كتب لي أحد القراء ذات يوم مشتكيًا من أنه يُعامل باستخفاف في عمله. كان قد حصل على الوظيفة مؤخرًا، وارتكب خطأً في يومه الأول جعله دائم الشعور أن مديره يعتبره فاشلًا.
كان الخطأ تقنيًا بسيطًا أيٌ منا كان ليرتكبه لو كانت الظروف مشابهة، ولكن لأن الموظف كان كثير التعرض لمعاملة استخفافية في حياته، ولأنه من المستحيل أن يكون هو الوحيد الذي يُخطِئ، أميل للاعتقاد أن السبب في شعوره هذا ليس ما قام به من أخطاء، بل طريقة تقديمه لذاته.
من المرجح أن ما جعل الآخرين يعتقدون أنه فاشل أو غير جيد في عمله هو علامات سلوكية يقوم بها تجعله يبدو قليل الثقة بذاته.
عندما نبرز ثقةً بأنفسنا، فإنها تترجم على أنها أهلية وقدرة على القيام بالمطلوب، أما إبراز قلة الثقة بالنفس فيترجم على أنه ضعف في القدرات. ولكن وبالرغم من هذا، فإن الثقة بالنفس أو ضعفها ليس فقط ما يُبرز ما نحن قادرون على فعله حقًا.
لهذا، إظهار الثقة بالنفس ضروري لاكتساب الاحترام من الآخرين في العمل وفي الحياة الشخصية. إذا قدمت نفسك بثقة جسديًا وعاطفيًا، سيعتقد الناس أنك جدير بالثقة وأنك قادر على إتمام مهامك. الثقة بالنفس عامل توقعي، إبرازه يدل على إيماننا بالقدرة على النجاح في مجال محدد وهو عامل ينمو من تراكمات سابقة للنجاح في هذا المجال.
هناك 3 عناصر أساسية تشكل الثقة بالنفس وتظهرها للجميع وهي: قبول الذات واحترامها والصرامة.
قبول الذات: هو تقبل نفسك كليًا بنقاط ضعفك وقوتك. كل ما عليك هو اتخاذ القرار بتقبل نفسك ككل فقط لوجودك. المثير للاهتمام هنا أن تقبلك لذاتك يجعلك أكثر استعدادًا لتحسين النواحي التي تحتاج النظر فيها لأنك ستكون متقبلًا لها لا متجنبًا لها ومرعوبًا من الاعتراف بها.
احترام الذات: وهو أن تكون حنونًا مع ذاتك تمامًا كما تكون مع الأشخاص الذين تهتم لأمرهم. تنصح كريستين نيف الباحثة في مجال احترام الذات بأن نرى أخطاءنا على أنها نقاط تربطنا بباقي البشر؛ لأننا جميعًا نحن البشر خطاؤون وليس فينا من هو معصوم عن الفشل.
الصرامة السليمة: وتعني التعبير عن ذاتك والدفاع عن نفسك. من المهم الالتفات إلى أهمية القيام بذلك قبل أن يتملكك الغضب بكثير. هذا الرجل الذي كتب إليّ أخبرني أن أحد الأخطاء التي قام بها في العمل سببها أن مديره قد بدأ شراء معدات تجهيزية ضعيفة الجودة ما صعب عليه القدرة على التفريق بينها وبين الجيدة فوقع في الخطأ باستخدام الرخيصة منها. كان عليه أن يقول لمديره بطريقة تخلو من الغضب أو إلقاء للملامة: «أريد إخبارك أن هذين الجهازين يبدوان متشابهين ويصعب عليّ التفريق بينهما عندما تكون الإضاءة خافتة في المكتب».
يبقى هناك عنصر إضافي يجب أخذه بعين الاعتبار عند العمل على تطوير الثقة بالنفس، وهو ليس تزييف الأمر حتى يبدو حقيقيًا. في الغالب هذه النصيحة ستنقلب عليك سلبًا.
فلتحصِ كل الأمور التي يجب أن تتذكر تزيفيها حتى تبدو واثقًاً: «قف مستقيمًا. تكلم بملء رئتيك. لا تنقب أظافرك. لا تتململ. وتذكر ماذا تريد أن تقول وقله بكل قوة».
