اشهر مصوري الأزياء في العالم باتريك ليتشفيلد
رغم شهرته العالمية كمصور فوتوغرافي للقطات الوجهية وللأزياء ، يعمل باتريك ليتشفيلد
- مصور الشهر - على إلتقاط أنواع مختلفة من الصور الدعائية والصحفية في أكثر من منطقة متباعدة من العالم .
على جدران غرفة تقع فوق استديو باتريك ليتشفيلد في لندن ، نجد عدداً من الإطارات وقد علقت فيها طبعات بولارويد ، لصورة المفضلة ، كل من هذه الاطارات يمثل عمل سنة : ولمحة واحدة على هذه المجموعة تعطينا فكرة عن مجال التصوير الفوتوغرافي بالغ الإتساع عنده وتفاوت الناس الذين يعمل معهم .
يقول ليتشفيلد :
- يستحيل على ان اتذكر كل الأعمال التي قمت بها ولكنني عندما انظر الى اللوحات أستطيع رؤيتها على الفور . توجد على سبيل المثال تجهيزة عرض ازياء في فوغ ، وأعمال صحفية لمنشورتي . كوزمو . و . السائداي تايمز الأوستراليتين ، وأول عمل لي حول
- بارباري - في برازيليا ، ولقطة وجهية للأميرة أن ، وبعض الأعمال التجارية لـ ، جونسون بيبي باودر ، . وصابون ، لوكس ، مع جين سيمور وديفيد نيفن وعمر الشريف وغاري كوبر ، ..
و ... لانهاية للسلسلة التي يستعرضها على الرغم من أن 90 في المئة تقريباً من أعمال ليتشفيلد هي تجارية الآن - إعلانات على سبيل المثال - ما زال متعلقا بالأعمال التحريرية لأنه يعطي قيمة كبيرة التنوع في تصويره .
ويقول في هذا الصدد . اعرف مصوراً فوتوغرافيا أو اثنين يقومان بأي عمل إلا أخذ لقطات لصور تطبع على علب مستحضرات التجميل ولقطات حياة ساكنة ... ولو تصرفت مثلهما ، لأصابني
الجنون !
على أن العمل التحريري لسوء الحظ نادراً ما يحقق عائدات محترمة لذلك لا يستطيع ليتشفيلد أن يعمل بالقدر الذي يريده في هذا المضمار والمزيج النموذجي بالنسبة اليه هو تقسيم وقته حيث يصرف 40 في المائة من هذا الوقت تقريباً على كل من الأعمال التجارية والتحريرية ، و 30 بالمائة على صوره الخاصة وهو يقول :
- العمل التجاري مفيد للغاية لأنه متطلب جدا وقد يحدث ببعض الأعمال قصيرة الأمد التي يجري تكليفك بتحقيقها أن تبدو مستحيلة من الناحية التقنية مع ذلك يبقى أن التركيز على العمل التجاري لا يعني فقدان الحرية الابداعية تماماً .
ومما يؤكد ذلك أن ليتشفيلد حقق عدداً من الروزنامات الفاتنة التي حازت على جوائز خصوصاً عندما أعطي الكثير من الحرية التحريرية فحيث أن الروزنامات على وجه العموم هي مواد يجري إعدادها لإحاطة شيء بالاعتبار والقيمة تحتاج الى مقدار كبير من التخطيط التمهيدي ، ويرى ليتشفيلد أن هناك عدداً من العناصر التي تسهم بانتاج سلسلة من اللقطات الناجحة لروزنامة :
- أولها جميعاً أن تحصل على نماذج جيدة جداً . وعليك كذلك أن تعمل مسبقاً على التخطيط للقطة بعناية .
والأمر التالي أنه على الصور النهائية أن تثير العواطف بشكل معتدل ، ولكن ليس بشكل يبالغ بالإثارة أو العدائية .
