زنوبيا
احتل البحر الأبيض المتوسط في التاريخ الانساني مكانة القلب في جسد الانسان ، فعلى شواطئه قامت الحضارات وتطورت ، وإليه جلبت منتجات الدنيا حيث صنعت و استهلكت ، وغدت بلدان العالم بالنسبة له مثل أطراف جسم الانسان بالنسبة للقلب يصله غذاء أكبر بشريان أوسع الأقوى والأصح ، والطرف الذي يصله الغذاء الأقل هو هو المعتل الأضعف
ومعروف أنه منذ فجر التاريخ انقسمت بلدان العالم إلى قسمين واحد ينتج السلع وآخر يستهلكها ، وتعددت أنواع البضائع وتفاوتت قيمتها ، وجاء دائما على رأس البضائع الثمينة الذهب والفضة والمجوهرات والحرير ، والتوابل والعطور مع المواد المعطرة ، وأنتجت هذه السلع في الشرق الأقصى وأفريقيا ، واستهلكت على شواطى البحر المتوسط حيث الدول القويه والمجتمعات المتحضرة والديانات المتطورة .
وغدت طرق القوافل التي سافرت عبرها السلع أشبه بشرايين الحياة وصار حينما هناك شريان هناك حوله حياة وحضارة وقرة ، ونحن نقلب صفحات التاريخ نجد مصداق هذا في أخبار الأنباط ثم دولة
تدمر ، وأخيراً ولكن ليس آخراً ـ في مكة المكرمة . كانت البضائع المجلوبة من الشرق الأقصى غالباً مايتم افراغها في سوريه . سواحل اليمن ، ومن هناك كانت تنقل إلى مصر عبر البحر الأحمر أو إلى بلدان الخليج فسوريه ، أو عبر أراضي شبه جزيرة العرب إلى ، وأحياناً كانت البضائع تقدم من الشرق الأقصى براً عبر الهضبة الإيرانية إلى العراق فسورية ، وكانت من أفريقية تجلب إما إلى مصر ومنها توزع على بلدان البحر المتوسط ، أو كانت تنقل إلى شواطىء أفريقية ومن هناك يتم توزيعها ولاتدين تدمر بهذا الازدهار لغياب شمس البتراء فحسب ، بل لموقعها الممتاز ، فهي تقع ضمن واحة ذات موقع بالغ الأهمية في بادية الشام يشكل صلة وصل بين أراضي حوض الفرات الخصبة وقلب سورية
أن من من هذه الصورة نلاحظ أن بلاد الشام كانت أهم بلدان البحر المتوسط دوراً في التجارة العالمية ، وفي الشام خاصة في أطرافه البحرية والصحراوية قامت مراكز شغلت ابعد الأدوار في الحياة الاقتصادية للعالم القديم والوسيط ، ومعلوم ملك المال سيملك السلطة ، ونرى مصداق هذا في قصة تدمر وملكتها زنوبيا .
