الوجه الآخر لدولة الرئيس صائب سلام المصور الذي عاصر الرواد
لايدعي دولة الرئيس صائب سلام بانه اكثر من هاو للتصوير تبعاً لمستوى الصور التي انتجها خلال رحلته الفوتوغرافية التي بدأت مع بداية التصوير في لبنان ... لكن للقاء به أهمية كبرى لعدة إعتبارات منها الكم الكبير للصور التي التقطها ، ومن ثم معاصرته للرواد في لبنان ، كذلك لأهمية رايه في العلاقة بين السياسة والتصوير و دور الصورة في االسياسة سلبأ و إيجاباً .
خمس وعشرون الف صورة من إنتاجه تكفي بالطبع لأن يكون الوجه الآخر لدولة الرئيس صائب سلام هو وجهه كمصور فوتوغرافي من أوائل المصورين في لبنان .. خصوصاً وأنه عايش الرواد من محترفي التصوير ، وإن تكن السياسة قد وضعته في معترك آخر ، بعيداً عن مواقعهم ، رغم العلاقة المستمرة بين الموقعين .
والعلاقة بين دولته والصورة الفوتوغرافية ، بل لنقل بينه وبين الكاميرا الفوتوغرافية تعود إلى عام ١٩١١ ، يوم كان التصوير الفوتوغرافي في غاية التعقيد ، وكان على المصور أن يقوم بكل شيء بنفسه .. من قياس التعريض و الوقفة ، وصولا إلى التحميض دون ادنى التجهيزات أو حتى المواد الكيميائية المعروفة حديثاً وإنطلاقاً من هذه الفترة يبدا حديثنا مع دولة الرئيس صائب سلام الذي رحب باديء الأمر بالخروج من أطر اللقاءات السياسية إلى إطار فني هو من أحب الاتجاهات إلى قلبه ، مؤكداً على الذكريات الحلوة للصورة وهي بلا شك ذكرى لحياة كاملة تبدأ بالصورة .. ولا تنتهي عند إستعراض كل شيء ، عن بيروت وعن الأهل ورفاق العمر والسياسة والرحلة الطويلة التي يفخر بالحديث عنها ، بعيداً عن اللقاءات التقليدية المعتادة في مفكرة صائب سلام ، رئیس الوزراء لأكثر من حكومة لبنانية ،
و في العديد من العهود .
صائب سلام الرئيس - المصور .. عام ١٩١١
يقول دولة الرئيس صائب سلام عن البداية مع التصوير في سؤال تقليدي لا بد منه قبل الخوض في أكثر من مجال .
تعرفت على التصوير وانا في السابعة من عمري ، كان ذلك عام ١٩١١ . حين عاد شقيقي إنكلترا حيث كان يدرس الهندسة الزراعية ، وقد احضر معه آلة تصوير إسمها . سيبا ، وهي من الكاميرات المصنوعة من الخشب القديم ، وأغرب ما رايته فيها هو هذه الصورة المقلوبة التي تتركها على اللوحة الزجاجية لكنني سرعان ما إستوعبت النظرية الفيزيائية للانعكاس الضوئي ولمرور الأشعة عبر العدسة لتتشكل بعدها الصورة وكان من الطبيعي ان اتعلم بعدها تحميض هذه الصور بتعريضها تحت أشعة الشمس حوالي ساعتين ، بعدما نضع الزجاجة - وهي البديل عن الفيلم الحالي - في مكبس خاص مع ورق الطبع وقد أسهم في تعلقي بالصورة الفوتوغرافية يومها أن والدي كان قد سبقني إلى هذه الهواية منذ عام ١٨٩٥ .
ويتابع دولة الرئيس :
ـ النقلة الأولى التي حدثت تقنياً وشدتني أكثر إلى الكاميرا هي في نظام ، السلف تايمر . . حيث إمكانية تصوير الذات Salve ( Timmer ، وقد ظهرت هذه التقنية خلال العشرينات فاسهمت إلى حد كبير في تطور العلاقة مع الكاميرا ، وتتابعت الخطوات التقنية اللاحقة حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة صارت فيها صناعة الكاميرات الحديثة على انواعها هي من أولى صناعات العالم .