هذه النصائح تفشل في الأخذ بعين الاعتبار أن الذاكرة العاملة لدى البشر لا تستطيع تحمل عدد كبير من الأمور في آن واحد. حقيقةً، عند إرهاق الذاكرة العاملة، يحصل ما يسمى بالإجهاد الإدراكي فنغرق بالأمور التي بجب أن نتذكرها وننهار. هذه الحالة هي أسوأ في نتائجها من عدم المحاولة على الإطلاق.
الطريقة التي أقترحها لممارسة الثقة بالنفس هي محاولة تقمص الشخصية التي تتمنى أن تكون عليها. اقترح هذه الطريقة -طريقة تمثيل الأدوار- المعالج النفسي الحكيم جورج كيلي عام 1955. ولكن قبل أن أطلع عليها، وأثناء عملي على التحول من فتاة خجولة إلى واثقة، راودتني فكرة أن أمثل دور مديرتي الواثقة كاثي دي.
يساعد تمثيل الأدوار كثيرًا: يعطيك نموذجًا متكاملًا لتقلده وتمشي على خطاه. وبدلًا من أن تفتش على تعليمات محددة لتحفظها وتمارسها، كل ما عليك هو تقليد تلك الشخصية التي اخترتها. حقيقةً، الأمر ممتع ويعطيك نوعًا من الثقة العارمة.
مع الوقت، ومع كثرة ممارسة دور الواثق من نفسه، سيتغير تعامل الناس معك وسيعطونك ما تريده في كثير من الأحيان. وشخصيًا، ومع حصول هذا التغير، تخلصت من تقمصي لشخصية كاثي دي، وصرت أنا الواثقة من نفسها. ولأننا ما نقوم به ونتصرفه، تحولت إلى إنسان يعامله الجميع باحترام.
المميز حول هذه العملية نحو التحول إلى إنسان واثق هو أن أي فرد منا يستطيع القيام بها، وهذا يعني أن لا أحد منا محكوم بحياة يقل احترامه فيها للأبد. كل ما عليك فعله هو رفض هذه المعاملة، والدخول في عملية التغير الإيجابي نحو شخص أكثر ثقة.
المصدر:ibelieveinsci
كان الخطأ تقنيًا بسيطًا أيٌ منا كان ليرتكبه لو كانت الظروف مشابهة، ولكن لأن الموظف كان كثير التعرض لمعاملة استخفافية في حياته، ولأنه من المستحيل أن يكون هو الوحيد الذي يُخطِئ، أميل للاعتقاد أن السبب في شعوره هذا ليس ما قام به من أخطاء، بل طريقة تقديمه لذاته.
من المرجح أن ما جعل الآخرين يعتقدون أنه فاشل أو غير جيد في عمله هو علامات سلوكية يقوم بها تجعله يبدو قليل الثقة بذاته.
عندما نبرز ثقةً بأنفسنا، فإنها تترجم على أنها أهلية وقدرة على القيام بالمطلوب، أما إبراز قلة الثقة بالنفس فيترجم على أنه ضعف في القدرات. ولكن وبالرغم من هذا، فإن الثقة بالنفس أو ضعفها ليس فقط ما يُبرز ما نحن قادرون على فعله حقًا.
لهذا، إظهار الثقة بالنفس ضروري لاكتساب الاحترام من الآخرين في العمل وفي الحياة الشخصية. إذا قدمت نفسك بثقة جسديًا وعاطفيًا، سيعتقد الناس أنك جدير بالثقة وأنك قادر على إتمام مهامك. الثقة بالنفس عامل توقعي، إبرازه يدل على إيماننا بالقدرة على النجاح في مجال محدد وهو عامل ينمو من تراكمات سابقة للنجاح في هذا المجال.
هناك 3 عناصر أساسية تشكل الثقة بالنفس وتظهرها للجميع وهي: قبول الذات واحترامها والصرامة.
قبول الذات: هو تقبل نفسك كليًا بنقاط ضعفك وقوتك. كل ما عليك هو اتخاذ القرار بتقبل نفسك ككل فقط لوجودك. المثير للاهتمام هنا أن تقبلك لذاتك يجعلك أكثر استعدادًا لتحسين النواحي التي تحتاج النظر فيها لأنك ستكون متقبلًا لها لا متجنبًا لها ومرعوبًا من الاعتراف بها.
