يابان (لغه في)
Japanese language - Le japonais
اللغة
اللغة اليابانية هي اللغة الرسمية في مجموعة الجزر اليابانية منذ القديم حتى اليوم. وهي اللغة التاسعة عالمياً من حيث عدد الناطقين بها، والذي يقارب 130 مليون نسمة في الأرض الأم، إضافة إلى المهاجرين في هاواي والأمريكتين ومناطق أخرى من العالم، كما أنها اللغة الثانية للشعبين الصيني والكوري اللذين عايشا الاحتلال الياباني لبلديهما في النصف الأول من القرن العشرين. وهي اللغة الكبرى الوحيدة في العالم التي لا يمكن تحديد أصولها على نحو يقيني. وتبقى النظرية التي تربطها بالجذر الكوري أكثر تقبلاً، ولكن ثمة نظريات أخرى تفترض انتماءها إلى الأسرة اللغوية الأسترونيزية[ر] أو الأسترو ـ آسيوية[ر]، أو التبتية ـ البورمية المتفرعة من الأسرة الصينية ـ التبتية[ر]، وكذلك من الألطية[ر] من حيث البنية النحوية.
نتيجة لطبيعة البلد الجغرافية من حيث الجبال الشاهقة والأودية العميقة وكثرة الجزر المنعزلة عن بعضها بعضاً؛ تطورت فيها لغات محكية (لهجات) dialects متعددة، غالباً ما تكون غير مفهومة من قبل سكان المناطق الأخرى، لكن انتشار محكية طوكيو ومحيطها التي سميت «اللغة العامة» common language عن طريق وسائل الإعلام والأدب أدى إلى نوع من التوحيد اللغوي. أما على صعيد «اللغة المكتوبة» فقد تحقق التوحيد عن طريق التعليم الإجباري الذي بُدئ به منذ عام 1886.
تعود أقدم المدوّنات باللغة اليابانية إلى القرن الثامن الميلادي، منها مثلاً كتاب «كوجيكي»[ر] Kojiki ت(712)م. وقد تعارف مؤرخو اللغة على تقسيم اللغة اليابانية إلى مراحل خمس؛ هي: القديمة (حتى القرن الثامن)، القديمة المتأخرة (من القرن 9ـ11)، الوسطى (من القرن 12ـ16)، الحديثة المبكرة (من القرن 17ـ 18)، والحديثة (منذ القرن 19 حتى اليوم). وتميزت البنية النحوية لهذه اللغة بنوع من الثبات عبر العصور، إذ يستطيع القارئ المعاصر بشيء من التدريب والممارسة فهمَ نصوصٍ قديمة (كلاسيكية) مثل المجموعة الشعرية «مانيوشو» Man’yõshu (نحو 960م) أو «حكاية غِنْجي» لموراساكي[ر] (نحو 1010). ولكن على الرغم من هذا الثبات ثمة سمات معيّنة تميز اليابانية القديمة من الحديثة على صعيد الصوتيات phonology مثلاً، إذ يعتقد اللغويون أن في اليابانية القديمة ثمانية صوائت vowels هي: (i, i,e,e, a,o,o,u)، في حين لا يوجد في الحديثة سوى خمسة هي: (i, e, a, o, u)، كما يُعتقد أن في القديمة بقايا صيغة ما يسمى «تناغم الصوائت» vowel harmony في الكلمة؛ مما يؤكد نظرية انتماء اليابانية إلى الألطية، حيث تنتشر ظاهرة التناغم هذه. وفي مرحلة مبكرة من اليابانية الحديثة جرى زُحاف الحرف p إلى h (وإلى w بين صائتين)، إذ لا يوجد في اليابانية الحديثة كلمات أصيلة أو صينية ـ يابانية تبدأ بالحرف p، أما بقايا الكلمات الأصيلة بالحرف p فلم تعد موجودة إلا في محكية جزيرة أوكيناوا Okinawa. وعلى صعيد بناء الجملة (الإعراب) syntax لم يطرأ تغير ملحوظ على صيغة (فاعل ـ مفعول ـ فعل) إلا في حالات نادرة تتعلق بصفات محددة تدخل على الاسم (فاعلاً أو مفعولاً) فتعدل صيغة كتابته ولفظه.
