زنوبيا .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زنوبيا .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

    زنوبيا


    احتل البحر الأبيض المتوسط في التاريخ الانساني مكانة القلب في جسد الانسان ، فعلى شواطئه قامت الحضارات وتطورت ، وإليه جلبت منتجات الدنيا حيث صنعت و استهلكت ، وغدت بلدان العالم بالنسبة له مثل أطراف جسم الانسان بالنسبة للقلب يصله غذاء أكبر بشريان أوسع الأقوى والأصح ، والطرف الذي يصله الغذاء الأقل هو هو المعتل الأضعف

    ومعروف أنه منذ فجر التاريخ انقسمت بلدان العالم إلى قسمين واحد ينتج السلع وآخر يستهلكها ، وتعددت أنواع البضائع وتفاوتت قيمتها ، وجاء دائما على رأس البضائع الثمينة الذهب والفضة والمجوهرات والحرير ، والتوابل والعطور مع المواد المعطرة ، وأنتجت هذه السلع في الشرق الأقصى وأفريقيا ، واستهلكت على شواطى البحر المتوسط حيث الدول القويه والمجتمعات المتحضرة والديانات المتطورة .

    وغدت طرق القوافل التي سافرت عبرها السلع أشبه بشرايين الحياة وصار حينما هناك شريان هناك حوله حياة وحضارة وقرة ، ونحن نقلب صفحات التاريخ نجد مصداق هذا في أخبار الأنباط ثم دولة

    تدمر ، وأخيراً ولكن ليس آخراً ـ في مكة المكرمة . كانت البضائع المجلوبة من الشرق الأقصى غالباً مايتم افراغها في سوريه . سواحل اليمن ، ومن هناك كانت تنقل إلى مصر عبر البحر الأحمر أو إلى بلدان الخليج فسوريه ، أو عبر أراضي شبه جزيرة العرب إلى ، وأحياناً كانت البضائع تقدم من الشرق الأقصى براً عبر الهضبة الإيرانية إلى العراق فسورية ، وكانت من أفريقية تجلب إما إلى مصر ومنها توزع على بلدان البحر المتوسط ، أو كانت تنقل إلى شواطىء أفريقية ومن هناك يتم توزيعها ولاتدين تدمر بهذا الازدهار لغياب شمس البتراء فحسب ، بل لموقعها الممتاز ، فهي تقع ضمن واحة ذات موقع بالغ الأهمية في بادية الشام يشكل صلة وصل بين أراضي حوض الفرات الخصبة وقلب سورية

    أن من من هذه الصورة نلاحظ أن بلاد الشام كانت أهم بلدان البحر المتوسط دوراً في التجارة العالمية ، وفي الشام خاصة في أطرافه البحرية والصحراوية قامت مراكز شغلت ابعد الأدوار في الحياة الاقتصادية للعالم القديم والوسيط ، ومعلوم ملك المال سيملك السلطة ، ونرى مصداق هذا في قصة تدمر وملكتها زنوبيا .

    ففي مطلع القرن الثاني للميلاد اضمحلت دولة الأنباط والحقت بالولاية العربية الرومانية ، فكان هذا بشير حسن طالع بالنسبة لمدينة تدمر ، حيث أخذت بالازدهار بشكل سريع ، فبلغت ذروة مجدها في القرن الثالث الميلادي ، وذلك بعدما تملكت ناصية العمل التجاري بين الشرق وبلدان البحر المتوسط

    حيث البلدان الكبيرة والمنافذ نحو المتوسط . وتحوي تدمر الآن مخلفات حضارية معمارية رائعة فيها سجلات ماضيها وأخبار سكانها ، فهي عريقة القدم ، سكنت منذ بداية تأسيسها من قبل قبائل عربية الأصل واللسان والحضارة ، وحيث أنها قامت ما بين التحالف ملهم 6 ومع الذي يعتقد القوتين العظيمتين للعالم القديم : روما وفارس ، فقد طمعت كل واحدة منها بالسيطرة عليها وحيازة ثرواتها وسعت تدمر للاحتفاظ باستقلالها ، وتقربت من الرومان وحاولت لكن روما أرادت إخضاعها لسلطانها ، وفعلت ذلك منذ بداية القرن الأول للميلاد، وفي القرن الثاني سنة ١٣٠ م زارها الامبراطور مادريان ، وأولاها عناية فائقة ، حق أنه نسبها إلى نفسه فسماها مدينة هادريان هذا فقد احتفظت باسم تدمر أنه تحریف لكلمة و تامار أو تمار » يعني تمر . فواحة تدمر ذات النبع الكبريتي الصغير والموارد المائية المحدودة شهرت بزراعة النخيل ، وشهرت أيضاً بزراعة الزيتون ، وكانت دائما سوقاً لسكان البادية ، ثم إنها شاركت في أعمال التجارة العالمية فحققت ثرواتها الهائلة ، يدل عليها آثار المدينة العمرانية وما ذكره المؤرخون عنها . وفي ظل الحكم الروماني كان لتدمر نظمها المتأثرة بالنظم الإغريقية الرومانية ، حيث وجد فيها مجلس للشيوخ ملك حق اصدار القوانين وكان المجلس الشيوخ رئيس ومجلس تنفيذي مثل مجلس شورى القبيلة ضم عشرة أشخاص ، كما كان لتدمر نظامها القضائي المستقل والجبائي الخاص . وهكذا فرغم تبعية تدمر لروما فإنها تمتعت بقسط وافر من ، فكان لها أسرتها الوطنية الحاكمة ، وقد توارثت هذه الأسرة الملك ، وكانت صاحبة السلطة الحقيقية في البلاد الاستقلال من .