ففي مطلع القرن الثاني للميلاد اضمحلت دولة الأنباط والحقت بالولاية العربية الرومانية ، فكان هذا بشير حسن طالع بالنسبة لمدينة تدمر ، حيث أخذت بالازدهار بشكل سريع ، فبلغت ذروة مجدها في القرن الثالث الميلادي ، وذلك بعدما تملكت ناصية العمل التجاري بين الشرق وبلدان البحر المتوسط
حيث البلدان الكبيرة والمنافذ نحو المتوسط . وتحوي تدمر الآن مخلفات حضارية معمارية رائعة فيها سجلات ماضيها وأخبار سكانها ، فهي عريقة القدم ، سكنت منذ بداية تأسيسها من قبل قبائل عربية الأصل واللسان والحضارة ، وحيث أنها قامت ما بين التحالف ملهم 6 ومع الذي يعتقد القوتين العظيمتين للعالم القديم : روما وفارس ، فقد طمعت كل واحدة منها بالسيطرة عليها وحيازة ثرواتها وسعت تدمر للاحتفاظ باستقلالها ، وتقربت من الرومان وحاولت لكن روما أرادت إخضاعها لسلطانها ، وفعلت ذلك منذ بداية القرن الأول للميلاد، وفي القرن الثاني سنة ١٣٠ م زارها الامبراطور مادريان ، وأولاها عناية فائقة ، حق أنه نسبها إلى نفسه فسماها مدينة هادريان هذا فقد احتفظت باسم تدمر أنه تحریف لكلمة و تامار أو تمار » يعني تمر . فواحة تدمر ذات النبع الكبريتي الصغير والموارد المائية المحدودة شهرت بزراعة النخيل ، وشهرت أيضاً بزراعة الزيتون ، وكانت دائما سوقاً لسكان البادية ، ثم إنها شاركت في أعمال التجارة العالمية فحققت ثرواتها الهائلة ، يدل عليها آثار المدينة العمرانية وما ذكره المؤرخون عنها . وفي ظل الحكم الروماني كان لتدمر نظمها المتأثرة بالنظم الإغريقية الرومانية ، حيث وجد فيها مجلس للشيوخ ملك حق اصدار القوانين وكان المجلس الشيوخ رئيس ومجلس تنفيذي مثل مجلس شورى القبيلة ضم عشرة أشخاص ، كما كان لتدمر نظامها القضائي المستقل والجبائي الخاص . وهكذا فرغم تبعية تدمر لروما فإنها تمتعت بقسط وافر من ، فكان لها أسرتها الوطنية الحاكمة ، وقد توارثت هذه الأسرة الملك ، وكانت صاحبة السلطة الحقيقية في البلاد الاستقلال من .
وحسب روايات الاخباريين العرب ، انتسبت هذه الأسرة إلى قبيلة عاملة العربية وكان من أشهر ملوكها أذينة الذي كان شجاعاً فارساً عنده مؤهلات قيادة الجيوش والحكم والادارة أذينه أن يشغل دوراً كبيراً في الحروب الرومانية الفارسية ، بحيث ، فقد استطاع .
غدا يملك جيشاً كبيراً هزم به الفرس أكثر من مرة ، وحاصر عاصمتهم وقد حول اذينه مملكته الصغيرة إلى شبه امبراطورية كبيرة ، وفي ذروة نشاطه اغتيل أذينة سنة ٢٦٦ م في حمص ، وبعد فترة قصيرة وصراع عابر آلت الأمور من بعده إلى ابنه وهب اللات من زوجته زنوبيا ، وكان صغيراً فحكمت أمه باسمه وصية على عرشه
وزنوبيا اسم يطلق عادة على ملكة تدمر ، وهو صيغة أصبح منها بالعربية زينب ، ويرى البعض في شخصيتها شخصية الزباء التي ورد ذكرها عند الاخباريين العرب ولم يرد اسم ملكة تدمر في النقوش التدمرية بإحدى هذه الصيغ ، بل ورد اسمها « بنت زباي ، أي ابنة زباي ، فزباي اسم والدها ، وليس اسمها ، وهذا الاسم هو الذي حرف عند الرواة العرب إلى الزباء .
، الكتابات الكلاسيكية هي من أصل تدمري، إنما قيل بأنها ادعت بأنها من أصل مصري ، وأن نسبها يعود إلى كليوبترا ملكة مصر الشهيرة ، وأثنى عليها الكتاب الكلاسيكيون فذكروا أنها كانت ذات ثقافة عالية ، تحسن اللاتينية والإغريقية والمصرية وذلك بالإضافة إلى لغة قومها في تدمر ، وقيل بأنها كانت تحب مصر كثيراً حتى أنها صنفت بنفسها كتاباً في تاريخ مصر وتاريخ المشرق القديم، وكانت تهتم بشؤون المملكة ، وتقود الجيوش بنفسها ، وتقطع المسافات الطويلة سيراً على الأقدام في وحسب
طليعة المقاتلين وقد اتسعت مملكة تدمر في أيامها ، وصار لها بلاط رائع جلبت إليه ملكته المثقفه المتفتحه والمتسامحة عدداً كبيراً من أعظم علماء . ها عصر
من فلاسفة وأدباء وشعراء ولغويين ومؤرخين ..
وفي هذه الآونة نشط التجار التدمريون ، فكان لهم قوافلهم .
