حوار اللحظات الاخيرة
سام مزمانیان
من هو سام مزمانيان .. المصور الذي رحل عنا مؤخرا . بعدما ترك الكثير من الأعمال الفوتوغرافية ، وعدداً من المصورين الذين تتلمذوا على يده .. وها هم بشهادته وشهادة أعمالهم يتحولون إلى مصورين من الدرجة الأولى طامحين لغزو العالم في صورهم .
سام المصور الذي التقط صورة نادرة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، والذي ابکی النجمة الفرنسية « ب ب . .. في حوار معه قبل رحيله و في اقوال لبعض معايشيه .
سام مزمانیان مصور كبير رحل عنا مؤخرا . بعد فترة وجيزة من لقائنا معه لاستعراض تجربته الرائدة مع الكاميرا منذ الأربعينات ... . فن التصوير ، ارادت تقديم المصور اللبناني المخضرم على صفحاتها وسط المصورين الكبار من العالم ضمن باب . مصـور الشهـر باعتباره لا يقل شأنا عنهم .. لكن شاعت الصدف أن يرحل سام قبل أن يطل على الناس عبر مجلة زملائه وتلامذته من المصورين اللبنانيين .. ولم نجد ما نقدمه سوی حوارنا معه مع بعض ما يقوله الذين عايشوه عن كتب حول تجربتهم معه ، وما يعرفونه عن إسلوبه وطبـاعـه وتطلـعـاتـه كعربون وفاء وتقدير .
رحلة الحب والهواية
المهم أن تحـب .. تحب هوايتك ... تحب مهنتك وتحب من حولك .. جماداً كانوا أم بشراً ولن تتالق رؤيتك لهذا الحب وبمزيد من العمق الا حين تسرق من وقتك لحظات مبكرة في الصباح وتنطلق بعيداً عن الضوضاء .... إلى شاطيء البحر مثلا ... لتعيش هذا الحب بعمق ! . .
إنها عبارة يلخص سام مزمانیان فيها مفهومه للحياة بشكل عام اما حول التصوير الفوتوغرافي فلا بد من العودة إلى بداية مسيرته للوصول إلى هذا المفهوم .
يقول سام :
- البداية كانت عام ١٩٤٠ . يومها كنت لا ازال في الثانية عشر والبحث .. وكـان اخي الأكبر مصوراً ، فتعلمت منه المباديء من عمري .. صغيرا احب المغامرة وتمتلكني الرغبة بالاكتشاف الأساسية للتظهير ، وما لبثت أن اشتريت آلة تصوير بخمس ليرات لبنانية يومها وبدأت بتصوير زملائي في المدرسة ، كما صورت الاشجار والقمر والعديد من المشاهد الطبيعية الأخرى .
اما التحميض .. فكنا نقوم به في تلك الفترة على ضوء الشمس .. إذ نضع الصورة حوالي نصف ساعة قبل أن تصبح جاهزة لنقلها إلى المثبت .
بداية مشوار الاحتراف
رحلة الاحتراف بداها سام عام ١٩٥٨ مع جريدة النهار . هذه الرحلة التي استمرت حتى آخر ايامه ، والتي بدأها مع التحدي كما يقول :
- الدخول إلى الميدان العمل من جهة ، وإلى جريدة النهار من جهة أخرى ، كانا بمثابة التحدي مع الذات ، لذلك عملت جاهدا لتقديم الافضل إنطلاقاً من رفضي للفشل والتراجع ... وهكذا غينت بعد فترة وجيزة رئيساً لقسم التصوير ... في البداية لم يكن لدى مؤسسة النهار إلا ثلاثة مصورين انا والزميلين همبار تركيزيان وديكران .. فما كان مني إلا أن رفعت العدد إلى ١٢ مصوراً دفعة واحدة وأنا اعتبر ان افضل فترة في مشواري هذا ، هي تلك الفترة التي امتدت من عام ١٩٦٦ حتى عام ١٩٧٦ ... إنها عشر سنوات من العطاء المتواصل .
