مدينة اوغاريت دمرتها الزلازل إضافة إلى عوامل أخرى ساعدت على إطلاق رصاصة الرحمة على نهايتها الأليمة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&&&&&
شغلت مدينة أوغاريت الأثرية مكانة هامة في عالم المكتشفات الأثرية والتاريخية والميثولوجية..وحظيت بدراسات كثيرة لاتعد ولا تحصى وكانت محوراً لعشرات الندوات والمعارض والمؤتمرات العالمية حول ماضيها القديم الغابر واكتشفاتها العظيمة التي شارك فيها علماء من كل أنحاء العالم شكل مجال بحث وجدل .. حول النهاية الكاريثية والأليمة لأوغاريت ونتائجها الرهيبة التي لم ينج منها أي بناء كان لهذه المملكة في حوالي /1180/قبل الميلاد.. التي لايمكن أن تكون اسبابها عرضية..
حيث رأى بعض العلماء ان نهاية أوغاريت كانت بفعل طبيعي اي زلزال وكان سبب دمارها ونهايتها المريعة..ومنهم من رأى أن اوغاريت لم تكن من البلدان التي غزتها شعوب البحر لأنه كان يعيش فيها أفراد ينتمون إلى مناطق جاءت منها شعوب البحر واستطاعت ان تتفاوض معهم ونجحت في أن تبقى في معزل عن نزاع يقع بينها وبين هذه الشعوب ...
ان الزلزال قد حدث في أوغاريت لكنه لم يكن السبب المباشر لنهايتها..وقد حدد عالم الآثار ومنقب أوغاريت الراحل كلود شيفر والمرجع الأهم بالنسبة لأوغاريت..
حدوث الزلزال نحو عام/1365/قبل الميلاد..أي قبل النهاية المحتومة بنحو /165/عاماً...علما بأن نظام وطريقة بناء المنازل والقصور صممها وبناها أهلنا في اوغاريت على نظام المقاوم للزلازل وعرفنا ذلك من خلال طريقة البناء وهذا إن دل يدل على أن حدوث الزلازل كان يحدث في هذه المنطقة منذ أقدم العصور.. وتم توثيق هذه الحالات عبر النصوص الفخارية ..
وأكد كلود شيفر بأنه من المحتمل أن يكون تدمير أوغاريت مرتبط بتحركات ما أطلق عليهم المؤرخين شعوب البحرخلال حكم الملك عمورابي المنكود الحظ آخر ملك حكم اوغاريت والذي تبين من خلال ترجمة الرقم الفخارية الأوغاريتية التي يعود تاريخها الى فترة حكمه بأنه كان صغير السن..وكان تردي الأوضاع الدولية آنذاك إضافة الى اسباب ساعدت على النهاية الأليمة منها مرض الطاعون والمجاعة وجفاف المناخ الذي ضرب المنطقة إضافة إلى الاضطرابات السياسية الداخلية وصلت الى حدها فأصبحت المدينة مريضة اجتماعياً واقتصادياً هشة قابلة للدمار والانهيار..فكانت الضربة القاصية لها على يد شعوب البحر المثيرة حقيقتهم التاريخية للجدل التي قدمت كما أكدت الوثائق الرواية التاريخية براً وبحراً الذي لم يكن هدفهم إلا التدمير والحرق والتخريب والبحث عن وطن يسلبونه وكانوا يتوجهون الى مراكز معروفة لديهم ..وكان أحد أهم هذه المراكز على الأطلاق مدينة اوغاريت والمدن الساحلية السورية الأخرى..ويبدو بأن هذه الفرضية قد لاقت قبولاً عند اغلب العلماء والمختصين..
وقد جعل من شعوب البحر كما أكدت الوثائق والترجمات تفوق أسلحتهم الحديدية وشدة تدريبهم محاربين اشداء منافسين لأوغاريت..اضافة الى انشغال وانصراف أوغاريت التام للتجارة ..
أو إنها على مايبدو قد اخلصت للدولة الحثية المشكوك بحضارتها أصلا الى النهاية فأرسلت اسطولها وجيوشها لتساعدها في معركتها البحرية على شواطئ كليليكيا السورية ..حيث لم يمتلك الحثيون اسطولاً بحرياً واعتمدوا في حربهم هذه على أساطيل أوغاريت..
كما اعتمدوا عليها في تجارتهم..فارتكبت أوغاريت بذلك خطاً استراتجياً عسكرياً كبيراً..وعندما لاحت سفن العدو في الأفق واصبحت على مرمى حجر سقطت المدن الساحلية السورية في أيديهم..فأرسل ملك اوغاريت يطلب النجدة من ملك قبرص لكن الرسالة لم تصل إذ ان الرسالة لم ترسل وبقيت ضمن النصوص التي عثر عليها في فرن الشي في القصر الملكي..
ولعل التنقيبات الأثرية القادمة التي مازالت مستمرة في مدينة أوغاريت حتى الآن وترجمة ما تبقى من نصوص لم يتثنى لعلماء اللغات القديمه من ترجمتها حتى الأن ربما تساهم في الكشف عن تلك المرحلة من تاريخ سورية القديم خاصة الربع الأخير من فترة البرونز الحديث ..وتزيح لنا الستار عن جدل وغموض ما أطلق عليهم شعوب البحر اللذين تم تضخيم دورهم التاريخي كثيرا في المنطقة ..الذين كما أكدت الروايات بأنهم انهوا ودمروا بهمجية ووحشية مرحلة زاهية وصفحة مشرقة لحضارة سورية عظيمة قدمت للانسانية أقدم وأهم المعارف والعلوم البشرية والإنسانية
عاشق أوغاريت..غسان القيم..