschwein، والأيل، وآكل النمل Anteaters، والحيوان المدرع (أرماديللو) Armadillos. أما في الإقليم الشرقي، فالحيوانات مشابهة للموجودة في جنوبي البرازيل وشمالي الأرجنتين، حيث يوجد أنواع عدة من القرود والتابير Tapir (حيوان يشبه الخنزير Schabracken Tapir) والأبقار الوحشية، وأسود الأيائل Deer lions واليَغوَر Jaguar (نمر أمريكي مرقط) وكذلك حيوان ابن عرس، والثعالب. وهناك أكثر من 400 نوع من الطيور منها: النسور، والصقور، ومالك الحزين، والحجل، والحمام وغيرها. وتحتوي المياه على وفرة من التماسيح وأنواع متعددة من الأسماك.
    السكان والتجمعات السكانية
    كانت قبائل الغوراني الهندية تؤلف الغالبية العظمى للسكان الهنود البارغويين الأصليين قبل الفتح الإسباني. وقد حدث امتزاج كبير بينهم وبين الإسبان الذين وفدوا إلى هذه الأراضي، لما اتصفت به تلك القبائل من الوداعة، حتى بات المولدون (هنود + إسبان) يؤلفون اليوم نحو 95% من التركيب السكاني في الباراغواي، وماتبقى يتوزعون على الهنود الحمر الأنقياء (نحو 3%) وينتمون إلى عدة قبائل تعيش في إقليم شاكو، وعلى عدد من الأوربيين الوافدين الذين يقطن معظمهم في العاصمة أسنسيون، بجانب أعداد قليلة من الآسيويين والأفارقة.
    ويقدر عدد سكان الباراغواي بنحو 4.828.000نسمة (1995) يعيش نحو 95% منهم في الإقليم الشرقي، وهذا يعني انخفاض عدد السكان في الإقليم الغربي الذي تتدنى فيه الكثافة السكانية إلى أقل من 2 نسمة/كم2، في حين تزيد الكثافة العامة في الإقليم الشرقي على 25 نسمة/كم2، وتتجاوز في العاصمة ومحيطها 2000 نسمة/كم2.
    ويستقر نحو خمسي السكان في مناطق المدن، والعاصمة وحدها تضم أكثر من نصف مليون نسمة. ومعدل النمو السكاني مرتفع فهو بحدود 2.7%، إذ يُعد شعب الباراغواي فتياً لأن 45% منه دون سن الخامسة عشرة، ونحو 70% منه دون سن 30 سنة. ومعدل المواليد مرتفع نسبياً (31%) ومعدل الوفيات منخفض نسبياً 0.5%. ويبلغ متوسط العمر 69 سنة للذكور و73 سنة للإناث (المتوسط 71سنة).
    وقد كانت الهجرة الخارجية بين عامي 1940 و1970 كبيرة، إذ قُدر عدد المهاجرين من البلاد في هذه المرحلة بنحو 400.000 نسمة اتجهوا نحو الأرجنتين والبرازيل بحثاً عن أحوال اقتصادية أفضل، وحرية سياسية أضمن لهم. غير أن تيار الهجرة الخارجية تضاءل كثيراً في الثمانينات، بل أخذ اتجاهاً معاكساً.
    ولقد أحدثت الحرب التي قادتها الباراغواي مع الحلف الثلاثي (الأرجنتين والبرازيل والأورغواي) خللاً كبيراً في التركيب الجنسي للسكان، ونقصاً جسيماً في عدد السكان أثّر في البنية السكانية وفي التطور الاقتصادي في البلاد. فقد انخفض عدد سكان الباراغواي من 1.200.000 نسمة عام 1865 عند بداية الحرب، إلى نحو 228000نسمة في عام 1871 بعد انتهاء الحرب التي استمرت خمس سنوات (1865-1870)، منهم 28 ألف نسمة ذكور، والباقي 200000 من الإناث. وفي عام 1900 ازداد عدد السكان إلى 440 ألف نسمة، ثم إلى 785 ألف نسمة في عام 1925. وظل يتزايد حتى وصل إلى أكثر من أربعة ملايين ونصف في أواخر القرن العشرين.