ماضي وحاضر الصورة
وماذا عن اليوم .. وما هو الفرق بين ماضي وحـاضر التصوير ؟
ـ اليوم إختلف مفهوم التصوير وتطور إلى حد كبير بالنسبة للماضي ... خصوصاً مع تزايد عدد المصورين الصحافيين ، فلي الماضي لم يكن التصوير الصحفي معـروفـاً . ولم يكن اللصورة أهميتها .. بينما تعتمد الصحافة اليوم كليا على الصورة باعتبارها الجزء الأهم بالنسبة للقاريء وهذا ما أدى إلى نشوء القسام التصوير في غالبية الصحف والمصور الصحال برایی شبیه بالخيل ، فهو الذي يركض في السباق ويربح .. بينما تعود الإفادة دائما إلى غيره .. .
ويتابع سام موضحاً :
- التقصير بحق المصور لا يزال ساندا ، خصوصا ونحن نعلم أن كلمة رجال الصحافة تكاد تقتصر أولئك ، المتمترسين ، وراء مكاتبهم . في الوقت الذي تعلم فيه الصحافة هي في الخارج حيث الناس ومشاكلهم .. في القرى . المصانع ووسط الحركة الدائمة للناس .
عقدة الأجنبي
- ما رأيك بالصور اللبناني بوجه خاص ؟
ـ من الناحية الصحافية ، منه مصورون لا باس بهم ... ويكفي ان لديهم الشعور بالقاهرة والجنون المهني ، ولكن العمل الصحفي يزال متأخراً ولا بد من إعادة النظر بقوانين الصحافة وإعطاء جانب الأهمية لهؤلاء المصورين وتكريس حقوقهم ، التي لا يعترف بها أحد حتى الآن . المصورون كالجنود ، يعيشون الى الظروف ولهم اقل الحقوق .
في نفس هذا الوقت الذي يعاني فيه المصور
اللبناني على درجة كبيرة ، ترى المصور الأجنبي في لبنان يسرح ويعرج دون رقيب لا بل يتمتع بكل الدعم والاحترام اللذين يفتقر إليهما مصورنا اللبناني ... إنها عقدة الأجنبي التي لا بد من التخلص منها .
سام المصور .
- ما هي احب الصور إلى قلب سام ؟
الذكريات طويلة ولا تنتهي .. الأهم أن الناس هي التي تحسم هذا الموضوع وإعجابهم بصورة ما يجعلني سعيدا كوني قد وصلت إلى دواخلهم .. ومع هذا تبقى لدي تفاصيل غير ظاهرة تعني لي الكثير في بعض الصور ومنها أول صورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو يضع النظارات ... ورغم أنه لم يحب هذه الصورة ، لكنه سمح في املك بالتقاطها ... وكذلك صور الأردني حسين وصورة للرئيس شارل الحلو بقصره في سن الفيل ، وصورة لمحمد حسنين هيكل .. كل هذه الصور احبها ليس لكونها تمثل هذه الشخصيات السياسية المعروفة بل لانها صور لها ذكريات خاصة في نفسي .
- ماذا أعطتك هذه المهنة ؟ . بعد ٢٥ سنة من الخدمة الفعلية في الصحافة لم أحصل على شيء سوى الرضى عن نفسي ، وإشباع حب المغامرة عندي ... أما مادياً فلا اعتقد أن قص إسمي من تحت آلاف الصور التي جمعتها طيلة حياتي المهنية قد تكفي لشراء حبة علكة ، !
- هل انت نادم إذن ؟
- ابدأ ... العطاء المادي مهم إنما الأهم هو العطاء المعنوي حيث الابداع والاستمرار .
هل شعرت يوما ما انك ترغب بتبديل مهنتك ؟
- ابدأ ... التصوير بالنسبة لي هو حب ، قبل أن يكون مهنة .. انا
احب الموسيقى مثلا .. كذلك احب التصوير ، وفيهما أجد هروبا من واقعنا المعاش .
ولولا هذا الحب لما استمريت ابدأ ... واذكر هنا أحد أبنائي كمثال ... فقد علمته التصوير وبمجرد ظهور إسمه خلال مدة قصيرة ، أصيب بالغرور فسقط سريعاً .. لان التصوير عطاء صامت من الداخل وليس مجرد إسم او شهرة .
