ملياغر
Meleager
[ ١٤٠ - ٦٠ ق م ]
بعد احتلال الاسكندر المقدوني لسورية بدأت الجاليات اليونانية تظهر في المنطقة ، وعندما استقر سلوقس الأول بسوريا وأصبح الحاكم المطلق فيها وجد في سوريا شعبا صقلته الحضارات وتسلسلت لديه منذ أن وجد الإنسان وقد سار على نهج وصقلها ، فأقام المدن الجديدة التي أسكن فيها السكان الأصليين ومعهم حاميات يونانية وبعضاً من الميديين والفرس والعيلاميين الاسكندر في مزج الشعوب وأخذت الحضارة العربية الآرامية والفينيقية تأخذ من الحضارة اليونانية والفارسية لتمتزجا معاً مشكلة فترة تاريخية متميزة سميت بالفترة الهلنستية أو الحضارة الهلنستية . اصطبغت مظاهر تلك الحضارة أو الفترة بالطابع اليوناني في كل شيء ، فكانت اللغة الرسمية هي اليونانية أما لغة الخطاب فبقيت الآرامية والفينيقية ، وقد انتشرت اليونانية بسرعة في سوريا على عادة أهل البلاد بتعلمهم اللغات الأخرى بسرعة ويسر وسهولة وقد استمرت هذه الفترة لما بعد الفتح الروماني ، وبقيت اليونانية لغة الكتابة والأدب والعلم حتى الفتح الاسلامي للبلاد ، ولم
تكن اللغة اللاتينية سوى لغة القانون فقط واللغة الدارجة لدى القطعات العسكرية والمنشآت الرسمية ، وليس بشكل دائم وقد صبغت اليونانية ثقافة العصر وامتد تأثيرها حتى على أسماء الاشخاص والمدن سواء المدن القديمة أو المحدثة ، فكانت الأسماء اليونانية منتشرة مثل الاسكندر ، وبيرنيس ، وزينون ، وديونيزوس ، وبطليموس ، وفيليبوس ، وأفلاطون وغيرها أو حولت الأسماء إلى صيغة يونانية مثل ملكو أو مالك الذي تحول إلى مالخوس ، ومثالنا على ذلك مالخوس الذي حول اسمه أخيراً إلى فرفريوس وهو الفيلسوف الشهير ، وأخذت المدن القديمة باسمها المعروف لدى الإغريق فكانت تير Tyre تعني صور صيدون Sidon لصدا ، 6 بيرتيوس Perytus لبيروت، وشيزر عرفت باسم لاريسا ، وبالميرا لتدمر Palmyra ، وحماة ايفانيا Epiphania ، نسبة إلى اسم أنطيخوس الرابع .
ايبفان وهكذا أما المدن الجديدة فقد أخذت الأسماء اليونانية مثل أفاميا Apami واسكندرونه وأديا ونصيبيس ( نصيبين ) .
وقد تابع التعليم انتشاره في كل أنحاء القطر فكانت المدارس على درجات تنتشر في كل المناطق ، وظهرت جامعات كبيرة عالمية ، ولعل أهمها جامعة وأنطاكيه وكبادوكيا ، ثم ظهرت أخيراً أكاديمية صور
بيروت للحقوق إلا أن صفة الحكم اليوناني للمنطقة وانتشار اليونانية لا يعني أن اليونان الغزاة قد أخلوا السكان الأصليين، وسكنوا بدلاً هجرة اليونان إلى المنطقة تظهر مقدار قلة عددهم وقلة انتشارهم في البلاد . ورغم ذلك فقد أرغمنا على اعتبار الحضارة والعلوم في ذاك العصر أن تتبع عنهم، مع أنه على يوناني أو من انتاج اليونانيين ) أو (الرومان ( يضاف عامل آخر على ذلك هو كثرة انتقال الناس وعلى الأخص الأدباء والشعراء إلى سائر العالم اليوناني أو الروماني ، مما ضيع أصلهم، وأفقد صلتهم مع وطنهم الأصلي
لذلك وجب كذلك وجود التزاوج بين السكان المحليين العرب مع الجالية اليونانيه أو الرومانيه ، ووجود عنصر جديد يسود فيه العنصر للعربي المحلي ، إعادة النظر في تدوين تاريخ تلك الفترة وإعادة الحق إلى نصابه لإنصاف حضارتنا الضائعة ، وتراثنا المفقود ، وإعادة نسبه الى الأصل
في هذه الفترة نشأ في مدينة جدره أو جدارا أو ( غـدره ) وهي حالياً قرب ( ام قيس ( على ضفاف نهر اليرموك طائفة من الشعراء والفلاسفة الذين بلغوا شاراً كبيراً ، وحصلوا شهرة عالمية أدت إلى إطلاق اسم أثينا على بلدتهم ، فعرفت في تلك الفترة باسم « أثينة سوريا ، وهي تقع على بعد ( ٥ أميال كم ) جنوب شرقي طبرية .
