يافعي (عبد الله اسعد)
Al-Yafi’i (Abdullah ibn As’ad-) - Al-Yafi’i (Abdallah ibn As’ad-)
اليافعي (عبدالله بن أسعد ـ)
(698ـ 768هـ /1298ـ 1367م)
عفيف الدين أبو السعادات عبد الله ابن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح اليافعي اليمني، الفقيه الزاهد المتصوف، ولد في مدينة عدن، ونشأ بها على خير وصلاح، وظهرت عليه آثار الفلاح، فأشغله والده بالعلم على شيوخ عدن وحواضر اليمن، وعندما شب رحل لتحصيل العلم، فدخل القدس ودمشق والقاهرة، وأخذ عن أعلام الفقه والحديث واللغة فيها، وحج غير مرة ليستقر في الحجاز متردداً بين مكة والمدينة المنورة، وقد مال إلى التصوف فدرس علومه وانسلك في طُرقه وحفظ كتبه وكتب الفقه والنحو حتى صار شيخ وقته في الفقه والحديث والتصوف، فضلاً عن براعته في التاريخ والعربية والأدب، واشتغل بالتدريس والإفادة والتصنيف إلى أن توفي بمكة المكرمة عن سبعين عاماً.
كان اليافعي من أهل علم الظاهر والباطن، فقيهاً زاهداً متصوفاً في آرائه وسلوكه، يحب الخلوة والانقطاع عن الناس، والسياحة في الفيافي والجبال، معظّماً ابن عربي، متبعاً طريقته في التصوف، وقد تجرد عشر سنين منقطعاً للعبادة والتأمل في الحرمين الشريفين، وكان كثير البر والصدقة والإيثار، متواضعاً مترفعاً عما بيد الناس مع الفقر والعفاف، معرضاً عن الدنيا ومفاتنها، مربياً للطلاب والمريدين، فصار إماماً يسترشد بعلومه، ويقتدى بسلوكه في العمل والإخلاص، يقدره الناس حق قدره، ويكبرون علمه وخلقه، ويعتقدون بكراماته الظاهرة وكشوفه الجليلة فاشتهر ذكره وبعد صيته، وأثنى عليه أهل العلم من معاصريه ومترجميه.
واليافعي مؤلف مكثر في علوم القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه والتصوف والتاريخ، ومن كتبه: كتاب «مختصر الدر النظيم في فضائل القرآن العظيم والآيات والذكر الحكيم»، وكتاب «العقيدة» وكتاب «شمس الإيمان وتوحيد الرحمن وعقائد الحق والإيقان» وكتاب «نور اليقين وإرشادات أهل التمكين» وكتاب «نشر المحاسن الغالية في فضائل المشايخ أولي المقامات العالية» وكتاب «الإرشاد والتطريز» وكتاب «روض الرياحين في حكايات [مناقب] الصالحين» و«الرسالة المكية في طريق السادة الصوفية»، وأشهر كتبه كتاب «مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان وتقلب أحوال الإنسان وتاريخ موت بعض المشهورين من الأعيان».
وله ديوان شعر، معظمه في التصوف والزهد والموعظة والحكمة، وله فيه شطحات أخذت عليه، وهو شعر متوسط لم يخل من صنعة وتكلف على طريقة شعر العلماء في عصره، ونثره خالٍ من مسحة الجمال، استخدمه في عرض أفكاره، ويغمض أحياناً بسبب العبارات والمصطلحات الصوفية، وربما لحقه شيء من الضعف والركاكة، فقد غلب الجانب العلمي على الجانب الأدبي عنده.
من شعره قوله في الغزل الصوفي:
قفا حدثاني فالفؤاد عليل عسى منه يُشفى بالحديث غليل
أحاديث نجد علّلاني بذكرها فقلبي إلى نجد أراه يميل
بتذكار سُعدى أسعداني فليس لي إلى الصبر عنها والسلو سبيل
ولا تذكرا لي العامرية إنها يولّه عقلي ذكرها ويزيل
وقوله في تركه الدنيا ومتاعها:
وقائلة: مالي أراك مجانباً أموراً وفيها للتجارة مربح
فقلت لها: مالي بربحك حاجة فنحن أُناس بالسلامة نفرح
ومن نثره قوله في مقدمة كتابه «مرآة الجنان»:
«فهذا كتاب لخصته واختصرته مما ذكره أهل التواريخ والسير، أولو الحفظ والإتقان في التعريف بوفيات بعض المشهورين المذكورين الأعيان… مقتصراً في جميع ذلك على الاختصار بين التفريط المخل والإفراط الممل، محافظاً على لفظ المذكورين في غالب الأوقات، وحاذقاً للتطويل وما يكره المتديّن ذكره من الخلاعات…».
