باجين
Ba Jin - Ba Jin
با ـ جين
(1904 ـ ؟)
با ـ جين Ba-Jin، اسم مستعار لكاتب وروائي صيني، ولد في مدينة شنغ ـ دو عاصمة إقليم سيشوان، واسمه الحقيقي لي ـ ياو ـ تانغ Li-Yao-Tang وعُرف أيضاً باسم لي ـ فيغان Li -Feigan. وهذا الاسم المركب من (با) و(جين) اتخذه الكاتب من اسمي الكاتبين الروسيين باكونين Bakunin وكْروبوتكين Kropotkin إعجاباً بهما، ووفاء لصديقه با ـ إنبو Ba-Enbo الذي انتحر غرقاً. وأما لفظة «جين» فهي الكتابة النطقية الصوتية الصينية للفظة «كين».
ولد با ـ جين في أسرة ميسورة مثقفة ومحافظة، وفقد والديه الواحد تلو الآخر في سن مبكرة مما جعل طفولته حزينة، وتلقى علومه في طفولته على يد أستاذ خاص وتأثر في صباه بمفهوم الاشتراكية الذي بدأ ينتشر في الصين ولاسيما الاشتراكية الطوباوية Utopianism. وتأثر بحركة 4أيار1919 التي أكدت دور الشباب وتخلّت عن منهج كونفوشيوس[ر] وحكمته، وتعد هذه الحركة نواة الشيوعية في الصين.
وفي عام 1920 انتسب باجين إلى مدرسة سي ـ شوان Sichuan للغات الأجنبية لدراسة الإنكليزية. وفي الوقت نفسه عمل محرراً في عدد من المجلات مثل «المجلة النصف الشهرية» Fortnightlly وواظب على قراءة أعمال كبار الأدباء، وخاصة الكتاب الروس، مثل كروبوتكين وكتابه «نداء إلى الشباب» المنشور في عام 1923.
وتابع دراسته في نانكين (نان ـ جين) Nankin ومن ثمَّ في شنغهاي Changhai واتضحت أفكاره ومعتقداته مع حركة 30 أيار1925 المناهضة للامبريالية.
سافر با ـ جين إلى فرنسة عام1927 وأقام في الحي اللاتيني في باريس مدة سنتين، وأحب الكتّاب الفرنسيين أمثال جان جاك روسو[ر] وموباسان[ر] وزولا[ر] وهوغو[ر] وتأثر بهم. وفي المدة الأخيرة التي قضاها في فرنسة كتب روايتين كانت إحداهما بعنوان «الإبادة» نشرت عام 1929 في المجلة الشهرية الصينية للرواية وتحت اسمه المستعار. وبعد عودته إلى شنغهاي صُدم بانتحار أخيه الأكبر لأسباب اجتماعية، مما دفعه إلى التعبير عن المأساة التي يعيشها جيل الشباب نتيجة الصراع بين القيم الجديدة والقيم القديمة.
ويتجلى هذا الصراع في كتاباته النثرية ومن بينها الأقاصيص التي كتبها مابين عامي 1931 و1932 ونشرها في ثلاث مجموعات «الكرسي الكهربائي» و«الضوء» و«الانتقام».
وفي أقصوصته «الليلة المقمرة» (1933) مثلاً يتحدث عن قصة فلاح حاول أن يقاوم مع اتحاد الفلاحين الطغاة المحليين ولكن حياته انتهت على يد الأعداء. ومن ثمَّ نشر ثلاثيته الأولى «الحب» (1934) المؤلفة من «البرق» (1931) وهي رواية عن الحب المخفق لأن البطل يتزوج وفق رغبة أهله ولكن الإخفاق يدفعه إلى الانتحار، و«المطر» (1932) و«الضباب» (1932) وهو يرسم في الأخيرتين صورة الشباب الموزع بين الحب والثورة. في خريف عام 1933 أصبح با ـ جين عضواً في هيئة تحرير مجلة «أدب» وهي مجلة فصلية تصدر في العاصمة الصينية.
