شاعر مسيحي من قبيلة تغلب الشهيرة، اتفق الرواة على أنه وجرير والفرزدق ثلاثي الشعر في العصر الأموي، ذاع صيته عندما جعله الخليفة عبد الملك بن مروان واحدا من شعراء البلاط الأموي.
هو الشاعر غياث بن غوث بن الصلت ويكنى "أبا مالك"، ولد في الحيرة في العام الـ19 للهجرة الموافق 640 للميلاد، ونشأ على المسيحية، وقد عاش في دمشق ردحا من الزمن وأقام حينا آخر في منطقة الجزيرة السورية.
وكما جاء في حلقة "تأملات" (2023/2/28) فقد لقب الشاعر بالأخطل، ولذلك اللقب قصص ثلاث: الأولى هي أنه لقب أطلقه عليه شاعر بني تغلب كعب بن جعيل حينما قال له "إنك لأخطل يا غلام" لطول أذنيه ورخاوتهما في إهانة له.
وجاء في "لسان العرب" أنه سمي الأخطل لخطل لسانه، أي طوله.
وقيل أيضا أنه كني بذلك لفحش كلامه، أما أبو الفرج الأصفهاني فقد أورد في كتابه "الأغاني" نقلا عن ابن السكيت أن الأخطل قد هجا رجلا من قبيلته فقال: له يا غلام، إنك لأخطل، فلقب به.
قيل فيه الكثير، فوصفه الفرزدق حينما سئل عن أشعر الناس؟ فأجاب: كفاك بي إذا افتخرت، وبجرير إذا هجا، وبابن النصرانية إذا امتدح، فيما قال عنه أبو عمرو بن العلاء "لو أدرك الأخطل يوما واحدا من الجاهلية ما فضلت عليه أحدا"، أما جرير وهو يشكل معه ومع الفرزدق ثلاثي الشعر الأموي فقال "ابن النصرانية أرمانا للفرائص، وأمدحنا للملوك، وأوصفنا للخمر والحمر" (يعني النساء).
ورغم أنه قرض الشعر صغيرا فإن الأخطل اكتسب الشهرة بسبب قربه من البلاط الأموي، وكان ذلك حينما اتصل به يزيد بن معاوية، وكان ولي عهد والده معاوية بن أبي سفيان.
وتعود القصة إلى أن يزيد بن معاوية غضب من عبد الرحمن بن حسان الأنصاري لأنه شبب بأخته رملة بنت معاوية، فأمر يزيد كعب بن جعيل ألا يهجو عبد الرحمن الأنصاري فحسب، بل قبيلته بأكملها.
وخاف كعب بن جعيل من هجاء قوم ناصروا رسول الله صلى الله وعليه وسلم، وأشار على يزيد بأنه إذا كان لا يستطيع هجاءهم فهو يعرف من يستطيع أن يهجوهم دون أن يرعى إلا ولا ذمة، وكان الأخطل.
وهجا الأخطل الأنصار هجاء لاذعا قاسيا مستخدما أسلوبا وألفاظا قللت من شأنهم، وضرب على وتر حساس لدى العرب فجعلهم دون قريش مكانة وشرفا، مثيرا ما كان بين العدنانية والقحطانية من عداء تاريخي:
ذهبت قريش بالمكارم والعلى
واللؤم تحت عمائم الأنصار
فذروا المكارم لستم من أهلها
وخذوا مساحيكم بني النجار
وقربت تلك الحادثة الأخطل من البلاط الأموي، وكانت مقدمة للاتصال بهم، فحصل منهم على المال والجاه والشهرة وعاش متكسبا من تلك المهارة، وأصبح الأخطل شاعر الأمويين والناطق الرسمي باسمهم، والمروّج لسياساتهم والمدافع عنها.
قصائد هجائية
كما عرف الأخطل بقصائد هجائية جمعته وجريرا، فهجا كلاهما الآخر، يقول جرير
قبّح الإله وجوه تغلب إنها
هانت عليّ مراسنا وسبالا
قبّح الإله وجوه تغلب كلّما
شبح الحجيج وكبّروا إهلالا
عبدوا الصليب وكذّبوا بمحمد
وبجبرئيل وكذّبوا ميكالا
فما كان من الأخطل إلا أن رد بالنمط عينه في قصيدة قال بعدها جرير إن الأخطل قد غلبه فيها:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط
غلس الظلام من الرباب خيالا
فانعق بضأنك يا جرير فإنما
منّتك نفسك في الخلاء ضلالا
منّتك نفسك أن تسامي دارما
أو أن توازن حاجبا وعقالا
وإذا وضعت أباك في ميزانهم
قفزت حديدته إليك فشالا
توفي الأخطل في الـ70 من عمره عام 92 هجري الموافق عام 710 ميلادي في السنة الخامسة من خلافة الوليد بن عبد الملك، ولا تتوافر معلومات موثقة عن مكان وفاته، والأرجح أنه مات بين قومه في الجزيرة الفراتية.
