يوروبا
Yoruba people - Yorubas
يوروبا
تتفق التفسيرات الحديثة لأصول اليوروبا Yoruba التقليدية على أنهم شعب سوداني، بسط نفوذه على السكان الأصليين في نطاق غابة نيجيريا الحالية. وقد قدم اليوروبيون بين القرنين السابع والحادي عشر الميلاديين، واستقروا في الجنوب الغربي من نيجيريا.
يؤلف اليوروبا في الواقع جميع سكان الولايات النيجيرية الثلاث: أوغان Ogun وأوندو Ondo وأويو Oyo، إضافة إلى معظم سكان ولاية لاغوس Lagos ومنطقة ايلورين Ilorin في ولاية كوارا Kwara. وتنتشر اليوروبا في معظم دول إفريقيا الغربية ولاسيما في بنين Benin وسيراليون Sierra Leon وتوغو Togo، ولكن معظمهم في نيجيريا (نحو 14 مليوناً أو مايعادل 90% من شعب يوروبا).
وعموماً تمتد أوطان اليوروبا إلى الغرب من مصب نهر النيجر، وتشمل الشريط الساحلي المطل على المحيط الأطلسي، وإن كان شعب اليوروبا يعيش غالباً في الداخل، ولايمارس أيّ نشاط على الساحل، ومدنه الشهيرة - مثل إبادان Ibadan -كلها في الداخل، أما لاغوس العاصمة السابقة فهي مدينة حديثة نسبياً، وقد بُنيت في عهد الاستعمار، وأبعد مدن اليوروبا إلى الشمال إيلورين التي تبعد عن الساحل أكثر من 300كم.
وللإسلام أثره في مدن اليوروبا الشمالية، وهناك تبشير واسع الانتشار لمختلف الأديان والمذاهب، ومع ذلك فإن بقايا العبادات القديمة (عبادة السلف ونحوها) لاتزال منتشرة، كما أن هناك تمجيداً لإله سماوي يدعونه أولورن Olorun، إضافة إلى آلهة أخرى أقل أهمية.
ويعدّ اليوروبا في طليعة الشعوب الإفريقية وأكثرها تقدماً، تتسم حياته الاقتصادية بالجد والنشاط، وهي تشمل الزراعة والمهن اليدوية والتجارة، وجميع هذا النشاط على اختلاف أنواعه مركّز حول المدن التي طالما كانت أيضاً مركزاً للنشاط السياسي.
وقد اشتهر اليوروبا بإنشاء المدن المستقرة ذات الحجم الكبير نسبياً، ومن أشهرها: إبادان (1.3 مليون نسمة عام 2000) وآيفي Ife وأويو وايلورين.
وهذا خلاف مدينة لاغوس (العاصمة السابقة) التي كانت قد نمت في عهد الاستعمار، ويبلغ عدد سكانها 1.5مليون نسمة، وهي مدينة يوروبية خالصة. وكل مدينة يوروبية مقسمة إلى أقسام أو (أخطاط)، ويسكن كل «خط» في العادة أناس من بطن واحد، أو شعبة قبيلة واحدة؛ أي إنه بين سكان الخط قرابة نسب، ولهم مجلس يسهر على مصالح الخط، وله رئيس تدين له الجماعة كلها، وهذا من أهم عناصر الاستقرار، وقد تشتمل المدن الكبيرة والمتوسطة على نصف السكان في إقليم اليوروبا كله.
ومما يلفت النظر أن المشتغلين بالزراعة يسكنون المدن في معظم السنة، ويمارسون مهنتهم في الأراضي التي تحيط بالمدينة، فيذهب الزارع كل يوم إلى مزرعته ليقوم بما تتطلبه الزراعة من عمل، ثم يعود إلى بيته آخر النهار.
وإذا كان موسم الزراعة يتطلب البقاء بجانب المزرعة أياماً فإنه يبني مسكناً صغيراً أو مأوى مؤقتاً يبيت فيه الليالي الضرورية، ثم يعود إلى مسكنه الدائم في المدينة إثر ذلك، والمساحة التي تزرع حول المدينة تحيط بها من كل جهة إلى بعد يصل إلى 24 كيلو متراً تقريباً، فالمدينة في هذه الحالة تربة عظيمة.
وهذه الظاهرة تكون أكثر وضوحاً في المدن الصغيرة أو المتوسطة، فقد أوضح غير واحد من الباحثين أن المدينة التي يراوح عدد سكانها بين 2000ـ5000 نسمة تكون نسبة اليوروبا فيهم 80%، وأكثرهم حرفته الزراعة.
أما المدن الكبيرة التي تصل إلى 100 ألف نسمة فأكثر فإنها تشتمل على اليوروبا بنسبة 20%، لأن مثل تلك المدن تزدحم بأنواع النشاط التجاري والصناعي والفني إلى جانب رجال الإدارة والوافدين إليها من الخارج.
