هل تهتم القطط في حال تخليك عنها؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل تهتم القطط في حال تخليك عنها؟

    في دراسة نُشرَت سابقًا في مجلة بلوس ون بعنوان: «تعريف المشكلات المرتبطة بانفصال القطط المنزلية الأليفة عن أصحابها»، وتتحدث الدراسة حول خرافة عدم استياء القطط عندما تُترَك وحدها فتراتٍ زمنية طويلة. وفقًا للدراسة، فأكثر من 10٪؜ من القطط تظهر سلوكًا دالًا على القلق المرتبط بالانفصال.






    هذا مشابه بالتأكيد للمشكلات المرتبطة بالانفصال عند الكلاب، إذ تُشاهَد المشكلات السلوكية المرتبطة بالانفصال عند القطط والكلاب على حدٍ سواء وتتضمن السلوكيات التخريبية وإصدار الأصوات على نحو زائدٍ والتبول في أماكن غير مناسبة.

    دُرسَ القلق الناتج عن الانفصال عند الكلاب على نحوٍ جيد لأنه السبب الأكثر شيوعًا للمشكلات السلوكية التي يواجهها مربو الكلاب، التي تتطلب منهم استشارةَ مختص بالسلوك أو مدربًا أو طبيبًا بيطريًا. بينما يلقى القلق الناتج عن انفصال القطط عن مربيهم اهتمامًا أقل بكثير.

    قليلة هي الأبحاث حول سلوكيات القطط المنزلية ورفاهيتها وتفاعلها مع من يرعونها في بيئة البيت. لحسنِ الحظ، بدأ الأمر بالتغير وغدا الباحثون يعيرون اهتمامًا أكبر لسلوكيات القطط المنزلية ورفاهيتها.








    في الدراسة الأخيرة التي نُشرت في مجلة بلوس ون، سعت الباحثة ديانا دي سوزا ماكادو وزملاؤها للحصول على فهم أفضل لانتشار المشكلات المتعلقة بانفصال القطط الأليفة عن أصحابها. كان هؤلاء الباحثون يستندون إلى دراستين أخريين تفيدان أن القطط تعاني القلق الناتج عن الانفصال، وهذا ما تخبرنا به قاعدة البيانات التي تُبنى وتصِفُ بياناتٍ حول تفاعل القطط مع البشر.

    استجوبَ الباحثون مجموعة من مربي الحيوانات الأليفة في البرازيل حول المشكلات السلوكية التي لاحظوها لدى القطط، وحصلوا منهم على بياناتٍ عن تدابير المربين تجاه قططهم -داخل المنزل وخارجه ونوع الغذاء المقدم للقطط، … إلخ- إضافةً إلى الخلفية الديموغرافية للمربين.

    أبدت 13% من القطط المُعايَنة سلوكًا واحدًا على الأقل يقابل السلوكيات المعيارية للمشكلات المتعلقة بالانفصال. تضمنت هذه المعايير: السلوكيات التخريبية وإصدار أصوات بكثرة والاكتئاب أو الخمول والعدائية والهياج أو القلق والتغوط في أماكن غير مناسبة.

    فكرة أن القطط تشعر بالضيق عندما تفصل عن أصحابها البشر تجعلنا نعيد النظر في علاقة البشر مع القطط. وجد الباحثون خلال العقد الماضي أن القطط تصبح مرتبطة بشدة بأصحابها بل وتظهر ما يسمى بسلوكيات التعلق، مثل طلب التقرب والسلوك العاطفي والشغف تجاه مالكيها وسلوكها عند لقائها بمالكها من جديد. تظهر القطط أيضاً تواترًا أكبر على سلوكيات الاكتشاف واللعب بوجود مالكيها، وهذه إشارة إلى شعورها بالأمان والراحة.






    تشعر القطط المرتبطة بشدة بملاكها بالضيق عندما لا تعبِر عن تعلقها، وقد أيدت ذلك الكثير من الدراسات مستخدمةً بعض النماذج المشابهة التي وُظفَت لفهم المشكلات المرتبطة بالانفصال عند الكلاب. على سبيل المثال، تظهر القطط تجاوبًا فيزيولوجيًا وسيكولوجيًا عند غياب أصحابها، كزيادة السلوكيات العاطفية عند عودتهم.



    عرف الباحثون عوامل متنوعة تبدو مؤثرة في المشكلات المرتبطة بالانفصال عند القطط، متضمنة خصائص القط وصاحبه وبيئة البيت الذي يسكنه القط، والتدابير؛ أي كيفية الاعتناء بالقط والاهتمام به. من أكثر النتائج أهمية هي تلك المتعلقة ببيئة البيت والتدابير المُمارسَة.

    تظهر القطط مشكلات مرتبطة بالانفصال على نحوٍ أكبر عندما لا تكون لديها ألعاب للحيوانات الأليفة، أو عندما لا تستطيع الوصول إلى جميع أجزاء البيت، أو عند غياب حيوانات أخرى تعيش في البيت، كذلك إن لم يسمح لها بالخروج أو إذا تُركت وحدها من 5 إلى 7 مرات في الأسبوع وبمعدل ست ساعات يوميًا.






    بعبارةٍ أخرى؛ القطط التي تحصل على اهتمام وتغذية أكثر لديها فرصٌ أقل لحدوث مشكلات متعلقة بالانفصال، والقطط التي لديها حياة ممتعة تكون في حالة نفسية أفضل، ما يمكّنها من تحمل الضغط المؤقت بنجاح أكبر عندما تُترك وحدها.

    في أثناء البحث، افترض الفحص أن مربي القطط كانوا حريصين على ملاحظة سلوك قططهم وتقديمها بدقة للباحثين، وهذه إحدى الحدود المهمة التي أثّرت في الدراسة. على الرغم من ذلك، يبقى هذا الفحص إحدى الطرائق القليلة المتوفرة للباحثين في محاولتهم لفهم سلوك الحيوانات الأليفة في بيئة المنزل.

    اعتمدت هذه الدراسة أيضًا على الملاحظات التي أبداها مربو القطط عندما كانوا في المنزل برفقة قططهم، لذا فإن السلوكيات المرتبطة بالانفصال كانت إما حول ما حدث في أثناء ترك المالك لقطته كالسلوكيات التخريبية، أو ما حدث في أثناء وجود صاحبها كالمواء الزائد. والأكثر أهمية أن نعرف ما الذي تفعله القطط وما الذي تشعر به عند غياب أصحابها البشر، لكن جمع بياناتٍ كهذه سيكون تحديًا حقيقيًّا.

    غالباً ما يُعرّف القلق الناتج عن الانفصال بأنه مشكلة يعانيها مالك الكلب أو القطة. يختبر مربو الحيوانات الأليفة سلوكيات «غير لائقة» من قبل الحيوان، فيطلبون المساعدة على إصلاح المشكلة التي يواجهونها. لكن في الحقيقة، الحيوانات هي من تواجه المشكلة -لا مالكيها- لأن الحيوانات هي من تشعر بالضيق.






    تفيد هذه الدراسة وغيرها من الدراسات القطط ومربيها على نحوٍ بالغ. يمكننا التخلص من الخرافة القائلة إن القطط حيوانات انعزالية لا مشكلة لديها في قضاء الكثير من الوقت بمفردها. سيساعدنا فهم الأسباب الجذرية للمشكلات السلوكية في القطط على أن نكون أكثر انتباهًا لما تحتاج إليه القطط منا وما ينقصها في حياتها. إن القطة السعيدة تجعل صاحبها سعيدًا.

    المصدر:ibelieveinsci


يعمل...
X