غالبًا ما يُعد النرجسيون شركاء رديئين في علاقاتهم، وهم يمتلكون نظرة مفخمة عن أنفسهم يعملون بجهد للحفاظ عليها، ما يجعل أنفسهم موضع التركيز، فيسعون في علاقاتهم لكسب الإعجاب أكثر من الحب.
وأبرز ما يميز علاقاتهم الرومانسية هو النفور من الالتزام مع شركائهم، فلماذا يعد النرجسيون غير مستعدين للاستقرار؟
نشرت جويندولين سيدمان، وهي بروفيسورة في علم النفس، سلسلة من الدراسات مؤخرًا عن التفسيرات المتعددة لعدم التزام النرجسيين، وذلك بالمشاركة مع الطبيب النفسي فيرجيل زيغلر هيل من جامعة أوكلاند الأمريكية، وثلاثة من طلابهم السابقين.
قد يكمن التفسير جزئيًا في أهداف النرجسيين من علاقاتهم، فهم يستخدمونها بمثابة طريقة لكسب إعجاب الآخرين، وهم يفضلون الشركاء الرومانسيين الجذابين المنتمين لطبقة عالية، أكثر من اهتمامهم بمدى حنية واهتمام هؤلاء الأشخاص، إضافةً إلى ميلهم لرؤية شركائهم باعتبارهم جوائز للتفاخر، بدلًا من كونهم رفقاء يبنون معهم علاقة، إلى جانب هوسهم بهجر شركائهم من أجل أشخاص أفضل، تمامًا مثل اقتناء سيارات أحدث وأكثر أناقة.
وقد يكمن الجواب أيضًا في كيفية إدراك النرجسيين لأنفسهم وللآخرين، فهم يميلون لرؤية أنفسهم بإيجابية، ولذلك يفترضون أنهم مرغوبون، ويمكنهم جذب عدة أشخاص بسهولة. بالإضافة إلى ميلهم للنظر إلى الأخرين -بمن فيهم شركائهم العاطفيين- بسلبية، وفي الواقع، توضح إحدى دراسات مفهوم الإعجاب النرجسي والتنافس أن لدى النرجسيين طريقتين للحفاظ على مفهوم جنون العظمة: رفع أنفسهم (الإعجاب النرجسي)، وإحباط الآخرين (التنافس النرجسي).
لذلك يؤدي الميل إلى المبالغة في تقدير الذات وتقليل قيمة الشريك إلى اعتقاد النرجسي بوجود الكثير من الأشخاص الذين سيسعدون بمواعدته وسيكونون أفضل من شريكه الحالي.
أجريت أربعة استبيانات لأشخاص في علاقات رومانسية تضمنت دراستان منها طلابًا جامعيين، وتناولت الأخريتان عينات من البالغين من فئة عمرية أوسع، سُئل المشاركين عن مدى التزامهم مع شركائهم العاطفيين وتصرفاتهم تجاههم ونظرتهم لأنفسهم ولشركائهم، واستُخدم في الدراسات الأربعة استبيان الإعجاب والتنافس النرجسيين، وذلك لتحديد بُعدين من النرجسية:
وُجد في الدراسات الثلاثة الأولى أن الإعجاب والتنافس النرجسيين كانا مرتبطين بطريقة تفكير الأشخاص بالشركاء المحتملين، وارتبطت النرجسية بالميل إلى:
واتضح أن هذه التصرفات تجاه الشركاء البديلين فسرت إلى حد بعيد سبب ارتباط النرجسية بقلة الالتزام، وأيضًا ارتباط الإعجاب النرجسي بامتلاك معايير أعلى لمن يرغبون في مواعدته، وهذا يتوافق مع فكرة أن أولئك الذين يفكرون في أنفسهم يعتقدون أنهم يستحقون الأفضل عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الرومانسية.
