زهرة عباد الشمس Sunflower
في مثل هذا الشهر ، مارس / آذار ، من عام 1970 صدر الفيلم الدرامي الإيطالي ( زهرة عبّـاد الشمس ) . و الآن يكون قد مر أكثر من نصف قرن على ذلك الصدور . ولكن منذ ذلك التاريخ حتى اليوم بقي الفيلم راسخاً ، طرياً ، في ذاكرة كل من شاهده و تأثر به .. في جميع أنحاء العالم ، و تناوبت الأجيالُ حبَ هذا الفيلم جيلاً بعد جيل .
قصة الفيلم ليست جديدة و لن تكون ، فهي حصلت و تحصل مئات ــ و ربما آلاف ــ المرات ، مادامت الحروب تنشب هنا و هناك بين فترة و أخرى ، ربما حصلت ( كأمثلة قريبة ) في الحرب العراقية الإيرانية و ربما ستحصل في الحرب الروسية الأوكرانية القائمة الآن ، ولكن سيناريو الفيلم الذي كتبه " تونينو جويرا " ( 1926 ــ 2012 ) و" سيزار زاڤاتيني " ( 1902 ــ 1989 ) و " جورجي مديڤاني " ( 1905 ــ 1981 ) ، و تمثيل الثنائي الإيطالي المحبوب " سوفيا لورين " و " مارسيللو ماستروياني " ( 1924 ــ 1996 ) و تصوير الإيطالي " جوزيبي روتونو " ( 1923 ــ 2021 ) و موسيقى الأمريكي " هنري نيكولا مانشيني " ( 1924 ــ 1994 ) الذي نال الأوسكار عن هذه الموسيقى .. كل هذه العناصر استطاع المخرج الإيطالي " ڤيتّوريو دي سيكا " ( 1901 ــ 1974 ) أن يطوّعها مجتمعة ً ليقدم للأجيال تحفة سينمائية خالدة بعنوان ( زهرة عبّـاد الشمس ) .
تبدأ أحداث الفيلم في بلدة إيطالية صغيرة ــ في ناپولي ــ أثناء الحرب العالمية الثانية . فثمة عاشقان يعيشان حالة عشق عميقة لبعضهما و يقضيان وقتهما في مرح و هُيام ، هما " جيوڤانا " ( سوفيا لورين ) و " انتونيو " ( مارسيللو ماستروياني ) .. قبل أن تطال الحرب بلدتهما . و كان الدوتشي الإيطالي الفاشي " پنيتو موسوليني " قد أعلن الحرب على الإتحاد السوڤييتي تضامناً مع حليفه النازي " أدولف هتلر " ليُـشركَ الجيش الإيطالي في الزحف الآلماني على روسيا عام 1942 ، على الرغم من أن " هتلر " لم يكن راغباً بهذه المشاركة بسبب ضعف الجيش الإيطالي ضعفاً كاملاً ، فلم يكن مجهزاً لا بالسلاح الجيد و لا بالثياب التي تتلاءم مع قساوة برد الشتاء الروسي و لا بآليات النقل المناسبة لطبيعة الأرض الروسية في الشتاء ، لذلك فإن زحف الجيش الإيطالي ــ في الهجوم و في الهزيمة ــ كان زحفاً بدائياً .. على الأقدام ( كما سنشاهد في الفيلم ) ما أدّى الى أن يلقى الآلاف من الجنود حتفهم و قد تجمدّوا من البرد .
