المختار بن أبي عبيد
عندما آلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب ، كان أول عمل قام به هو عزل كل من المثنى بن حارثة الشيباني عن جبهة العراق ، وخالد ابن الوليد عن جبهة الشام ، وانتدب أبا عبيد الثقفي لقيادة المسلمين العراق
وفي العراق كانت أول أعمال أبي عبيدة انتكاسة كبيرة للعرب ، كادت تخسرهم جميع ما حصلوا عليه في العراق من انتصارات ، وذلك معركة الجسر في منطقة قس الناطف على الفرات ، ففي هذه المعركة قتل أبو عبيد مع جمع كبير من قواته
ترك أبو عبيد أسرة برز من صفوفها ابنه المختار ، الذي ربي في ، وكان سعد هذا قد التحق بخدمة علي بن أبي طالب وعندما تولى الحسن بن علي الخلافة لمدة يسيرة كان سعد واليا على المدائن . في تلك الفترة بدأت تظهر على المختار ملامح مطامح سياسية خاصة جعلت السلطة الأموية ترتاب به وتراقبه ، ففي أيام يزيد بن معاوية ، برز المختار في الكوفة كأحد أركان الثورة التي كانت معدة لصالح ، لذلك ألقى عبيد الله بن زياد القبض عليه وأودعه السجن ، وقد ظل فيه حتى بعدما قتل الحسين ، حيث توسط عبد بن عمر بن الخطاب لدى يزيد من أجل إطلاق سراحه . من هذا ندرك أن بداية حياة المختار السياسية ظهرت في العراق كنف عمه سعد الحسين بن علي الله
يصبح وارتبطت بالنشاط الشيعي المعادي للحكم الأموي ، وبعدما أخرج المختار من السجن أمر بمغادرة العراق ، فتوجه إلى الحجاز ، وكان عبد الله ابن الزبير حينذاك يقاتل في مكة ضد الأمويين ، ولم يتردد المختار ، وهو الثائر على الأمويين ، عند وصوله إلى مكة في الانضمام إلى ابن الزبير ، ونظراً لبراعته ومؤهلاته كاد أن ندا لابن الزبير . وبما أنه لا يجتمع سيفان في عمد واحد ، قام صدام بينه وبين ابن الزبير فلقد كان لكل منها مطامحه الواسعة وبرامجه وأحلامه الخاصة في الوصول السلطة ، لذلك هرب المختار من مكة ، وعاد إلى الكوفة حيث كان الجو أكثر ملاءمة لتحقيق أهدافه وحين حل المختار بالكوفه ، وجدها تحت وطأة تحرك يهدف للأخذ بشار الحسين بن علي ، بزعامة سليمان بن صرد الخزاعي ، وعرف أتباع ابن صرد باسم التوابين ، وحاول المختار التدخل لدى جماعة التوابين لتعديل خططهم ، فأخفق ، فالتزم الصمت والمراقبة ، حتى إذا ماتحرك التوابون من الكوفة حيث نزل الدمار ، نشط المختار في الكوفة يبث دعوته بين الناس ، زاعماً أنه مفوض من قبل محمد الحنفية وموفد من قبله إلى أهل الكوفة ، للأخذ بثأر شهداء كربلاء . ولاقت دعوة المختار في البداية نجاحاً كبيراً ، فاستطاع السيطرة على الكوفة ومناطق كثيرة في بلاد الرافدين ، لكن ما أن شرع في تقريب الموالي والفقراء والعمل من أجل تطبيق برنامج في الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي ، حتى نفر منه ( أشراف الكوفة ، وأخذوا يقاومونه بشدة ، رافضين تصديق قوله بأنه موفد من قبل ابن الحنفية حتى أنهم أرسلوا وفداً إلى الحجاز لسؤال ابن الحنفية ، وعاد الوفد ومعه إجابة غير واضحة وكانت الكوفة المدينة التي قامت كمعسكر للجند في عهد عمر ابن الخطاب ، اثر فتح العراق ، قد تحولت الآن من معسكر للجند إلى مدينة سكنها جند الفتح الأوائل من العرب ، مع من لحق بهم فيها بعد من مهاجرة بداة شبه الجزيرة ، كما قطن فيها كميات كبيرة من سكان سواد العراق ومن الرقيق وأسرى الفتوح وبعض أسر الامبراطورية الساسانية المندثرة الذين بحثوا عن مكان ملاهم لهم في كيان الدولة الجديدة .