يعمل المصور والمدير الفني للزبون بصورة عامة على التفكير بموضوع يربط الصور كلها معاً ويعطي الروزنامة مظهراً مميزاً ، فقد دار موضوع إحدى الروزنامات حول « ذهب مع الريح ، التي تدور أحداثها في أعماق جنوب الولايات المتحدة ، فان بليتشفيلد يلتقط كل الصور هناك .
حين يتخذ قرار من هذا النوع يجتمع ليتشفيلد والمدير الفني ومصمم الأزياء لتحديد الثياب التي سترتديها النماذج . ذلك أنه حتى لو كانت هذه الثياب ضئيلة إلى أقل قدر ، لا بد ان تكون مناسبة كلياً .
ومتى تم الانتهاء من القرار المتعلق بتصميم الثياب ، يبدأ ليتشفيلد والمدير الفني حنيذاك بمناقشة الأفكار لكل صورة فردية ، إنطلاقاً رسوم تحضيرية بعدها المدير الفني .
ويقول ليتشفيك معلقا :
ً - أعمل على هذه الأفكار مشاركة مع المدير الفني ، وعادة ما نتشاحن بصددها كالمجانين على أن الصور الأفضل غالباً ما تأتي من هكذا علاقة متشنجة الى حد ما .
تحتاج المهام من هذا القبيل الى فريق كبير وذلك أن التحضير والتخطيط الدقيقين حيويان للغاية وفي مواقع اجنبية غريبة على وجه الخصوص حيث للوقت والتكاليف أهمية استثنائية .
من هنا . وبالنسبة للتحضير والتخطيط اللازم لهذا العمل كله يستخدم باتريك ليتشفيلد هيئة عمل مؤلفة من مساعدين إثنين - يعملان معه لوقت كامل ، الى جانب سائق وسكرتيرة في الاستديو الخاص به في لندن وهو يعطي هؤلاء قيمة كبيرة طالما أنه سيستفيد كثيراً عندما يستطيع الاعتماد على مساعدين يعرفون طريقة عمله كل المعرفة وعندما يسافر لإنجاز مهمة من هذا القبيل قد يعمد ليتشفيلد الى أخذ مجموعتي أجهزة كاملتين معه فعند العمل على بنيات كبيرة يقوم تجيهزه المعياري على كاميرتي هاسيلبلاد يستخدمهما لعمل الاستديو كذلك فهو يمتلك كاميرتين إذا ، وأربع مقصورات ( magazines ) وأربع عدسات - عدسات ال 40 و 80 و 100 و 350 ملم - ولديه ظهر - بولارويد ، ايضاً وهو يعتبر ، البولارويد . أكثر اختراعات التصوير الفوتوغرافي أهمية منذ الحرب ، لأنها تسمح للمصور أن يجري كشفا فوريا على تأثير لقطة معينة حيث تظهر الاخطاء مهما كانت قبل بدء الالتقاط الجـدي وقد حدث مع - البولارويد . في بعض الأحيان أن أنقذ المصور من مصائب كثيرة التكاليف .
عندما لا يحتاج الى بنية كبيرة يفضل ليتشفيلد أن يعمل بكاميرات ، أوليمباس . . حيث يصطحب معه أربع كاميرات ذات لفافات أوتوماتيكية إلى جانب عدد مختلف من العدسات تتراوح بين 24 ملم و ۶۰۰ ملم لتناسب مهمته وهو لا يحب عدسة ال 50 ملم المعيارية وعدسات الزاوية بالغة الإتساع فاذا كان مجال اختياره محدوداً ، عادة ما يستعين بعدسة زوم 75 - 150 متعددة الاستخدامات بالنسبة للمرشحات فان ليتشفيلد يفضل إستخدامها بعد الاختيار منها بدقة .