التصوير والجيل المريض
لقد تركت مؤخراً قسم التصـويـر الـذي اسسته في النهار ، ما هي أوضاع هذا القسم حالياً ؟
- أنا منذ بداية الأحداث تخليت عن مسؤوليتي ، ربما لانني ارفض الحرب الجارية كما أرفض رؤية الدماء . وهكذا إنزويت في منزلي اراقب من بعيد واول إنطباع ولد عندي هو أن الحرب اكلت الفن في هذا البلد .
وهذا ما اثر سلبا في كافة المجالات ومن ضمنها قسم التصوير في - النهار ...... حيث الجيل الجديد من المصورين هو أشبه بالجيل المريض الذي لا يمكنه العمل والعطاء باحساس والصورة بحـاجـة للنظر والاحساس لتاتي معافاة إن كصورة فنية أو صحفية .
ويتابع سام مزمانیان
- المصورون الجدد يفتقرون إلى الخبرة .. فهم يجيدون الامساك بالكاميرا فقط ، دون النظر إلى الأمور التقنية الأخرى ، خصوصاً داخل المختبر
- ماذا لو كلفت مجدداً بتنظيم هذا القسم ؟
الآن أرفض ذلك .
فالاسبـاب التي دعتني لترك القسم لم تنته بعد .. ربما في المستقبل افكر بهذا الأمر ... خصوصا وانا قد أسست فريقا هو من اقوى فرق العمل في لبنان .. لا بل اعتبر بعضهم من المستوى العالمي ومن هؤلاء جورج سـرجـيـان وإبـراهيم الطويل ، اللذين يتمتعان بالمزيد من الطاقة والخلفية والرؤى الفنية لاي مشهد كان .
سام والحرب اللبنانية
يبدو أن للحرب في لبنان الرها الكبير على مسيرتك فهل هي سبب عزلتك إلى هذا الحد ؟
- انا بطبعي اتاثر بكل طلقة رصاص واكاد افقد إتزاني . والحرب هي بالفعل صاحبة الأثر الأكبر على معنوياتي .. وبسببها اعاني من عزلة متزايدة بدأت منذ عام ١٩٧٧ ، ومن المؤكد ان هذه الاحداث المستمرة هي السبب المباشر في تقطع انفاسي وربما نهايتي !!!
إعداد صالح الرفاعي
سام مزمانیان
من هو سام مزمانيان .. المصور الذي رحل عنا مؤخرا . بعدما ترك الكثير من الأعمال الفوتوغرافية ، وعدداً من المصورين الذين تتلمذوا على يده .. وها هم بشهادته وشهادة أعمالهم يتحولون إلى مصورين من الدرجة الأولى طامحين لغزو العالم في صورهم .
سام المصور الذي التقط صورة نادرة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، والذي ابکی النجمة الفرنسية « ب ب . .. في حوار معه قبل رحيله و في اقوال لبعض معايشيه .
سام مزمانیان مصور كبير رحل عنا مؤخرا . بعد فترة وجيزة من لقائنا معه لاستعراض تجربته الرائدة مع الكاميرا منذ الأربعينات ... . فن التصوير ، ارادت تقديم المصور اللبناني المخضرم على صفحاتها وسط المصورين الكبار من العالم ضمن باب . مصـور الشهـر باعتباره لا يقل شأنا عنهم .. لكن شاعت الصدف أن يرحل سام قبل أن يطل على الناس عبر مجلة زملائه وتلامذته من المصورين اللبنانيين .. ولم نجد ما نقدمه سوی حوارنا معه مع بعض ما يقوله الذين عايشوه عن كتب حول تجربتهم معه ، وما يعرفونه عن إسلوبه وطبـاعـه وتطلـعـاتـه كعربون وفاء وتقدير .
رحلة الحب والهواية
المهم أن تحـب .. تحب هوايتك ... تحب مهنتك وتحب من حولك .. جماداً كانوا أم بشراً ولن تتالق رؤيتك لهذا الحب وبمزيد من العمق الا حين تسرق من وقتك لحظات مبكرة في الصباح وتنطلق بعيداً عن الضوضاء .... إلى شاطيء البحر مثلا ... لتعيش هذا الحب بعمق ! . .
إنها عبارة يلخص سام مزمانیان فيها مفهومه للحياة بشكل عام اما حول التصوير الفوتوغرافي فلا بد من العودة إلى بداية مسيرته للوصول إلى هذا المفهوم .