ولقد أراد جند الفتح الأول الاستئثار بموارد العراق لأنفسهم وحرمان غيرهم ، وباتوا يدعون أنفسهم بالأشراف ، كما ان النظام الأموي قام بالاعتماد ما أمكن على المنصر العربي في مقابل العناصر غير العربية ، لذلك عاشت الكوفة في ظل صراعات قبلية متنوعة ، كما مزقها صراع طبقي عربي عربي ، وصراع طبقي عربي أعجمي ( موالي ) ، لهذا الكوفة الأفكار والدعوات المتطرفة وسواها . نشطت في
وعندما أمسك المختار بزمام الأمور في الكوفة نادى بالمساواة بين الجميع ، لكنه اضطر في البدايه الاعتماد على مساعدة فئة من الاشراف حتى يتاح له السبيل لتكوين كوادر من الفقراء ، فتحالف مع إبراهيم بن الأشتر النخعي ، الذي كان قائداً باسلا ، عرف مثل أبيه من قبله بشدة عدائه الأمويين ورث عنه براعته القتالية ومؤهلاته العسكرية ، فصار الآن الساعد الأيمن المختار ، كما كان أبوه الساعد الأيمن لعلي بن أبي طالب.
وبعدما ما أحكم المختار قبضته على الكوفة أخذ يلاحق قتله الحسين ابن علي ويقتلهم الواحد تلو الآخر ، وبذلك عظم شأن المختار وصار شخصية لامعة حظيت بإعجاب الشيعة وإكبارها في العراق وخارجه .
يسجع عرشاً لعلي بن أبي طالب ، وأمر الناس بالتبرك به والطوفان حوله ، وفي نفس الوقت أخذ للعامه سجماً على طريقة الكهان ، فيه ما يوحي بمعرفة المستقبل ، أو الاتصال بخبر السماء . وأفاد هذا المختار كثيراً ، وإن استخدم فيما بعد كوسيلة للنيل منه والتشنيع به ، حق قيل بأنه كاد أن يدعي النبوة ، وأن حركته ما كانت إلا ردة جديدة في ظل الإسلام وتحت لواء اسمه الكيسانية ... كان على المختار أن يواجه عدة مخاطر ، داخلية وخارجية ، وجاءت المخاطر الخارجية من بلاد الشام حيث الحكم الأموي ، ومن البصرة التي دانت بالولاء لعبد الله بن الزبير ، كما تمثلت المخاطر الداخلية في حركات الأشراف ضده .
