ابو عبدالله الداعي ١_a .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابو عبدالله الداعي ١_a .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

    ابو عبدالله الداعي

    بعد مقتل عثمان الخليفة الراشدي الثالث ، تسلم علي بن أبي طالب الخلافة ، وكانت التركة التي ورثها كبيرة للغاية ، اضطرته فيما اضطرته الى خوض عدد من الحروب الداخلية الدامية ، ومزقت هذه الحروب صفوف الأمة الاسلامية وجعلته نفسه يلقى حتفه غيلة ، مما مكن خصومه من بني أمية من استحواز السلطة ، وكان لذلك ردات فعل عنيفة للغاية ولهذا واجه الحكم الأموي ثورات كبيرة متواصلة .

    وتجمعت أكبر عناصر المعارضة في العراق ، وزعمت أبناء علي بن أبي طالب ، وكان لها عدة جولات دامية مع السلطة الأموية ، كان أهمها فاجعة كربلاء ، وبعد كربلاء، وعبر عدة مراحل ، أخذ حزب الشيعة يتحول من حزب سياسي يرى أحقية أسرة في الحكم الى حركة دينية ، وبعد فترة أصاب التمزق حزب الشيعة ، لكن أخذت غالبية عناصر الشيعة تحصر زعامتها في أبناء الحسين بن علي .

    وحمل كل واحد من رؤوس السلطه من بني أمية لقب خليفة ، وكان كل منهم ينادي بأمير المؤمنين ، وحيث أن الاسلام مزج بين المعنى الديني والدنيوي للاعمال ، وحيث أن النبي جمع في شخصيته النبوة مع القيادة الدنيوية ، ، وبعدما تحولت الحركة الشيعية من حزب سياسي الى حركات دينية ، فقد أخذ الشيعة يطلقون على زعمائهم لقب امام ، وهذه العبارة تعني
    قائد أمة ، ذلك أن الأمة اللغة والعقيدة و أتباع دين وقالت الشيعة الآن بأن زعماءهم ، استحقوا الزعامة بسبب وراثتهم للنبي ، وأن رجال السلطة الأموية اغتصبوا منهم القسم الدنيوي من الزعامة فقط ، ولم يحرموهم الزعامة الدينية ، وهي الامامه ، لهذا الأيام الامامه محور العمل الشيعي ، وأغنيت فكرتها ، وزودت بكثير من المعاني والصفات ، وذلك بفضل اتساع رقعة ديار الإسلام ، والتطور الثقافي والحضاري الذي ألم بالمجتمع الإسلامي ولهذا استفادت كثيراً من تراث الديانات السماوية وغير السماوية الافلاطونية غدت مع مع الحديثة والغنوصية وخلال العصر الأموي فجر الشيعة العديد من الثورات ، ثم سقطت الخلافة الأموية ، وبعد ما قامت الخلافة العباسية ، دخلت الحركات الشيعية مرحلة جديدة من تاريخها ، ذلك أن جميع الحركات المتطرفة والعسكرية قد أخفقت وآل أمرها إلى الاضمحلال ، وفقط بقي أبناء الحسين الذين التزم غالبيتهم ، بعد كربلاء ، بالمرونة والثبات السلبي المظهر ، وظل الحال هكذا حتى أيام جعفر الصادق ، الذي اعتبر سادس الأئمة ففي أيام الصادق، انقسم أتباع الصادق إلى قسمين : واحد متطرف وآخر محافظ ، فقد قالت جماعة بأن الإمام بعد الصادق هو ابنه البكر اسماعيل ، وذلك على الرغم من أنه توفي أيام أبيه ، حيث أن الامامة ، انتقلت حكما ونصاً إلى محمد بن اسماعيل ، الذي يعرف عادة بمحمد المكتوم ، ذلك أن دعوة هذا الفرع الذي اتسم بالتطرف ، والعلمانية في التنظيم دخلت الآن مرحلة من النكتم الشديد ، وباتت تعرف باسم أو الإسماعيلية ، وغير ذلك من الاسماء الصعبة ،
    ، وتابع خط موسى وقالت الفئة الثانية من أتباع الصادق ، أنه بوفاة اسماعيل ، ولغير ذلك الأسباب ، فقد عيشن الصادق ابنه الآخر موسى الكاظم إماماً سابعاً هذا حتى الامام الثاني عشر ، ويدعى محمد ابن الحسن العسكري ، وهو عند الكثيرين من الناس إمام لم يلد ولم يخلق ، ولم يكن له إلا الوجود الوهمي، وأن إختيار الرقم (۱۲) وقبله (۷) تم عمداً وتحت تأثير من الفيثاغورسية أو أمثالها من العقائد التي شغل الرقم فيها دوره الهام ، ومهما يكن الحال فقد عرف الخط الثاني باسم الاثنا عشرية أو الامامية ، وفي فترات التاريخ الاسلامي تهيأ لهذا الخط العديد من الفرص لاستلام السلطة في بعض رقاع العالم الاسلامي ، لكن انعدام الامام ، وبقائه في الخفاء ، في غيبة دائمة ، جلب الاخفاق لهذه الفرص جميعاً