أُجري اختبار في الدراسة الأخيرة لمعرفة: هل يمكن تفسير تصورات الشخص عن نفسه وشريكه الحالي هذه التصرفات تجاه الشركاء البديلين؟ قد يعتقد النرجسي أن لديه الكثير من الشركاء البديلين الرائعين وذلك لأنه عظيم ويستطيع الحصول على من يريد، أو قد يعتقد أنه يستحق شريكًا أفضل من شريكه الحالي.
ووُجد أن الإعجاب النرجسي كان مرتبطًا بتصورات أن الشركاء البديلين ذوي المواصفات العالية متاحون لأن الذين ينالون إعجابًا كبيرًا يقيمون أنفسهم بإيجابية على أصعدة مختلفة، مثل الجاذبية والتفوق، بينما الذين ينالون تنافسًا كبيرًا يقيمون شركاءهم بسلبية أكثر على أصعدة مختلفة.
وتظهر النتائج مجتمعة أن النرجسيين أقل التزامًا بشركائهم، لأنهم ينجذبون لشركاء محتملين، ويقارنون بكثرة علاقتهم الحالية بالخيارات الأخرى، ويعتقدون بوجود شركاء بدلاء مرغوبين متاحين لهم، ويتفق ذلك مع الفكرة العامة بكون النرجسيين ينظرون إلى شركائهم العاطفيين على أنهم سلع قابلة للتغيير عند قدوم أشخاص أفضل، ويرتبط ميلهم إلى الاعتقاد بأنهم يستحقون الأفضل بتضخيم قيمتهم وتخفيض قيمة شركائهم الحاليين.
المصدر:ibelieveinsci
وأبرز ما يميز علاقاتهم الرومانسية هو النفور من الالتزام مع شركائهم، فلماذا يعد النرجسيون غير مستعدين للاستقرار؟
نشرت جويندولين سيدمان، وهي بروفيسورة في علم النفس، سلسلة من الدراسات مؤخرًا عن التفسيرات المتعددة لعدم التزام النرجسيين، وذلك بالمشاركة مع الطبيب النفسي فيرجيل زيغلر هيل من جامعة أوكلاند الأمريكية، وثلاثة من طلابهم السابقين.
قد يكمن التفسير جزئيًا في أهداف النرجسيين من علاقاتهم، فهم يستخدمونها بمثابة طريقة لكسب إعجاب الآخرين، وهم يفضلون الشركاء الرومانسيين الجذابين المنتمين لطبقة عالية، أكثر من اهتمامهم بمدى حنية واهتمام هؤلاء الأشخاص، إضافةً إلى ميلهم لرؤية شركائهم باعتبارهم جوائز للتفاخر، بدلًا من كونهم رفقاء يبنون معهم علاقة، إلى جانب هوسهم بهجر شركائهم من أجل أشخاص أفضل، تمامًا مثل اقتناء سيارات أحدث وأكثر أناقة.
وقد يكمن الجواب أيضًا في كيفية إدراك النرجسيين لأنفسهم وللآخرين، فهم يميلون لرؤية أنفسهم بإيجابية، ولذلك يفترضون أنهم مرغوبون، ويمكنهم جذب عدة أشخاص بسهولة. بالإضافة إلى ميلهم للنظر إلى الأخرين -بمن فيهم شركائهم العاطفيين- بسلبية، وفي الواقع، توضح إحدى دراسات مفهوم الإعجاب النرجسي والتنافس أن لدى النرجسيين طريقتين للحفاظ على مفهوم جنون العظمة: رفع أنفسهم (الإعجاب النرجسي)، وإحباط الآخرين (التنافس النرجسي).
لذلك يؤدي الميل إلى المبالغة في تقدير الذات وتقليل قيمة الشريك إلى اعتقاد النرجسي بوجود الكثير من الأشخاص الذين سيسعدون بمواعدته وسيكونون أفضل من شريكه الحالي.