وكان المختار عبقرية سياسية ثورية لانظير لها ، أدرك معطيات عصره وعرف ما يمكن أن يحرك الجماهير ، الجماهير في وسط فقير جاهل متدين ، نعم استخدم المختار الدين ، والإثارة العاطفية كأداة من أدوات التحرك الثوري ، ووسيلة من وسائل الاسراع في تطبيق
برامجه بنجاح
لقد أمر أن يخرج للعامة كرسي كساه بالديباج وزعم أنه كان
وسمع المختار بأخبار زحف جيش أموي كبير ضده ، بقيادة عبيد بن زياد ، فانتدب له ابن الأشتر ، فأوقع به الهزيمة والدمار قرب الموصل ، وقتل ابن زياد وكبار ضباطه في ساحة المعركة ، وصارت الجزيرة الآن خاضعة لأتباع المختار . فكان ذلك ذروة النجاح بالنسبة للمختار ، لكنه في الوقت نفسه بداية الانهيار لقد كان ابن الأشتر من جماعات اشراف الكوفة ، وجمعت المطامح والعداء لبني أمية بينه وبين المختار ، وفي العادة إذا جمعت المطامح الله
عندما آلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب ، كان أول عمل قام به هو عزل كل من المثنى بن حارثة الشيباني عن جبهة العراق ، وخالد ابن الوليد عن جبهة الشام ، وانتدب أبا عبيد الثقفي لقيادة المسلمين العراق
وفي العراق كانت أول أعمال أبي عبيدة انتكاسة كبيرة للعرب ، كادت تخسرهم جميع ما حصلوا عليه في العراق من انتصارات ، وذلك معركة الجسر في منطقة قس الناطف على الفرات ، ففي هذه المعركة قتل أبو عبيد مع جمع كبير من قواته
ترك أبو عبيد أسرة برز من صفوفها ابنه المختار ، الذي ربي في ، وكان سعد هذا قد التحق بخدمة علي بن أبي طالب وعندما تولى الحسن بن علي الخلافة لمدة يسيرة كان سعد واليا على المدائن . في تلك الفترة بدأت تظهر على المختار ملامح مطامح سياسية خاصة جعلت السلطة الأموية ترتاب به وتراقبه ، ففي أيام يزيد بن معاوية ، برز المختار في الكوفة كأحد أركان الثورة التي كانت معدة لصالح ، لذلك ألقى عبيد الله بن زياد القبض عليه وأودعه السجن ، وقد ظل فيه حتى بعدما قتل الحسين ، حيث توسط عبد بن عمر بن الخطاب لدى يزيد من أجل إطلاق سراحه . من هذا ندرك أن بداية حياة المختار السياسية ظهرت في العراق كنف عمه سعد الحسين بن علي الله
يصبح وارتبطت بالنشاط الشيعي المعادي للحكم الأموي ، وبعدما أخرج المختار من السجن أمر بمغادرة العراق ، فتوجه إلى الحجاز ، وكان عبد الله ابن الزبير حينذاك يقاتل في مكة ضد الأمويين ، ولم يتردد المختار ، وهو الثائر على الأمويين ، عند وصوله إلى مكة في الانضمام إلى ابن الزبير ، ونظراً لبراعته ومؤهلاته كاد أن ندا لابن الزبير . وبما أنه لا يجتمع سيفان في عمد واحد ، قام صدام بينه وبين ابن الزبير فلقد كان لكل منها مطامحه الواسعة وبرامجه وأحلامه الخاصة في الوصول السلطة ، لذلك هرب المختار من مكة ، وعاد إلى الكوفة حيث كان الجو أكثر ملاءمة لتحقيق أهدافه وحين حل المختار بالكوفه ، وجدها تحت وطأة تحرك يهدف للأخذ بشار الحسين بن علي ، بزعامة سليمان بن صرد الخزاعي ، وعرف أتباع ابن صرد باسم التوابين ، وحاول المختار التدخل لدى جماعة التوابين لتعديل خططهم ، فأخفق ، فالتزم الصمت والمراقبة ، حتى إذا ماتحرك التوابون من الكوفة حيث نزل الدمار ، نشط المختار في الكوفة يبث دعوته بين الناس ، زاعماً أنه مفوض من قبل محمد الحنفية وموفد من قبله إلى أهل الكوفة ، للأخذ بثأر شهداء كربلاء . ولاقت دعوة المختار في البداية نجاحاً كبيراً ، فاستطاع السيطرة على الكوفة ومناطق كثيرة في بلاد الرافدين ، لكن ما أن شرع في تقريب الموالي والفقراء والعمل من أجل تطبيق برنامج في الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي ، حتى نفر منه ( أشراف الكوفة ، وأخذوا يقاومونه بشدة ، رافضين تصديق قوله بأنه موفد من قبل ابن الحنفية حتى أنهم أرسلوا وفداً إلى الحجاز لسؤال ابن الحنفية ، وعاد الوفد ومعه إجابة غير واضحة وكانت الكوفة المدينة التي قامت كمعسكر للجند في عهد عمر ابن الخطاب ، اثر فتح العراق ، قد تحولت الآن من معسكر للجند إلى مدينة سكنها جند الفتح الأوائل من العرب ، مع من لحق بهم فيها بعد من مهاجرة بداة شبه الجزيرة ، كما قطن فيها كميات كبيرة من سكان سواد العراق ومن الرقيق وأسرى الفتوح وبعض أسر الامبراطورية الساسانية المندثرة الذين بحثوا عن مكان ملاهم لهم في كيان الدولة الجديدة .
