المعري
[ ٣٦٣ - ٤٤٩ ه ]
هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري ، المعروف بأبي العلاء المعري ، ولد في يوم الجمعة في السابع والعشرون من ربيع الأول سنة ٣٦٣ ٥ / ٢٦ كانون أول ( ديسمبر ( ۹۷۳ م في معرة النعمان بين حماة وحلب في سورية ، تنتمي أسرته إلى قبيلة تنوخ ، وهي من القبائل العربية الجنوبية ، وكان أبوه ثرياً عالماً ولي القضاء ، وكانت له مكانة في دولة القريض وأمه من أسرة نبيلة أيضاً بعد ولادة المعري بثلاث سنوات أصيب بالجدري ففقد إحدى عينيه وهي العين اليسرى وما لبث أن أبيضت عينه اليمنى فبات كفيفاً لا يعرف من الحياة سوى اللون الأحمر وهو لون ثوب كان يلبسه أثناء مرضه وقد ترك الجدري على وجه أبي العلاء آثار تشويه لا تمحى تتلمذ أول الأمر على يد والده ، ثم تتلمذ على نفر من علماء بلده ، وأتم تعليمه في حلب ٣٨٤ هـ / ٩٩٤م وعاد للمعرة ، وما لبث أن سافر إلى بغداد عام ۳۹۷هـ / ۱۰۰۸ م . وفيها تعرف على أغلى أصدقائه وعلى رأسهم عبد السلام البصري ، خازن دار الكتب هناك وحدثت زيارته لبغداد مرة واحدة حيث يبدو أن لا صحة لما ذكر من أنه عاد لزيارتها ثانية عام ٣٩٩ هـ
،، نفسه بعد ورثاها بقصيدتين إحداهما ميميه والأخرى بائية ، وبعد وصوله لبيته في المعرة عام ٤٠٠ هـ ، أصبح كما أطلق على نفسه « رهين المحبين يعني حبس نفسه في المنزل ، وحبس بصره في العمى ، إذ منع من الخروج من منزله حتى مات باستثناء إلحاح أهل بلدته عليه أن أطبق صاحب حلب صالح بن مرداس عليهم الحصار ، فأرادوا أن يذهب إليه مستشفعا بسبعين من أهالي المعرة اعتقلهم وزيره تادرس ، وقد كلم المعري ابن مرداس ، فقبل شفاعته ووهبه السجناء ، ومن المرجح أن اللقاء بينهما حدث في أحواز المعرة وليس في حلب كما تذهب بعض الروايات حصل أبو العلاء من العلم الكثير ، ودرس مختلف فنون المعرفة من أدب وتاريخ وفلسفة وديانات ، فعرف حضارة الهند ودياناتها في بغداد، وهناك أيضاً درس العهد القديم والجديد ، وتراث الفرق الإسلامية وغير الإسلامية ، وتعمق في دراسة الفلسفات المعروفة ، وكل ذلك أثر في حياته وتفكيره ، إضافة لحالته النفسية الناتجه عن العمى ، وحبسه لنفسه وامتناعه أشفاقا عن أكل ما ينتج الحيوان ، وقد عاش حياته زاهداً متقشفاً قانعاً من الطعام والحلوى بالعدس والتين ، ومن المال بثلاثين ديناراً موقوفة عليه في كل عام ، راضياً من اللباس والفراش بغليط القطن ، وحصير البردي وقد امتنع عن الزواج مخافة الجناية على أن الأولاد ، وظل هكذا حتى توفي عام ٥٤٤٩ ، بعد في أواخر عمره ، وقد أوصى أن يكتب على قبره : أصبح مقعداً
وفي طريق عودته من بغداد بلغه نعي والدته فأثر ذلك فيه كثيراً ،
هذا جناه أبي علي وما جنيت على أحد ويعتبر المعري شاعر الفلاسفة ، أو فيلسوف الشعراء فهو شاعر ٣٣ - مائة أوائل