في تشرين الثاني عام 1934 هرب إلى اليابان من النقد اللاذع الذي وُجه إليه بسبب أسلوبه في وصف شباب الثورة، هذا إضافة إلى الرقابة القاسية التي فرضتها سلطة الكومنتانغ Kuo-min-tang، وهو حزب الثورة الذي أسسه صن ـ ياتصن Sun-yat-sen عام1911 في كانتون Canton وصار فيما بعد حزب الصين الوطنية، وكتب هناك مجموعة من المقالات أسماها «آلهة وشياطين ورجال» تروي مشاكله مع الشرطة اليابانية دون أن يذكر هويته الحقيقية. ومن ثمَّ عاد إلى شنغهاي وأصبح رئيس تحرير منشورات «الحياة الثقافية»، واستمر في رواياته كلها ظهور موضوع الصراع بين الأجيال واستحالة التفاهم بينها، فروايته «أسرة غاو» (1933) تدور حول ذلك، وقد ضمنها قسماً من سيرته الذاتية وحولها المخرج كاو ـ يو Cao-you إلى مسرحية وإلى فيلم سينمائي، وصارت هذه الرواية جزءاً من ثلاثيته الثانية «السيل» Le Torrent مع الجزء الثاني «الربيع» (1938) والجزء الثالث «الخريف» (1940) حيث يتابع قصة «أسرة غاو» Gao وسلطة الأب فيها ومشاكل الأخوة الثلاثة.
وعند اندلاع الحرب الصينية اليابانية (1937) أصدر مع ماو ـ دون Mao-Dun وكتّاب تقدميين آخرين عدة مجلات، منها مجلة «صرخة». وقد أجبرته الحرب على الانتقال من مدينة إلى أخرى ولكن ذلك لم يحل دون ممارسته نشاطه الأدبي والكتابة والترجمة مثل ترجمة رواية «آباء وبنون» لتورغينيف[ر]. وقد أقام با_جين في غيلين Guilin من عام 1941 إلى 1943. حيث كتب ثلاثيته الثالثة «النار».
وتزوج عام 1944 كسي ـ ياو ـ شا Xiao-sha وبعد انتهاء الحرب عاد إلى شنغهاي وأنهى في 31 كانون الأول 1946 رواية «ليل جليدي» التي تجري أحداثها إبان الحرب الصينية اليابانية في شونغ ـ كينغ Chong-quing.
تحررت شنغهاي عام 1949 من الكومنتانغ وانتخب با_جين عضواً في مؤتمر الشعب الاستشاري السياسي وأرسل عام 1950 إلى وارسو مندوباً لمؤتمر السلام العالمي الثاني. وذهب إلى كورية عام 1952، وفي عام 1953 كتب عن الحرب الكورية وتابع عمله مترجماً لكتّاب أحبهم مثل تورغينيف و غوركي[ر] وتشيخوف[ر].
انتخب عام 1954 مندوباً للدورة الأولى لمجلس الشعب الوطني ولكنه عانى كثيراً العذاب النفسي والجسدي إبان الثورة الثقافية و«فئة الأربعة» برئاسة زوجة الزعيم الصيني ماو ـ تسي ـ تونغ. وبعد سقوط «فئة الأربعة» انتخب نائباً للدورة الخامسة لمجلس الشعب الوطني. وصار نائباً لرئيس الكتّاب في شنغهاي.
أكد با ـ جين أن همه الأول هو الإنسان وأن هدف الأدب الرئيسي هو فهم العالم والعمل على تطويره. وتميزت رواياته بمزج فنه الروائي بتقنيات الرواية الغربية ليقدم أدباً عصرياً واقعياً بعيداً عن الأساطير التي هيمنت على الأدب الصيني الاتباعي.
