بالي (شارل)
Bally (Charles-) - Bally (Charles-)
بالي (شارل ـ)
(1865 ـ 1947)
شارل بالي Charles Bally لغوي سويسري ولد في جنيف، ودرس فقه اللغة اليونانية ثم السنسكريتية وتلمذ لأستاذه فرديناند دي سوسور[ر] F.de Saussure، وكان واحداً من أبرز طلابه ولازمه طوال ثلاثين عاماً، ثم خلفه عام 1913 في تدريس النحو المقارن واللسانيات العامة في جامعة جنيف. ولمّا كان بالي الوريث العلمي لسوسور، فقد قام بالتعاون مع زميله سيشهاي Séchaye، بجمع محاضرات أستاذهما ونشرها عام 1916 تحت عنوان «منهج في اللسانيات العامة» Cours de linguistique générale وأضافا إليها ملاحظاتهما التي كانا يسجلانها حين كانا طالبين عنده.
خصص بالي دراسته لنيل درجة الدكتوراه في فقه اللغة اليونانية، ثم انتقل إلى تعلم السنسكريتية ودراستها، كما شارك في حلقات بحثية عن اللغة الفرنسية الحديثة، وساعدته معرفته بالألمانية والفرنسية في تطبيق آرائه الجديدة في اللسانيات الوصفية. نشر عام 1900 مقالة بيّن فيها انتماءه إلى المبادئ اللغوية السوسورية، وانتقد الإسراف في الاعتماد على اللسانيات المقارنة التاريخية، مبرزاً الدراسات الوصفية للغات وفق المنهجين: المنهج التاريخي (التطوري) diachronique والمنهج التزامني (الآني) synchronique. غير أن بالي لم يلبث أن وجه أبحاثه ودراساته الخاصة نحو حقل جديد عني به طوال حياته وهو «علم الأسلوب» la stylistique أو الأسلوبية. وصار له شأن كبير في تعميق الاهتمام في هذا المجال وتجديد قواعده ومعالمه، فقدّم تصوراً لأفكاره عن الرمز اللساني، والسلسلة التركيبية في اللغة الفرنسية وقاسها على اللغة الألمانية.
الجديد في الأسلوبية، وفق منهاج بالي، هو اهتمامه بالنظريات الاجتماعية والنفسية التي كانت شائعة في عصره، مثل نظريات دوركهايم Durkheim وبيرغسون Bergson، ومن هنا اختلفت الأسلوبية جوهرياً عما كان يُفهم من هذا المصطلح تقليدياً. والحقيقة أن طموحات بالي كانت تهدف إلى تأسيس لسانيات للكلام parole موازية للسانيات العامة le langage التي أنشأها سوسور وأراد تحديد الفوارق بين المفهومين والعلائق المشتركة بينهما، فاللغة عامة من حيث المبدأ ظاهرة اجتماعية تسمح بالتواصل بين الأفراد، أما الكلام la parole فيتعلق خاصة، بالحالة النفسية للفرد، وهو يعكس الانفعالات والمشاعر الحياتية، وينتج من هذا المفهوم تحديد للإبداعية: فاللغة لا تملك، من حيث الجوهر، إلا إبداعية كامنة، ووحده الكلام قادر على إظهارها والتأثير في اللغة وفي بنيتها، في جوانب ثلاثة: جانب صوتي وجانب تركيبي وجانب دلالي.
وقد ركز بالي على الطابع العاطفي للّغة، وأولى الجانب الوجداني والانفعالي للكلام وارتباطه بالقيمة والتواصل اهتماماً أكبر، وهذه هي فكرة الأسلوبية وأساسها عنده، ومهمتها تنحصر في دراسة العلاقات القائمة بين الأفكار وصيغ التعبير عنها.
يقوم نموذج بالي على تحليل اللغة وفق طريقة ذاتية أو داخلية، وهو يتطلب معرفة شاملة باللغة المدروسة.
إن الأسلوبية عند بالي، بتخلصها من جماليات الأسلوب أومعيارية القواعد، محاولة لإيجاد «لسانيات الكلام»، وهذا أمر جوهري بذاته. إنها ليست النظام التحتي لتنظيم عناصر الخطاب وتنسيقه، بل هي وجهة النظر التعبيرية مع تميزاتها البارعة التي تعطي للرموز دلالاتها المتغيرة، لكنها تحافظ مع ذلك على توازن بينها نادراً ما يكون موضع شك من قبل المتخاطبين.
أما أهم أعمال بالي فهي:
بحث في علم الأسلوب الفرنسي (1902)، والوجيز في الأسلوبية (1905) Précis de stylistique، وكتاب «الأسلوبية الفرنسية» (1909-1910) Traité de stylistique française، واللغة والحياة (1913) Le langage et la vie، واللسانيات العامة واللسانيات الفرنسية (1932) Linguistique générale et linguistique française.
