بارس (موريس)
Barrès (Maurice-) - Barrès (Maurice-)
بارِس (موريس ـ)
موريس بارِس Maurice Barrès روائي وسياسي فرنسي ولد في ناحية شارم Charmes في إقليم اللورين Lorraine بفرنسة. ومع أنه كان في الثامنة من العمر حين منيت بلاده بالهزيمة في معركة سيدان Sedan سنة 1870أمام بروسية، فإنه لم ينس أبداً ذل تلك الهزيمة.
لما أنهى دراسته الثانوية في مدينة نانسيNancy قدِم إلى باريس لدراسة الحقوق على مضض، وكان يفضل على ذلك ارتياد المنتديات الأدبية. نشر بين عامي 1888- 1891 أول ثلاثية روائية له «أمام أعين البرابرة» Sous l'oeil des barbares، و«رجل حر» Un homme libre، و«حديقة بيرينيس» Le Jardin de Bérénice رسخ فيها حب الذات الذي كان يتصف به. وبهذه الثلاثية بلغ بارِس المجد قبل بلوغه سن الثلاثين، وأطلق عليه لقب «أمير الشباب». ومع أنه كان يرتاد أوساط الرمزيين فقد ظلت كتاباته على هامش الرمزية.
وقف بارِس ثلاثيته الأخيرة «حصون الشرق» (1905-1909) Les Bastions de L'Est على حديث عن ولاء الأقاليم التي ضمتها الامبراطورية الألمانية إلى أراضيها سنة 1871. وهذه الثلاثية هي: «في خدمة ألمانية» Au service de l'Allemagne و«كوليت بودوش» Colette Baudoche و«عبقرية الراين» Le Génie du Rhin التي نادى فيها بالمصالحة بين الشباب الفرنسي والألماني وبتوجيه الجهود إلى مهام مشتركة.
إلى جانب ثلاثياته، كتب بارِس مجموعة من المؤلفات الأخرى التي تظهر مذهبه السياسي، تغلب عليها بوجه خاص، الفكرة التقليدية حول الأرض وما يضمه باطنها من أموات مشاهير يمثلون الأمجاد الغابرة. ومما يجدر ذكره أن الأرض عنده هي أرض اللورين، أرض إقليم ممزق، أرضٌ للرجال فيها جذور كما للأشجار. أما الموت فهو هوس يتردد في كثير من مؤلفاته أذكاه موت أمه ثم موت صديقه ستانيسلاس دي غويتا Stanislas de Guaita وضحايا الحرب، وأموات مقبرة شارم. كان بارِس يقول: «في الريف الفسيح وفي كل الفصول يتردد صدى نشيد الأموات في مسمعي».
استهواه الشرق فكتب «حديقة على العاصي» Un Jardin sur l'Oronte متأثراً بالوصف والخيال في «ألف ليلة وليلة»، وقد حلم في نهاية حياته بإلغاء الحواجز بين فرنسة وألمانية وبين الشرق والغرب.
إن المؤلفات السياسية والأدبية عند بارِس يفسر بعضها بعضاً، ويمكن أن يحصى في كتاباته عدد من الأفكار الأساسية مثل الإخلاص للماضي وتمجيد الطاقات الذاتية منها والوطنية، كل ذلك إلى جانب حب الأرض والتمسك بها.
محمد نبيل النحاس