يقول في هذا الصدد - أهدف الى استخدام المرشحات دون معرفة الناس بذلك ، وأنا أكره مبالغة الناس باستخدامها ، الا انني استعين أنا نفسي بمرشحات تصحيحية فنحن نختبر أفلامنا كلما كان هذا ممكناً . فاذا لم يعجبني اللون اغيره ... ذلك أنني لا أحب البشرة الزرقاء فأميل الى استخدام مرشحات حارة .
هكذا هم المصورون الفـوتـوغـرافيـون المحترفون ، جميعهم يهتمون جدا بالتمثل اللوني الدقيق ويبذلون الكثير من الجهود لتأكيد الحصول على نتائج جيدة من كل فيلم ليتشفيلد هو واحد من هؤلاء فمع فيلم اكتاكروم ، مثلا ، يصنع . اختباراً على مقصوصة .. معنى هذا ببساطة هو تعريض بضعة اطارات مقصوصة في بداية الفيلم وفحص النتائج المظهرة حينذاك يعرف التعديلات التي ينبغي القيام بها لتاكيد ظهور لون جيد .
ولسوء الحظ لا يمكن إجراء هذا الاختبار مع فیلم کوداکروم ٢٥ - ، وعلى الرغم من ان هذا الفيلم يعطي لوناً رائعاً لا يكثر ليتشفيلك من استخدامه بقدر ما يحب هذا الى جانب أنه فيلم بطيء نسبيا ويحتاج الى ركيزة ثلاثية الأرجل يجدها معيقة للصور الوجهية داخل الاستديو من هنا ، وعلى الرغم من يلقم الأوليمباس بكوداكروم ٢٥ أثناء التواجد في موقع عمل كثيراً ما يستخدم فيلم اكتاكروم احترافي في الاستديو
هذا ، وعلى الرغم من أن نسبة الأبيض والأسود في أعمال ليتشفيلد هبطت على مر السنوات ، يفضل لو يعمل بمزيد من الأبيض والأسود ، وهو يقول :
ـ أخذ لقطاني الذاتية بالأبيض والأسود مع جميع الوجهيات الخاصة التي احققها على صعيد آخر ، حصل ليتشفيلد على شهرة يستحقها من خلال صور الأشخاص التي يلتقطها ، لمشاهير ولأناس عاديين ، ويعود بعض الفضل في نجاحه الى اسنوبه السهل والبعيد عن الانطواء الذاتي فهو مثله مثل الكثيرين من مصوري الأشخاص المجيدين بارع في ترك الناس بأوضاع مرتاحة ويساعدهم على الإسترخاء ، ذلك أن ليتشفيلد يحب تصوير الناس وهم في أفضل حالاتهم فعند تصوير النساء على سبيل المثال ، يفضل تصويرهن من الأعلى إلى حد ما بحيث تظهر وجوههن على شكل قلوب .
حول ذلك يقول :
- عندما أصور نساء جميلات أو لقطات رأس داخل الاستديو لا أكثر من استخدام الركيزة ثلاثية الأرجل إذ احب ان اتمكن من القفز إلى الأعلى أو الهبوط الى الأسفل ، حتى استطيع تصوير الناس من زوايا مختلفة متعددة .
هذه المقدرة على الحركة ساعدته في يوم من الأيام على مواجهة ظروف مناسبة شبه رسمية وهو يصور دوق ودوقة ويندسور ، قال : - كنت واقفا على كرسي أحاول الحصول على بعض اللقطات ، الا انهما لم يبديا تجاوبا معي فأخذت أقفز صعودا وهبوطاً في مواجهتهما . وهكذا غرقا بالضحك ، ولم يتوقفا عنه .
فحصلت على اللقطات التي أردتها .