ولايؤخذ من هذا الكلام أن سكنى اليوروبا مقصورة على المدن، بل هناك مايقرب من النصف يعيشون في قرى كبيرة أو صغيرة ملتزمين النظام السائد في كل خط في المدينة؛ أي أن يكون معظم سكان القرية أو كلهم من عشيرة واحدة، ولهم مجلسهم ورئيسهم الذي يأتمرون بأمره.
مع التسليم بأن النشاط الزراعي له المكان الأول عند اليوروبا فإن هناك حرفاً عديدة يقوم بها المتخصصون مثل النسيج والصناعة والحدادة وصب النحاس ونحت الخشب والعاج والقرع وصناعة العقود والصناعات الجلدية وعمل الحلي والتمائم، وغير ذلك من الصناعات الدقيقة التي ينهض بها عدد محدود من المتخصصين.
وقد اشتهرت بنين وآيفي العاصمة الدينية بما اشتملت عليه من ذخائر فنية ومن تماثيل منحوتة من الخشب أو مصنوعة من القرميد ومن الحديد والبرونز. وقد نقل كثير من التحف إلى خارج البلاد حتى امتلأت بها المتاحف في أوربا وأمريكا. وكان الملوك والرؤساء يشجعون هذه الصناعات، ويرعون هذه البراعات الفنية إلى أن جاء الغزو الإيطالي، وغُلب الرؤساء على أمرهم، وفرّ الفنانون إلى الغابات هرباً من المغيرين، وبعد نحو عشرين عاماً تنبّه رجال الإدارة إلى أن فقد هذه الفنون خسارة كبيرة، فأخذوا يحرضون من بقي من الفنانين على العودة، وعادت هذه المهارات إلى الانتعاش. والواقع أن البراعة الفنية منتشرة في كثير من جهات إفريقيا الاستوائية، ولكنها بلغت الغاية في إقليم اليوروبا ولاسيما في سواحل غينيا بوجه عام.
والتجارة عند اليوروبا تحتل مكاناً مهماً في حياتهم الاقتصادية، ومن الظاهرات التي تلفت النظر أن النساء هن اللواتي ينهضن بعبء تجارة التجزئة. ويقول لاندر Lander الذي زار البلاد سنة 1830: إن أحد ملوك أويو Oyo كانت له مئة زوجة يرسلهن لبيع الغلات الزراعية.
صفوح خير
Yoruba people - Yorubas
يوروبا
تتفق التفسيرات الحديثة لأصول اليوروبا Yoruba التقليدية على أنهم شعب سوداني، بسط نفوذه على السكان الأصليين في نطاق غابة نيجيريا الحالية. وقد قدم اليوروبيون بين القرنين السابع والحادي عشر الميلاديين، واستقروا في الجنوب الغربي من نيجيريا.
يؤلف اليوروبا في الواقع جميع سكان الولايات النيجيرية الثلاث: أوغان Ogun وأوندو Ondo وأويو Oyo، إضافة إلى معظم سكان ولاية لاغوس Lagos ومنطقة ايلورين Ilorin في ولاية كوارا Kwara. وتنتشر اليوروبا في معظم دول إفريقيا الغربية ولاسيما في بنين Benin وسيراليون Sierra Leon وتوغو Togo، ولكن معظمهم في نيجيريا (نحو 14 مليوناً أو مايعادل 90% من شعب يوروبا).
وعموماً تمتد أوطان اليوروبا إلى الغرب من مصب نهر النيجر، وتشمل الشريط الساحلي المطل على المحيط الأطلسي، وإن كان شعب اليوروبا يعيش غالباً في الداخل، ولايمارس أيّ نشاط على الساحل، ومدنه الشهيرة - مثل إبادان Ibadan -كلها في الداخل، أما لاغوس العاصمة السابقة فهي مدينة حديثة نسبياً، وقد بُنيت في عهد الاستعمار، وأبعد مدن اليوروبا إلى الشمال إيلورين التي تبعد عن الساحل أكثر من 300كم.
وللإسلام أثره في مدن اليوروبا الشمالية، وهناك تبشير واسع الانتشار لمختلف الأديان والمذاهب، ومع ذلك فإن بقايا العبادات القديمة (عبادة السلف ونحوها) لاتزال منتشرة، كما أن هناك تمجيداً لإله سماوي يدعونه أولورن Olorun، إضافة إلى آلهة أخرى أقل أهمية.
ويعدّ اليوروبا في طليعة الشعوب الإفريقية وأكثرها تقدماً، تتسم حياته الاقتصادية بالجد والنشاط، وهي تشمل الزراعة والمهن اليدوية والتجارة، وجميع هذا النشاط على اختلاف أنواعه مركّز حول المدن التي طالما كانت أيضاً مركزاً للنشاط السياسي.