    وشكل السبعية بعد عمل سري طويل فرقة فاقت في اعدادها المحكم ، وتنظيمها الدقيق المتقن في مجالات الجذب العقلاني الفلسفي ، والثقافي الإثارة العاطفية والإنفعال ، فاقت به على كل الفرق التي سبقتها أو نافستها ، ففي مكان العمل المشوش للفرق السابقة ، والإيمان البدائي ، والاعتماد على الفورات الانفعالية ، أحكم عدد من العلماء ، ذوي القدرات الخارقة ، والعقول الجبارة ، نظاماً للعقيدة الاسماعيلية ، على مستوى فلسفي في غاية الرقي ، وانتجوا أدباً رفيما بدأ الآن رجال عصرنا بالاعتراف بقيمته وأثره العالي ، مع

    لقد قدم الاسماعيليون للورعين احتراماً كبيراً ظاهريا للقرآن الكريم ، والحديث والشريعة ، ومسايرة للعقيدة الشعبية الرائجة وقدموا للمثقفين شرحا باطنياً فلسفياً للكون ، اعتمد على مصادر الثقافات الشرقية القديمة والكلاسيكية ، وخاصة الفكر الاشراقي من الافلاطونية المحدثة .
    و دعم وقدم رجال الاسماعيلية للصوفية ، والروحانيين مادة فيها الدفء العاطفي ، والحب السامي المؤدي إلى التحام الكائنات ، ووحدة الوجود هذا كله بأمثلة وشواهد مما عاناه الأئمة ، ومن تضحياتهم بذواتهم في سبيل اتباعهم ، ولقد قدم هذا كله في صيغ معارضة للنظام القائم و هادمة له ، فكان في ذلك سحر الثورة ، وحرارة العمل المعارض .

    وعندما حلت نهاية القرن التاسع للميلاد، كان قد تم الاسماعيلية السيطرة على مسارات التفكير الاسلامي ، وعلى عقول الفلاسفة ، وتغلغل تأثيرهم الموجه في نظم وأفكار حركات الثورة في بلاد الاسلام ، كما حصل لدى العامة من الناس شعور بدنو النصر ، وقرب ساعة التحرير ورغم توفر كل هذه المعطيات لم تورط الحركة الاسماعيلية نفسها في عمل ثوري مباشر ، تتحمل أعباء نشاطه بشكل علني ، بل سعت نحو استغلال القوى غير الموالية تماماً لها ، لكن المتأثرة بها إلى أبعد الحدود في اضعاف النظام السني العباسي ، واضعاف أنفسها في ذات الوقت ، وهكذا كان الحال - كما يبدو - بالنسبة لثورات القرامطة ولحركة الزنج وحق بالنسبة للحركة الصفارية ..

    ومع طول التجربة ، ودوام تجوال الأئمة ، وشدة الملاحقة اقتنع رجال الدعوة الاسماعيلية انه لن يكون النجاح حليفهم إذا ما تحركوا في خراسان ، أو العراق ، أو الشام ، فتوجهوا بأنظارهم نحو اليمن ، وتم اختيار اليمن لأسباب تتعلق بموقعها الجغرافي النائي عن مركز السلطة العباسية ، تم لملاءمة الطبيعة الجبلية للبلاد ، ويضاف إلى هذا أن اليمن اشتهرت بولائها الشيعي منذ فترات بعيدة ، وفي اليمن حققت الدعوة الاسماعيلية نجاحات لابأس بها ، وكان جل ذلك بفضل داعية عرفته بعض المصادر باسم علي بن الفضل ، وآخر اشتهر عموما العباسية .



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠١.١٥_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	64.6 كيلوبايت 
الهوية:	75449 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠١.١٥ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	77.1 كيلوبايت 
الهوية:	75450 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠١.١٦_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	79.0 كيلوبايت 
الهوية:	75451 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٨-٢٠٢٣ ٠١.١٧_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	83.7 كيلوبايت 
الهوية:	75452

  • #2
    Abu Abdullah the preacher

    After the killing of Othman, the third Rashidun caliph, Ali bin Abi Talib assumed the caliphate, and the legacy he inherited was very large, which forced him, while forcing him to fight a number of bloody internal wars, and these wars tore the ranks of the Islamic nation and made him die himself, which enabled his opponents from the Umayyads From the acquisition of power, and this had very violent reactions, and for this reason the Umayyad rule faced continuous great revolutions.

    The largest elements of the opposition gathered in Iraq, claiming the sons of Ali ibn Abi Talib, and it had several bloody rounds with the Umayyad authority, the most important of which was the tragedy of Karbala. After a while, the Shiite party was ruptured, but the majority of the Shiite elements began to limit their leadership to the sons of Hussein bin Ali.