احتل البحر الأبيض المتوسط في التاريخ الانساني مكانة القلب في جسد الانسان ، فعلى شواطئه قامت الحضارات وتطورت ، وإليه جلبت منتجات الدنيا حيث صنعت و استهلكت ، وغدت بلدان العالم بالنسبة له مثل أطراف جسم الانسان بالنسبة للقلب يصله غذاء أكبر بشريان أوسع الأقوى والأصح ، والطرف الذي يصله الغذاء الأقل هو هو المعتل الأضعف
ومعروف أنه منذ فجر التاريخ انقسمت بلدان العالم إلى قسمين واحد ينتج السلع وآخر يستهلكها ، وتعددت أنواع البضائع وتفاوتت قيمتها ، وجاء دائما على رأس البضائع الثمينة الذهب والفضة والمجوهرات والحرير ، والتوابل والعطور مع المواد المعطرة ، وأنتجت هذه السلع في الشرق الأقصى وأفريقيا ، واستهلكت على شواطى البحر المتوسط حيث الدول القويه والمجتمعات المتحضرة والديانات المتطورة .
وغدت طرق القوافل التي سافرت عبرها السلع أشبه بشرايين الحياة وصار حينما هناك شريان هناك حوله حياة وحضارة وقرة ، ونحن نقلب صفحات التاريخ نجد مصداق هذا في أخبار الأنباط ثم دولة
تدمر ، وأخيراً ولكن ليس آخراً ـ في مكة المكرمة . كانت البضائع المجلوبة من الشرق الأقصى غالباً مايتم افراغها في سوريه . سواحل اليمن ، ومن هناك كانت تنقل إلى مصر عبر البحر الأحمر أو إلى بلدان الخليج فسوريه ، أو عبر أراضي شبه جزيرة العرب إلى ، وأحياناً كانت البضائع تقدم من الشرق الأقصى براً عبر الهضبة الإيرانية إلى العراق فسورية ، وكانت من أفريقية تجلب إما إلى مصر ومنها توزع على بلدان البحر المتوسط ، أو كانت تنقل إلى شواطىء أفريقية ومن هناك يتم توزيعها ولاتدين تدمر بهذا الازدهار لغياب شمس البتراء فحسب ، بل لموقعها الممتاز ، فهي تقع ضمن واحة ذات موقع بالغ الأهمية في بادية الشام يشكل صلة وصل بين أراضي حوض الفرات الخصبة وقلب سورية
أن من من هذه الصورة نلاحظ أن بلاد الشام كانت أهم بلدان البحر المتوسط دوراً في التجارة العالمية ، وفي الشام خاصة في أطرافه البحرية والصحراوية قامت مراكز شغلت ابعد الأدوار في الحياة الاقتصادية للعالم القديم والوسيط ، ومعلوم ملك المال سيملك السلطة ، ونرى مصداق هذا في قصة تدمر وملكتها زنوبيا .