محمود سالم محمد
Al-Yafi’i (Abdullah ibn As’ad-) - Al-Yafi’i (Abdallah ibn As’ad-)
اليافعي (عبدالله بن أسعد ـ)
(698ـ 768هـ /1298ـ 1367م)
عفيف الدين أبو السعادات عبد الله ابن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح اليافعي اليمني، الفقيه الزاهد المتصوف، ولد في مدينة عدن، ونشأ بها على خير وصلاح، وظهرت عليه آثار الفلاح، فأشغله والده بالعلم على شيوخ عدن وحواضر اليمن، وعندما شب رحل لتحصيل العلم، فدخل القدس ودمشق والقاهرة، وأخذ عن أعلام الفقه والحديث واللغة فيها، وحج غير مرة ليستقر في الحجاز متردداً بين مكة والمدينة المنورة، وقد مال إلى التصوف فدرس علومه وانسلك في طُرقه وحفظ كتبه وكتب الفقه والنحو حتى صار شيخ وقته في الفقه والحديث والتصوف، فضلاً عن براعته في التاريخ والعربية والأدب، واشتغل بالتدريس والإفادة والتصنيف إلى أن توفي بمكة المكرمة عن سبعين عاماً.
كان اليافعي من أهل علم الظاهر والباطن، فقيهاً زاهداً متصوفاً في آرائه وسلوكه، يحب الخلوة والانقطاع عن الناس، والسياحة في الفيافي والجبال، معظّماً ابن عربي، متبعاً طريقته في التصوف، وقد تجرد عشر سنين منقطعاً للعبادة والتأمل في الحرمين الشريفين، وكان كثير البر والصدقة والإيثار، متواضعاً مترفعاً عما بيد الناس مع الفقر والعفاف، معرضاً عن الدنيا ومفاتنها، مربياً للطلاب والمريدين، فصار إماماً يسترشد بعلومه، ويقتدى بسلوكه في العمل والإخلاص، يقدره الناس حق قدره، ويكبرون علمه وخلقه، ويعتقدون بكراماته الظاهرة وكشوفه الجليلة فاشتهر ذكره وبعد صيته، وأثنى عليه أهل العلم من معاصريه ومترجميه.
واليافعي مؤلف مكثر في علوم القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه والتصوف والتاريخ، ومن كتبه: كتاب «مختصر الدر النظيم في فضائل القرآن العظيم والآيات والذكر الحكيم»، وكتاب «العقيدة» وكتاب «شمس الإيمان وتوحيد الرحمن وعقائد الحق والإيقان» وكتاب «نور اليقين وإرشادات أهل التمكين» وكتاب «نشر المحاسن الغالية في فضائل المشايخ أولي المقامات العالية» وكتاب «الإرشاد والتطريز» وكتاب «روض الرياحين في حكايات [مناقب] الصالحين» و«الرسالة المكية في طريق السادة الصوفية»، وأشهر كتبه كتاب «مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان وتقلب أحوال الإنسان وتاريخ موت بعض المشهورين من الأعيان».
وله ديوان شعر، معظمه في التصوف والزهد والموعظة والحكمة، وله فيه شطحات أخذت عليه، وهو شعر متوسط لم يخل من صنعة وتكلف على طريقة شعر العلماء في عصره، ونثره خالٍ من مسحة الجمال، استخدمه في عرض أفكاره، ويغمض أحياناً بسبب العبارات والمصطلحات الصوفية، وربما لحقه شيء من الضعف والركاكة، فقد غلب الجانب العلمي على الجانب الأدبي عنده.
من شعره قوله في الغزل الصوفي:
قفا حدثاني فالفؤاد عليل عسى منه يُشفى بالحديث غليل
أحاديث نجد علّلاني بذكرها فقلبي إلى نجد أراه يميل
بتذكار سُعدى أسعداني فليس لي إلى الصبر عنها والسلو سبيل
ولا تذكرا لي العامرية إنها يولّه عقلي ذكرها ويزيل
وقوله في تركه الدنيا ومتاعها:
وقائلة: مالي أراك مجانباً أموراً وفيها للتجارة مربح
فقلت لها: مالي بربحك حاجة فنحن أُناس بالسلامة نفرح
ومن نثره قوله في مقدمة كتابه «مرآة الجنان»:
«فهذا كتاب لخصته واختصرته مما ذكره أهل التواريخ والسير، أولو الحفظ والإتقان في التعريف بوفيات بعض المشهورين المذكورين الأعيان… مقتصراً في جميع ذلك على الاختصار بين التفريط المخل والإفراط الممل، محافظاً على لفظ المذكورين في غالب الأوقات، وحاذقاً للتطويل وما يكره المتديّن ذكره من الخلاعات…».
محمود سالم محمد