رواد التصوير في ذاكرة دولة الرئيس
ونسال دولة الرئيس عن المصورين الفوتوغرافيين الذين يذكرهم في بداية رحلته هذه مع الكاميرا فيقول
ـ اعتقد ان استاذ الجميع هو بونفيس ، الذي أمضى فترة لا بأس بها في لبنان مسهما في نقل الصورة من الغرب إلى الشرق . ومقدماً العديد من الأعمال الفوتوغرافية عن بيروت . ومع الأسف فان اعمال هذا المصور الكبير شاعت مؤخراً بين ايدي المؤسسات التي تتناقلها وتنشرها دون ذكر إسم صاحبها أو تاريخ تصويرها على الأقل واحياناً دون ذكر ما تمثله من قيمة تراثية ، تبعاً لجغرافيتها . ومن تلامذة بونفيس » اذكر ، صرافیان - كما اذكر ، محي الدين سعادة ، و آزاد ، و . مانوك ، وهؤلاء هم بالفعل رواد التصوير في زمن كانت الصورة نادرة ، والمصورون قلة ومن المؤكد ان التصوير الذي دخل لبنان اوائل القرن الحالي لم ينتشر بالشكل المعقول إلا في النصف الآخر من هذا القرن . أي بدءاً من الخمسينات .
الكاميرات وفن التصوير ماضياً وحاضراً
يعتبر الرئيس صائب سلام ان صناعة الكاميرات ، رغم كل التطور الحاصل ، كانت في الماضي افضل بكثير مما هي عليه في الحاضر . فالعدسة ذات تأثير بصري اقوى على المشهد والنتائج الفعلية بعد الطباعة تؤكد ذلك .. أما حول الكاميرات التي تعامل بها بعد ، سیبا ، فيقول
- كنت أمتلك أكثر من كاميرا قديمة من نوع ، البوكس ، او الصناديق الخشبية ، لكنها فقدت مع الأسف ، وقد أهدائي الصديق إميل البستاني كاميرا ، مينوکس • منذ حوالي الثلاثين سنة ، وقبل ان تصبح هذه الكاميرا معروفة محليا .
وحول الفرق بين التصوير ماضيا وحاضرا يقول الرئيس صائب سلام - باعتقادي أن التصوير تراجع كثيرا من الناحية الفنية . يتحول كل عملياته إلى عمليات اوتوماتيكية ، والتصوير هو الآن صناعة تناثر كغيرها من الصناعات بحركة الدولار وما عاد الفن هو الهدف الرئيسي وراء الاتجاه الفوتوغرافي ويعود ذلك إلى أن الجيل الجديد لا يقيم وزناً للصورة واذكر مثالا على ذلك ،
إنصراف كل أولادي عن الاهتمام بالتصوير وإن كان بعضهم الآن يبدي شيئا من الاهتمام بالتصوير فذلك يعود إلى ضغطي المتواصل عليهم باتجاه هذا الأمر و على سؤال حول ماهية الصورة من وجهة نظره قال صائب سلام :
ـ أنا من أكثر المتاثرين بالصورة . واعتبرها غالبا اجدى بكثير من مقال بعشر صفحات فهي التي تدعم الكلام وتعيدنا بالذكرى إلى تواريخ بعيدة جداً ومن أهم الصور التي أحبها حالياً إحدى الصور التي التقطتها في بيروت عام ١٩٢٠ يوم غطت الثلوج المدينة ، في ظاهرة فريدة من نوعها ، حيث قطعت الطرق لمدة ثلاثة ايام وتعطلت المواصلات - وهي عبارة عن عربات تجرها الخيول - وكان عمري يومها ١٥ سنة ، وما كنت لاستطيع تذكر هذه الحالة لولا الصورة التي احتفظ بها ... نفس هذا الأمر يحصل حين أرى صورة لوالدي ووالدتي وقد التقطها عام ١٩٣٥ ، وفي اجواء رمضانية اشعر بالكثير من السعادة وانا اراها اليوم واعود بالذاكرة إلى رمضان وزينة الشوارع في بيروت يومها .