على الرغم من أن ليتشفيلد يبدع في الصور الوجهية ما زال هذا النوع من التصوير الفوتوغرافي يمثل نسبة ضئيلة من أعماله ، ذلك أن معظم العمل الذي ينفذه في موقعه هو تصوير الأزياء الذي يشكل تقريباً نصف أعماله التجارية والى جانب عمله لمجلتي - هاربرز - و و فوغ ، في بريطانيا ، يعمل كذلك لمجلات تنشر في بلدان أخرى أمثال إيطاليا والولايات المتحدة واوستراليا ، وللعديد من شركات ووكالات اعلان تتعاطى إعلانات حول الأزياء . بناء على خلفيته الارستقراطية وشهرته كثيراً ما يطلب من ليتشفيلد انجاز أعمال دعائية لأسباب متعددة ضمنها مقدرة الزبون هكذا على استغلال إسمه - اسم ليتشفيلد ـ وهو ينفر من ذلك ، الا أن ما يفضله أكثر من هذا بكثير فهو أن يطلب منه انجاز عمل لا يظهر اسمه عليه . . اذ يثبت هذا أنه استخدم كمصور فوتوغرافي .
خلفيته الارستقراطية هذه لم تساعده الا قليلا عندما بدأ العمل كمصور فوتوغرافي . ففي الستينيات لم يكن للتصوير الفوتوغرافي هذه الأهمية التي ينعم بها الآن ، كما أن عائلته لم تدعمه عندما أعلن عن عزمه التحول الى مصور فوتوغرافي بل حرموه من الميراث قائلين أن علیه تدبیر اموره بنفسه .
وهكذا بدأ مهنته كمساعد لمصور فوتوغرافي يعمل في حال الاعلانات . معيلا نفسه بمدخول ضئيل . وظل طيلة السنوات الثلاث الأولى يقارع متطلبات الحياة بصعوبة .
ثم بدأت احواله تتحسن عندما بدأ يعمل وحده الا أن قفزته الكبرى تحققت عندما نجح بتوقيع عقد مع مجلة ، فوغ الأميركية ، وكان للمجلة رئيسة تحرير تدعى فريلاند ويرغب الجميع أن يعملوا معها لتمتعها بشهرة رائعة ، وقد اجرت معه مقابلة في باريس وسألته عن الرجل الذي يرتدي أفضل الثياب في العالم - أجابها أنا » وكان ردها أنها اعجبت بثقته بنفسه ولكنها تريد الحقيقة فعبر لها عن ظنه أن هذا الرجل هو دوق ويندسور فقالت . إذهب وصوره ، ثم لاقيني هنا عند الساعة السادسة مساء الغد مع عشر صور ۸ × ۱۰ بوصة ولما عاد بصوره إليها كان تعليقها الوحيد هو أنا معجبة باسلوبك .
ثم وقعت عقداً معه كان العمل مع « فوغ ، هو ذروة النجاح بالنسبة لليتشفيلد في الستينيات حيث قال كانت الستينيات عصراً فريداً جداً .. لا أبالي بما يقوله عنه الناس ، حيث يزداد هذا العصر استثنائية مع مرور الزمن حسبما يبدو . .
ويتابع :
ـ كان ذلك العصر ممتعاً ومثيراً جداً للجميع ولكنني لا أظن أن ذلك بالغ في إفساد أحد . بل أدركنا جميعنا مدى الحظ الذي هبط علينا فان تكون مصوراً فوتوغرافياً حينذاك فهذا يعني الانطلاق في حياة فريدة كنت واحداً من أولئك الاشخاص المحظوظين الذين ظهروا في تلك الفترة ـ في الستينيات - كان تحقيق النجاح اسهل كثيراً من تحقيقه الآن ، فالوقت سيء جداً بالنسبة لمن يبدأون اليوم ، حيث لا يمر يوم الا وتردنا رسائل من أشخاص يسعون للعمـل كمساعدين هؤلاء لا أحاول الحط من عزائمهم . ولكنني احذرهم من أن المهنة ليست كلها واحات و إثارة فهم ينظرون الى الأمر على أنه أشبه بالتواجد على شاطيء ما بينما السعادة في يد و الكاميرا في اليد الأخرى ولا يدركون أنك تقضي وقتك كله في جري دائم ، وإذا لم تفعل ذلك سوف تبقى في الظلام .