    الجغرافية الاقتصادية
    إن اعتدال مناخ الباراغواي ووفرة الأمطار فيها وخاصة في إقليمها الشرقي، وتنوع التربة وخصوبتها، وتباين التركيب الصخري، وتنوع الغطاء النباتي ووفرته، ذلك كله وفر إمكانات كبيرة للتطور الاقتصادي. غير أن استغلال الأرض لم يبلغ المرحلة التي تجعل من اقتصاد الباراغواي متقدماً. ويقوم الاقتصاد في الباراغواي على مايلي:
    1ـ موارد الثروة الطبيعية: الباراغواي غنية بموارد ثرواتها الطبيعية، ففيها أنواع عدة من التوضعات المعدنية التي يتركز معظمها في الإقليم الشرقي، فالمنغنيز يوجد بالقرب من إيمبوسكاوا، واللازورد بالقرب من كابوكو، والفلسبار والميكا قرب كونسبسيون، والتالك قرب كايوكو وسان ميغوال، وأكسيد الحديد المائي الطبيعي في منطقة كورديلليرا، والجص والحجر الكلسي قرب نهر باراغواي، إضافة إلى فلزات أخرى تتضمن الحديد وملح الطعام، والرخام.
    إضافة إلى المعادن، فإن الباراغواي غنية بمصادر إنتاج الطاقة الكهربائية لتعدد الأنهار الصالحة لذلك كروافد نهر باراغواي، ونهر بارانا وروافده. وقد حققت الباراغواي الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية منذ عام 1976 وأخذت تصدّر جزءاً من طاقتها الكهربائية إلى البرازيل والأرجنتين. وقد بلغ متوسط إجمالي إنتاجها من الطاقة الكهربائية 810 مليون كيلو واط/ساعة.
    وتعد الغابة مصدراً مهماً للدخل القومي، إذ يستغل الكثير من أشجارها في صناعات متعددة، كأشجار الكبراشو التي يستخرج منها مادة الدِّبغ أو الدباغ المستخدمة في صباغة الجلود، وزيت التانغ الذي يستخرج من شجرة التانغ. إضافة إلى الأشجار الأخرى الصلبة التي تُستخدم أخشابها في صناعة البناء. يضاف إلى ذلك نبات المتهَ الذي يؤلف جزءاً من صادرات الباراغواي. وتسهم منتجات الغابة وغيرها بنحو 50% من صادرات الباراغواي.
    2ـ الزراعة وتربية الحيوان: الزراعة هي أهم نشاط اقتصادي يمارسه السكان ويعتمدون عليه في حياتهم. ومع أن الأرض القابلة للزراعة تزيد على 4% من إجمالي المساحة العامة، فإن مايزرع منها لايزيد على نصفها، وأكثر من 41% من القوة العاملة تعمل في الزراعة. وتتركز الزراعة في الجزء الجنوبي من البلاد، وحول مدينة كونسِبسيون في الوسط. ومن أهم الحاصلات الزراعية: الكاسافا والذرة ثم الأرز والمانيهوت والبطاطا الحلوة والقمح. ومن المحاصيل الصناعية والتجارية: التبغ والقطن والفول السوداني وفول الصويا وقصب السكر ونبات المتة الذي بدؤوا بزراعته إلى جانب كونه نباتاً طبيعياً. إضافة إلى البن، وأشجار الفاكهة المتعددة كالموز والعنب، والحمضيات بأنواعها. والزراعة متخلفة عموماً، وهي لاتسهم إلا بنحو 26% من الدخل القومي. كما أن تربية الحيوان مازالت متأخرة مع أن المراعي الطبيعية فيها تشغل نحو خمسي مساحة البلاد، ففيها أكثر من 5.5مليون رأس من الماشية التي تتركز تربية الخاص باللحم منها في غرب نهر باراغواي، وكذلك شرقه وخاصة في الأراضي المنخفضة من مقاطعة بوكيرون، وكونسِبسيون، وتتركز تربية الماشية المخصصة لإنتاج اللبن في مقاطعات ألتو بارانا وأتابوا وميسيونيز. وتربى في البلاد أعداد محدودة من الأغنام والخنازير. ومع توافر الثروة السمكية في مياه أنهار الباراغواي وبحيراتها ومستنقعاتها، فإنه لايمكن الحديث عن صناعة سمكية منتظمة. ويسهم الإنتاج الحيواني بنحو 12% من الناتج القومي.