العلاقة بين السياسة والتصوير
. كان بد من معرفة مدى العلاقة بين التصوير والعمل السياسي ، وكلاهما يدخلان في صلب إهتمامات دولة الرئيس صائب سلام .. وهو بعدما يعترف بوجود علاقة وثيقة بينهما يقول : ـ الصورة بالنسبة للسياسي . ضرورة تدخل في تاريخ حياته السياسية والاجتماعية ومن هنا نرى الاحتكاك الكبير بين المصورين الصحافيين ، وبين رجال السياسة . وقد طرحت مؤخرا ، وبعد احتكاكي المتواصل بالمصورين من خلال موقعي السياسي ، شعاراً يقول : « ثلاثة لا يشبعون .. طالب المال وطالب العلم وطالب الصورة !، ولست هنا في موقع ذم المصورين ، بل أنا أمدح فيهم صفة الملاحقة الدائمة للأشخاص في كاميراتهم التي لا تشبع ، و إن كنت من المعجبين بالمصور الذي يستطيع الوصول إلى ما يريده باقل عدد ممكن من الصور -
سلبيات وإيجابيات الصورة سياسياً :
والصورة ذات أهمية كبرى في تاكيد الحدث السياسي ، او اي حدث آخر ، من وجهة نظر دولة الرئيس ، الذي يورد مثالا على ذلك عملية ، الاوتوبيس ، التي حصلت مؤخرا في فلسطين المحتلة ، فلولا الصور التي التقطت للفدائي وهو لا يزال حياً بعد إعتقاله ، لما إتضحت الجريمة الكبرى التي إرتكبتها إسرائيل بقتله في وقت لاحق .. وتحت التعذيب .. . لولا الصورة لضاعت الحقيقة ، وضاع معها دم الفدائي ، حيث تتذرع اجهزة العدو بانه قتل خلال العملية واحيانا يكون للتدخل في الصورة ، عبر عمليات المونتاج ، دوراً سلبيا في إخفاء الحقائق . حول هذا الموضوع يورد دولة الرئيس مثالا آخر حيث يقول ـ عام ١٩١٣ سافر والدي مع وفد من جمعية الإصلاح إلى باريس لحضور المؤتمر العربي الأول فما كان من الاتراك إلا أن ادخلوا في إحدى الصور ، إمراة فرنسية سافرة . . أي دون حجاب وكان هذا الأمر معيباً يومها ، إلى جانب احد اعضاء الوفد وهو الشيخ احمد طبارة ، ووزعوا الصورة في بيروت ، حيث بدت المرأة إلى جانب الشيخ طبارة بجبته وعمامته إزاء عدم إدراك الناس يومها للعبة , المونتاج ، المدبرة إنطلت الحيلة على الكثيرين ، وكان حجم الاساءة كبيراً على ، جماعتنا ،
بتحريض من الاتراك ، الذين كانوا يزكون يومها الفتن بين العائلات في بیروت .
آلاف الصور قبل الانقطاع بسبب السن
اخيرا نسال دولة الرئيس صائب سلام عن دور الكاميرا في رحلاته الرسمية وهل يمكن إعتباره من المستمرين في رحلة التصوير حتى هذا التاريخ فيجيب - رافقتني الكاميرا في أكثر المهمات الرسمية ، لكن غالباً مع مصور رسمي .. لانه لا مجال لأكون انا المصور في ذلك الوقت ولكن بالنسبة لانتاجي الشخصي فهناك الكثير من ، الألبومات ، التي احتفظ بها ، ويصل عدد الصور إلى خمس وعشرين الف صورة ، لكن اولادي ، ومن خلال مشاهداتهم المستمرة لهذه الألبومات افسدوا ترتيبها ، كما فرقوا العديد من الصور ، واليوم أحاول جهدي إعادة جمعها وتنظيمها .. وهذه الصور تتضمن الكثير من صور الآثار والمشاهد الطبيعية ، وأحبها إلى قلبي صور الربيع اما الآن - يتابع دولة الرئيس ـ فانا اصبحت على عتبة الثمانين من عمري ، والتصوير يحتاج إلى الكثير من الدقة والتركيز والروية ، وهذا الأمر افتقده حالياً ، علما ان بعض أصدقائي لا زالوا مستمرين في التصوير لغاية الآن .. ومنهم الصديق لوسيان دحداح - صهر الرئيس سليمان فرنجية - وهو من هواة التصوير أيضاً ، ولدي ه العديد من الصور الجميلة ، ويكاد يكون محترفاً نسبة إلى نوعية صوره و إلى ما فيها من فن .. فالمصور فنان وليس مهنيا -
اجرى اللقاء زهير سعادة ، صالح الرفاعي ونبيل إسماعيل
لايدعي دولة الرئيس صائب سلام بانه اكثر من هاو للتصوير تبعاً لمستوى الصور التي انتجها خلال رحلته الفوتوغرافية التي بدأت مع بداية التصوير في لبنان ... لكن للقاء به أهمية كبرى لعدة إعتبارات منها الكم الكبير للصور التي التقطها ، ومن ثم معاصرته للرواد في لبنان ، كذلك لأهمية رايه في العلاقة بين السياسة والتصوير و دور الصورة في االسياسة سلبأ و إيجاباً .