ثمة حدث حاسم في تطور اللغة اليابانية، هو إنجاز «منظومات الكتابة القومية» nativized writing systems الذي تمّ بين القرنين الثامن والعاشر. فبعد أن كان اليابانيون يستخدمون الكتابة المقطعية syllabic الصينية[ر. الصين (اللغة فيـ)]، وبالضرورة قواعدها لتدوين لغتهم؛ بدؤوا منذ مطلع القرن الثامن بتطويع المقاطع الصينية لفظياً ـ وليس بما تحمله من معان أصلية ـ لتطوير أصوات لغتهم. وطوروا حتى القرن العاشر شكلين كتابيين مقطعيين باسم «كانا» Kana؛ أولهما «كاتاكانا» Katakana المعتمد على الزوايا، وثانيهما «هيراغانا» Hiragana المعتمد على الخطوط المنحنية؛ وهو الخط الذي تبنته نساء اليابان المتعلمات والمثقفات لأن الأول كان حكراً على الرجال. وفي اليابان المعاصرة تُستخدم المقاطع الصينية «كانجي» Kanji و«هيراغانا» معاً، الأول للتعبير عن كلمات المعاني والثاني للأدوات ولنهايات الكلمات ذات الوظيفة الإعرابية، في حين يستخدم «كاتاكانا» للكلمات الدخيلة (المستعارة من لغات أخرى) وللدعايات وللكلمات التي تعبر عن أصوات (زقزقة، خشخشة) onomatopoeia. وفي الوقت نفسه تمّ تبسيط أشكال المقاطع الصينية، إضافة إلى تحديد عدد المستخدم منها بـ 1850 مقطعاً في القرار الحكومي عام 1946 والذي عُدّل عام 1981 بـ«لائحة المقاطع المستخدمة في الحياة اليومية» Jõyõ kanji hyõ التي ضمت 1945 مقطعاً مبسطاً.
يتألف مخزون مفردات اللغة اليابانية من أربعـة أصناف؛ وهي:1ـ المفردات الأصيلة، 2ـ المفردات الصينية ـ اليابانية، 3ـ المفردات الدخيلة، 4ـ التعابير الصوتية. تختص مفردات الصنف الأول بالتعبير عن الاهتمامات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الياباني التقليدي التي تركزت في الزراعة وصيد الأسماك. وتؤلف المفردات الصينية ـ اليابانية نحو 50% من مخزون اللغة اليابانية، وهي غالباً تعبر عن المجردات والأمور الفكرية والعلمية. أما المفردات الدخيلة فهي ذات أصول برتغالية وإسبانية وهولندية، وتؤلف الإنكليزية منها نسبة 80%، وقد خضعت جميعها لفظاً وإعراباً لمنطق اللغة اليابانية. ولا تنحصر استخدامات التعابير الصوتية بتقليد أصوات الطبيعة فحسب، بل تعبر غالباً عن حالات شعورية أو عقلية، مثل «بيري بيري» piri- piri بمعنى «محتار». ونتيجة لهذا المخزون المتنوع المصادر من المفردات بلغ عدد الصوامت consonants في اليابانية الحديثة ستة عشر، هي: (p, t, k, b, d, g, s, h, z, r, m, n, w,j, n, q)، وعند التقاء الصامتين (ts) و (dz) قبل الصائت (i) يتولد الصامت ç (تش) أو sh (ش). أما الصائتان n,q فهما أنفيان nasal.
كانت اللغة اليابانية تكتب وفق التقاليد المرعية بشكل عمودي في سطور تبدأ من يمين أعلى الصفحة نحو أسفلها، وبقي هذا الأسلوب الكتابي معمولاً به في بعض المدونات حتى اليوم، ولكن ظهر إلى جانبه أسلوب جديد أفقي الشكل في سطور تبدأ من يسار أعلى الصفحة نحو يمينها، مثل الإنكليزية.
