للأسف سكت الكلام للشّاعر البديع محمّد محمّد رسلان

و ارتفع الأنين على مساحة الحاجة ..
لا شيء يكترث للصمت لأنه كما يقولون هو الإشارة عن الرضا و الدليل القاطع على الخضوع و الخنوع لتهمة الأمر الواقع..
بل الطامّة تلك أنّ في جيوب ألسنتنا ما لا يستطيع الكلام البوح به و التعبير عنه!!
سكت الكلام و علَت حناجر الخوف راكعة لِما ليس باللسان حيلة.
مَن يشتري منّي لساني ؟
فما عدت بحاجة إلى عصا تجلد روحي قهراً و تلعق أكتاف العراة!!!.
سكت الكلام و ابتُلعتِ الألسنة
لذا سأحاول ترقيع فمي بفوهة بركان..و أرسم فوق الفوهة لساناً طويلاً صارخاً لعلّه يعبّر بمزيد من الصمت عمّ داخل صمتي!!
سكت الكلام
و انسابت الحناجر تعلن عصيانها على قارعة السراب..
من يستطع أن يحمل وزر رمال المجرّة!!
ليس إلا صمتٌ استأثر الرقص على مشانق الكلمات ، و بعضَنا المكبوت !.
سكت الكلام و استحلّ التعجّبُ الأفواهَ و بريقَ العيون !!
و شلّتْ سياطُ الجّلاد الحروفَ ..
نخّتِ الأقلام.
سكت الكلام لأننا تربّينا على أنّ ربطة العنق أطول من اللسان!!
لأن اليد العليا استطاعت أن تقتلع الكلمات من الحناجر..
سكت الكلام..
و لأن الخبز مقابل الكلام..
سكت الكلام .
م.رسلان..