وقد وصفها المؤرخ يوسيفوس بأنها مدينة عظيمة ، ووصفها المؤرخ يوسابيوس بأنها واقعة شرق الأردن مقابل طبرية ، وتمتاز جدارا ، بموقع جغرافي عظيم هيئها لتكون حديقة تجارية ذات فن وترف . وقد احتلها أنتيخوس الثالث حاكم سوريا عام ۲۱۸ ق.م واحتلت من قبل اليهود بين عامي ١٠٣ - ٦٧ ق.م ثم احتلها الرومان عام ٦٣ ق.م ، ومن ثم اعتبرت من المدن العشر التي ترتبط فيما بينها بروابط ومعاهدات ميزتها عن سواها من المدن، وكان يطلق على هذه المدن العشر اسم « المدن اليونانية الحرة Decapolis ) ، إلا أنها فقدت حريتها عندما أعطاها الامبراطور اوغوست تقدمة الى الملك هيرود، وحوالي عام ٣٣٥م
Meleager
[ ١٤٠ - ٦٠ ق م ]
بعد احتلال الاسكندر المقدوني لسورية بدأت الجاليات اليونانية تظهر في المنطقة ، وعندما استقر سلوقس الأول بسوريا وأصبح الحاكم المطلق فيها وجد في سوريا شعبا صقلته الحضارات وتسلسلت لديه منذ أن وجد الإنسان وقد سار على نهج وصقلها ، فأقام المدن الجديدة التي أسكن فيها السكان الأصليين ومعهم حاميات يونانية وبعضاً من الميديين والفرس والعيلاميين الاسكندر في مزج الشعوب وأخذت الحضارة العربية الآرامية والفينيقية تأخذ من الحضارة اليونانية والفارسية لتمتزجا معاً مشكلة فترة تاريخية متميزة سميت بالفترة الهلنستية أو الحضارة الهلنستية . اصطبغت مظاهر تلك الحضارة أو الفترة بالطابع اليوناني في كل شيء ، فكانت اللغة الرسمية هي اليونانية أما لغة الخطاب فبقيت الآرامية والفينيقية ، وقد انتشرت اليونانية بسرعة في سوريا على عادة أهل البلاد بتعلمهم اللغات الأخرى بسرعة ويسر وسهولة وقد استمرت هذه الفترة لما بعد الفتح الروماني ، وبقيت اليونانية لغة الكتابة والأدب والعلم حتى الفتح الاسلامي للبلاد ، ولم
تكن اللغة اللاتينية سوى لغة القانون فقط واللغة الدارجة لدى القطعات العسكرية والمنشآت الرسمية ، وليس بشكل دائم وقد صبغت اليونانية ثقافة العصر وامتد تأثيرها حتى على أسماء الاشخاص والمدن سواء المدن القديمة أو المحدثة ، فكانت الأسماء اليونانية منتشرة مثل الاسكندر ، وبيرنيس ، وزينون ، وديونيزوس ، وبطليموس ، وفيليبوس ، وأفلاطون وغيرها أو حولت الأسماء إلى صيغة يونانية مثل ملكو أو مالك الذي تحول إلى مالخوس ، ومثالنا على ذلك مالخوس الذي حول اسمه أخيراً إلى فرفريوس وهو الفيلسوف الشهير ، وأخذت المدن القديمة باسمها المعروف لدى الإغريق فكانت تير Tyre تعني صور صيدون Sidon لصدا ، 6 بيرتيوس Perytus لبيروت، وشيزر عرفت باسم لاريسا ، وبالميرا لتدمر Palmyra ، وحماة ايفانيا Epiphania ، نسبة إلى اسم أنطيخوس الرابع .