: . وفيلسوف، قضى في منزله بعد اعتزاله الناس نحو خمسين عاما في التأليف والتدريس ، إذ كان يحضر حوالي مائتي شخص كل يوم دروسه ، ويملي عليهم مؤلفاته ، وقد ترك لنا آثاراً عظيمة ، فقد أكثرها أثناء الحروب الصليبية ، ولعل أهم آثاره الموجودة في - سقط الزند وهو ديوان شعر قال أكثره في شبابه ، وقبل اكتمال نضوج شخصيته
- { رسالة الغفران وفيها رسالة ابن القارح في زيارته للجنة ، ثم الجواب على الرسالة ، ومجموعة ما يسمى رسالة الغفران ، وكانت هذه الرسالة أساس الملهاة الإلهية لدانتي ، والفردوس المفقود لملتن ، وقد لفت الانتباه إلى اقتباس دانتي من المعري والمعراج الشريف للمرة الأولى المستشرق الاسباني آسين بلائيوس ، في ٢٦ / ١ / ١٩١٩ وأظهر باحثون آخرون بأن الترجمات لتلك الكتب قد تمت قبل ولادة دانتي بسنة .
دیوان لزوم ما لا يلزم ، ويمثل آراءه الفلسفة ، وتفكيره في الحياة ، وهو يعبر عن معجزاته الشعرية ، وإظهاره لبراعته وتمكنه من اللغة وفيه التزام الحرفين في القافية ، وأحيانا ثلاثة حروف الفصول والغايات وهو كما قيل بأن أبا العلاء قد كتبه معارضة للقرآن في أسلوبه ، وهو لم يصلنا كاملا
ه - دیوان رسائل ، وهو في ثلاثة أجزاء ، ولعل أهم هذه الرسائل : آ - رسالة الملائكة ، في مسائل التصريف والنحو ب - الرسالة الإغريقية عن اللغة والشعر كتبها إلى الوزير أبي القاسم الحسين بن المغربي . وهي
ج - الرسالة المنجية إلى الوزير المذكور أيضاً . ٦ - عبث الوليد ، وهو شرح لديوان البحتري
: وقد فقد الكثير من مؤلفاته ولعل أهمها آ كتاب الأيك والغصون ، وقيل إنه يقع في مائة مجلد ، وهو
ب - معجز دائرة معارف في العلم والأدب . احمد وهو شرح ديوان المتنبي . ج - ذكرى حبيب وهو شرح لديوان أبي تمام . أبو العلاء الشاعر : خاض المعري في مختلف ميادين الشعر من مدح وفخر وغزل ورثاء ووصف ، إلا أن تكلفه كان في الغزل والمدح ، إلا ما كان مدحاً لصديق ، وأبو العلاء لم يكن ليتكسب بشعره خصوصاً بعد عودته من بغداد . وشعره يمتاز بقوة الأسلوب ومتانة التركيب ، وكثرة استعمال المترادفات ، واستغراق جميع البحور والأوزان والقوافي ، والنظم على حروف المعجم كلها على الرفع والنصب والخفض والوقف . وتظهر نظرته التشاؤمية في شعره جلية واضحة . أبو العلاء الفيلسوف : إن أهم مايميز فلسفة أبي العلاء اعتماده على العقل ، و تشككه بكل العلوم والمعارف، فهو يهدم كل المعارف السابقة وينكرها ليعيد بناءها من جديد على أساس من العقل السليم الفطري ويبتعد عن العقل المكتسب ، والعقل النقلي . وهذا ينطبق أيضاً على نظرته الدينية ، فهو يرفض التدين المكتسب ويطلب أن يكون التدين بالعقل والاقتناع ، لذلك فهو يرى
النقالي أن أكثر الناس ، إما متدين تديناً أعمى وإما كافر عن جهل . هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت و یهود حارت والمجوس مضلله اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين و آخر دين لا عقل له