احترام الذات: وهو أن تكون حنونًا مع ذاتك تمامًا كما تكون مع الأشخاص الذين تهتم لأمرهم. تنصح كريستين نيف الباحثة في مجال احترام الذات بأن نرى أخطاءنا على أنها نقاط تربطنا بباقي البشر؛ لأننا جميعًا نحن البشر خطاؤون وليس فينا من هو معصوم عن الفشل.
الصرامة السليمة: وتعني التعبير عن ذاتك والدفاع عن نفسك. من المهم الالتفات إلى أهمية القيام بذلك قبل أن يتملكك الغضب بكثير. هذا الرجل الذي كتب إليّ أخبرني أن أحد الأخطاء التي قام بها في العمل سببها أن مديره قد بدأ شراء معدات تجهيزية ضعيفة الجودة ما صعب عليه القدرة على التفريق بينها وبين الجيدة فوقع في الخطأ باستخدام الرخيصة منها. كان عليه أن يقول لمديره بطريقة تخلو من الغضب أو إلقاء للملامة: «أريد إخبارك أن هذين الجهازين يبدوان متشابهين ويصعب عليّ التفريق بينهما عندما تكون الإضاءة خافتة في المكتب».
يبقى هناك عنصر إضافي يجب أخذه بعين الاعتبار عند العمل على تطوير الثقة بالنفس، وهو ليس تزييف الأمر حتى يبدو حقيقيًا. في الغالب هذه النصيحة ستنقلب عليك سلبًا.
فلتحصِ كل الأمور التي يجب أن تتذكر تزيفيها حتى تبدو واثقًاً: «قف مستقيمًا. تكلم بملء رئتيك. لا تنقب أظافرك. لا تتململ. وتذكر ماذا تريد أن تقول وقله بكل قوة».
هذه النصائح تفشل في الأخذ بعين الاعتبار أن الذاكرة العاملة لدى البشر لا تستطيع تحمل عدد كبير من الأمور في آن واحد. حقيقةً، عند إرهاق الذاكرة العاملة، يحصل ما يسمى بالإجهاد الإدراكي فنغرق بالأمور التي بجب أن نتذكرها وننهار. هذه الحالة هي أسوأ في نتائجها من عدم المحاولة على الإطلاق.
الطريقة التي أقترحها لممارسة الثقة بالنفس هي محاولة تقمص الشخصية التي تتمنى أن تكون عليها. اقترح هذه الطريقة -طريقة تمثيل الأدوار- المعالج النفسي الحكيم جورج كيلي عام 1955. ولكن قبل أن أطلع عليها، وأثناء عملي على التحول من فتاة خجولة إلى واثقة، راودتني فكرة أن أمثل دور مديرتي الواثقة كاثي دي.
يساعد تمثيل الأدوار كثيرًا: يعطيك نموذجًا متكاملًا لتقلده وتمشي على خطاه. وبدلًا من أن تفتش على تعليمات محددة لتحفظها وتمارسها، كل ما عليك هو تقليد تلك الشخصية التي اخترتها. حقيقةً، الأمر ممتع ويعطيك نوعًا من الثقة العارمة.
مع الوقت، ومع كثرة ممارسة دور الواثق من نفسه، سيتغير تعامل الناس معك وسيعطونك ما تريده في كثير من الأحيان. وشخصيًا، ومع حصول هذا التغير، تخلصت من تقمصي لشخصية كاثي دي، وصرت أنا الواثقة من نفسها. ولأننا ما نقوم به ونتصرفه، تحولت إلى إنسان يعامله الجميع باحترام.
المميز حول هذه العملية نحو التحول إلى إنسان واثق هو أن أي فرد منا يستطيع القيام بها، وهذا يعني أن لا أحد منا محكوم بحياة يقل احترامه فيها للأبد. كل ما عليك فعله هو رفض هذه المعاملة، والدخول في عملية التغير الإيجابي نحو شخص أكثر ثقة.
المصدر:ibelieveinsci