    وحسب روايات الاخباريين العرب ، انتسبت هذه الأسرة إلى قبيلة عاملة العربية وكان من أشهر ملوكها أذينة الذي كان شجاعاً فارساً عنده مؤهلات قيادة الجيوش والحكم والادارة أذينه أن يشغل دوراً كبيراً في الحروب الرومانية الفارسية ، بحيث ، فقد استطاع .
    غدا يملك جيشاً كبيراً هزم به الفرس أكثر من مرة ، وحاصر عاصمتهم وقد حول اذينه مملكته الصغيرة إلى شبه امبراطورية كبيرة ، وفي ذروة نشاطه اغتيل أذينة سنة ٢٦٦ م في حمص ، وبعد فترة قصيرة وصراع عابر آلت الأمور من بعده إلى ابنه وهب اللات من زوجته زنوبيا ، وكان صغيراً فحكمت أمه باسمه وصية على عرشه

    وزنوبيا اسم يطلق عادة على ملكة تدمر ، وهو صيغة أصبح منها بالعربية زينب ، ويرى البعض في شخصيتها شخصية الزباء التي ورد ذكرها عند الاخباريين العرب ولم يرد اسم ملكة تدمر في النقوش التدمرية بإحدى هذه الصيغ ، بل ورد اسمها « بنت زباي ، أي ابنة زباي ، فزباي اسم والدها ، وليس اسمها ، وهذا الاسم هو الذي حرف عند الرواة العرب إلى الزباء .

    ، الكتابات الكلاسيكية هي من أصل تدمري، إنما قيل بأنها ادعت بأنها من أصل مصري ، وأن نسبها يعود إلى كليوبترا ملكة مصر الشهيرة ، وأثنى عليها الكتاب الكلاسيكيون فذكروا أنها كانت ذات ثقافة عالية ، تحسن اللاتينية والإغريقية والمصرية وذلك بالإضافة إلى لغة قومها في تدمر ، وقيل بأنها كانت تحب مصر كثيراً حتى أنها صنفت بنفسها كتاباً في تاريخ مصر وتاريخ المشرق القديم، وكانت تهتم بشؤون المملكة ، وتقود الجيوش بنفسها ، وتقطع المسافات الطويلة سيراً على الأقدام في وحسب

    طليعة المقاتلين وقد اتسعت مملكة تدمر في أيامها ، وصار لها بلاط رائع جلبت إليه ملكته المثقفه المتفتحه والمتسامحة عدداً كبيراً من أعظم علماء . ها عصر

    من فلاسفة وأدباء وشعراء ولغويين ومؤرخين ..

    وفي هذه الآونة نشط التجار التدمريون ، فكان لهم قوافلهم .




    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٣٦ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	58.9 كيلوبايت 
الهوية:	76088 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٣٧_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	79.2 كيلوبايت 
الهوية:	76089 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٣٨_1.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	74.8 كيلوبايت 
الهوية:	76090 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٣٨ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	78.8 كيلوبايت 
الهوية:	76091 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٣٩_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	71.0 كيلوبايت 
الهوية:	76092

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٣٩ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	65.7 كيلوبايت 
الهوية:	76094



    In human history, the Mediterranean Sea occupied the place of the heart in the human body. On its shores, civilizations arose and developed, and to it the products of the world were brought to it, where they were manufactured and consumed. For him, the countries of the world became like the extremities of the human body in relation to the heart. Greater food connects it to a wider artery, the strongest and healthiest, and the end that connects it. The less food is the weaker disease

    It is well known that since the dawn of history, the countries of the world were divided into two parts, one producing commodities and the other consuming them. The Mediterranean, where strong states, civilized societies and developed religions are.