مهى بياري
Ba Jin - Ba Jin
با ـ جين
(1904 ـ ؟)
با ـ جين Ba-Jin، اسم مستعار لكاتب وروائي صيني، ولد في مدينة شنغ ـ دو عاصمة إقليم سيشوان، واسمه الحقيقي لي ـ ياو ـ تانغ Li-Yao-Tang وعُرف أيضاً باسم لي ـ فيغان Li -Feigan. وهذا الاسم المركب من (با) و(جين) اتخذه الكاتب من اسمي الكاتبين الروسيين باكونين Bakunin وكْروبوتكين Kropotkin إعجاباً بهما، ووفاء لصديقه با ـ إنبو Ba-Enbo الذي انتحر غرقاً. وأما لفظة «جين» فهي الكتابة النطقية الصوتية الصينية للفظة «كين».
ولد با ـ جين في أسرة ميسورة مثقفة ومحافظة، وفقد والديه الواحد تلو الآخر في سن مبكرة مما جعل طفولته حزينة، وتلقى علومه في طفولته على يد أستاذ خاص وتأثر في صباه بمفهوم الاشتراكية الذي بدأ ينتشر في الصين ولاسيما الاشتراكية الطوباوية Utopianism. وتأثر بحركة 4أيار1919 التي أكدت دور الشباب وتخلّت عن منهج كونفوشيوس[ر] وحكمته، وتعد هذه الحركة نواة الشيوعية في الصين.
وفي عام 1920 انتسب باجين إلى مدرسة سي ـ شوان Sichuan للغات الأجنبية لدراسة الإنكليزية. وفي الوقت نفسه عمل محرراً في عدد من المجلات مثل «المجلة النصف الشهرية» Fortnightlly وواظب على قراءة أعمال كبار الأدباء، وخاصة الكتاب الروس، مثل كروبوتكين وكتابه «نداء إلى الشباب» المنشور في عام 1923.
وتابع دراسته في نانكين (نان ـ جين) Nankin ومن ثمَّ في شنغهاي Changhai واتضحت أفكاره ومعتقداته مع حركة 30 أيار1925 المناهضة للامبريالية.
سافر با ـ جين إلى فرنسة عام1927 وأقام في الحي اللاتيني في باريس مدة سنتين، وأحب الكتّاب الفرنسيين أمثال جان جاك روسو[ر] وموباسان[ر] وزولا[ر] وهوغو[ر] وتأثر بهم. وفي المدة الأخيرة التي قضاها في فرنسة كتب روايتين كانت إحداهما بعنوان «الإبادة» نشرت عام 1929 في المجلة الشهرية الصينية للرواية وتحت اسمه المستعار. وبعد عودته إلى شنغهاي صُدم بانتحار أخيه الأكبر لأسباب اجتماعية، مما دفعه إلى التعبير عن المأساة التي يعيشها جيل الشباب نتيجة الصراع بين القيم الجديدة والقيم القديمة.
ويتجلى هذا الصراع في كتاباته النثرية ومن بينها الأقاصيص التي كتبها مابين عامي 1931 و1932 ونشرها في ثلاث مجموعات «الكرسي الكهربائي» و«الضوء» و«الانتقام».
وفي أقصوصته «الليلة المقمرة» (1933) مثلاً يتحدث عن قصة فلاح حاول أن يقاوم مع اتحاد الفلاحين الطغاة المحليين ولكن حياته انتهت على يد الأعداء. ومن ثمَّ نشر ثلاثيته الأولى «الحب» (1934) المؤلفة من «البرق» (1931) وهي رواية عن الحب المخفق لأن البطل يتزوج وفق رغبة أهله ولكن الإخفاق يدفعه إلى الانتحار، و«المطر» (1932) و«الضباب» (1932) وهو يرسم في الأخيرتين صورة الشباب الموزع بين الحب والثورة. في خريف عام 1933 أصبح با ـ جين عضواً في هيئة تحرير مجلة «أدب» وهي مجلة فصلية تصدر في العاصمة الصينية.