[ ٣٦٣ - ٤٤٩ ه ]
هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري ، المعروف بأبي العلاء المعري ، ولد في يوم الجمعة في السابع والعشرون من ربيع الأول سنة ٣٦٣ ٥ / ٢٦ كانون أول ( ديسمبر ( ۹۷۳ م في معرة النعمان بين حماة وحلب في سورية ، تنتمي أسرته إلى قبيلة تنوخ ، وهي من القبائل العربية الجنوبية ، وكان أبوه ثرياً عالماً ولي القضاء ، وكانت له مكانة في دولة القريض وأمه من أسرة نبيلة أيضاً بعد ولادة المعري بثلاث سنوات أصيب بالجدري ففقد إحدى عينيه وهي العين اليسرى وما لبث أن أبيضت عينه اليمنى فبات كفيفاً لا يعرف من الحياة سوى اللون الأحمر وهو لون ثوب كان يلبسه أثناء مرضه وقد ترك الجدري على وجه أبي العلاء آثار تشويه لا تمحى تتلمذ أول الأمر على يد والده ، ثم تتلمذ على نفر من علماء بلده ، وأتم تعليمه في حلب ٣٨٤ هـ / ٩٩٤م وعاد للمعرة ، وما لبث أن سافر إلى بغداد عام ۳۹۷هـ / ۱۰۰۸ م . وفيها تعرف على أغلى أصدقائه وعلى رأسهم عبد السلام البصري ، خازن دار الكتب هناك وحدثت زيارته لبغداد مرة واحدة حيث يبدو أن لا صحة لما ذكر من أنه عاد لزيارتها ثانية عام ٣٩٩ هـ
،، نفسه بعد ورثاها بقصيدتين إحداهما ميميه والأخرى بائية ، وبعد وصوله لبيته في المعرة عام ٤٠٠ هـ ، أصبح كما أطلق على نفسه « رهين المحبين يعني حبس نفسه في المنزل ، وحبس بصره في العمى ، إذ منع من الخروج من منزله حتى مات باستثناء إلحاح أهل بلدته عليه أن أطبق صاحب حلب صالح بن مرداس عليهم الحصار ، فأرادوا أن يذهب إليه مستشفعا بسبعين من أهالي المعرة اعتقلهم وزيره تادرس ، وقد كلم المعري ابن مرداس ، فقبل شفاعته ووهبه السجناء ، ومن المرجح أن اللقاء بينهما حدث في أحواز المعرة وليس في حلب كما تذهب بعض الروايات حصل أبو العلاء من العلم الكثير ، ودرس مختلف فنون المعرفة من أدب وتاريخ وفلسفة وديانات ، فعرف حضارة الهند ودياناتها في بغداد، وهناك أيضاً درس العهد القديم والجديد ، وتراث الفرق الإسلامية وغير الإسلامية ، وتعمق في دراسة الفلسفات المعروفة ، وكل ذلك أثر في حياته وتفكيره ، إضافة لحالته النفسية الناتجه عن العمى ، وحبسه لنفسه وامتناعه أشفاقا عن أكل ما ينتج الحيوان ، وقد عاش حياته زاهداً متقشفاً قانعاً من الطعام والحلوى بالعدس والتين ، ومن المال بثلاثين ديناراً موقوفة عليه في كل عام ، راضياً من اللباس والفراش بغليط القطن ، وحصير البردي وقد امتنع عن الزواج مخافة الجناية على أن الأولاد ، وظل هكذا حتى توفي عام ٥٤٤٩ ، بعد في أواخر عمره ، وقد أوصى أن يكتب على قبره : أصبح مقعداً
وفي طريق عودته من بغداد بلغه نعي والدته فأثر ذلك فيه كثيراً ،
هذا جناه أبي علي وما جنيت على أحد ويعتبر المعري شاعر الفلاسفة ، أو فيلسوف الشعراء فهو شاعر ٣٣ - مائة أوائل