ولقد أراد جند الفتح الأول الاستئثار بموارد العراق لأنفسهم وحرمان غيرهم ، وباتوا يدعون أنفسهم بالأشراف ، كما ان النظام الأموي قام بالاعتماد ما أمكن على المنصر العربي في مقابل العناصر غير العربية ، لذلك عاشت الكوفة في ظل صراعات قبلية متنوعة ، كما مزقها صراع طبقي عربي عربي ، وصراع طبقي عربي أعجمي ( موالي ) ، لهذا الكوفة الأفكار والدعوات المتطرفة وسواها . نشطت في
وعندما أمسك المختار بزمام الأمور في الكوفة نادى بالمساواة بين الجميع ، لكنه اضطر في البدايه الاعتماد على مساعدة فئة من الاشراف حتى يتاح له السبيل لتكوين كوادر من الفقراء ، فتحالف مع إبراهيم بن الأشتر النخعي ، الذي كان قائداً باسلا ، عرف مثل أبيه من قبله بشدة عدائه الأمويين ورث عنه براعته القتالية ومؤهلاته العسكرية ، فصار الآن الساعد الأيمن المختار ، كما كان أبوه الساعد الأيمن لعلي بن أبي طالب.
وبعدما ما أحكم المختار قبضته على الكوفة أخذ يلاحق قتله الحسين ابن علي ويقتلهم الواحد تلو الآخر ، وبذلك عظم شأن المختار وصار شخصية لامعة حظيت بإعجاب الشيعة وإكبارها في العراق وخارجه .
يسجع عرشاً لعلي بن أبي طالب ، وأمر الناس بالتبرك به والطوفان حوله ، وفي نفس الوقت أخذ للعامه سجماً على طريقة الكهان ، فيه ما يوحي بمعرفة المستقبل ، أو الاتصال بخبر السماء . وأفاد هذا المختار كثيراً ، وإن استخدم فيما بعد كوسيلة للنيل منه والتشنيع به ، حق قيل بأنه كاد أن يدعي النبوة ، وأن حركته ما كانت إلا ردة جديدة في ظل الإسلام وتحت لواء اسمه الكيسانية ... كان على المختار أن يواجه عدة مخاطر ، داخلية وخارجية ، وجاءت المخاطر الخارجية من بلاد الشام حيث الحكم الأموي ، ومن البصرة التي دانت بالولاء لعبد الله بن الزبير ، كما تمثلت المخاطر الداخلية في حركات الأشراف ضده .
وكان المختار عبقرية سياسية ثورية لانظير لها ، أدرك معطيات عصره وعرف ما يمكن أن يحرك الجماهير ، الجماهير في وسط فقير جاهل متدين ، نعم استخدم المختار الدين ، والإثارة العاطفية كأداة من أدوات التحرك الثوري ، ووسيلة من وسائل الاسراع في تطبيق
برامجه بنجاح
لقد أمر أن يخرج للعامة كرسي كساه بالديباج وزعم أنه كان
وسمع المختار بأخبار زحف جيش أموي كبير ضده ، بقيادة عبيد بن زياد ، فانتدب له ابن الأشتر ، فأوقع به الهزيمة والدمار قرب الموصل ، وقتل ابن زياد وكبار ضباطه في ساحة المعركة ، وصارت الجزيرة الآن خاضعة لأتباع المختار . فكان ذلك ذروة النجاح بالنسبة للمختار ، لكنه في الوقت نفسه بداية الانهيار لقد كان ابن الأشتر من جماعات اشراف الكوفة ، وجمعت المطامح والعداء لبني أمية بينه وبين المختار ، وفي العادة إذا جمعت المطامح الله
تعليق