في تشرين الثاني عام 1934 هرب إلى اليابان من النقد اللاذع الذي وُجه إليه بسبب أسلوبه في وصف شباب الثورة، هذا إضافة إلى الرقابة القاسية التي فرضتها سلطة الكومنتانغ Kuo-min-tang، وهو حزب الثورة الذي أسسه صن ـ ياتصن Sun-yat-sen عام1911 في كانتون Canton وصار فيما بعد حزب الصين الوطنية، وكتب هناك مجموعة من المقالات أسماها «آلهة وشياطين ورجال» تروي مشاكله مع الشرطة اليابانية دون أن يذكر هويته الحقيقية. ومن ثمَّ عاد إلى شنغهاي وأصبح رئيس تحرير منشورات «الحياة الثقافية»، واستمر في رواياته كلها ظهور موضوع الصراع بين الأجيال واستحالة التفاهم بينها، فروايته «أسرة غاو» (1933) تدور حول ذلك، وقد ضمنها قسماً من سيرته الذاتية وحولها المخرج كاو ـ يو Cao-you إلى مسرحية وإلى فيلم سينمائي، وصارت هذه الرواية جزءاً من ثلاثيته الثانية «السيل» Le Torrent مع الجزء الثاني «الربيع» (1938) والجزء الثالث «الخريف» (1940) حيث يتابع قصة «أسرة غاو» Gao وسلطة الأب فيها ومشاكل الأخوة الثلاثة.
وعند اندلاع الحرب الصينية اليابانية (1937) أصدر مع ماو ـ دون Mao-Dun وكتّاب تقدميين آخرين عدة مجلات، منها مجلة «صرخة». وقد أجبرته الحرب على الانتقال من مدينة إلى أخرى ولكن ذلك لم يحل دون ممارسته نشاطه الأدبي والكتابة والترجمة مثل ترجمة رواية «آباء وبنون» لتورغينيف[ر]. وقد أقام با_جين في غيلين Guilin من عام 1941 إلى 1943. حيث كتب ثلاثيته الثالثة «النار».
وتزوج عام 1944 كسي ـ ياو ـ شا Xiao-sha وبعد انتهاء الحرب عاد إلى شنغهاي وأنهى في 31 كانون الأول 1946 رواية «ليل جليدي» التي تجري أحداثها إبان الحرب الصينية اليابانية في شونغ ـ كينغ Chong-quing.
تحررت شنغهاي عام 1949 من الكومنتانغ وانتخب با_جين عضواً في مؤتمر الشعب الاستشاري السياسي وأرسل عام 1950 إلى وارسو مندوباً لمؤتمر السلام العالمي الثاني. وذهب إلى كورية عام 1952، وفي عام 1953 كتب عن الحرب الكورية وتابع عمله مترجماً لكتّاب أحبهم مثل تورغينيف و غوركي[ر] وتشيخوف[ر].
انتخب عام 1954 مندوباً للدورة الأولى لمجلس الشعب الوطني ولكنه عانى كثيراً العذاب النفسي والجسدي إبان الثورة الثقافية و«فئة الأربعة» برئاسة زوجة الزعيم الصيني ماو ـ تسي ـ تونغ. وبعد سقوط «فئة الأربعة» انتخب نائباً للدورة الخامسة لمجلس الشعب الوطني. وصار نائباً لرئيس الكتّاب في شنغهاي.
أكد با ـ جين أن همه الأول هو الإنسان وأن هدف الأدب الرئيسي هو فهم العالم والعمل على تطويره. وتميزت رواياته بمزج فنه الروائي بتقنيات الرواية الغربية ليقدم أدباً عصرياً واقعياً بعيداً عن الأساطير التي هيمنت على الأدب الصيني الاتباعي.
مهى بياري