وقد اشتهر اليوروبا بإنشاء المدن المستقرة ذات الحجم الكبير نسبياً، ومن أشهرها: إبادان (1.3 مليون نسمة عام 2000) وآيفي Ife وأويو وايلورين.
وهذا خلاف مدينة لاغوس (العاصمة السابقة) التي كانت قد نمت في عهد الاستعمار، ويبلغ عدد سكانها 1.5مليون نسمة، وهي مدينة يوروبية خالصة. وكل مدينة يوروبية مقسمة إلى أقسام أو (أخطاط)، ويسكن كل «خط» في العادة أناس من بطن واحد، أو شعبة قبيلة واحدة؛ أي إنه بين سكان الخط قرابة نسب، ولهم مجلس يسهر على مصالح الخط، وله رئيس تدين له الجماعة كلها، وهذا من أهم عناصر الاستقرار، وقد تشتمل المدن الكبيرة والمتوسطة على نصف السكان في إقليم اليوروبا كله.
ومما يلفت النظر أن المشتغلين بالزراعة يسكنون المدن في معظم السنة، ويمارسون مهنتهم في الأراضي التي تحيط بالمدينة، فيذهب الزارع كل يوم إلى مزرعته ليقوم بما تتطلبه الزراعة من عمل، ثم يعود إلى بيته آخر النهار.
وإذا كان موسم الزراعة يتطلب البقاء بجانب المزرعة أياماً فإنه يبني مسكناً صغيراً أو مأوى مؤقتاً يبيت فيه الليالي الضرورية، ثم يعود إلى مسكنه الدائم في المدينة إثر ذلك، والمساحة التي تزرع حول المدينة تحيط بها من كل جهة إلى بعد يصل إلى 24 كيلو متراً تقريباً، فالمدينة في هذه الحالة تربة عظيمة.
وهذه الظاهرة تكون أكثر وضوحاً في المدن الصغيرة أو المتوسطة، فقد أوضح غير واحد من الباحثين أن المدينة التي يراوح عدد سكانها بين 2000ـ5000 نسمة تكون نسبة اليوروبا فيهم 80%، وأكثرهم حرفته الزراعة.
أما المدن الكبيرة التي تصل إلى 100 ألف نسمة فأكثر فإنها تشتمل على اليوروبا بنسبة 20%، لأن مثل تلك المدن تزدحم بأنواع النشاط التجاري والصناعي والفني إلى جانب رجال الإدارة والوافدين إليها من الخارج.
ولايؤخذ من هذا الكلام أن سكنى اليوروبا مقصورة على المدن، بل هناك مايقرب من النصف يعيشون في قرى كبيرة أو صغيرة ملتزمين النظام السائد في كل خط في المدينة؛ أي أن يكون معظم سكان القرية أو كلهم من عشيرة واحدة، ولهم مجلسهم ورئيسهم الذي يأتمرون بأمره.
مع التسليم بأن النشاط الزراعي له المكان الأول عند اليوروبا فإن هناك حرفاً عديدة يقوم بها المتخصصون مثل النسيج والصناعة والحدادة وصب النحاس ونحت الخشب والعاج والقرع وصناعة العقود والصناعات الجلدية وعمل الحلي والتمائم، وغير ذلك من الصناعات الدقيقة التي ينهض بها عدد محدود من المتخصصين.
وقد اشتهرت بنين وآيفي العاصمة الدينية بما اشتملت عليه من ذخائر فنية ومن تماثيل منحوتة من الخشب أو مصنوعة من القرميد ومن الحديد والبرونز. وقد نقل كثير من التحف إلى خارج البلاد حتى امتلأت بها المتاحف في أوربا وأمريكا. وكان الملوك والرؤساء يشجعون هذه الصناعات، ويرعون هذه البراعات الفنية إلى أن جاء الغزو الإيطالي، وغُلب الرؤساء على أمرهم، وفرّ الفنانون إلى الغابات هرباً من المغيرين، وبعد نحو عشرين عاماً تنبّه رجال الإدارة إلى أن فقد هذه الفنون خسارة كبيرة، فأخذوا يحرضون من بقي من الفنانين على العودة، وعادت هذه المهارات إلى الانتعاش. والواقع أن البراعة الفنية منتشرة في كثير من جهات إفريقيا الاستوائية، ولكنها بلغت الغاية في إقليم اليوروبا ولاسيما في سواحل غينيا بوجه عام.
والتجارة عند اليوروبا تحتل مكاناً مهماً في حياتهم الاقتصادية، ومن الظاهرات التي تلفت النظر أن النساء هن اللواتي ينهضن بعبء تجارة التجزئة. ويقول لاندر Lander الذي زار البلاد سنة 1830: إن أحد ملوك أويو Oyo كانت له مئة زوجة يرسلهن لبيع الغلات الزراعية.
صفوح خير