هو الشاعر غياث بن غوث بن الصلت ويكنى "أبا مالك"، ولد في الحيرة في العام الـ19 للهجرة الموافق 640 للميلاد، ونشأ على المسيحية، وقد عاش في دمشق ردحا من الزمن وأقام حينا آخر في منطقة الجزيرة السورية.
وكما جاء في حلقة "تأملات" (2023/2/28) فقد لقب الشاعر بالأخطل، ولذلك اللقب قصص ثلاث: الأولى هي أنه لقب أطلقه عليه شاعر بني تغلب كعب بن جعيل حينما قال له "إنك لأخطل يا غلام" لطول أذنيه ورخاوتهما في إهانة له.
وجاء في "لسان العرب" أنه سمي الأخطل لخطل لسانه، أي طوله.
وقيل أيضا أنه كني بذلك لفحش كلامه، أما أبو الفرج الأصفهاني فقد أورد في كتابه "الأغاني" نقلا عن ابن السكيت أن الأخطل قد هجا رجلا من قبيلته فقال: له يا غلام، إنك لأخطل، فلقب به.
قيل فيه الكثير، فوصفه الفرزدق حينما سئل عن أشعر الناس؟ فأجاب: كفاك بي إذا افتخرت، وبجرير إذا هجا، وبابن النصرانية إذا امتدح، فيما قال عنه أبو عمرو بن العلاء "لو أدرك الأخطل يوما واحدا من الجاهلية ما فضلت عليه أحدا"، أما جرير وهو يشكل معه ومع الفرزدق ثلاثي الشعر الأموي فقال "ابن النصرانية أرمانا للفرائص، وأمدحنا للملوك، وأوصفنا للخمر والحمر" (يعني النساء).
ورغم أنه قرض الشعر صغيرا فإن الأخطل اكتسب الشهرة بسبب قربه من البلاط الأموي، وكان ذلك حينما اتصل به يزيد بن معاوية، وكان ولي عهد والده معاوية بن أبي سفيان.
وتعود القصة إلى أن يزيد بن معاوية غضب من عبد الرحمن بن حسان الأنصاري لأنه شبب بأخته رملة بنت معاوية، فأمر يزيد كعب بن جعيل ألا يهجو عبد الرحمن الأنصاري فحسب، بل قبيلته بأكملها.
وخاف كعب بن جعيل من هجاء قوم ناصروا رسول الله صلى الله وعليه وسلم، وأشار على يزيد بأنه إذا كان لا يستطيع هجاءهم فهو يعرف من يستطيع أن يهجوهم دون أن يرعى إلا ولا ذمة، وكان الأخطل.
وهجا الأخطل الأنصار هجاء لاذعا قاسيا مستخدما أسلوبا وألفاظا قللت من شأنهم، وضرب على وتر حساس لدى العرب فجعلهم دون قريش مكانة وشرفا، مثيرا ما كان بين العدنانية والقحطانية من عداء تاريخي:
ذهبت قريش بالمكارم والعلى
واللؤم تحت عمائم الأنصار
فذروا المكارم لستم من أهلها
وخذوا مساحيكم بني النجار
وقربت تلك الحادثة الأخطل من البلاط الأموي، وكانت مقدمة للاتصال بهم، فحصل منهم على المال والجاه والشهرة وعاش متكسبا من تلك المهارة، وأصبح الأخطل شاعر الأمويين والناطق الرسمي باسمهم، والمروّج لسياساتهم والمدافع عنها.
قصائد هجائية
كما عرف الأخطل بقصائد هجائية جمعته وجريرا، فهجا كلاهما الآخر، يقول جرير
قبّح الإله وجوه تغلب إنها
هانت عليّ مراسنا وسبالا
قبّح الإله وجوه تغلب كلّما
شبح الحجيج وكبّروا إهلالا
عبدوا الصليب وكذّبوا بمحمد
وبجبرئيل وكذّبوا ميكالا
فما كان من الأخطل إلا أن رد بالنمط عينه في قصيدة قال بعدها جرير إن الأخطل قد غلبه فيها:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط
غلس الظلام من الرباب خيالا
فانعق بضأنك يا جرير فإنما
منّتك نفسك في الخلاء ضلالا
منّتك نفسك أن تسامي دارما
أو أن توازن حاجبا وعقالا
وإذا وضعت أباك في ميزانهم
قفزت حديدته إليك فشالا
توفي الأخطل في الـ70 من عمره عام 92 هجري الموافق عام 710 ميلادي في السنة الخامسة من خلافة الوليد بن عبد الملك، ولا تتوافر معلومات موثقة عن مكان وفاته، والأرجح أنه مات بين قومه في الجزيرة الفراتية.