خمس وعشرون الف صورة من إنتاجه تكفي بالطبع لأن يكون الوجه الآخر لدولة الرئيس صائب سلام هو وجهه كمصور فوتوغرافي من أوائل المصورين في لبنان .. خصوصاً وأنه عايش الرواد من محترفي التصوير ، وإن تكن السياسة قد وضعته في معترك آخر ، بعيداً عن مواقعهم ، رغم العلاقة المستمرة بين الموقعين .
والعلاقة بين دولته والصورة الفوتوغرافية ، بل لنقل بينه وبين الكاميرا الفوتوغرافية تعود إلى عام ١٩١١ ، يوم كان التصوير الفوتوغرافي في غاية التعقيد ، وكان على المصور أن يقوم بكل شيء بنفسه .. من قياس التعريض و الوقفة ، وصولا إلى التحميض دون ادنى التجهيزات أو حتى المواد الكيميائية المعروفة حديثاً وإنطلاقاً من هذه الفترة يبدا حديثنا مع دولة الرئيس صائب سلام الذي رحب باديء الأمر بالخروج من أطر اللقاءات السياسية إلى إطار فني هو من أحب الاتجاهات إلى قلبه ، مؤكداً على الذكريات الحلوة للصورة وهي بلا شك ذكرى لحياة كاملة تبدأ بالصورة .. ولا تنتهي عند إستعراض كل شيء ، عن بيروت وعن الأهل ورفاق العمر والسياسة والرحلة الطويلة التي يفخر بالحديث عنها ، بعيداً عن اللقاءات التقليدية المعتادة في مفكرة صائب سلام ، رئیس الوزراء لأكثر من حكومة لبنانية ،
و في العديد من العهود .
صائب سلام الرئيس - المصور .. عام ١٩١١
يقول دولة الرئيس صائب سلام عن البداية مع التصوير في سؤال تقليدي لا بد منه قبل الخوض في أكثر من مجال .
تعرفت على التصوير وانا في السابعة من عمري ، كان ذلك عام ١٩١١ . حين عاد شقيقي إنكلترا حيث كان يدرس الهندسة الزراعية ، وقد احضر معه آلة تصوير إسمها . سيبا ، وهي من الكاميرات المصنوعة من الخشب القديم ، وأغرب ما رايته فيها هو هذه الصورة المقلوبة التي تتركها على اللوحة الزجاجية لكنني سرعان ما إستوعبت النظرية الفيزيائية للانعكاس الضوئي ولمرور الأشعة عبر العدسة لتتشكل بعدها الصورة وكان من الطبيعي ان اتعلم بعدها تحميض هذه الصور بتعريضها تحت أشعة الشمس حوالي ساعتين ، بعدما نضع الزجاجة - وهي البديل عن الفيلم الحالي - في مكبس خاص مع ورق الطبع وقد أسهم في تعلقي بالصورة الفوتوغرافية يومها أن والدي كان قد سبقني إلى هذه الهواية منذ عام ١٨٩٥ .
ويتابع دولة الرئيس :
ـ النقلة الأولى التي حدثت تقنياً وشدتني أكثر إلى الكاميرا هي في نظام ، السلف تايمر . . حيث إمكانية تصوير الذات Salve ( Timmer ، وقد ظهرت هذه التقنية خلال العشرينات فاسهمت إلى حد كبير في تطور العلاقة مع الكاميرا ، وتتابعت الخطوات التقنية اللاحقة حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة صارت فيها صناعة الكاميرات الحديثة على انواعها هي من أولى صناعات العالم .
