يعيش (يعيش علي)
Ibn Ya’ish (Ya’ish ibn Ali-) - Ibn Ya’ich (Ya’ich ibn Ali-)
ابن يعيش (يعيش بن علي ـ)
(553 ـ 643هـ/1159ـ 1245م)
أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش ا بن أبي السرايا بن محمد بن علي ابن المفضل بن عبد الكريم بن محمد بن يحيى بن حيّان القاضي بن بشر بن حيان الأسدي، الموصلي، الحلبي المولد والمنشأ، موفق الدين، ويعرف بابن الصائغ.
ولد بحلب، ولم يُعرف من أسرته سوى أخيه التقيّ أحمد الذي كان مَعْنيّاً بالحديث، ولا يُعرف شيئ عن بدايات ابن يعيش العلمية مما يفترض أنه قرأ مبادئ النحو والعلوم الشائعة في عصره على شيوخ مدينته، ولما بلغ الرابعة والعشرين رحل قاصداً بغداد ليدرك العلاّمة أبا البركات عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن الأنباري ليقرأ عليه، فلما وصل إلى الموصل بلغه خبر وفاته وكان ذلك عام 577هـ/1181م فأقام في الموصل مدةً قصيرة وسمع الحديث من بعض علمائها.
وتابع ابن يعيش طلب العلم، ولما عزم على التصدّر للإقراء ـ ولم تُعرف له ملازمة عالم كبير ـ توجّه إلى دمشق واجتمع بالشيخ أبي اليُمن زيد بن الحسن الكِنْدي (ت 613هـ/1217م) وبادره ابن يعيش بسؤال في النحو فأقرّ له أبو اليُمن بالعلم وعرف مكانته في النحو، وربما كانت هذه المقابلة بعد سنة 580هـ/1184م، ولازم ابن يعيش بعد ذلك مدينة حلب مواظباً على التدريس وإفادة الطلاب حتى وفاته فيها.
صنف ابن يعيش كتابين مشهورين هما «شرح المفصَّل»، و«شرح التصريف الملوكي»، أما الأول فهو شرح مستفيض لكتاب «المفصّل في علم العربية» الذي ألفه محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 هـ)، وقد جعله في أربعة أقسام: الأسماء، الأفعال، الحروف، المشترك (كالإدغام والإعلال والإبدال والإمالة) وجعل منه متناً موجزاً جامعاً… ولما كان ابن يعيش يدرّس طلابه هذا الكتاب اتجه إلى شرحه، ويبدو أنه بدأ بالشرح وعاد إلى إكماله بعد أن جاوز السبعين، ولم يكن المفصل بين يديه سوى تكأة ليتسع من خلاله في الشرح والتفسير ليشمل الشرح النحو العربي بأصوله وقواعده وعلله ومسائله وخلافات أئمته ومجادلاتهم، كل ذلك مع التحليل والمناقشة وترجيح الآراء والانتصار للمذهب البصري عامة وآراء سيبويه خاصة.
وتألفت مادة الشرح من أبواب النحو والتصريف منسوقة على ترتيب الزمخشري مدعمة بالشواهد والعلل. وقد شرح ابن يعيش عبارة الزمخشري وأورد آراء النحاة ومسائل الخلاف وشرح اللغات وأتى بشواهد غزيرة من القرآن الكريم والشعر وكلام العرب والحديث النبوي. وقد برز في شرحه عنايته بالحدود ومناقشته لها، كما عني بتفسير المصطلحات النحوية وشرح المفردات اللغوية والشواهد الشعرية ومن أبرز ما يلاحظ لديه تقديمه النحو ممزوجاً بعلم المعاني وكأنهما علم واحد ـ كما هو الأصل ـ كما يلاحظ في الشرح بروز ظاهرة الجدل النحويّ من خلال حسن السؤال والجواب بغرض الارتقاء من تصوّر إلى تصوّر ومن قولٍ إلى قول، وقد رجع ابن يعيش إلى مراجع نحوية ولغوية وأدبية كثيرة منها ما ذكره صراحةً ومنها ما نقل عنه ولم يذكره ومنها ما اكتفى باسم مؤلفه، ومن هذه المراجع الغزيرة الغنية استمد الشارح مادة شرحه مع حرصٍ على إيراد الآراء والموازنة بين رأي ورأي.
أما كتابه الثاني فهو شرح لكتاب «التصريف الملوكي» لمؤلفه عثمان بن جني أبو الفتح (ت392هـ) وقد عني ابن يعيش بهذا المتن وشرحه إبّان شرحه للمفصل، واتبع فيه الطريقة نفسها، فكان يورد فِقْرةً من كتاب ابن جني ثم يتبعها بشرحه وبسط علله. وكان يستطرد كثيراً؛ لأن كتاب ابن جني شديد الإيجاز، وابن يعيش يتجه إلى الإحاطة والشمول والإكثار من الشواهد والاحتجاج بالقرآن والشعر وكلام العرب. وقد استعان كثيراً بكتاب «المنصف: شرح تصريف المازني» لابن جني.
ولابن يعيش رسالة صغيرة تحمل عنوان «الأجوبة النحوية»، أجاب فيها عن أسئلة وجهت إليه، وكل ما فيها وارد في شرح المفصل.
لقد كان ابن يعيش نحوياً مجتهداً ضمن أصول مذهبه ( المذهب البصري ) وكانت له ترجيحاته وخلافاته إلا أنّه لم يخرج فيها عن المذهب البصريّ.