وائل بركات
Bally (Charles-) - Bally (Charles-)
بالي (شارل ـ)
(1865 ـ 1947)
شارل بالي Charles Bally لغوي سويسري ولد في جنيف، ودرس فقه اللغة اليونانية ثم السنسكريتية وتلمذ لأستاذه فرديناند دي سوسور[ر] F.de Saussure، وكان واحداً من أبرز طلابه ولازمه طوال ثلاثين عاماً، ثم خلفه عام 1913 في تدريس النحو المقارن واللسانيات العامة في جامعة جنيف. ولمّا كان بالي الوريث العلمي لسوسور، فقد قام بالتعاون مع زميله سيشهاي Séchaye، بجمع محاضرات أستاذهما ونشرها عام 1916 تحت عنوان «منهج في اللسانيات العامة» Cours de linguistique générale وأضافا إليها ملاحظاتهما التي كانا يسجلانها حين كانا طالبين عنده.
خصص بالي دراسته لنيل درجة الدكتوراه في فقه اللغة اليونانية، ثم انتقل إلى تعلم السنسكريتية ودراستها، كما شارك في حلقات بحثية عن اللغة الفرنسية الحديثة، وساعدته معرفته بالألمانية والفرنسية في تطبيق آرائه الجديدة في اللسانيات الوصفية. نشر عام 1900 مقالة بيّن فيها انتماءه إلى المبادئ اللغوية السوسورية، وانتقد الإسراف في الاعتماد على اللسانيات المقارنة التاريخية، مبرزاً الدراسات الوصفية للغات وفق المنهجين: المنهج التاريخي (التطوري) diachronique والمنهج التزامني (الآني) synchronique. غير أن بالي لم يلبث أن وجه أبحاثه ودراساته الخاصة نحو حقل جديد عني به طوال حياته وهو «علم الأسلوب» la stylistique أو الأسلوبية. وصار له شأن كبير في تعميق الاهتمام في هذا المجال وتجديد قواعده ومعالمه، فقدّم تصوراً لأفكاره عن الرمز اللساني، والسلسلة التركيبية في اللغة الفرنسية وقاسها على اللغة الألمانية.
الجديد في الأسلوبية، وفق منهاج بالي، هو اهتمامه بالنظريات الاجتماعية والنفسية التي كانت شائعة في عصره، مثل نظريات دوركهايم Durkheim وبيرغسون Bergson، ومن هنا اختلفت الأسلوبية جوهرياً عما كان يُفهم من هذا المصطلح تقليدياً. والحقيقة أن طموحات بالي كانت تهدف إلى تأسيس لسانيات للكلام parole موازية للسانيات العامة le langage التي أنشأها سوسور وأراد تحديد الفوارق بين المفهومين والعلائق المشتركة بينهما، فاللغة عامة من حيث المبدأ ظاهرة اجتماعية تسمح بالتواصل بين الأفراد، أما الكلام la parole فيتعلق خاصة، بالحالة النفسية للفرد، وهو يعكس الانفعالات والمشاعر الحياتية، وينتج من هذا المفهوم تحديد للإبداعية: فاللغة لا تملك، من حيث الجوهر، إلا إبداعية كامنة، ووحده الكلام قادر على إظهارها والتأثير في اللغة وفي بنيتها، في جوانب ثلاثة: جانب صوتي وجانب تركيبي وجانب دلالي.
وقد ركز بالي على الطابع العاطفي للّغة، وأولى الجانب الوجداني والانفعالي للكلام وارتباطه بالقيمة والتواصل اهتماماً أكبر، وهذه هي فكرة الأسلوبية وأساسها عنده، ومهمتها تنحصر في دراسة العلاقات القائمة بين الأفكار وصيغ التعبير عنها.
يقوم نموذج بالي على تحليل اللغة وفق طريقة ذاتية أو داخلية، وهو يتطلب معرفة شاملة باللغة المدروسة.
إن الأسلوبية عند بالي، بتخلصها من جماليات الأسلوب أومعيارية القواعد، محاولة لإيجاد «لسانيات الكلام»، وهذا أمر جوهري بذاته. إنها ليست النظام التحتي لتنظيم عناصر الخطاب وتنسيقه، بل هي وجهة النظر التعبيرية مع تميزاتها البارعة التي تعطي للرموز دلالاتها المتغيرة، لكنها تحافظ مع ذلك على توازن بينها نادراً ما يكون موضع شك من قبل المتخاطبين.
أما أهم أعمال بالي فهي:
بحث في علم الأسلوب الفرنسي (1902)، والوجيز في الأسلوبية (1905) Précis de stylistique، وكتاب «الأسلوبية الفرنسية» (1909-1910) Traité de stylistique française، واللغة والحياة (1913) Le langage et la vie، واللسانيات العامة واللسانيات الفرنسية (1932) Linguistique générale et linguistique française.
وائل بركات