: . وفيلسوف، قضى في منزله بعد اعتزاله الناس نحو خمسين عاما في التأليف والتدريس ، إذ كان يحضر حوالي مائتي شخص كل يوم دروسه ، ويملي عليهم مؤلفاته ، وقد ترك لنا آثاراً عظيمة ، فقد أكثرها أثناء الحروب الصليبية ، ولعل أهم آثاره الموجودة في - سقط الزند وهو ديوان شعر قال أكثره في شبابه ، وقبل اكتمال نضوج شخصيته
- { رسالة الغفران وفيها رسالة ابن القارح في زيارته للجنة ، ثم الجواب على الرسالة ، ومجموعة ما يسمى رسالة الغفران ، وكانت هذه الرسالة أساس الملهاة الإلهية لدانتي ، والفردوس المفقود لملتن ، وقد لفت الانتباه إلى اقتباس دانتي من المعري والمعراج الشريف للمرة الأولى المستشرق الاسباني آسين بلائيوس ، في ٢٦ / ١ / ١٩١٩ وأظهر باحثون آخرون بأن الترجمات لتلك الكتب قد تمت قبل ولادة دانتي بسنة .
دیوان لزوم ما لا يلزم ، ويمثل آراءه الفلسفة ، وتفكيره في الحياة ، وهو يعبر عن معجزاته الشعرية ، وإظهاره لبراعته وتمكنه من اللغة وفيه التزام الحرفين في القافية ، وأحيانا ثلاثة حروف الفصول والغايات وهو كما قيل بأن أبا العلاء قد كتبه معارضة للقرآن في أسلوبه ، وهو لم يصلنا كاملا
ه - دیوان رسائل ، وهو في ثلاثة أجزاء ، ولعل أهم هذه الرسائل : آ - رسالة الملائكة ، في مسائل التصريف والنحو ب - الرسالة الإغريقية عن اللغة والشعر كتبها إلى الوزير أبي القاسم الحسين بن المغربي . وهي
ج - الرسالة المنجية إلى الوزير المذكور أيضاً . ٦ - عبث الوليد ، وهو شرح لديوان البحتري
: وقد فقد الكثير من مؤلفاته ولعل أهمها آ كتاب الأيك والغصون ، وقيل إنه يقع في مائة مجلد ، وهو
ب - معجز دائرة معارف في العلم والأدب . احمد وهو شرح ديوان المتنبي . ج - ذكرى حبيب وهو شرح لديوان أبي تمام . أبو العلاء الشاعر : خاض المعري في مختلف ميادين الشعر من مدح وفخر وغزل ورثاء ووصف ، إلا أن تكلفه كان في الغزل والمدح ، إلا ما كان مدحاً لصديق ، وأبو العلاء لم يكن ليتكسب بشعره خصوصاً بعد عودته من بغداد . وشعره يمتاز بقوة الأسلوب ومتانة التركيب ، وكثرة استعمال المترادفات ، واستغراق جميع البحور والأوزان والقوافي ، والنظم على حروف المعجم كلها على الرفع والنصب والخفض والوقف . وتظهر نظرته التشاؤمية في شعره جلية واضحة . أبو العلاء الفيلسوف : إن أهم مايميز فلسفة أبي العلاء اعتماده على العقل ، و تشككه بكل العلوم والمعارف، فهو يهدم كل المعارف السابقة وينكرها ليعيد بناءها من جديد على أساس من العقل السليم الفطري ويبتعد عن العقل المكتسب ، والعقل النقلي . وهذا ينطبق أيضاً على نظرته الدينية ، فهو يرفض التدين المكتسب ويطلب أن يكون التدين بالعقل والاقتناع ، لذلك فهو يرى
النقالي أن أكثر الناس ، إما متدين تديناً أعمى وإما كافر عن جهل . هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت و یهود حارت والمجوس مضلله اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين و آخر دين لا عقل له
تعليق