رغم شهرته العالمية كمصور فوتوغرافي للقطات الوجهية وللأزياء ، يعمل باتريك ليتشفيلد
- مصور الشهر - على إلتقاط أنواع مختلفة من الصور الدعائية والصحفية في أكثر من منطقة متباعدة من العالم .
على جدران غرفة تقع فوق استديو باتريك ليتشفيلد في لندن ، نجد عدداً من الإطارات وقد علقت فيها طبعات بولارويد ، لصورة المفضلة ، كل من هذه الاطارات يمثل عمل سنة : ولمحة واحدة على هذه المجموعة تعطينا فكرة عن مجال التصوير الفوتوغرافي بالغ الإتساع عنده وتفاوت الناس الذين يعمل معهم .
يقول ليتشفيلد :
- يستحيل على ان اتذكر كل الأعمال التي قمت بها ولكنني عندما انظر الى اللوحات أستطيع رؤيتها على الفور . توجد على سبيل المثال تجهيزة عرض ازياء في فوغ ، وأعمال صحفية لمنشورتي . كوزمو . و . السائداي تايمز الأوستراليتين ، وأول عمل لي حول
- بارباري - في برازيليا ، ولقطة وجهية للأميرة أن ، وبعض الأعمال التجارية لـ ، جونسون بيبي باودر ، . وصابون ، لوكس ، مع جين سيمور وديفيد نيفن وعمر الشريف وغاري كوبر ، ..
و ... لانهاية للسلسلة التي يستعرضها على الرغم من أن 90 في المئة تقريباً من أعمال ليتشفيلد هي تجارية الآن - إعلانات على سبيل المثال - ما زال متعلقا بالأعمال التحريرية لأنه يعطي قيمة كبيرة التنوع في تصويره .
ويقول في هذا الصدد . اعرف مصوراً فوتوغرافيا أو اثنين يقومان بأي عمل إلا أخذ لقطات لصور تطبع على علب مستحضرات التجميل ولقطات حياة ساكنة ... ولو تصرفت مثلهما ، لأصابني
الجنون !
على أن العمل التحريري لسوء الحظ نادراً ما يحقق عائدات محترمة لذلك لا يستطيع ليتشفيلد أن يعمل بالقدر الذي يريده في هذا المضمار والمزيج النموذجي بالنسبة اليه هو تقسيم وقته حيث يصرف 40 في المائة من هذا الوقت تقريباً على كل من الأعمال التجارية والتحريرية ، و 30 بالمائة على صوره الخاصة وهو يقول :
- العمل التجاري مفيد للغاية لأنه متطلب جدا وقد يحدث ببعض الأعمال قصيرة الأمد التي يجري تكليفك بتحقيقها أن تبدو مستحيلة من الناحية التقنية مع ذلك يبقى أن التركيز على العمل التجاري لا يعني فقدان الحرية الابداعية تماماً .
ومما يؤكد ذلك أن ليتشفيلد حقق عدداً من الروزنامات الفاتنة التي حازت على جوائز خصوصاً عندما أعطي الكثير من الحرية التحريرية فحيث أن الروزنامات على وجه العموم هي مواد يجري إعدادها لإحاطة شيء بالاعتبار والقيمة تحتاج الى مقدار كبير من التخطيط التمهيدي ، ويرى ليتشفيلد أن هناك عدداً من العناصر التي تسهم بانتاج سلسلة من اللقطات الناجحة لروزنامة :
- أولها جميعاً أن تحصل على نماذج جيدة جداً . وعليك كذلك أن تعمل مسبقاً على التخطيط للقطة بعناية .
والأمر التالي أنه على الصور النهائية أن تثير العواطف بشكل معتدل ، ولكن ليس بشكل يبالغ بالإثارة أو العدائية .