عبد الإله نبهان
Ibn Ya’ish (Ya’ish ibn Ali-) - Ibn Ya’ich (Ya’ich ibn Ali-)
ابن يعيش (يعيش بن علي ـ)
(553 ـ 643هـ/1159ـ 1245م)
أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش ا بن أبي السرايا بن محمد بن علي ابن المفضل بن عبد الكريم بن محمد بن يحيى بن حيّان القاضي بن بشر بن حيان الأسدي، الموصلي، الحلبي المولد والمنشأ، موفق الدين، ويعرف بابن الصائغ.
ولد بحلب، ولم يُعرف من أسرته سوى أخيه التقيّ أحمد الذي كان مَعْنيّاً بالحديث، ولا يُعرف شيئ عن بدايات ابن يعيش العلمية مما يفترض أنه قرأ مبادئ النحو والعلوم الشائعة في عصره على شيوخ مدينته، ولما بلغ الرابعة والعشرين رحل قاصداً بغداد ليدرك العلاّمة أبا البركات عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن الأنباري ليقرأ عليه، فلما وصل إلى الموصل بلغه خبر وفاته وكان ذلك عام 577هـ/1181م فأقام في الموصل مدةً قصيرة وسمع الحديث من بعض علمائها.
وتابع ابن يعيش طلب العلم، ولما عزم على التصدّر للإقراء ـ ولم تُعرف له ملازمة عالم كبير ـ توجّه إلى دمشق واجتمع بالشيخ أبي اليُمن زيد بن الحسن الكِنْدي (ت 613هـ/1217م) وبادره ابن يعيش بسؤال في النحو فأقرّ له أبو اليُمن بالعلم وعرف مكانته في النحو، وربما كانت هذه المقابلة بعد سنة 580هـ/1184م، ولازم ابن يعيش بعد ذلك مدينة حلب مواظباً على التدريس وإفادة الطلاب حتى وفاته فيها.
صنف ابن يعيش كتابين مشهورين هما «شرح المفصَّل»، و«شرح التصريف الملوكي»، أما الأول فهو شرح مستفيض لكتاب «المفصّل في علم العربية» الذي ألفه محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 هـ)، وقد جعله في أربعة أقسام: الأسماء، الأفعال، الحروف، المشترك (كالإدغام والإعلال والإبدال والإمالة) وجعل منه متناً موجزاً جامعاً… ولما كان ابن يعيش يدرّس طلابه هذا الكتاب اتجه إلى شرحه، ويبدو أنه بدأ بالشرح وعاد إلى إكماله بعد أن جاوز السبعين، ولم يكن المفصل بين يديه سوى تكأة ليتسع من خلاله في الشرح والتفسير ليشمل الشرح النحو العربي بأصوله وقواعده وعلله ومسائله وخلافات أئمته ومجادلاتهم، كل ذلك مع التحليل والمناقشة وترجيح الآراء والانتصار للمذهب البصري عامة وآراء سيبويه خاصة.
وتألفت مادة الشرح من أبواب النحو والتصريف منسوقة على ترتيب الزمخشري مدعمة بالشواهد والعلل. وقد شرح ابن يعيش عبارة الزمخشري وأورد آراء النحاة ومسائل الخلاف وشرح اللغات وأتى بشواهد غزيرة من القرآن الكريم والشعر وكلام العرب والحديث النبوي. وقد برز في شرحه عنايته بالحدود ومناقشته لها، كما عني بتفسير المصطلحات النحوية وشرح المفردات اللغوية والشواهد الشعرية ومن أبرز ما يلاحظ لديه تقديمه النحو ممزوجاً بعلم المعاني وكأنهما علم واحد ـ كما هو الأصل ـ كما يلاحظ في الشرح بروز ظاهرة الجدل النحويّ من خلال حسن السؤال والجواب بغرض الارتقاء من تصوّر إلى تصوّر ومن قولٍ إلى قول، وقد رجع ابن يعيش إلى مراجع نحوية ولغوية وأدبية كثيرة منها ما ذكره صراحةً ومنها ما نقل عنه ولم يذكره ومنها ما اكتفى باسم مؤلفه، ومن هذه المراجع الغزيرة الغنية استمد الشارح مادة شرحه مع حرصٍ على إيراد الآراء والموازنة بين رأي ورأي.
أما كتابه الثاني فهو شرح لكتاب «التصريف الملوكي» لمؤلفه عثمان بن جني أبو الفتح (ت392هـ) وقد عني ابن يعيش بهذا المتن وشرحه إبّان شرحه للمفصل، واتبع فيه الطريقة نفسها، فكان يورد فِقْرةً من كتاب ابن جني ثم يتبعها بشرحه وبسط علله. وكان يستطرد كثيراً؛ لأن كتاب ابن جني شديد الإيجاز، وابن يعيش يتجه إلى الإحاطة والشمول والإكثار من الشواهد والاحتجاج بالقرآن والشعر وكلام العرب. وقد استعان كثيراً بكتاب «المنصف: شرح تصريف المازني» لابن جني.
ولابن يعيش رسالة صغيرة تحمل عنوان «الأجوبة النحوية»، أجاب فيها عن أسئلة وجهت إليه، وكل ما فيها وارد في شرح المفصل.
لقد كان ابن يعيش نحوياً مجتهداً ضمن أصول مذهبه ( المذهب البصري ) وكانت له ترجيحاته وخلافاته إلا أنّه لم يخرج فيها عن المذهب البصريّ.
عبد الإله نبهان