يقول سام :
- البداية كانت عام ١٩٤٠ . يومها كنت لا ازال في الثانية عشر والبحث .. وكـان اخي الأكبر مصوراً ، فتعلمت منه المباديء من عمري .. صغيرا احب المغامرة وتمتلكني الرغبة بالاكتشاف الأساسية للتظهير ، وما لبثت أن اشتريت آلة تصوير بخمس ليرات لبنانية يومها وبدأت بتصوير زملائي في المدرسة ، كما صورت الاشجار والقمر والعديد من المشاهد الطبيعية الأخرى .
اما التحميض .. فكنا نقوم به في تلك الفترة على ضوء الشمس .. إذ نضع الصورة حوالي نصف ساعة قبل أن تصبح جاهزة لنقلها إلى المثبت .
بداية مشوار الاحتراف
رحلة الاحتراف بداها سام عام ١٩٥٨ مع جريدة النهار . هذه الرحلة التي استمرت حتى آخر ايامه ، والتي بدأها مع التحدي كما يقول :
- الدخول إلى الميدان العمل من جهة ، وإلى جريدة النهار من جهة أخرى ، كانا بمثابة التحدي مع الذات ، لذلك عملت جاهدا لتقديم الافضل إنطلاقاً من رفضي للفشل والتراجع ... وهكذا غينت بعد فترة وجيزة رئيساً لقسم التصوير ... في البداية لم يكن لدى مؤسسة النهار إلا ثلاثة مصورين انا والزميلين همبار تركيزيان وديكران .. فما كان مني إلا أن رفعت العدد إلى ١٢ مصوراً دفعة واحدة وأنا اعتبر ان افضل فترة في مشواري هذا ، هي تلك الفترة التي امتدت من عام ١٩٦٦ حتى عام ١٩٧٦ ... إنها عشر سنوات من العطاء المتواصل .
ماضي وحاضر الصورة
وماذا عن اليوم .. وما هو الفرق بين ماضي وحـاضر التصوير ؟
ـ اليوم إختلف مفهوم التصوير وتطور إلى حد كبير بالنسبة للماضي ... خصوصاً مع تزايد عدد المصورين الصحافيين ، فلي الماضي لم يكن التصوير الصحفي معـروفـاً . ولم يكن اللصورة أهميتها .. بينما تعتمد الصحافة اليوم كليا على الصورة باعتبارها الجزء الأهم بالنسبة للقاريء وهذا ما أدى إلى نشوء القسام التصوير في غالبية الصحف والمصور الصحال برایی شبیه بالخيل ، فهو الذي يركض في السباق ويربح .. بينما تعود الإفادة دائما إلى غيره .. .
ويتابع سام موضحاً :
- التقصير بحق المصور لا يزال ساندا ، خصوصا ونحن نعلم أن كلمة رجال الصحافة تكاد تقتصر أولئك ، المتمترسين ، وراء مكاتبهم . في الوقت الذي تعلم فيه الصحافة هي في الخارج حيث الناس ومشاكلهم .. في القرى . المصانع ووسط الحركة الدائمة للناس .
عقدة الأجنبي
- ما رأيك بالصور اللبناني بوجه خاص ؟
ـ من الناحية الصحافية ، منه مصورون لا باس بهم ... ويكفي ان لديهم الشعور بالقاهرة والجنون المهني ، ولكن العمل الصحفي يزال متأخراً ولا بد من إعادة النظر بقوانين الصحافة وإعطاء جانب الأهمية لهؤلاء المصورين وتكريس حقوقهم ، التي لا يعترف بها أحد حتى الآن . المصورون كالجنود ، يعيشون الى الظروف ولهم اقل الحقوق .
في نفس هذا الوقت الذي يعاني فيه المصور
اللبناني على درجة كبيرة ، ترى المصور الأجنبي في لبنان يسرح ويعرج دون رقيب لا بل يتمتع بكل الدعم والاحترام اللذين يفتقر إليهما مصورنا اللبناني ... إنها عقدة الأجنبي التي لا بد من التخلص منها .
سام المصور .
