ما هو لون الثياب الأكثر جذباً للانتباه؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو لون الثياب الأكثر جذباً للانتباه؟

    سمعنا جميعًا عن جاذبية السيدات اللائي يرتدين الثياب الحمراء. ولكن، هل يقتصر جذب الانتباه على لون الثياب أم يوجد عامل آخر؟ فنحن لن نلاحظ كل من يرتدي درجات الأحمر، أليس كذلك؟ تجيبنا بعض الأبحاث عن هذا السؤال.




    عند تقييم الشخصية، فالألوان مفتاح!


    بحث آدم بازدا وكريستوفر ثورستنسون في كيف يرى الناسُ الغرباءَ اعتمادًا على ألوان ثيابهم. ولمعرفتهما بتأثير الألوان في الأداء النفسي، حقق الباحثان في كيفية تأثير لون الثياب في تحليل المرء، مع أخذ سمات الشخصية الخمسة (Big Five) بعين الاعتبار. عرّف الباحثون الصباغ اللوني بأنه: لون منطقة يُقيَّم سطوعها بالنسبة إلى منطقة مضيئة مماثلة بيضاء أو عالية السطوع.

    استعمل الباحثان اللون الأحمر مثالًا، وميزا بين الألوان ذات الصبغة الحمراء التي تختلف في تدرجات صفاء اللون بين الألوان التالية:
    • عديم اللون أي رمادي بالكامل.
    • الأحمر الباهت مثل أحمر نانتوكيت، وهو معتدل الشدة.
    • الأحمر الشديد مثل لون سيارة الإطفاء الحمراء.

    وجدا أن الأشخاص الذين يرتدون ملابس ذات ألوان عالية الصفاء أو من يحيطون أنفسهم بها أعطوا عن أنفسهم انطباعًا بأنهم أكثر انفتاحًا واجتماعيةً ممن يرتدون ثيابًا باهتة أو يحيطون أنفسهم بها. ساهم بحثهم في فهم تأثير درجة صباغ الثياب عندما يراها رجلٌ أو امرأة. أشارت التحاليل التجميعية -التحاليل البعدية أو التلوية- إلى أن الثياب ذات الأصبغة الشديدة عززت انطباع المقيّمين بانفتاح شخصيات مرتدي تلك الألوان واجتماعيتها، ولكنها من جهة أخرى لم تدعم ميزات كالضمير الحي والتوافق والاستقرار العاطفي.




    اللوحة اللونية والشخصية


    على ما يبدو، لاختيار لون الثياب تأثير كبير في الصعيدين الشخصي والمهني. يعرف الباحثون أن دخول عالم الأعمال يحتاج إلى الاهتمام بانتقاء ألوان الثياب. تُعد الشخصية جزءًا مهمًا في الكثير من فرص العمل، وإذا تمكنا من معرفة تأثير ألوان الثياب في الأمر، فسنضع استراتيجية للثياب وفق معرفتنا. مثلًا، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الأكثر اندفاعًا يصلحون أكثر للعمل في مجالات التسويق وخدمة الزبائن، لهذا اقترحوا أن يرتدي الأشخاص الذين يتقدمون إلى فرص عمل كهذه ثيابًا بألوان أكثر سطوعًا وصفاءً عند مقابلاتهم إذ سيبدون أكثر اجتماعيةً.

    بالانتقال من المهنية إلى الشخصية، يقترح الباحثون أيضًا أن تطبيقات المواعدة عبر الإنترنت تجذب شخصيات متشابهة من طريق اختيار الملابس المتماثلة في اللون. أيمكن أن يكون الأمر بهذه السهولة؟ لا شك في أن الأمر يستحق المحاولة.
    الحزن أم العصبية؟ تأثير الألوان في العواطف


    اكتشف الباحثون أيضًا كيف أن رؤية ألوان مختلفة تؤثر في مزاجنا. بحث العالمان ليزا ويلمز ودانيال أوبرفليد في تأثير 3 عوامل لونية في المزاج: اللون والإشباع والسطوع. فميزوا بين الألوان: الأزرق والأخضر والأحمر، وقيم الإشباع: منخفض ومتوسط وعال، والسطوع: مظلم ومتوسط ومشرق، وعرضوا 27 لونًا صافيًا باستعمال عارض (LED)، و3 ألوان غير صافية.

    بعد إظهار الألوان 30 ثانية، عبّر المشاركون عن شعورهم بالإثارة أو الاستقرار العاطفي، وقِيس معدل ضربات القلب وناقلية الجلد باستمرار. وعند تقييم المشاركين لمشاعرهم، ارتبطت الألوان المشعة والزاهية بزيادة الإثارة. ووجدوا أيضًا أن تأثير اللون في الإثارة يزداد من الأزرق فالأخضر ثم الأحمر.




    اكتشف الباحثان أن أعلى درجات الاستقرار العاطفي وُجدت عند عرض الألوان الزاهية والمشبعة، بمقارنة قيم إشباع اللون نفسه وسطوعه. وبالنظر إلى الإثارة الجسدية، لاحظ الباحثان أن الألوان غير الصافية سببت تباطؤًا طفيفًا في معدل ضربات القلب، في حين حفزته الألوان الصافية مسببةً تسارعها.

    بجمع تلك النتائج توصل الباحثان إلى أن تأثير الألوان لا ينبع فقط من اللون نفسه (أخضر أو أحمر..)، بل إن خواص تلك الألوان أيضًا تؤثر في المشاعر، مثل درجة إشباعها وسطوعها.

    فيمَ يفيدنا ذلك عندما نريد طلاء الحائط أو اختيار ألوان الأثاث؟ وفقًا لمؤلفي الدراسة والدراسات الشبيهة، وحتى للمتخصصين في مجالات أخرى كالديكور، غالبًا ما يضع الناس افتراضات عن تأثير اللون في العاطفة. ومن المهم معرفة الاختلافات الدقيقة بين تلك التأثيرات.

    ولكن ما هو أكثر لون مغر؟ وجد ويلمز وأوبرفليد أنه بعد ضبط الإشباع والسطوع كان الأحمر هو اللون الأكثر إثارة، يتبعه الأخضر ثم الأزرق. أما الرمادي فكان الأقل إثارة.




    لاحظ الباحثان أن لبياناتهما فائدة في استخدام اللون في سياق التصميم التطبيقي، وكذلك في توظيف الألوان لخلق حالة مزاجية معينة، فمن المهم مراعاة طرق تفاعل اللون والتشبع والسطوع معًا.

    من الواضح أن انطباعاتنا الأولى تؤدي دورًا كبيرًا في تقييمنا للآخرين، لكن اكتشاف الشخص الكامن وراء هذه الشخصية لا يقل أهمية عن ذلك، أي الشخصية المختبئة وراء اللون. نتائج الأبحاث في هذا المجال ممتعة ومفيدة للمساعدة على شرح سبب شعورنا بمشاعر شتى في مختلف الظروف والمواقف، ولما كانت تلك المعلومات قيمة، فعلينا تحديد أهداف لهذا المجال الذي سيفيدنا بشدة.


    المصدر:ibelieveinsci
يعمل...
X