الفيلم الايراني "البائع" الحاصل على جائزة الاوسكار عام 2017

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفيلم الايراني "البائع" الحاصل على جائزة الاوسكار عام 2017

    الفيلم الايراني "البائع" الحاصل على جائزة الاوسكار عام 2017

    تقديم رحيم الحلي

    الفلم من اخراج "أصغر فرهادي" الذي سبق له ان فاز بجائزة الاوسكار عن فيلمه "انفصال" عام 2012 ، و على الجائزة الكبرى في "مهرجان "كان" عام 2021 عن فلمه "بطل" وكان مُرشّح إيران لجائزة الأوسكار لذلك العام عن فئة أفضل فيلم أجنبي .

    يحكي فيلم البائع، قصة حياة زوج وزوجة يعملان بالتمثيل ، ويشتركان معاً في عرض لمسرحية "موت بائع متجول" للكاتب الامريكي (أرثر ميلر) .

    عُرض فيلم «البائع» في أكثر من40 دولة حول العالم، وفي300 صالة في فرنسا ، كذلك في أكثر من 41 صالة عرض في إيران ، وبلغت عائداته من شباك التذاكر 1.5 مليون دولار في أقل من أسبوعين، وهي أعلى عائدات في تاريخ السينما الإيرانية ، وحقق ارباحا في فرنسا تقارب المليوني يورو ، و 23 مليونا في البرتغال ، ونصف المليون في أسبوعه الأول في الولايات المتحدة. وقد حصل الفلم على جائزتين في الدورة 69 من مهرجان "كان" فئة أفضل سيناريو ، وأفضل ممثل ، وعلى جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عن فيلم "انفصال".

    حققت السينما الايرانية نجاحات كبيرة في المهرجانات العالمية ونافست افلام كلفت اصحابها ميزانيات ضخمة واستخدمت تقنيات سينمائية متقدمة فمثلاً حين توقع السينمائيون في السويد فوز فيلمهم "رجل يُدعى أوڤا " بجائزة الاوسكار لعام 2017 الذي استند على رواية طبعت بملايين النسخ ووزعت في دول كثيرة وتكلف الفلم مبالغ طائلة وتوفرت له كل عناصر الدعم والنجاح ، وبالفعل فقد اقترب الفلم من الجائزة واوشك قطافها ، ولكن الاوسكار خطفها الفيلم الإيراني ( البائع ) ، الفلم البسيط في تكاليفه وفي تقنياته السينمائية ، فما السر ياترى في نجاحات السينما الايرانية ؟! في دولة اغلقت دور السينما لسنوات طويلة لاعتقادها بان السينما ملهى شيطاني للفساد والرذيلة ، كيف نجح اولئك السينمائيون المبدعون رغم صعوبة الظروف التي يعيشونها في ظل دولة دينية تضع قيود كثيرة على عمل السينمائيين وتسجن بعضهم وتمنع اخرين من العمل في ميدان السينما . بتقديري ان السر في نجاح السينما الايرانية ، هو ارتكازها الى تاريخ طويل وخبرة كبيرة في ميدان الانتاج و الى توفر الثقافة العالية والاطلاع الواسع عند العاملين فيها وانتهاجهم طريق مختلف ، اقتضته الظروف السياسية والاجتماعية وذلك بالاعتماد على موضوعة النص وبراعة الاخراج فظهرت ملامح محليه وسمت ووشمت السينما الايرانية يمكن تسميتها السينما البسيطة ، فقد اتبع اكثر مخرجيها اسلوب التبسيط السينمائي في معظم الافلام ، اي انها لم تتكلف ولم تتصنع كثيراً بالاعتماد على التقنيات السينمائية والحيل البصرية ، ربما لعدم توفرها بسبب ضعف الامكانات والتمويل فرب ضارة نافعه ولكن لابد من الانتباه الى ان التبسيط السينمائي طريق محفوف بالمخاطر ، و مغامرة لايخوضها الا المتميزون .

    فلم البائع The Salesman "فروشندة" رحلة مع عائلة صغيرة مكونة من زوج هو عماد يلعب الدور الممثل "شهاب حسيني" ، وزوجته "رانا" وقد أدت الدور الممثلة "ترانة عليدوستي" وهذه الممثلة شاركت في أفلام اخرى للمخرج أصغر فرهادي حصلت على جوائز عالمية، بالاضافة الى دورها المهم في فيلم سعيد رستايي "إخوة ليلى" الذي عرض عام 2022 في مهرجان كان السينمائي.

    الزوجان في فلم "البائع" يعيشان في طهران المدينة المزدحمة ، يستيقظان يوماً على صخب الآت الحفر والبناء جوار المبنى ، تهتز عمارتهما السكنية وكأن زلزالاً اصابها ، فتبدأ في التصدع ، ويسمعان صوت زجاج النوافذ وهو يتكسر .
    يهرع الزوجان لمغادرة المبنى فوراً ، لكن عماد يعود لمساعدة سيدة مسنة على نقل ابنها المعاق لخارج المبنى الذي قد ينهار في أي لحظة ، ويجد الزوجان أنفسهما في الشارع دون سكن.
    يعمل عماد مدرساً للأدب في مدرسة ثانوية ، ويتمتع بمحبة وصداقة طلابه ، وفي المساء يعمل ممثلاً مسرحياً في مسرح صغير ، كذلك "رانا" تعمل معه ممثلة في نفس الفرقة ، وكانا يتدربان لتقديم مسرحية مأخوذة عن نص للكاتب الامريكي آرثر ميلر ، موت بائع جول ، ويخططان للمبيت في كواليس المسرح حتى يجدا مسكناً اخر ، إلا أن زميلهما الممثل "باباك" يدلهما على شقة شاغرة ، وبعد ان انتقلا الى الشقة ويكتشفان أن هناك غرفة موصدة في تلك الشقة وتبدأ حياة الزوجين بالتصدع ففي احد الايام يرن جرس الباب و "رانا" وحيدة في المنزل ، تظن أن زوجها عماد أسفل العمارة ، فتفتح باب الشقة وتدخل الحمام لتستحم ريثما يصعد عماد ، بعد ساعات يعود عماد للمنزل فيجد زوجته ممدة على أرض الحمام والدماء تسيل من رأسها ، ورغم نجاة "رانا" من الحادث الذي لم يترك أضراراً جسيمة على جسدها سوى بضعة جروح بجوار حاجبها وعينها ، إلا أن الحادث كسرها من الداخل وصدع حياتها وافسد سعادتهما الزوجية واستقرارها ، فقد أصبحت كثيرة البكاء ، وتخاف البقاء وحدها في المنزل ، ولا ترغب الاستحمام في المنزل.

    يكتشف الزوج "عماد" أن الشخص الذي هاجم زوجته "رانا" قد ترك هاتفه ومفاتيحه وأوراقاً مالية داخل شقتهما ، ولربما كان قد غادر هارباً على عجل ويبدأ عماد رحلة البحث عن المعتدي وهنا يتسارع ايقاع الفلم ويشد المشاهدين اكثر و الذي خطف اهتمامهم منذ اللقطات الاولى للفيلم التي كانت اشبه بالزلزال ولتصبح المشاهد الاخيرة للفلم مرثية انسانية حقيقية مليئة بالمشاعر الانسانية الدافئة التي ترتفع فوق تشابكات الواقع الاجتماعي وتصدعاته .

    كتب القصة والسيناريو المخرج نفسه ، الموسيقى التصويرية ل ستار اوركي ، مكان التصوير ايران . مدة الفلم 125 دقيقة .




يعمل...
X