ففي مطلع القرن الثاني للميلاد اضمحلت دولة الأنباط والحقت بالولاية العربية الرومانية ، فكان هذا بشير حسن طالع بالنسبة لمدينة تدمر ، حيث أخذت بالازدهار بشكل سريع ، فبلغت ذروة مجدها في القرن الثالث الميلادي ، وذلك بعدما تملكت ناصية العمل التجاري بين الشرق وبلدان البحر المتوسط
حيث البلدان الكبيرة والمنافذ نحو المتوسط . وتحوي تدمر الآن مخلفات حضارية معمارية رائعة فيها سجلات ماضيها وأخبار سكانها ، فهي عريقة القدم ، سكنت منذ بداية تأسيسها من قبل قبائل عربية الأصل واللسان والحضارة ، وحيث أنها قامت ما بين التحالف ملهم 6 ومع الذي يعتقد القوتين العظيمتين للعالم القديم : روما وفارس ، فقد طمعت كل واحدة منها بالسيطرة عليها وحيازة ثرواتها وسعت تدمر للاحتفاظ باستقلالها ، وتقربت من الرومان وحاولت لكن روما أرادت إخضاعها لسلطانها ، وفعلت ذلك منذ بداية القرن الأول للميلاد، وفي القرن الثاني سنة ١٣٠ م زارها الامبراطور مادريان ، وأولاها عناية فائقة ، حق أنه نسبها إلى نفسه فسماها مدينة هادريان هذا فقد احتفظت باسم تدمر أنه تحریف لكلمة و تامار أو تمار » يعني تمر . فواحة تدمر ذات النبع الكبريتي الصغير والموارد المائية المحدودة شهرت بزراعة النخيل ، وشهرت أيضاً بزراعة الزيتون ، وكانت دائما سوقاً لسكان البادية ، ثم إنها شاركت في أعمال التجارة العالمية فحققت ثرواتها الهائلة ، يدل عليها آثار المدينة العمرانية وما ذكره المؤرخون عنها . وفي ظل الحكم الروماني كان لتدمر نظمها المتأثرة بالنظم الإغريقية الرومانية ، حيث وجد فيها مجلس للشيوخ ملك حق اصدار القوانين وكان المجلس الشيوخ رئيس ومجلس تنفيذي مثل مجلس شورى القبيلة ضم عشرة أشخاص ، كما كان لتدمر نظامها القضائي المستقل والجبائي الخاص . وهكذا فرغم تبعية تدمر لروما فإنها تمتعت بقسط وافر من ، فكان لها أسرتها الوطنية الحاكمة ، وقد توارثت هذه الأسرة الملك ، وكانت صاحبة السلطة الحقيقية في البلاد الاستقلال من .
وحسب روايات الاخباريين العرب ، انتسبت هذه الأسرة إلى قبيلة عاملة العربية وكان من أشهر ملوكها أذينة الذي كان شجاعاً فارساً عنده مؤهلات قيادة الجيوش والحكم والادارة أذينه أن يشغل دوراً كبيراً في الحروب الرومانية الفارسية ، بحيث ، فقد استطاع .
غدا يملك جيشاً كبيراً هزم به الفرس أكثر من مرة ، وحاصر عاصمتهم وقد حول اذينه مملكته الصغيرة إلى شبه امبراطورية كبيرة ، وفي ذروة نشاطه اغتيل أذينة سنة ٢٦٦ م في حمص ، وبعد فترة قصيرة وصراع عابر آلت الأمور من بعده إلى ابنه وهب اللات من زوجته زنوبيا ، وكان صغيراً فحكمت أمه باسمه وصية على عرشه
وزنوبيا اسم يطلق عادة على ملكة تدمر ، وهو صيغة أصبح منها بالعربية زينب ، ويرى البعض في شخصيتها شخصية الزباء التي ورد ذكرها عند الاخباريين العرب ولم يرد اسم ملكة تدمر في النقوش التدمرية بإحدى هذه الصيغ ، بل ورد اسمها « بنت زباي ، أي ابنة زباي ، فزباي اسم والدها ، وليس اسمها ، وهذا الاسم هو الذي حرف عند الرواة العرب إلى الزباء .
، الكتابات الكلاسيكية هي من أصل تدمري، إنما قيل بأنها ادعت بأنها من أصل مصري ، وأن نسبها يعود إلى كليوبترا ملكة مصر الشهيرة ، وأثنى عليها الكتاب الكلاسيكيون فذكروا أنها كانت ذات ثقافة عالية ، تحسن اللاتينية والإغريقية والمصرية وذلك بالإضافة إلى لغة قومها في تدمر ، وقيل بأنها كانت تحب مصر كثيراً حتى أنها صنفت بنفسها كتاباً في تاريخ مصر وتاريخ المشرق القديم، وكانت تهتم بشؤون المملكة ، وتقود الجيوش بنفسها ، وتقطع المسافات الطويلة سيراً على الأقدام في وحسب
طليعة المقاتلين وقد اتسعت مملكة تدمر في أيامها ، وصار لها بلاط رائع جلبت إليه ملكته المثقفه المتفتحه والمتسامحة عدداً كبيراً من أعظم علماء . ها عصر
من فلاسفة وأدباء وشعراء ولغويين ومؤرخين ..
وفي هذه الآونة نشط التجار التدمريون ، فكان لهم قوافلهم .
تعليق