    3ـ الصناعة: باراغواي واحدة من أقل أقطار أمريكة الجنوبية تطوراً في صناعتها. ويتركز معظم مصانعها في العاصمة أسنسيون، مع أن بعض الوحدات الصناعية تتركز بالقرب من مصادر المواد الخام. وتعتمد الصناعة الباراغوية اعتماداً كبيراً على موادها الخام المحلية، كما في صناعة الإسمنت والجلود والنسيج، والسكر، والخشب، وتعليب اللحوم، واستخلاص مادة الدّبغ، والزيوت النباتية، والزيت المستخرج من شجر البرتقال المر. يضاف إلى ذلك صناعات أخرى متعددة منها لفائف التبغ والصابون والأثاث المنزلي والأحذية والكبريت وغيرها.
    4ـ التجارة والنقل: أهم صادرات الباراغواي هي: منتجات الغابة واللحوم، والزيوت النباتية، والتبغ، وأسواقها الرئيسة هي الأرجنتين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوربة الغربية، والأورغواي. أما وارداتها الرئيسة فتأتيها من الولايات المتحدة والأرجنتين وألمانية والمملكة المتحدة، وأهمها الآلات الثقيلة والمحركات ووسائل النقل والمواد الغذائية، والشحوم، والحديد ومنتجاته، والوقود. وباراغواي عضو في مجموعة التجارة الحرة لأمريكة اللاتينية Lafta. وميزانها التجاري متعادل، بل رابح نوعاً ما، لزيادة صادراتها على وارداتها. ولكن هذا ليس مؤشراً لناتج اقتصادي قومي كبير، فهذا الناتج ما يزال منخفضاً، والدخل القومي للفرد الواحد منخفضاً مع تناميه الملحوظ، وهو لا يزيد على 1690 دولار أمريكي للفرد سنوياً (1995). وترتبط الباراغواي بالدول المجاورة وبالموانئ المحيطة الأطلسية بشبكة من الطرق البرية المنطلقة من عاصمتها، وتتألف من طريق تتجه شرقاً إلى البرازيل تنتهي بمدينة باراناغوا على ساحل المحيط الأطلسي، وطرق أخرى تتجه نحو الشمال الغربي وتمر في إقليم شاكو إلى بوليفية، وطريق برية ثالثة تذهب جنوباً باتجاه الأرجنتين حتى عاصمتها بونس آيرس. أما الخطوط الحديدية فأهمها خط حديدي يمتد من أسنسيون إلى أنكارنسيون على نهر بارانا ليرتبط بخط أرجنتيني يبدأ من مدينة بوساداس على الطرف المقابل لمدينة أنكارنسيون على نهر بارانا. وهناك خط آخر بطول 60كم يمتد بين مدينتي كونسبسيون وهوركيتا، وخط ثالث في إقليم شاكو بطول 150كم ينطلق نحو الغرب من مدينة بورتوكاسادو. وتعد الأنهار أهم طرق المواصلات في الباراغواي تربطها بالمحيط الأطلسي، كما في نهري بارانا وباراغواي. ويسهم النقل الجوي بدور كبير في تحقيق الاتصال بين أجزاء الباراغواي وبالعالم الخارجي، ففيها ستة مطارات دولية في مدن: أسنسيون، وبيلار، وكونسبسيون، وأنكارنسيون، وكورونيل أوفيدو، وماريسكال إيستيجاربيا.