يعمل المصور والمدير الفني للزبون بصورة عامة على التفكير بموضوع يربط الصور كلها معاً ويعطي الروزنامة مظهراً مميزاً ، فقد دار موضوع إحدى الروزنامات حول « ذهب مع الريح ، التي تدور أحداثها في أعماق جنوب الولايات المتحدة ، فان بليتشفيلد يلتقط كل الصور هناك .
حين يتخذ قرار من هذا النوع يجتمع ليتشفيلد والمدير الفني ومصمم الأزياء لتحديد الثياب التي سترتديها النماذج . ذلك أنه حتى لو كانت هذه الثياب ضئيلة إلى أقل قدر ، لا بد ان تكون مناسبة كلياً .
ومتى تم الانتهاء من القرار المتعلق بتصميم الثياب ، يبدأ ليتشفيلد والمدير الفني حنيذاك بمناقشة الأفكار لكل صورة فردية ، إنطلاقاً رسوم تحضيرية بعدها المدير الفني .
ويقول ليتشفيك معلقا :
ً - أعمل على هذه الأفكار مشاركة مع المدير الفني ، وعادة ما نتشاحن بصددها كالمجانين على أن الصور الأفضل غالباً ما تأتي من هكذا علاقة متشنجة الى حد ما .
تحتاج المهام من هذا القبيل الى فريق كبير وذلك أن التحضير والتخطيط الدقيقين حيويان للغاية وفي مواقع اجنبية غريبة على وجه الخصوص حيث للوقت والتكاليف أهمية استثنائية .
من هنا . وبالنسبة للتحضير والتخطيط اللازم لهذا العمل كله يستخدم باتريك ليتشفيلد هيئة عمل مؤلفة من مساعدين إثنين - يعملان معه لوقت كامل ، الى جانب سائق وسكرتيرة في الاستديو الخاص به في لندن وهو يعطي هؤلاء قيمة كبيرة طالما أنه سيستفيد كثيراً عندما يستطيع الاعتماد على مساعدين يعرفون طريقة عمله كل المعرفة وعندما يسافر لإنجاز مهمة من هذا القبيل قد يعمد ليتشفيلد الى أخذ مجموعتي أجهزة كاملتين معه فعند العمل على بنيات كبيرة يقوم تجيهزه المعياري على كاميرتي هاسيلبلاد يستخدمهما لعمل الاستديو كذلك فهو يمتلك كاميرتين إذا ، وأربع مقصورات ( magazines ) وأربع عدسات - عدسات ال 40 و 80 و 100 و 350 ملم - ولديه ظهر - بولارويد ، ايضاً وهو يعتبر ، البولارويد . أكثر اختراعات التصوير الفوتوغرافي أهمية منذ الحرب ، لأنها تسمح للمصور أن يجري كشفا فوريا على تأثير لقطة معينة حيث تظهر الاخطاء مهما كانت قبل بدء الالتقاط الجـدي وقد حدث مع - البولارويد . في بعض الأحيان أن أنقذ المصور من مصائب كثيرة التكاليف .
عندما لا يحتاج الى بنية كبيرة يفضل ليتشفيلد أن يعمل بكاميرات ، أوليمباس . . حيث يصطحب معه أربع كاميرات ذات لفافات أوتوماتيكية إلى جانب عدد مختلف من العدسات تتراوح بين 24 ملم و ۶۰۰ ملم لتناسب مهمته وهو لا يحب عدسة ال 50 ملم المعيارية وعدسات الزاوية بالغة الإتساع فاذا كان مجال اختياره محدوداً ، عادة ما يستعين بعدسة زوم 75 - 150 متعددة الاستخدامات بالنسبة للمرشحات فان ليتشفيلد يفضل إستخدامها بعد الاختيار منها بدقة .
يقول في هذا الصدد - أهدف الى استخدام المرشحات دون معرفة الناس بذلك ، وأنا أكره مبالغة الناس باستخدامها ، الا انني استعين أنا نفسي بمرشحات تصحيحية فنحن نختبر أفلامنا كلما كان هذا ممكناً . فاذا لم يعجبني اللون اغيره ... ذلك أنني لا أحب البشرة الزرقاء فأميل الى استخدام مرشحات حارة .