نبيل الحفار
Japanese language - Le japonais
اللغة
اللغة اليابانية هي اللغة الرسمية في مجموعة الجزر اليابانية منذ القديم حتى اليوم. وهي اللغة التاسعة عالمياً من حيث عدد الناطقين بها، والذي يقارب 130 مليون نسمة في الأرض الأم، إضافة إلى المهاجرين في هاواي والأمريكتين ومناطق أخرى من العالم، كما أنها اللغة الثانية للشعبين الصيني والكوري اللذين عايشا الاحتلال الياباني لبلديهما في النصف الأول من القرن العشرين. وهي اللغة الكبرى الوحيدة في العالم التي لا يمكن تحديد أصولها على نحو يقيني. وتبقى النظرية التي تربطها بالجذر الكوري أكثر تقبلاً، ولكن ثمة نظريات أخرى تفترض انتماءها إلى الأسرة اللغوية الأسترونيزية[ر] أو الأسترو ـ آسيوية[ر]، أو التبتية ـ البورمية المتفرعة من الأسرة الصينية ـ التبتية[ر]، وكذلك من الألطية[ر] من حيث البنية النحوية.
نتيجة لطبيعة البلد الجغرافية من حيث الجبال الشاهقة والأودية العميقة وكثرة الجزر المنعزلة عن بعضها بعضاً؛ تطورت فيها لغات محكية (لهجات) dialects متعددة، غالباً ما تكون غير مفهومة من قبل سكان المناطق الأخرى، لكن انتشار محكية طوكيو ومحيطها التي سميت «اللغة العامة» common language عن طريق وسائل الإعلام والأدب أدى إلى نوع من التوحيد اللغوي. أما على صعيد «اللغة المكتوبة» فقد تحقق التوحيد عن طريق التعليم الإجباري الذي بُدئ به منذ عام 1886.
تعود أقدم المدوّنات باللغة اليابانية إلى القرن الثامن الميلادي، منها مثلاً كتاب «كوجيكي»[ر] Kojiki ت(712)م. وقد تعارف مؤرخو اللغة على تقسيم اللغة اليابانية إلى مراحل خمس؛ هي: القديمة (حتى القرن الثامن)، القديمة المتأخرة (من القرن 9ـ11)، الوسطى (من القرن 12ـ16)، الحديثة المبكرة (من القرن 17ـ 18)، والحديثة (منذ القرن 19 حتى اليوم). وتميزت البنية النحوية لهذه اللغة بنوع من الثبات عبر العصور، إذ يستطيع القارئ المعاصر بشيء من التدريب والممارسة فهمَ نصوصٍ قديمة (كلاسيكية) مثل المجموعة الشعرية «مانيوشو» Man’yõshu (نحو 960م) أو «حكاية غِنْجي» لموراساكي[ر] (نحو 1010). ولكن على الرغم من هذا الثبات ثمة سمات معيّنة تميز اليابانية القديمة من الحديثة على صعيد الصوتيات phonology مثلاً، إذ يعتقد اللغويون أن في اليابانية القديمة ثمانية صوائت vowels هي: (i, i,e,e, a,o,o,u)، في حين لا يوجد في الحديثة سوى خمسة هي: (i, e, a, o, u)، كما يُعتقد أن في القديمة بقايا صيغة ما يسمى «تناغم الصوائت» vowel harmony في الكلمة؛ مما يؤكد نظرية انتماء اليابانية إلى الألطية، حيث تنتشر ظاهرة التناغم هذه. وفي مرحلة مبكرة من اليابانية الحديثة جرى زُحاف الحرف p إلى h (وإلى w بين صائتين)، إذ لا يوجد في اليابانية الحديثة كلمات أصيلة أو صينية ـ يابانية تبدأ بالحرف p، أما بقايا الكلمات الأصيلة بالحرف p فلم تعد موجودة إلا في محكية جزيرة أوكيناوا Okinawa. وعلى صعيد بناء الجملة (الإعراب) syntax لم يطرأ تغير ملحوظ على صيغة (فاعل ـ مفعول ـ فعل) إلا في حالات نادرة تتعلق بصفات محددة تدخل على الاسم (فاعلاً أو مفعولاً) فتعدل صيغة كتابته ولفظه.