    And the caravan routes through which commodities traveled became like the arteries of life, and when there is an artery there is life, civilization and prosperity around it, and as we turn the pages of history, we find evidence of this in the news of the Nabataeans and then the state

    Palmyra, and last but not least - in Mecca. Goods from the Far East were often offloaded in
    Syrian . The coasts of Yemen, and from there they were transported to Egypt via the Red Sea, or to the countries of the Gulf, then Syria, or through the lands of the Arabian Peninsula to Syria. To the countries of the Mediterranean, or it was transported to the African shores, and from there it was distributed. Palmyra does not owe this prosperity to the absence of the sun of Petra only, but also to its excellent location, as it is located within an oasis of a very important location in the desert of the Levant that constitutes a link between the fertile lands of the Euphrates basin and the heart of Syria.

    It is from this picture that we notice that the Levant was the most important country in the Mediterranean, playing a role in world trade, and in the Levant, especially in its maritime and desert outskirts, there were centers that occupied the most remote roles in the economic life of the ancient and medieval world, and it is known that the king of money will have power, and we see the proof of this in the story of Palmyra And its queen, Zenobia.

    At the beginning of the second century A.D., the Nabatean state withered away and joined the Arab-Roman state. This was a good omen for the city of Palmyra, as it began to flourish rapidly, and it reached the peak of its glory in the third century A.D., after it took control of the commercial business between the East and the countries of the Mediterranean.

    Where large countries and outlets towards the Mediterranean. Palmyra now contains splendid architectural and cultural relics, including records of its past and the news of its inhabitants
    The alliance is inspiring 6 and with the one who believes the two great powers of the ancient world: Rome and Persia, each of them aspired to control it and possess its wealth and sought Palmyra to maintain its independence, and approached the Romans and tried, but Rome wanted to subjugate it to its authority, and it did so from the beginning of the first century AD, and in the second century AD 130 A.D. Emperor Madrian visited it, and he took great care of it. It is true that he attributed it to himself, so he called it Hadrian’s city. It kept the name Palmyra, as it is a distortion of the word “Tamar” or “Tamar” meaning dates. The oasis of Palmyra, which has a small sulfur spring and limited water resources, was famous for palm cultivation, and it was also famous for the cultivation of olives. It was always a market for the people of the desert, then it participated in global trade business and achieved its enormous wealth, which is evidenced by the city’s urban ruins and what historians have mentioned about it. Under Roman rule, Palmyra had its systems influenced by the Greco-Roman systems, where a council of elders had the right to issue laws. Thus, despite Palmyra's subordination to Rome, it enjoyed a large share of its ruling national family, and this family inherited the king, and it was the real authority in the country, independence from

    According to the narrations of the Arab Akhbaris, this family belonged to the Arab Amelah tribe, and one of its most famous kings was Udhainah, who was a brave knight who had the qualifications to lead armies, rule, and administer
    Tomorrow he owns a large army with which he defeated the Persians more than once, and besieged their capital, and Udhaina turned his small kingdom into a semi-large empire, and at the height of his activity, Uthaina was assassinated in the year 266 AD in Homs, and after a short period and a fleeting struggle, things devolved after him to his son, who endowed Al-Lat from his wife, Zenobia. And he was young, so his mother ruled in his name as guardian of his throne

    Zenobia is a name usually given to the Queen of Palmyra, and it is a formula from which it became in Arabic Zainab. Zubay is her father's name, not hers, and it is this name that was distorted by the Arab narrators to Zabaa.

    The classical writings are of Palmyra origin, but it was said that she claimed to be of Egyptian origin, and that her lineage goes back to Cleopatra, the famous Queen of Egypt, and the classical writers praised her and mentioned that she had a high culture, improving Latin, Greek and Egyptian, in addition to the language of her people in Palmyra, and it was said That she loved Egypt so much that she herself wrote a book on the history of Egypt and the history of the ancient East, and she cared about the affairs of the kingdom, led the armies herself, and traveled long distances on foot in only

    The vanguard of the fighters The kingdom of Palmyra expanded in its days, and it became a wonderful court to which its cultured, open-minded and tolerant queen brought a large number of the greatest scholars. Ha afternoon

    Philosophers, writers, poets, linguists and historians.

    At this time, the Palmyrene merchants were active, so they had their convoys

    تعليق

    يعمل...
    X