    لمحة تاريخية
    كانت الغاية الأولى من استيطان الأوربيين في الباراغواي اتخاذها جسر عبور من الساحل الأطلسي نحو الشمال الغربي إلى مناجم الذهب والفضة في البيرو وبوليفية. وأول أوربي وصل إلى أرض الباراغواي هو البرتغالي إليخو غارسيا Alejo Garcia ورجاله عام 1524. وفي عام 1526 أبحر البريطاني سبستيان كابوت بمركبه في نهر بارانا من مدخل المجتمع النهري بارانا ـ باراغواي ـ لابلاتا في المحيط، ليحل في أرض الباراغواي عام 1528. وكان دخول الإسبان إلى هذه المنطقة مستعمرين ومنشئين مدينة أسنسيون عام 1537 بفضل المكتشف خوان دي سلازار، وتسارع بعدها الاستيطان الإسباني وتفاعل مع السكان الأصليين من القبائل الهندية بفعل المبشرين الجزويت الذين أسسوا الكثير من المستوطنات. وبعد عام 1776 كانت الباراغواي بعاصمتها أسنسيون تابعة لنائب الملك (مملكة ريولابلاتا) المقيم في بونس آيرس. وفي عام 1811 نالت الباراغواي استقلالها عن إسبانية وفي عام 1813 عن بونس آيرس.
    وفي عام 1814 تقلد الحكم الدكتاتور خوسيه غاسبار رودريغور فرانسيا J.G.R.Francia واستمر في الحكم حتى عام 1840 إذ تسلم الحكم في تلك السنة كارلوس أنتونيو لوبيز حتى عام 1862، وخلفه ابنه فرانسيسكو سولانو لوبيز (1862-1870) الذي قامت في عهده الحرب بين بلاده وبين دول الحلف الثلاثي المكون من البرازيل والأرجنتين والأورغواي واستمرت خمس سنوات انتهت بمقتل لوبيز، وبخسائر كبيرة في الأرواح، وتدمير البلاد، واحتلالها من قبل التحالف حتى عام 1876، وفقدها أكثر من 125000 كم2 من أراضيها. ولم تكن هذه الحرب الوحيدة للباراغواي مع جيرانها، بل شنت الباراغواي حرباً أخرى مدتها ثلاث سنوات (1932-1935) على جارتها بوليفية عُرفت بحرب الشاكو، قادها الجنرال خوسيه فيليكس إيستيخاريبيا، وكان النصر للباراغواي. وفي عام 1938 عقد مؤتمر للسلام في بونس آيرس خططت بموجبه الحدود بين الباراغواي وبوليفية. وقد حاولت البلاد بعدها الاستقرار والعيش بسلام مع جيرانها، إلا أن الحرب ولاسيما حرب الحلفاء تركت أثارها في البلاد. ومنذ عام 1887 يتنازع حكمها حزبان هما حزب كولورادو الأكثر جماهيرية، والحزب الليبرالي.
    نظام الحكم والتقسيمات الإدارية
    نظام الحكم جمهوري رئاسي منذ 1967، ومدة الرئاسة خمس سنوات يمكن تجديدها مرة واحدة، ورئيس الجمهورية مسيحي كاثوليكي، وباراغواي المولد، ويجب ألاّ يقل عمره عن 40 سنة. ولرئيس الجمهورية صلاحيات واسعة، فهو الذي يعين الوزراء، ويرأس الحكومة، ويعقد المعاهدات الخارجية، ويعلن الحرب والسلم، ويحل الهيئة التشريعية. ورئيس باراغواي اليوم هو خوان كارلوس واسموسي مونتي وهو في سدة الرئاسة منذ عام 1993. وللبلاد برلمان عدد أعضائه 80 عضواً ومجلس للشيوخ عدد أعضائه 45 عضواً، ينتخبهم الشعب لمدة خمس سنوات. والأحزاب السياسية حرة قانونياً، والحزب الأكثر نفوذاً هو حزب كولورادو ثم حزب البلانكوز وغيره. وتخضع البلاد لدستور عام 1992.
