عدلي يكن Adli-Yakan. سياسي مصري من أصول تركية ـ ألبانيَّة..كاميليا أبو جبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عدلي يكن Adli-Yakan. سياسي مصري من أصول تركية ـ ألبانيَّة..كاميليا أبو جبل

    يكن (عدلي)

    Yakan (’Adli-) - Yakan (’Adli-)

    يكـن (عـدلي ـ)
    (1280ـ 1351هـ/1864ـ 1933م)

    عدلي بن خليل بن إبراهيم يكن، سياسي مصري من أصول تركية ـ ألبانيَّة.
    وجدّه إبراهيم هو ابن أخت محمد علي باشا الكبير، ولذلك أطلق عليه لقب يكن، وهي تركية معناها ابن الأخت، وتلفظ الكاف فيها جيماً مصرية.
    ولد في القاهرة وتلقّى دروسه الخاصة على أيدي مجموعة من المدرسين. ثم سافر سنة 1872م مع أبيه إلى الآستانة، ومكث فيها ثلاث سنين تلقى فيها مبادئ العلوم، وعندما عاد إلى مصر سنة 1875م التحق بمدرسة «الفرير» الفرنسية، ثم انتقل إلى مدرسة «مارسيل»، فأتقن اللغة الفرنسية.
    في سنة 1880م عيّن في قلم الترجمة بوزارة الداخلية. ثم نقل إلى قلم المطبوعات، ثم عُيِّن سكرتيراً لنوبار باشا وزير الخارجيّة، وفي سنة 1891م عُيّن وكيلاً لمديرية المنوفية، وفي سنة 1895م عُيِّن مديراً للفيوم، ثم المنيا فالشرقية فالدقهليّة فالغربيَّة، ثم وكيلاً لمحافظة القناة، ثم محافظاً للقاهرة، ثم مديراً عاماً للأوقاف، فوزيراً للخارجيّة، ثم المعارف، وفي سنة 1919م عُيِّن وزيراً للداخلية، وأخيراً وفي سنة 1921م عُيِّن رئيساً للوزراء للمرّة الأولى، وبعد استقالته عُيِّن في مجلس الشيوخ، ثم اختير لرئاسة حزب الأحرار الدستوريين سنة 1922م، ثم ألّف سنة 1926م وزارته الثانية.
    كانت سنتا 1921و1922م هما السنتين الحاسمتين في تاريخ مصر والوفد وسعد وعدلي وبريطانيا.
    ذلك أنه في 17 آذار/مارس 1921 ألّف عدلي يكن أول حكومة له، وعيّن حسين رشدي نائباً له، وعبد الخالق ثروت وزيراً للداخلية، وكانت هذه الوزارة تعدّ العدّة لمفاوضة بريطانيا حول علاقتها مع مصر، ولأوَّل مرَّة في تاريخ مصر أعلنت الوزارة في كتابها إلى السلطان أحمد فؤاد خطة عملها المقبلة والتي تتلخّص بإعادة النظر في علاقات مصر ببريطانيا وصولاً إلى اتفاق يجعل استقلال مصر أمراً لا جدال فيه.
    وقال عدلي باشا: إن وزارته ستدعو سعداً للمشاركة في المفاوضات لأنه زعيم الأمة قبل أن يكون زعيم الوفد.
    وقد استقبل هذا البيان بالابتهاج من الجميع، وأطلق سعد على وزارة عدلي لقب «وزارة الثقة» وقامت المظاهرات في جميع أنحاء مصر ابتهاجاً بوزارة الثقة.
    وفي سنة 1929م ألّف يكن وزارته الثالثة والأخيرة التي أجرت الانتخابات، ففاز فيها الوفد، واستقال عدلي، واعتزل السياسة وتوفي في باريس، ودُفن في مقابر الإمام الشافعي بالقاهرة في احتفال مهيب.
    وحدث في نيسان/أبريل 1921م أن عاد سعد زغلول إلى مصر، فاستقبل استقبال الفاتحين، مما لم تشهد له مصر مثيلاً منذ عهد مصطفى كامل، وقد عدَّ سعدٌ هذه الاستقبالات بمنزلة تفويض عام له من شعب مصر، ورأى أنه الوحيد الذي يجب أن يفاوض البريطانيين ولا أحد سواه، وأنه أقوى من السلطان ومن رئيس الوزراء، وحاول عدلي التفاهم مع سعد، لكن سعداً رفض الاشتراك مع الآخرين في مفاوضة بريطانيا، وأخيراً وقع المحظور، وأعلن عدلي باشا في الأهرام يوم 25 نيسان/أبريل 1921م أنه سيمضي في المفاوضات بسعدٍ أو بغير سعد.
    وردّ سعد فقال: «إن عدلي معيَّن من قبل السلطان، والسلطان معين من قبل الإنكليز».
    ومعنى أن يفاوض عدلي الإنكليز أنَّ «جورج الخامس» يفاوض «جورج الخامس»، وسافر عدلي باشا وصحبه إلى لندن في تمّوز/يوليو 1921م، وأمضوا شهور الصيف في محادثات ومفاوضات مع عميد الإنكليز «كيرزون» الذي عرض في النهاية على عدلي باشا مشروع الاتفاق، فرفضه الوفد المصري، وقطع المفاوضات، وعاد إلى مصر في كانون الأول/ديسمبر 1921م.
    وكان أول ما فعله عدلي باشا أن قدَّم استقالته إلى السلطان أحمد فؤاد الذي قبلها، وكلف عبد الخالق ثروت تأليف الوزارة.
    لم تذهب جهود عدلي باشا التي بذلها في لندن هباءً إذ أصدر الفيلد مارشال اللنبي في 28 شباط/فبراير 1922 تصريحه الذي أعلن فيه استقلال مصر، وصار لقب السلطان أحمد فؤاد الجديد: ملك مصر والسودان.
    وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر 1922م اختير عدلي باشا رئيساً لحزب «الأحرار الدستوريين»، وهم الذين فصلهم سعد من حزب الوفد لوقوفهم مع عدلي باشا.
    وقد استقال عدلي باشا من رياسة الحزب سنة 1925م، وحاول الابتعاد عن السياسة دون أن يعتزلها، وخصّص نشاطه للأعمال الخيريّة والاجتماعية حتى آخر حياته.
    وُصف عدلي باشا بأنه كان عزيز النفس، شديد المراس مع رقّة في الطبع، شديد الاعتزاز بكرامته، واسع الحلم، عفّ اللسان، قليل الكلام، يكرهُ المحاباة، ولا ينحني أمام أحد.
    وعلى الرغم من خلافه مع سعد فقد كان يؤثره على نفسه، وعندما كان وكيلاً من قبل الحكومة للجمعية التشريعية أوعز إلى أعضائها بانتخاب سعد لوكالة الجمعية بدلاً منه، وكان دائماً يحاول رأب الصدع مع سعد، وبقي على ولائه واحترامه له حتى وفاته دون أن يتعرّض له بسوء، وأقصى ما ذكره عنه أنه سيفاوض الإنكليز بسعدٍ وبغير سعد.
    كاميليا أبو جبل

يعمل...
X