دخول إيطاليا الحرب يعني إلتحاق " أنتونيو " بالحيش ، و بالتالي الإلتحاق بالجبهة و مجهولية المصير ، الأمر الذي لا تتمناه أي حبيبة لحبيبها و لا أمٌ لإبنها و لا الأهلُ و الأحبابُ لأي فرد منهم ، بل لا يتمناه الفرد نفسُهُ . لذا فكر " أنتونيو " و " جيوڤانا " أن يتحايلا على أمر الإلتحاق بالجيش ــ و هو تحايلٌ مؤقت ــ و ذلك بإعلان خطوبتهما و زواجهما .. ليتأجل الإلتحاق مدة إثني عشر يوماً . بعدها ادّعى " أنتونيو " الجنون " فأودع المصح ، ولكن حيلته انكشفت ، فكان لابد من إلتحاقه بالجيش . و من هنا تبدأ دراما الفيلم ، الذي تدور أحداثه بين ايطاليا و روسيا . و كان هذا الفيلم هو أول فيلم غربي يتم تصويره في الأراضي ( السوڤييتية ) ، فقد صُوّر قسمٌ منه قرب موسكو و قسمٌ آخر في مدينة ( بولتاڤا ) شمالَ شرق أوكرانيا .
و تظهر في الفيلم الممثلة السوڤييتية الروسية " ليودميلا ساڤيليڤا " في دور " ماشا " زوجة " أنتونيو " الثانية ، الروسية ، التي تعثر عليه متجمداً في الثلوج فتنقذه . و هذه الممثلة هي فوق الثمانين من عمرها الآن ( مولودة في لينينگراد عام 1942 ) و هي ممثلة كانت مشهورة في الإتحاد السوڤييتي ( السابق ) منذ أن سحبها المخرج " سيرگي بوندارچوك " من تدريباتها في رقص الباليه الى التمثيل في فيلم ( الحرب و السلام ) المأخوذ عن رواية بذات العنوان للروائي الروسي الشهير " ليو تولستوي " ( 1828 ــ 1910 ) و الذي استغرق العمل فيه 6 سنوات و مدته 7 ساعات و 18 دقيقة و نال جائزة الأوسكار كأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 1967 ، و كانت " ليودميلا ساڤيليڤا " هي التي دُعيت الى لوس أنجلس لإستلام جائزة الأوسكار . و على الرغم من دورها القصير في فيلم ( زهرة عبّاد الشمس ) إلا أنه كان يمثل محطة مهمة في مسيرتها السينمائية كونها ممثلة ( سوڤييتية ) مثلت في فيلم ( أجنبي ) في ذلك الوقت .. انتشر على نطاق واسع .
في مثل هذا الشهر ، مارس / آذار ، من عام 1970 صدر الفيلم الدرامي الإيطالي ( زهرة عبّـاد الشمس ) . و الآن يكون قد مر أكثر من نصف قرن على ذلك الصدور . ولكن منذ ذلك التاريخ حتى اليوم بقي الفيلم راسخاً ، طرياً ، في ذاكرة كل من شاهده و تأثر به .. في جميع أنحاء العالم ، و تناوبت الأجيالُ حبَ هذا الفيلم جيلاً بعد جيل .
قصة الفيلم ليست جديدة و لن تكون ، فهي حصلت و تحصل مئات ــ و ربما آلاف ــ المرات ، مادامت الحروب تنشب هنا و هناك بين فترة و أخرى ، ربما حصلت ( كأمثلة قريبة ) في الحرب العراقية الإيرانية و ربما ستحصل في الحرب الروسية الأوكرانية القائمة الآن ، ولكن سيناريو الفيلم الذي كتبه " تونينو جويرا " ( 1926 ــ 2012 ) و" سيزار زاڤاتيني " ( 1902 ــ 1989 ) و " جورجي مديڤاني " ( 1905 ــ 1981 ) ، و تمثيل الثنائي الإيطالي المحبوب " سوفيا لورين " و " مارسيللو ماستروياني " ( 1924 ــ 1996 ) و تصوير الإيطالي " جوزيبي روتونو " ( 1923 ــ 2021 ) و موسيقى الأمريكي " هنري نيكولا مانشيني " ( 1924 ــ 1994 ) الذي نال الأوسكار عن هذه الموسيقى .. كل هذه العناصر استطاع المخرج الإيطالي " ڤيتّوريو دي سيكا " ( 1901 ــ 1974 ) أن يطوّعها مجتمعة ً ليقدم للأجيال تحفة سينمائية خالدة بعنوان ( زهرة عبّـاد الشمس ) .