    وتقسم باراغواي إلى 17 وحدة إدارية رئيسة (مقاطعة، محافظة)، ثلاث منها في الإقليم الغربي (بوكيرون، وأوليمبو، وبرسيدنت هايس) وأربع عشرة في الإقليم الشرقي (التوبارانا، وأمامباي، وأسنسيون، وكاغوازو، وكازابا، وسنترال، وكونسبسيون، وكوردييرا، وغوايرا، وإتابوا، وميسيونيز، ونيمبوكو، وباراغواري، وسان بيدرو). والعاصمة هي مدينة أسنسيون وهي مركز صناعي وتجاري وثقافي. يليها من المدن المهمة: سيوداد دِل إيست (133896نسمة). وسان لورنزو (133311نسمة)، ولامباري (99681نسمة)، وفرناندو ودولامورا (95287نسمة)، وكابياتا (83189نسمة)، وانكارنسيون (55358نسمة)، وبيدرو خوان كاباليرو (53601) لعام 1995، الذي بلغت فيه نسبة سكان المدن فيه إلى 54% من السكان.
    المظاهر الثقافية والحضارية
    التعليم في المرحلة الابتدائية إلزامي للأطفال بين سن 7ـ14 سنة ومدته ست سنوات. غير أن المدارس ليست قادرة على استيعاب جميع الأطفال. ونحو 75% من الأطفال في عمر المدرسة يتعلمون. أما التعليم الثانوي فمدته ست سنوات أيضاً بعد المرحلة الابتدائية. وفي الباراغواي جامعتان هما الجامعة الوطنية، والجامعة الكاثوليكية، وهما في العاصمة أسنسيون. إلى جانب كثير من المعاهد التخصصية.
    واللغات الغالبة هي اللغة الغورانية وهي من اللغات الهندية المحلية الدارجة، بجانب اللغة الإسبانية اللغة الرسمية ولغة التعليم. ويدين نحو 95% من السكان بالمسيحية على المذهب الكاثوليكي، وتدين بقيتهم بديانات أخرى.
    والصفة الرئيسية للثقافة الباراغوية هي انصهار العادات والتقاليد الإسبانية والغورانية. فالعادات والتقاليد الشعبية (الفلكلور) والفنون والأدب تُظهر جميعها الأصل المزدوج للثقافتين الغورانية والإسبانية. فالموسيقيون الغورانيون يعزفون الألحان الإسبانية، ويجيدون استخدام الآلات الموسيقية الأوربية، والرقص الأوربي. والفنانون الباراغويون مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالحركة الفنية الأوربية، وينتمون إلى المدرسة الانطباعية.
    وتتركز المؤسسات الثقافية في العاصمة أسنسيون، حيث توجد ثلاث أكاديميات لتعليم التاريخ والحضارة الغورانية والباراغوية. وهناك كثير من المدارس والمعاهد الموسيقية. كما يوجد في العاصمة عدة متاحف تعنى بالعادات والتقاليد، وبالتاريخ الطبيعي، والتاريخ الحربي، وبالفنون الباراغوية.
    ومع أن حرية النشر مضمونة، إلا أنها تخضع لرقابة الدولة. وتنشر الصحف الباراغوية باللغة الإسبانية، وهي إما يومية وإما أسبوعية. ومن أقدم الصحف اليومية وأكثرها رواجاً صحيفة «لاتريبونا» La Tribuna التي أسست عام 1925. وهناك صحيفة ABC التي أسست عام 1967، بجانب الكثير من الصحف الأخرى.

    علي موس

يعمل...
X