ثمة حدث حاسم في تطور اللغة اليابانية، هو إنجاز «منظومات الكتابة القومية» nativized writing systems الذي تمّ بين القرنين الثامن والعاشر. فبعد أن كان اليابانيون يستخدمون الكتابة المقطعية syllabic الصينية[ر. الصين (اللغة فيـ)]، وبالضرورة قواعدها لتدوين لغتهم؛ بدؤوا منذ مطلع القرن الثامن بتطويع المقاطع الصينية لفظياً ـ وليس بما تحمله من معان أصلية ـ لتطوير أصوات لغتهم. وطوروا حتى القرن العاشر شكلين كتابيين مقطعيين باسم «كانا» Kana؛ أولهما «كاتاكانا» Katakana المعتمد على الزوايا، وثانيهما «هيراغانا» Hiragana المعتمد على الخطوط المنحنية؛ وهو الخط الذي تبنته نساء اليابان المتعلمات والمثقفات لأن الأول كان حكراً على الرجال. وفي اليابان المعاصرة تُستخدم المقاطع الصينية «كانجي» Kanji و«هيراغانا» معاً، الأول للتعبير عن كلمات المعاني والثاني للأدوات ولنهايات الكلمات ذات الوظيفة الإعرابية، في حين يستخدم «كاتاكانا» للكلمات الدخيلة (المستعارة من لغات أخرى) وللدعايات وللكلمات التي تعبر عن أصوات (زقزقة، خشخشة) onomatopoeia. وفي الوقت نفسه تمّ تبسيط أشكال المقاطع الصينية، إضافة إلى تحديد عدد المستخدم منها بـ 1850 مقطعاً في القرار الحكومي عام 1946 والذي عُدّل عام 1981 بـ«لائحة المقاطع المستخدمة في الحياة اليومية» Jõyõ kanji hyõ التي ضمت 1945 مقطعاً مبسطاً.
يتألف مخزون مفردات اللغة اليابانية من أربعـة أصناف؛ وهي:1ـ المفردات الأصيلة، 2ـ المفردات الصينية ـ اليابانية، 3ـ المفردات الدخيلة، 4ـ التعابير الصوتية. تختص مفردات الصنف الأول بالتعبير عن الاهتمامات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الياباني التقليدي التي تركزت في الزراعة وصيد الأسماك. وتؤلف المفردات الصينية ـ اليابانية نحو 50% من مخزون اللغة اليابانية، وهي غالباً تعبر عن المجردات والأمور الفكرية والعلمية. أما المفردات الدخيلة فهي ذات أصول برتغالية وإسبانية وهولندية، وتؤلف الإنكليزية منها نسبة 80%، وقد خضعت جميعها لفظاً وإعراباً لمنطق اللغة اليابانية. ولا تنحصر استخدامات التعابير الصوتية بتقليد أصوات الطبيعة فحسب، بل تعبر غالباً عن حالات شعورية أو عقلية، مثل «بيري بيري» piri- piri بمعنى «محتار». ونتيجة لهذا المخزون المتنوع المصادر من المفردات بلغ عدد الصوامت consonants في اليابانية الحديثة ستة عشر، هي: (p, t, k, b, d, g, s, h, z, r, m, n, w,j, n, q)، وعند التقاء الصامتين (ts) و (dz) قبل الصائت (i) يتولد الصامت ç (تش) أو sh (ش). أما الصائتان n,q فهما أنفيان nasal.
كانت اللغة اليابانية تكتب وفق التقاليد المرعية بشكل عمودي في سطور تبدأ من يمين أعلى الصفحة نحو أسفلها، وبقي هذا الأسلوب الكتابي معمولاً به في بعض المدونات حتى اليوم، ولكن ظهر إلى جانبه أسلوب جديد أفقي الشكل في سطور تبدأ من يسار أعلى الصفحة نحو يمينها، مثل الإنكليزية.
نبيل الحفار