أجريت أربعة استبيانات لأشخاص في علاقات رومانسية تضمنت دراستان منها طلابًا جامعيين، وتناولت الأخريتان عينات من البالغين من فئة عمرية أوسع، سُئل المشاركين عن مدى التزامهم مع شركائهم العاطفيين وتصرفاتهم تجاههم ونظرتهم لأنفسهم ولشركائهم، واستُخدم في الدراسات الأربعة استبيان الإعجاب والتنافس النرجسيين، وذلك لتحديد بُعدين من النرجسية:
- الإعجاب النرجسي، الذي يتضمن محاولة إثارة إعجاب الأخرين والتميز، ويقود النرجسيين إلى النجاح الاجتماعي من خلال جذب الأخرين.
- التنافس النرجسي، الذي يتضمن تقليل قيمة الآخرين ومحاولة التفوق عليهم، ما يسبب سلوكًا عدوانيًا يخلق مشكلات اجتماعية، بما في ذلك مشكلات العلاقات طويلة المدى.
وُجد في الدراسات الثلاثة الأولى أن الإعجاب والتنافس النرجسيين كانا مرتبطين بطريقة تفكير الأشخاص بالشركاء المحتملين، وارتبطت النرجسية بالميل إلى:
- الاهتمام الأكبر بشركاء آخرين، على سبيل المثال «يشتتني أشخاص آخرون أجدهم جذابين».
- البحث عن شركاء بديلين بنشاط، على سبيل المثال «أقارن علاقتي الحالية بالعلاقات المحتملة الأخرى باستمرار».
- الاعتقاد بوجود شركاء بدلاء متاحين ذوي سمات لامعة، على سبيل المثال «سأكون بخير إذا لم أكن أواعد شريكي، وسأجد شخصًا جذابًا أخر لمواعدته».
واتضح أن هذه التصرفات تجاه الشركاء البديلين فسرت إلى حد بعيد سبب ارتباط النرجسية بقلة الالتزام، وأيضًا ارتباط الإعجاب النرجسي بامتلاك معايير أعلى لمن يرغبون في مواعدته، وهذا يتوافق مع فكرة أن أولئك الذين يفكرون في أنفسهم يعتقدون أنهم يستحقون الأفضل عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الرومانسية.
أُجري اختبار في الدراسة الأخيرة لمعرفة: هل يمكن تفسير تصورات الشخص عن نفسه وشريكه الحالي هذه التصرفات تجاه الشركاء البديلين؟ قد يعتقد النرجسي أن لديه الكثير من الشركاء البديلين الرائعين وذلك لأنه عظيم ويستطيع الحصول على من يريد، أو قد يعتقد أنه يستحق شريكًا أفضل من شريكه الحالي.
ووُجد أن الإعجاب النرجسي كان مرتبطًا بتصورات أن الشركاء البديلين ذوي المواصفات العالية متاحون لأن الذين ينالون إعجابًا كبيرًا يقيمون أنفسهم بإيجابية على أصعدة مختلفة، مثل الجاذبية والتفوق، بينما الذين ينالون تنافسًا كبيرًا يقيمون شركاءهم بسلبية أكثر على أصعدة مختلفة.
وتظهر النتائج مجتمعة أن النرجسيين أقل التزامًا بشركائهم، لأنهم ينجذبون لشركاء محتملين، ويقارنون بكثرة علاقتهم الحالية بالخيارات الأخرى، ويعتقدون بوجود شركاء بدلاء مرغوبين متاحين لهم، ويتفق ذلك مع الفكرة العامة بكون النرجسيين ينظرون إلى شركائهم العاطفيين على أنهم سلع قابلة للتغيير عند قدوم أشخاص أفضل، ويرتبط ميلهم إلى الاعتقاد بأنهم يستحقون الأفضل بتضخيم قيمتهم وتخفيض قيمة شركائهم الحاليين.
المصدر:ibelieveinsci