رواد التصوير في ذاكرة دولة الرئيس
ونسال دولة الرئيس عن المصورين الفوتوغرافيين الذين يذكرهم في بداية رحلته هذه مع الكاميرا فيقول
ـ اعتقد ان استاذ الجميع هو بونفيس ، الذي أمضى فترة لا بأس بها في لبنان مسهما في نقل الصورة من الغرب إلى الشرق . ومقدماً العديد من الأعمال الفوتوغرافية عن بيروت . ومع الأسف فان اعمال هذا المصور الكبير شاعت مؤخراً بين ايدي المؤسسات التي تتناقلها وتنشرها دون ذكر إسم صاحبها أو تاريخ تصويرها على الأقل واحياناً دون ذكر ما تمثله من قيمة تراثية ، تبعاً لجغرافيتها . ومن تلامذة بونفيس » اذكر ، صرافیان - كما اذكر ، محي الدين سعادة ، و آزاد ، و . مانوك ، وهؤلاء هم بالفعل رواد التصوير في زمن كانت الصورة نادرة ، والمصورون قلة ومن المؤكد ان التصوير الذي دخل لبنان اوائل القرن الحالي لم ينتشر بالشكل المعقول إلا في النصف الآخر من هذا القرن . أي بدءاً من الخمسينات .
الكاميرات وفن التصوير ماضياً وحاضراً
يعتبر الرئيس صائب سلام ان صناعة الكاميرات ، رغم كل التطور الحاصل ، كانت في الماضي افضل بكثير مما هي عليه في الحاضر . فالعدسة ذات تأثير بصري اقوى على المشهد والنتائج الفعلية بعد الطباعة تؤكد ذلك .. أما حول الكاميرات التي تعامل بها بعد ، سیبا ، فيقول
- كنت أمتلك أكثر من كاميرا قديمة من نوع ، البوكس ، او الصناديق الخشبية ، لكنها فقدت مع الأسف ، وقد أهدائي الصديق إميل البستاني كاميرا ، مينوکس • منذ حوالي الثلاثين سنة ، وقبل ان تصبح هذه الكاميرا معروفة محليا .
وحول الفرق بين التصوير ماضيا وحاضرا يقول الرئيس صائب سلام - باعتقادي أن التصوير تراجع كثيرا من الناحية الفنية . يتحول كل عملياته إلى عمليات اوتوماتيكية ، والتصوير هو الآن صناعة تناثر كغيرها من الصناعات بحركة الدولار وما عاد الفن هو الهدف الرئيسي وراء الاتجاه الفوتوغرافي ويعود ذلك إلى أن الجيل الجديد لا يقيم وزناً للصورة واذكر مثالا على ذلك ،
إنصراف كل أولادي عن الاهتمام بالتصوير وإن كان بعضهم الآن يبدي شيئا من الاهتمام بالتصوير فذلك يعود إلى ضغطي المتواصل عليهم باتجاه هذا الأمر و على سؤال حول ماهية الصورة من وجهة نظره قال صائب سلام :
ـ أنا من أكثر المتاثرين بالصورة . واعتبرها غالبا اجدى بكثير من مقال بعشر صفحات فهي التي تدعم الكلام وتعيدنا بالذكرى إلى تواريخ بعيدة جداً ومن أهم الصور التي أحبها حالياً إحدى الصور التي التقطتها في بيروت عام ١٩٢٠ يوم غطت الثلوج المدينة ، في ظاهرة فريدة من نوعها ، حيث قطعت الطرق لمدة ثلاثة ايام وتعطلت المواصلات - وهي عبارة عن عربات تجرها الخيول - وكان عمري يومها ١٥ سنة ، وما كنت لاستطيع تذكر هذه الحالة لولا الصورة التي احتفظ بها ... نفس هذا الأمر يحصل حين أرى صورة لوالدي ووالدتي وقد التقطها عام ١٩٣٥ ، وفي اجواء رمضانية اشعر بالكثير من السعادة وانا اراها اليوم واعود بالذاكرة إلى رمضان وزينة الشوارع في بيروت يومها .