هكذا هم المصورون الفـوتـوغـرافيـون المحترفون ، جميعهم يهتمون جدا بالتمثل اللوني الدقيق ويبذلون الكثير من الجهود لتأكيد الحصول على نتائج جيدة من كل فيلم ليتشفيلد هو واحد من هؤلاء فمع فيلم اكتاكروم ، مثلا ، يصنع . اختباراً على مقصوصة .. معنى هذا ببساطة هو تعريض بضعة اطارات مقصوصة في بداية الفيلم وفحص النتائج المظهرة حينذاك يعرف التعديلات التي ينبغي القيام بها لتاكيد ظهور لون جيد .
ولسوء الحظ لا يمكن إجراء هذا الاختبار مع فیلم کوداکروم ٢٥ - ، وعلى الرغم من ان هذا الفيلم يعطي لوناً رائعاً لا يكثر ليتشفيلك من استخدامه بقدر ما يحب هذا الى جانب أنه فيلم بطيء نسبيا ويحتاج الى ركيزة ثلاثية الأرجل يجدها معيقة للصور الوجهية داخل الاستديو من هنا ، وعلى الرغم من يلقم الأوليمباس بكوداكروم ٢٥ أثناء التواجد في موقع عمل كثيراً ما يستخدم فيلم اكتاكروم احترافي في الاستديو
هذا ، وعلى الرغم من أن نسبة الأبيض والأسود في أعمال ليتشفيلد هبطت على مر السنوات ، يفضل لو يعمل بمزيد من الأبيض والأسود ، وهو يقول :
ـ أخذ لقطاني الذاتية بالأبيض والأسود مع جميع الوجهيات الخاصة التي احققها على صعيد آخر ، حصل ليتشفيلد على شهرة يستحقها من خلال صور الأشخاص التي يلتقطها ، لمشاهير ولأناس عاديين ، ويعود بعض الفضل في نجاحه الى اسنوبه السهل والبعيد عن الانطواء الذاتي فهو مثله مثل الكثيرين من مصوري الأشخاص المجيدين بارع في ترك الناس بأوضاع مرتاحة ويساعدهم على الإسترخاء ، ذلك أن ليتشفيلد يحب تصوير الناس وهم في أفضل حالاتهم فعند تصوير النساء على سبيل المثال ، يفضل تصويرهن من الأعلى إلى حد ما بحيث تظهر وجوههن على شكل قلوب .
حول ذلك يقول :
- عندما أصور نساء جميلات أو لقطات رأس داخل الاستديو لا أكثر من استخدام الركيزة ثلاثية الأرجل إذ احب ان اتمكن من القفز إلى الأعلى أو الهبوط الى الأسفل ، حتى استطيع تصوير الناس من زوايا مختلفة متعددة .
هذه المقدرة على الحركة ساعدته في يوم من الأيام على مواجهة ظروف مناسبة شبه رسمية وهو يصور دوق ودوقة ويندسور ، قال : - كنت واقفا على كرسي أحاول الحصول على بعض اللقطات ، الا انهما لم يبديا تجاوبا معي فأخذت أقفز صعودا وهبوطاً في مواجهتهما . وهكذا غرقا بالضحك ، ولم يتوقفا عنه .
فحصلت على اللقطات التي أردتها .