- ما هي احب الصور إلى قلب سام ؟
الذكريات طويلة ولا تنتهي .. الأهم أن الناس هي التي تحسم هذا الموضوع وإعجابهم بصورة ما يجعلني سعيدا كوني قد وصلت إلى دواخلهم .. ومع هذا تبقى لدي تفاصيل غير ظاهرة تعني لي الكثير في بعض الصور ومنها أول صورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو يضع النظارات ... ورغم أنه لم يحب هذه الصورة ، لكنه سمح في املك بالتقاطها ... وكذلك صور الأردني حسين وصورة للرئيس شارل الحلو بقصره في سن الفيل ، وصورة لمحمد حسنين هيكل .. كل هذه الصور احبها ليس لكونها تمثل هذه الشخصيات السياسية المعروفة بل لانها صور لها ذكريات خاصة في نفسي .
- ماذا أعطتك هذه المهنة ؟ . بعد ٢٥ سنة من الخدمة الفعلية في الصحافة لم أحصل على شيء سوى الرضى عن نفسي ، وإشباع حب المغامرة عندي ... أما مادياً فلا اعتقد أن قص إسمي من تحت آلاف الصور التي جمعتها طيلة حياتي المهنية قد تكفي لشراء حبة علكة ، !
- هل انت نادم إذن ؟
- ابدأ ... العطاء المادي مهم إنما الأهم هو العطاء المعنوي حيث الابداع والاستمرار .
هل شعرت يوما ما انك ترغب بتبديل مهنتك ؟
- ابدأ ... التصوير بالنسبة لي هو حب ، قبل أن يكون مهنة .. انا
احب الموسيقى مثلا .. كذلك احب التصوير ، وفيهما أجد هروبا من واقعنا المعاش .
ولولا هذا الحب لما استمريت ابدأ ... واذكر هنا أحد أبنائي كمثال ... فقد علمته التصوير وبمجرد ظهور إسمه خلال مدة قصيرة ، أصيب بالغرور فسقط سريعاً .. لان التصوير عطاء صامت من الداخل وليس مجرد إسم او شهرة .
التصوير والجيل المريض
لقد تركت مؤخراً قسم التصـويـر الـذي اسسته في النهار ، ما هي أوضاع هذا القسم حالياً ؟
- أنا منذ بداية الأحداث تخليت عن مسؤوليتي ، ربما لانني ارفض الحرب الجارية كما أرفض رؤية الدماء . وهكذا إنزويت في منزلي اراقب من بعيد واول إنطباع ولد عندي هو أن الحرب اكلت الفن في هذا البلد .
وهذا ما اثر سلبا في كافة المجالات ومن ضمنها قسم التصوير في - النهار ...... حيث الجيل الجديد من المصورين هو أشبه بالجيل المريض الذي لا يمكنه العمل والعطاء باحساس والصورة بحـاجـة للنظر والاحساس لتاتي معافاة إن كصورة فنية أو صحفية .
ويتابع سام مزمانیان
- المصورون الجدد يفتقرون إلى الخبرة .. فهم يجيدون الامساك بالكاميرا فقط ، دون النظر إلى الأمور التقنية الأخرى ، خصوصاً داخل المختبر
- ماذا لو كلفت مجدداً بتنظيم هذا القسم ؟
الآن أرفض ذلك .
فالاسبـاب التي دعتني لترك القسم لم تنته بعد .. ربما في المستقبل افكر بهذا الأمر ... خصوصا وانا قد أسست فريقا هو من اقوى فرق العمل في لبنان .. لا بل اعتبر بعضهم من المستوى العالمي ومن هؤلاء جورج سـرجـيـان وإبـراهيم الطويل ، اللذين يتمتعان بالمزيد من الطاقة والخلفية والرؤى الفنية لاي مشهد كان .
سام والحرب اللبنانية
يبدو أن للحرب في لبنان الرها الكبير على مسيرتك فهل هي سبب عزلتك إلى هذا الحد ؟
- انا بطبعي اتاثر بكل طلقة رصاص واكاد افقد إتزاني . والحرب هي بالفعل صاحبة الأثر الأكبر على معنوياتي .. وبسببها اعاني من عزلة متزايدة بدأت منذ عام ١٩٧٧ ، ومن المؤكد ان هذه الاحداث المستمرة هي السبب المباشر في تقطع انفاسي وربما نهايتي !!!
إعداد صالح الرفاعي
تعليق