العلاقة بين السياسة والتصوير
. كان بد من معرفة مدى العلاقة بين التصوير والعمل السياسي ، وكلاهما يدخلان في صلب إهتمامات دولة الرئيس صائب سلام .. وهو بعدما يعترف بوجود علاقة وثيقة بينهما يقول : ـ الصورة بالنسبة للسياسي . ضرورة تدخل في تاريخ حياته السياسية والاجتماعية ومن هنا نرى الاحتكاك الكبير بين المصورين الصحافيين ، وبين رجال السياسة . وقد طرحت مؤخرا ، وبعد احتكاكي المتواصل بالمصورين من خلال موقعي السياسي ، شعاراً يقول : « ثلاثة لا يشبعون .. طالب المال وطالب العلم وطالب الصورة !، ولست هنا في موقع ذم المصورين ، بل أنا أمدح فيهم صفة الملاحقة الدائمة للأشخاص في كاميراتهم التي لا تشبع ، و إن كنت من المعجبين بالمصور الذي يستطيع الوصول إلى ما يريده باقل عدد ممكن من الصور -
سلبيات وإيجابيات الصورة سياسياً :
والصورة ذات أهمية كبرى في تاكيد الحدث السياسي ، او اي حدث آخر ، من وجهة نظر دولة الرئيس ، الذي يورد مثالا على ذلك عملية ، الاوتوبيس ، التي حصلت مؤخرا في فلسطين المحتلة ، فلولا الصور التي التقطت للفدائي وهو لا يزال حياً بعد إعتقاله ، لما إتضحت الجريمة الكبرى التي إرتكبتها إسرائيل بقتله في وقت لاحق .. وتحت التعذيب .. . لولا الصورة لضاعت الحقيقة ، وضاع معها دم الفدائي ، حيث تتذرع اجهزة العدو بانه قتل خلال العملية واحيانا يكون للتدخل في الصورة ، عبر عمليات المونتاج ، دوراً سلبيا في إخفاء الحقائق . حول هذا الموضوع يورد دولة الرئيس مثالا آخر حيث يقول ـ عام ١٩١٣ سافر والدي مع وفد من جمعية الإصلاح إلى باريس لحضور المؤتمر العربي الأول فما كان من الاتراك إلا أن ادخلوا في إحدى الصور ، إمراة فرنسية سافرة . . أي دون حجاب وكان هذا الأمر معيباً يومها ، إلى جانب احد اعضاء الوفد وهو الشيخ احمد طبارة ، ووزعوا الصورة في بيروت ، حيث بدت المرأة إلى جانب الشيخ طبارة بجبته وعمامته إزاء عدم إدراك الناس يومها للعبة , المونتاج ، المدبرة إنطلت الحيلة على الكثيرين ، وكان حجم الاساءة كبيراً على ، جماعتنا ،
بتحريض من الاتراك ، الذين كانوا يزكون يومها الفتن بين العائلات في بیروت .
آلاف الصور قبل الانقطاع بسبب السن
اخيرا نسال دولة الرئيس صائب سلام عن دور الكاميرا في رحلاته الرسمية وهل يمكن إعتباره من المستمرين في رحلة التصوير حتى هذا التاريخ فيجيب - رافقتني الكاميرا في أكثر المهمات الرسمية ، لكن غالباً مع مصور رسمي .. لانه لا مجال لأكون انا المصور في ذلك الوقت ولكن بالنسبة لانتاجي الشخصي فهناك الكثير من ، الألبومات ، التي احتفظ بها ، ويصل عدد الصور إلى خمس وعشرين الف صورة ، لكن اولادي ، ومن خلال مشاهداتهم المستمرة لهذه الألبومات افسدوا ترتيبها ، كما فرقوا العديد من الصور ، واليوم أحاول جهدي إعادة جمعها وتنظيمها .. وهذه الصور تتضمن الكثير من صور الآثار والمشاهد الطبيعية ، وأحبها إلى قلبي صور الربيع اما الآن - يتابع دولة الرئيس ـ فانا اصبحت على عتبة الثمانين من عمري ، والتصوير يحتاج إلى الكثير من الدقة والتركيز والروية ، وهذا الأمر افتقده حالياً ، علما ان بعض أصدقائي لا زالوا مستمرين في التصوير لغاية الآن .. ومنهم الصديق لوسيان دحداح - صهر الرئيس سليمان فرنجية - وهو من هواة التصوير أيضاً ، ولدي ه العديد من الصور الجميلة ، ويكاد يكون محترفاً نسبة إلى نوعية صوره و إلى ما فيها من فن .. فالمصور فنان وليس مهنيا -
اجرى اللقاء زهير سعادة ، صالح الرفاعي ونبيل إسماعيل
تعليق