تبدأ أحداث الفيلم في بلدة إيطالية صغيرة ــ في ناپولي ــ أثناء الحرب العالمية الثانية . فثمة عاشقان يعيشان حالة عشق عميقة لبعضهما و يقضيان وقتهما في مرح و هُيام ، هما " جيوڤانا " ( سوفيا لورين ) و " انتونيو " ( مارسيللو ماستروياني ) .. قبل أن تطال الحرب بلدتهما . و كان الدوتشي الإيطالي الفاشي " پنيتو موسوليني " قد أعلن الحرب على الإتحاد السوڤييتي تضامناً مع حليفه النازي " أدولف هتلر " ليُـشركَ الجيش الإيطالي في الزحف الآلماني على روسيا عام 1942 ، على الرغم من أن " هتلر " لم يكن راغباً بهذه المشاركة بسبب ضعف الجيش الإيطالي ضعفاً كاملاً ، فلم يكن مجهزاً لا بالسلاح الجيد و لا بالثياب التي تتلاءم مع قساوة برد الشتاء الروسي و لا بآليات النقل المناسبة لطبيعة الأرض الروسية في الشتاء ، لذلك فإن زحف الجيش الإيطالي ــ في الهجوم و في الهزيمة ــ كان زحفاً بدائياً .. على الأقدام ( كما سنشاهد في الفيلم ) ما أدّى الى أن يلقى الآلاف من الجنود حتفهم و قد تجمدّوا من البرد .
دخول إيطاليا الحرب يعني إلتحاق " أنتونيو " بالحيش ، و بالتالي الإلتحاق بالجبهة و مجهولية المصير ، الأمر الذي لا تتمناه أي حبيبة لحبيبها و لا أمٌ لإبنها و لا الأهلُ و الأحبابُ لأي فرد منهم ، بل لا يتمناه الفرد نفسُهُ . لذا فكر " أنتونيو " و " جيوڤانا " أن يتحايلا على أمر الإلتحاق بالجيش ــ و هو تحايلٌ مؤقت ــ و ذلك بإعلان خطوبتهما و زواجهما .. ليتأجل الإلتحاق مدة إثني عشر يوماً . بعدها ادّعى " أنتونيو " الجنون " فأودع المصح ، ولكن حيلته انكشفت ، فكان لابد من إلتحاقه بالجيش . و من هنا تبدأ دراما الفيلم ، الذي تدور أحداثه بين ايطاليا و روسيا . و كان هذا الفيلم هو أول فيلم غربي يتم تصويره في الأراضي ( السوڤييتية ) ، فقد صُوّر قسمٌ منه قرب موسكو و قسمٌ آخر في مدينة ( بولتاڤا ) شمالَ شرق أوكرانيا .
و تظهر في الفيلم الممثلة السوڤييتية الروسية " ليودميلا ساڤيليڤا " في دور " ماشا " زوجة " أنتونيو " الثانية ، الروسية ، التي تعثر عليه متجمداً في الثلوج فتنقذه . و هذه الممثلة هي فوق الثمانين من عمرها الآن ( مولودة في لينينگراد عام 1942 ) و هي ممثلة كانت مشهورة في الإتحاد السوڤييتي ( السابق ) منذ أن سحبها المخرج " سيرگي بوندارچوك " من تدريباتها في رقص الباليه الى التمثيل في فيلم ( الحرب و السلام ) المأخوذ عن رواية بذات العنوان للروائي الروسي الشهير " ليو تولستوي " ( 1828 ــ 1910 ) و الذي استغرق العمل فيه 6 سنوات و مدته 7 ساعات و 18 دقيقة و نال جائزة الأوسكار كأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 1967 ، و كانت " ليودميلا ساڤيليڤا " هي التي دُعيت الى لوس أنجلس لإستلام جائزة الأوسكار . و على الرغم من دورها القصير في فيلم ( زهرة عبّاد الشمس ) إلا أنه كان يمثل محطة مهمة في مسيرتها السينمائية كونها ممثلة ( سوڤييتية ) مثلت في فيلم ( أجنبي ) في ذلك الوقت .. انتشر على نطاق واسع .