على الرغم من أن ليتشفيلد يبدع في الصور الوجهية ما زال هذا النوع من التصوير الفوتوغرافي يمثل نسبة ضئيلة من أعماله ، ذلك أن معظم العمل الذي ينفذه في موقعه هو تصوير الأزياء الذي يشكل تقريباً نصف أعماله التجارية والى جانب عمله لمجلتي - هاربرز - و و فوغ ، في بريطانيا ، يعمل كذلك لمجلات تنشر في بلدان أخرى أمثال إيطاليا والولايات المتحدة واوستراليا ، وللعديد من شركات ووكالات اعلان تتعاطى إعلانات حول الأزياء . بناء على خلفيته الارستقراطية وشهرته كثيراً ما يطلب من ليتشفيلد انجاز أعمال دعائية لأسباب متعددة ضمنها مقدرة الزبون هكذا على استغلال إسمه - اسم ليتشفيلد ـ وهو ينفر من ذلك ، الا أن ما يفضله أكثر من هذا بكثير فهو أن يطلب منه انجاز عمل لا يظهر اسمه عليه . . اذ يثبت هذا أنه استخدم كمصور فوتوغرافي .
خلفيته الارستقراطية هذه لم تساعده الا قليلا عندما بدأ العمل كمصور فوتوغرافي . ففي الستينيات لم يكن للتصوير الفوتوغرافي هذه الأهمية التي ينعم بها الآن ، كما أن عائلته لم تدعمه عندما أعلن عن عزمه التحول الى مصور فوتوغرافي بل حرموه من الميراث قائلين أن علیه تدبیر اموره بنفسه .
وهكذا بدأ مهنته كمساعد لمصور فوتوغرافي يعمل في حال الاعلانات . معيلا نفسه بمدخول ضئيل . وظل طيلة السنوات الثلاث الأولى يقارع متطلبات الحياة بصعوبة .
ثم بدأت احواله تتحسن عندما بدأ يعمل وحده الا أن قفزته الكبرى تحققت عندما نجح بتوقيع عقد مع مجلة ، فوغ الأميركية ، وكان للمجلة رئيسة تحرير تدعى فريلاند ويرغب الجميع أن يعملوا معها لتمتعها بشهرة رائعة ، وقد اجرت معه مقابلة في باريس وسألته عن الرجل الذي يرتدي أفضل الثياب في العالم - أجابها أنا » وكان ردها أنها اعجبت بثقته بنفسه ولكنها تريد الحقيقة فعبر لها عن ظنه أن هذا الرجل هو دوق ويندسور فقالت . إذهب وصوره ، ثم لاقيني هنا عند الساعة السادسة مساء الغد مع عشر صور ۸ × ۱۰ بوصة ولما عاد بصوره إليها كان تعليقها الوحيد هو أنا معجبة باسلوبك .
ثم وقعت عقداً معه كان العمل مع « فوغ ، هو ذروة النجاح بالنسبة لليتشفيلد في الستينيات حيث قال كانت الستينيات عصراً فريداً جداً .. لا أبالي بما يقوله عنه الناس ، حيث يزداد هذا العصر استثنائية مع مرور الزمن حسبما يبدو . .
ويتابع :
ـ كان ذلك العصر ممتعاً ومثيراً جداً للجميع ولكنني لا أظن أن ذلك بالغ في إفساد أحد . بل أدركنا جميعنا مدى الحظ الذي هبط علينا فان تكون مصوراً فوتوغرافياً حينذاك فهذا يعني الانطلاق في حياة فريدة كنت واحداً من أولئك الاشخاص المحظوظين الذين ظهروا في تلك الفترة ـ في الستينيات - كان تحقيق النجاح اسهل كثيراً من تحقيقه الآن ، فالوقت سيء جداً بالنسبة لمن يبدأون اليوم ، حيث لا يمر يوم الا وتردنا رسائل من أشخاص يسعون للعمـل كمساعدين هؤلاء لا أحاول الحط من عزائمهم . ولكنني احذرهم من أن المهنة ليست كلها واحات و إثارة فهم ينظرون الى الأمر على أنه أشبه بالتواجد على شاطيء ما بينما السعادة في يد و الكاميرا في اليد الأخرى ولا يدركون أنك تقضي وقتك كله في جري دائم ، وإذا لم تفعل ذلك سوف تبقى في الظلام .
تعليق