ايبفان وهكذا أما المدن الجديدة فقد أخذت الأسماء اليونانية مثل أفاميا Apami واسكندرونه وأديا ونصيبيس ( نصيبين ) .
وقد تابع التعليم انتشاره في كل أنحاء القطر فكانت المدارس على درجات تنتشر في كل المناطق ، وظهرت جامعات كبيرة عالمية ، ولعل أهمها جامعة وأنطاكيه وكبادوكيا ، ثم ظهرت أخيراً أكاديمية صور
بيروت للحقوق إلا أن صفة الحكم اليوناني للمنطقة وانتشار اليونانية لا يعني أن اليونان الغزاة قد أخلوا السكان الأصليين، وسكنوا بدلاً هجرة اليونان إلى المنطقة تظهر مقدار قلة عددهم وقلة انتشارهم في البلاد . ورغم ذلك فقد أرغمنا على اعتبار الحضارة والعلوم في ذاك العصر أن تتبع عنهم، مع أنه على يوناني أو من انتاج اليونانيين ) أو (الرومان ( يضاف عامل آخر على ذلك هو كثرة انتقال الناس وعلى الأخص الأدباء والشعراء إلى سائر العالم اليوناني أو الروماني ، مما ضيع أصلهم، وأفقد صلتهم مع وطنهم الأصلي
لذلك وجب كذلك وجود التزاوج بين السكان المحليين العرب مع الجالية اليونانيه أو الرومانيه ، ووجود عنصر جديد يسود فيه العنصر للعربي المحلي ، إعادة النظر في تدوين تاريخ تلك الفترة وإعادة الحق إلى نصابه لإنصاف حضارتنا الضائعة ، وتراثنا المفقود ، وإعادة نسبه الى الأصل
في هذه الفترة نشأ في مدينة جدره أو جدارا أو ( غـدره ) وهي حالياً قرب ( ام قيس ( على ضفاف نهر اليرموك طائفة من الشعراء والفلاسفة الذين بلغوا شاراً كبيراً ، وحصلوا شهرة عالمية أدت إلى إطلاق اسم أثينا على بلدتهم ، فعرفت في تلك الفترة باسم « أثينة سوريا ، وهي تقع على بعد ( ٥ أميال كم ) جنوب شرقي طبرية .
وقد وصفها المؤرخ يوسيفوس بأنها مدينة عظيمة ، ووصفها المؤرخ يوسابيوس بأنها واقعة شرق الأردن مقابل طبرية ، وتمتاز جدارا ، بموقع جغرافي عظيم هيئها لتكون حديقة تجارية ذات فن وترف . وقد احتلها أنتيخوس الثالث حاكم سوريا عام ۲۱۸ ق.م واحتلت من قبل اليهود بين عامي ١٠٣ - ٦٧ ق.م ثم احتلها الرومان عام ٦٣ ق.م ، ومن ثم اعتبرت من المدن العشر التي ترتبط فيما بينها بروابط ومعاهدات ميزتها عن سواها من المدن، وكان يطلق على هذه المدن العشر اسم « المدن اليونانية الحرة Decapolis ) ، إلا أنها فقدت حريتها عندما أعطاها الامبراطور اوغوست تقدمة الى الملك هيرود، وحوالي عام ٣٣٥م
تعليق