يتوق البشر إلى العنف مثلما يتوقون إلى الجنس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يتوق البشر إلى العنف مثلما يتوقون إلى الجنس

    في كل مرة نسمع فيها عن حادثة إطلاق نار جماعي أخرى، يصعب تصديق عدم القدرة على منع حدوثها، ونعلم للأسف أن هذه الحوادث ستستمر بالوقوع، سواءً كانت بفعل إرهاب دولي أو أحد الجيران، وعلى الرغم من أن المعتدي قد يشعر بالغضب تجاه مجموعة معينة من الأشخاص، فإن ضحايا أعمال العنف غالبًا ما يكونون من مختلف الأعمار والأعراق والأديان.






    ويعتقد أن البشر يتوقون إلى العنف تمامًا مثلما يتوقون للجنس، وأجريت الكثير من الدراسات عن هذا الموضوع على الحيوانات، فأظهرت دراسة جديدة على الفئران أن الدماغ يعالج السلوك العدواني كما لو أنه مكافأة، فتسعى الفئران في الواقع إلى العنف وافتعال المعارك دون سبب واضح سوى الشعور بالرضى.

    ويعتقد في هذه الدراسة أن دماغ الفئران مماثل لدماغ الإنسان، الأمر الذي قد يسلط الضوء على انبهارنا بالرياضات الوحشية بالإضافة إلى ولعنا بمشاجرات الحانات الكلاسيكية.



    ويقول الباحث «في الحقيقة يتوق البشر للعنف كما يتوقون لممارسة الجنس أو للأكل أو للمخدرات».




    حب الشجار:

    يدرك الباحثون انجذاب الفئران والحيوانات الأخرى إلى المعارك، لكنهم لم يعرفوا ما علاقة الدماغ بهذا بعد.

    وتُبين الدراسة الجديدة التي نُشرت على الإنترنت في مجلة السيكوفارماكولوجي Psychopharmacology، أن مجموعة خلايا الدماغ نفسها المشاركة في المكافآت الأخرى مسؤولة أيضًا عن الرغبة في العنف.

    وقال كرايغ كينيدي، وهو عضو في فريق البحث وبروفيسور في التربية الخاصة وطب الأطفال في جامعة فاندربيلت في ولاية تينيسي: «يحدث العنف تقريبًا لدى جميع الفقاريات، وهو ضروري للحصول على موارد مهمة والاحتفاظ بها، مثل الأصدقاء والمسكن والطعام»، وأضاف: «لقد وجدنا أن كلًا من مسار المكافأة في الدماغ والدوبامين مشتركان بالاستجابة للحدث العدواني».




    شجارات الفئران:

    وضع الباحثون في تجاربهم زوجين من الفئران، أحدهما ذكر والأخرى أنثى، في قفص، وبعد ذلك أُخرجت الفأرة واستُبدلت بفأر ذكر دخيل، الأمر الذي ولّد سلوكًا عدوانيًا واضحًا عند الذكر المقيم، وتضمنت علامات العدوانية لديه خشخشة في الذيل، وخطوات جانبية عدوانية، وملاكمة وعض.

    بعد انتهاء المشاجرة الأولى، دُرّب الفأر المقيم على أن وكز هدف معين سيؤدي لإعادة الفأر الدخيل للقفص، وأظهرت النتائج استمرار الفأر المقيم بوكز الفأر الدخيل ومشاجرته، ما يشير بحسب ما قال الباحثون، إلى أن المواجهة العدوانية اعتُبرت مكافأة.






    وقال كينيدي: «لقد تعلمنا من هذه التجارب أن الفرد يسعى عمدًا للقيام بسلوك عدواني لمجرد أنه يشعر بإحساس المكافأة منه».

    بعد ذلك أعطى العلماء الفأر المقيم أدوية لكبح الدوبامين في بعض مناطق الدماغ المعروفة بمشاركتها بالمكافآت، مثل الطعام والمخدرات، وذلك لمعرفة إن كان مسار المكافأة في الدماغ متورطًا بالسلوك العدواني أم لا.

    وأضاف كينيدي: «أظهر هذا الأمر للمرة الأولى أن العنف محفّز بحد ذاته، وأن الدوبامين يؤدي دورًا مهمًا في تعزيزه»، وذلك بسبب انخفاض نسبة استثارة الفئران المُعالجة تجاه الفئران الدخيلة.

    العنف البشري:




    أوضح كينيدي أن التجارب لديها تأثيرات على البشر، وأن مسار المكافأة في أدمغة البشر والفئران متشابه جدًا، وأضاف لمجلة لايف ساينس Live Science: «يعتبر العنف أساسيًا للغاية بين الفقاريات عامةً وعند الثدييات خاصةً، وأن جميع الثدييات تقريبًا تعتبر عدوانية بطريقة أو بأخرى».

    وقال: «إنه يؤدي دورًا تطوريًا مفيدًا على الأغلب، وهو الدفاع عن المسكن، والدفاع عن الشريك، أو عن الذرية في حالة الأنثى».

    وختم كينيدي حديثه، بأن الميل إلى العنف في المجتمعات البشرية الحديثة ليس مفيدًا وقد يسبب مشكلة، بينما قد يحقق أهدافًا للحيوانات الأخرى.
يعمل...
X