    And every one of the heads of power from the Umayyads bore the title of Khalifa, and each of them was calling for the Commander of the Faithful, and since Islam mixed the religious and worldly meaning of deeds, and since the Prophet combined in his personality prophecy with worldly leadership, and after the Shiite movement transformed from a political party into movements Religious, the Shiites have taken to call their leaders the title of Imam, and this phrase means
    The leader of a nation, because the nation is the language, the creed, and the followers of a religion. The Shiites now said that their leaders deserved leadership because of their inheritance of the Prophet, and that the men of the Umayyad authority usurped from them the worldly part of leadership only, and did not deprive them of religious leadership, which is the Imamate. These days, the Imamate is the focus of Shiite work. Its idea was enriched, and provided with many meanings and attributes, thanks to the expansion of the land of Islam, and the cultural and civilizational development that affected the Islamic community, and for this reason it benefited greatly from the heritage of the monotheistic and non-heavenly religions, Platonic, it became with modernity and Gnosticism, and during the Umayyad era, the Shiites sparked many revolutions, and then the caliphate fell The Umayyads, and after the establishment of the Abbasid caliphate, the Shiite movements entered a new stage in their history, because all the extremist and military movements had failed and their affairs had fallen into decay, and only the sons of Hussein remained, most of whom, after Karbala, adhered to flexibility and steadfastness in negative appearance, and this remained the case until the days of Jaafar al-Sadiq, who was considered the sixth of the imams. In the days of al-Sadiq, the followers of al-Sadiq were divided into two groups: one extremist and the other conservative. A group said that the imam after al-Sadiq is And his eldest son, Ismail, despite the fact that he died in the days of his father, as the Imamate, de jure and text, passed to Muhammad ibn Ismail, who is usually known as Muhammad al-Maktoum, because the call of this branch, which was characterized by extremism and secularism in the organization, has now entered a stage of extreme silence. And it came to be known as Ismailia or other difficult names.
    And he followed the line of Musa, and the second group of the followers of Al-Sadiq said that with the death of Ismail, and for other reasons, Al-Sadiq made his other son, Musa Al-Kadhim, live as a seventh imam, this until the twelfth imam, and he is called Muhammad Ibn Al-Hassan Al-Askari, and he is according to many people an imam who was not born nor was he created And he had nothing but an imaginary existence, and that the selection of the number (12) and before it (7) was done deliberately and under the influence of the Pythagoreans or similar beliefs in which the number played an important role, and whatever the case was, the second line was known as the twelve or front, and in periods Islamic history provided this line with many opportunities to seize power in some parts of the Islamic world, but the absence of the Imam, and his remaining in secret, in a permanent occultation, brought about the failure of all these opportunities.

    After a long secret work, the Seven formed a band that excelled in its tight preparation, and its precise and elaborate organization in the fields of rational, philosophical, and cultural attraction, emotional excitement and excitement, surpassing it over all the teams that preceded it or competed with it, in the confused workplace of the previous teams, primitive faith, and reliance on emotional outbursts The wisest number of scholars, endowed with supernatural abilities and powerful minds, compiled a system of Ismaili belief, on a highly refined philosophical level, and produced fine literature that men of our time are now beginning to recognize for its value and high impact, along with

    The Ismailis gave the pious great respect for the Holy Qur’an, the Hadith and the Sharia, and kept pace with the prevalent popular belief. They gave the intellectuals an esoteric and philosophical explanation of the universe, which relied on the sources of ancient and classical eastern cultures, especially the oriental thought of Neoplatonism.
    Ismaili men supported and provided Sufis and spiritualists with material in which emotional warmth and lofty love lead to the cohesion of beings and the unity of existence. So there was the magic of the revolution, and the heat of opposition work.

    By the end of the ninth century A.D., the Ismailis had taken control of the paths of Islamic thinking and the minds of philosophers, and their guiding influence had permeated the systems and ideas of the revolutionary movements in the lands of Islam. The general public also had a feeling that victory was approaching, and the hour of liberation was near, despite the availability of all these. The facts did not involve the Ismaili movement itself in a direct revolutionary action, bearing the burdens of its activity openly, but rather sought to exploit forces that are not completely loyal to it, but are influenced by it to the greatest extent in weakening the Abbasid Sunni regime, and weakening themselves at the same time, and so it was - as It seems - with regard to the Qarmatian revolutions and the Zanj movement, and rightly with regard to the Saffarid movement..

    With the length of experience, the constant wandering of the imams, and the severity of the pursuit, the Ismaili preachers became convinced that success would not be their ally if they moved in Khorasan, Iraq, or the Levant, so they turned their eyes towards Yemen, and Yemen was chosen for reasons related to its remote geographical location from the center of Abbasid power. To suit the mountainous nature of the country, and in addition to this, Yemen was famous for its Shiite loyalties from long periods ago, and in Yemen the Ismaili da’wa achieved considerable successes, and most of that was thanks to a preacher who was known by some sources as Ali ibn al-Fadl, and another who was known in general as the Abbasids.

    تعليق

    يعمل...
    X